بسلا القرفة (Cinnamon Psyllidae)؛ أهم 5 أسباب لها

Cinnamon Psyllidae

تعد بسلا القرفة من الحشرات الماصة التي تضر بإنتاج وزراعة القرفة عندما تتفاقم شدتها، فكيف يتعامل معها المزارع وما أهم طرق الوقاية منها والعلاج والمكافحة؟

 

تعتبر بسلا القرفة (Cinnamon Psyllidae) من الآفات والحشرات الاقتصادية (الضارة بإنتاج النبات) فهي تصيب أشجار القرفة التي لها أهمية عالية في تنكيه الأطعمة والتي تضاف للشاي لتجعل منه مشروبًا أكثر لذة مما هو عليه، فما هي أعراض الإصابة ببسلا القرفة، وكيف يمكن مكافحة بسلا القرفة؟


نبذة عامة عن بسلا القرفة

تنتشر صوفة أو بسلا القرفة (Cinnamon Psyllidae) في مناطق زراعة القرفة حول العالم، خاصة في جزيرة سيلان وبعض مناطق الهند وكذلك شرق المتوسط وأوربا. تتواجد هذه الآفة في الوطن العربي في تونس و المغرب، وفي سوريا، وفي مصر، وفي الأردن والسعودية واليمن خاصة، وفي فلسطين، كما يمكن أن تتواجد في دول آسيا كاليابان والصين والهند وروسيا وداغستان وشمال أفريقيا.

تعتبر هذه الآفة واحدة من آفات القرفة القطنية، ويمكن لها أن تسبب الكثير من الأضرار الحقيقية لقوة الشجرة ومناعتها بشكل عام، ثم تقوم بجذب آفات أخرى للشجرة منها العناكب وفطر العفن الأسود. قدرت العتبة الاقتصادية بأن هذه اﻷفة قد تضر بالإنتاج بنسبة 30% في بعض مناطق زراعة القرفة، وفي مناطق أخرى قد تصل النسبة إلى 70% من مجمل قوة وإنتاج الشجرة.


الإصابة ببسلا القرفة

بسلا القرفة

 

إن الضرر الأساسي والمباشر يأتي من بسلا القرفة بكل أعمارها من حوريات وبسلا كاملة. تقوم الحوريات والحشرات الكاملة بامتصاص عصارة النبات الخلوية، حيث تمتص وتتغذى على عصارة الأوراق وكذلك الحوامل الزهرية والأزهار، كما أن الأطوار غير الكاملة أو الحوريات الصغيرة تقوم بإفراز مواد شمعية بيضاء تجمع الأجزاء المصابة من الشجرة خاصة الأوراق، فتمنع بذلك تلقيح الأزهار على شجرة القرفة وهذا له دور سلبي على الإنتاج.

بالإضافة لما تقدم ذكره، فإن الحشرة تفرز ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود تغطي معظم أجزاء النبات ومنها الأوراق والثمار، فتعيق عملية التنفس ويضعف نمو أشجار القرفة وإنتاجها.

“اقرأ أيضًا: حشرة الوزال القشرية


عوامل خطورة بسلا القرفة

تنبع عوامل خطورة بسلا القرفة حين تتواجد بصورة غزيرة من دون برنامج مكافحة أو اهتمام من المزارع، حيث أنها تضعف الشجرة بشكل عام وتؤدي لانجذاب آفات أخرى منها العناكب (عنكبوت أحمر، ذو بقعتين) والتربس والديدان.

قد تكون الآفات المنجذبة حفارة مثل حفار أوراق القرفة، وقد تكون بكتيرية مثل السل، أو قد تكون آفات فطرية مثل العفن. كذلك، فمع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات في ما بينها بصورة كبيرة، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات في بستان القرفة عند الضرورة.

“اقرأ أيضًا: النمر على الورد


متى يلجأ المزارع للمكافحة الشاملة؟

لا يتم اللجوء إلى المكافحة الشاملة أو المتكاملة لبسلا القرفة، إلا حين يتفاقم الضرر وتتداخل الآفات في ما بينها بقوة وغزارة. المقصود بالمكافحة المتكاملة أن المزارع عليه أن يقوم بإجراءات عناية بالأرض والتقليم والتسميد والتعشيب وغيرها، وبأخذ النصح والإرشاد من خبير زراعي أو مختص بوقاية النبات أو بفني مختص، حيث يراعي المزارع مفهوم العتبة الاقتصادية، أو الحد الحرج للضرر الذي يجب أن يتم التدخل عنده عند وجوده على شجرة القرفة.

كما لا تتم مكافحة بسلا القرفة في حال لم يكن هناك داع للمكافحة أو في حال قلة الأضرار، لأن المكافحة الزائدة عن حدها بالمبيدات سوف تزيد مقاومة الآفة للمبيدات في السنوات القادمة.

ينصح أثناء المكافحة الكيميائية باستعمال أكثر من مبيد فوسفو عضوي، وعدم استعمال مبيد واحد في كل موسم قرفة، كما يتم في المكافحة المتكاملة توجيه عمليات التسميد والري والتقليم بصورة منتظمة مدروسة كمًا ونوعًا.

