النمر على الورد (Stephantis pyri on rosa)؛ أهم 3 أسباب لخطورته

 

تعتبر حشرة النمر على الورد (Stephantis pyri on rosa) حشرة خطيرة وتعد من أهم الآفات الزراعية الاقتصادية التي تصيب أشجار وشجيرات الزينة ومنها الورد. سنتحدث عن هذه الحشرة، وعن حياتها، وعن طرق المكافحة الممكنة لتجنب أكبر مدى من الخسائر الممكن حدوثها في حال تُركت هذه الآفة القوية والشرسة من دون مكافحة في حديقة الورد، فما هي أعراض الإصابة بالنمر على الورد، وكيف يمكن مكافحة النمر على الورد؟

---

حشرة النمر على الورد

تعد حشرة النمر على الورد، واحدة من أهم الآفات الزراعية، وتسبب هذه الحشرة أضرار هائلة للشجيرة المصابة، من ضمن هذه الأضرار انخفاض قيمتها التزيينية. كذلك موت الأنسجة المصابة وشحوب شجيرة الورد وضعفها بشكل عام.

تمتاز هذه الحشرة بشراهتها الكبيرة وقدرتها العالية في حال تكاثر بعدد كبير، على إحداث الأضرار الاقتصادية في حديقة الورد وإصابة أنواع أخرى من النباتات.

يتواجد النمر على الورد في كل المناطق التي تزرع بأشجار الزينة والأسيجة. حيث تنتشر هذه الحشرة في آسيا الغربية والشرقية وأستراليا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا، وتتواجد في مناطق كثيرة في حوض المتوسط، كما يناسبها المناخ المعتدل الربيعي، وهي حشرة عالمية وواسعة الانتشار ذات مدى عوائلي واسع.

“اقرأ أيضًا: النمر على الخوخ“

---

وصف الحشرة

 

إن النمر على الورد يتملك شكل مميز، إلى درجة أنه يمكن تمييزه بسهولة عن أي حشرة أخرى. لكن، من جهة أخرى، تصعب رؤيته من بعيد لأنه حشرة صغيرة بحجم أصغر من النمل، ويساوي حجم المن، فلا يمكن رؤيته إلا عند الاقتراب بالعين المجردة من ورقة الورد المصابة؛ عندها يمكن ملاحظة وجوده في مستعمرة أشبه بالمن على السطح السفلي للورقة.

إنه يظهر على مكان الضرر على هيئة حشرة صغيرة مفلطحة بألوان مخططة، حيث تكون الحشرة باللون الأسود المرقط بالأبيض، في ما يشبه حيوان النمر المعروف، ولذلك سميت الحشرة بـالنمر، أما قرن الاستشعار فيشبه الصولجان.

“اقرأ أيضًا: من القهوة الأسود“

---

دورة حياة النمر على الورد

طور تشتية الآفة

تقضي آفة النمر على الورد فصل الشتاء، بطور الحشرة غير تامة النضج أو بطور الحورية، وتكون هذه الحشرة في التربة، أو في أو شقوق الشجرة نفسها، أو تحت أوراق الورد المتساقطة على التربة.

تقضي الحشرة الشتاء كاملاً وهي لم تكتمل في نموها بعد، وكذلك فإن طور التشتية نفسه يختلف من منطقة ورد لأخرى ومناخ لآخر.

ربيع الآفة

تتميز الآفة بالنشاط الربيعي في حديقة الورد، لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والمناخ المعتدل/ حرارة 23 مئوية.

مع الربيع، وفي نيسان/ أبريل، تتغذى الحشرة قليلاً، ثم تتزاوج بعد ذلك، ثم يتم وضع البيض بحوالي 70- 100 بيضة تحت أوراق الورد.

آلية وضع البيض عند الحشرة

تضع الأنثى حوالي 100 بيضة حول أوراق الورد، ويتم ذلك بعد التزاوج، وقد يكون في شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو في حال تأخر وضع البيض نتيجة لظروف مناخية، أو حرارية، أو بيئية.

يغرس البيض في الطبقة البرانشيمية من سطح ورقة الورد السفلى. بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي الشهر أو أقل حسب درجات الحرارة والظروف الرطوبية، ثم تخرج الحوريات التي تمر بعدة أعمار، تصل الحوريات بعد ذلك إلى عمر الحشرة الكاملة وتبدأ في مص عصارة أوراق الورد.

عدد أجيال حشرة النمر على الورد

يختلف عدد أجيال هذا النمر في بستان أو حديقة الورد، بالطبع، بحسب المنطقة والظروف البيئية وخاصة الرطوبة والحرارة.

في مناطق المتوسط، عادة، يكون للنمر جيلان في السنة، حيث يبدأ الجيل اﻷول في منتصف تموز/ يوليو، وأما الجيل الثاني ففي منتصف أيلول/ سبتمبر ويزداد الجيل الثاني شراهة خاصة مع توافر أشجار زينة كثيرة.