“اقرأ أيضًا: حشرة الياسمين القشرية


الوصف العام للبسلا

تبدو الحشرة الكاملة من بسلا القرفة صغيرة الحجم تمامًا مثل حشرة الدفلة القشرية والبق والمن والنمر (نمر الإجاص). يبلغ طول بسلا القرفة حوالي 2-3.5 مم، حيث يكون لون الحشرة أخضر برتقالي أو أخضر مصفر، الأجنحة الأمامية شفافة وعليها بقع صفراء أرجوانية، أما الأجنحة الخلفية فهي بيضاء اللون أو شفافة.

حوريات بسلا القرفة تشبه في لونها وشكلها لون الحشرة الكاملة وتفرز خيوطًا شمعية تغطي بها جسمها وتصبح شبه الحشرة الكاملة مع التقدم عمرًا.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف الكاكاو


عوامل تزيد فرص الإصابة بالبسلا

إن هناك جملة من العوامل التي تزيد فرص الإصابة ببسلا القرفة، قد تكون عوامل زراعية وقد تكون ميكانيكية أو كيميائية، و من أهم العوامل:

  1. عدم العناية العامة بشجرة القرفة من تسميد متوازن بالعناصر NPK، وري، وتقليم.
  2. كذلك فإن تقليم أشجار القرفة بمقص غير نظيف و معقم يجذب الآفات ويشجع الإصابة بهذه الحشرة لأنه يسبب الجرح لها والجرح تنجذب له الحشرة.
  3. كما أن الضرب بالعصا من المزارع وعاملي البستان على شجرة القرفة يسبب جروحًا على الشجرة وفروعها ويعرضها للآفات.
  4. كذلك فإن استعمال مبيدات كربماتية، أو مبيدات من مشتقات الفحوم الهيردوجينية كالمبيد DDT، يكون ذو تأثير سلبي على البيئة وشجرة القرفة.
  5. كما أن استعمال نفس المبيد في كل موسم قرفة يزيد مقاومة بسلا القرفة للمبيد، فتكرار نفس المبيد خطأ شائع لا يجوز.

دورة حياة الآفة

بسلا القرفة

 

إن بسلا القرفة تقضي فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة مختبئة في التربة أو شقوق الجذع والأغصان، وقد تتواجد بين البراعم وحول الأوراق. بعد حوالي الأسبوعين، وفي الربيع مع ارتفاع درجات الحرارة، تتغذى لفترة محدودة، ثم يتم بعدها النضج الجنسي وهذه الفترة تختلف حسب الظروف البيئية السائدة من رطوبة وحرارة ومناخ وظروف تتعلق بفزيولوجيا جسم الحشرة.

بعد التزاوج تضع الأنثى البيض بحوالي 75-80 بيضة على أماكن الإصابة من أوراق وأغصان فتية، حيث يتم ذلك غالبًا في شهر نيسان/ أبريل. بعد ذلك، يفقس البيض (بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين) فتنبثق منه الحوريات الوليدة التي تتابع تطورها وتغذيتها، كما أن الحوريات تفرز الندوة العسلية على الأماكن المصابة من شجرة القرفة خاصة الأماكن الغضة الرطبة.

يكتمل نمو الحوريات بعد شهر، ثم تنسلخ معطية حشرات كاملة، حيث أن الحشرة لها عدة أجيال متداخلة في السنة الواحدة (٣-٤ أجيال) في بستان القرفة، ويزيد العدد عن 3 كلما كانت الظروف مواتية.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الفصة


مكافحة بسلا القرفة

من أجل مكافحة وعلاج بسلا القرفة تتبع جملة من الإجراءات الهامة، فمنها ما هو وقائي، ومنها ما هو استئصالي، وفي ما يلي:

مكافحة وقائية من البسلا

تتم إجراءات المكافحة الوقائية من خلال الاعتناء بالحالة العامة لشجرة القرفة، وعدم معاملة الشجرة بالضرب بالعصا بصفة نهائية. كذلك، يراعي المزارع التسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس والعناصر الصغرى والكبرى إن لزم (حديد، منغنيز)، كما يراعي المزارع عدم زيادة التسميد الآزوتي لأن لذلك فعل عكسي ضار على شجرة القرفة ومناعتها. كما يعتني المزارع بالري بصورة جيدة لأشجار القرفة من دون زيادة كمية الماء بصفة نهائية.

مكافحة علاجية للحشرة

تتم المكافحة العلاجية بالمبيدات الكيميائية، مع مراعاة أن لا يتم استعمال نفس المبيد في كل موسم قرفة، لكي لا ينتشر ضرر المبيدات السلبي في البستان.

ينصح باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية- العضوية، ويفضل أن يكون المبيد جهازيًا لكي لا تتأثر المفترسات الطبيعية (أسد من، أبو العيد) للحشرات والطفليليات التي تصيب القرفة. يمكن استعمال المبيد مالاثيون Malathion، أو ديميتيون ميتيل Dimeton- methyl، كما أن المبيد جوزاثيون يعطي نتائج فعالة برش أشجار القرفة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على بسلا القرفة ومدى ضررها في حال تفاقمت الإصابة دون أن تتم المكافحة والوقاية. أيضًا نكون قد تعرفنا على طبيعة و ماهية الإصابة وسبل المكافحة الممكنة، وأدركنا أن الوقاية من البسلا خير من العلاج وأن الأفضل هو الاهتمام والعناية قبل الزراعة وأثناءها وبعدها، لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على ما يزرع، وأن يقوم بالعناية بأشجاره المباركة والثمينة والغالية من أي أمراض وحشرات.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

اترك رد