“اقرأ أيضًا: حشرة القرفة القشرية“

---

الإصابة بالنمر على الورد

تمييز الإصابة بالآفة

يمكن ملاحظة الإصابة بالنمر على الورد من خلال وجود الحوريات والحشرات الكاملة على شكل تجمع على السطح العلوي للورقة، بينما السطح السفلي تكون عليه الإصابة على شكل انساخلات سوداء ونقط محروقة ميتة من نسيج الورقة.

الإصابة مميزة للغاية، ولا يصعب على المزارع الخبير أو الذي تعود على رؤيتها تمييزها، لكن يكون تمييز الضرر صعبًا على المزارع المبتدئ الذي لا يعرف هذا النوع من الحشرات أو لم ير إصابة كهذه من قبل على الشجيرات أو الورود.

تركز الإصابة بالنمر على الورد

يصيب هذا النمر أوراق الشجيرة فقط، ولا يصيب الأجزاء الأخرى للشجرة، وتتركز الإصابة على السطح السفلي لورقة الورد؛ حيث تظهر انسلاخات جلدية وإفرازات الحشرة السوداء القاتمة. من جهة أخرى، فإن الحشرة تتغذى على الورقة بامتصاص عصارة نسيج النبات فينجم عن ذلك اصفرار الأوراق وتساقطها، وضعف عام لشجيرة الورد المصابة.

تأثير الآفة على قوة الشجرة

مع تفاقم الإصابة بالنمر على الورد، يضعف النبات حتى يموت، يؤثر النمر على قوة أشجار الزينة، وفي حال كانت الشجيرة صغيرة أو شتلة، فهي غير منيعة بالكامل.

“اقرأ أيضًا: بسلا القهوة”

---

خطورة النمر على الورد

الآفة تسبب ضعف المردود وإنتاج المزارع

تنبع خطورة حشرة النمر على الورد من أنها تضعف أهمية النباتات التزينيية في البساتين. يمكن مشاهدة الإصابة على الورقة عن بعد في حال تفاقم الضرر، ويصل الضرر أحيانًا إلى أكثر من 60٪ للأشجار الكبيرة، بينما يصل إلى حوالي 80٪ لأشجار الورد الصغيرة.

الحشرة تسبب ضعف الشجرة المصابة

كذلك، فإن الإصابة نفسها تسبب ضعف أشجار الزينة و الورد مما يشجع ظهور آفات جديدة مثل الحشرات القشرية، وآفات أخرى كثيرة؛ ومع تداخل الآفات الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

الآفة تسبب موت شتول الورد الصغيرة

إن الشتول الصغيرة الجديدة للورد هي الأكثر تعرضًا للخطر من غيرها في حال أصيبت بالنمر. تأتي خطورة حشرة النمر على الورد على البادرة أو الشتلة من أن الشتلة ما زالت في طور النمو وهي ضعيفة حكمًا وصغيرة الحجم، بالتالي فهي غير قادرة على أن تكون منيعة ضد الإصابة والضرر. غالبًا ما يقضي النمر على شتلة الورد بالكامل إذا لم يتبع العلاج أو لم تشترى شتول سليمة.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الاذريون“

---

مكافحة النمر على الورد

لا بد من مكافحة النمر على الورد لتجنب الخسائر الفادحة والضرر الاقتصادية، يكافح من خلال النقاط التالية:

• نراعي قدر الإمكان أن يتم إيصال الرش بالمبيدات إلى السطح السفلي لأوراق الورد، لأنها مكان الإصابة الرئيسي.
• تتم الكافحة باستخدام المبيدات الفوسفورية العضوية برش شجرة الورد، حيث يمكن استخدام المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl، وكذلك باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وأيضًا جوزاثيون أو أزينفوس ميثيل Azinphos- methyl.
• يمكن أيضًا استخدام المبيد كارباريل Carbaryl، خاصة في حال تداخل الإصابة مع العث أو ديدان الورق، إذ ينفع المبيد المذكور مع الديدان والنمر في آن معًا.
• كما يمكن أن يتم استخدام المبيد فوسفاميدون أو دايمكرون Phosphamidon، أو المبيد فينيثروثيون Fenitrothion، حيث تعطي كل هذه المبيدات نتائج فعالة برش شجيرة الورد المتضررة من النمر.
• بالإضافة لذلك، يمكن استخدام المبيد كونفيدور أو إميداكلوبريد Imedicloprid برش أوراق الورد خاصة السطح السفلي.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على النمر على الورد وأدركنا مدى خطورته على أشجار الزينة كالورد. أيضًا نكون قد أحطنا الحشرة بالمعرفة الكافية التي لا بد منها لأي مزارع حريص على أشجاره وشجيرات الزينة، كما أننا نكون قد عرفنا سبل مكافحة النمر على الورد الممكنة للحفاظ على البستان والشتول من هذه الآفة الخطيرة.