دودة اوراق الفصة (Medicago leaf worm)؛ أهم 7 أسباب لها

Medicago leaf worm

تعد دودة اوراق الفصة من الحشرات الضارة بزراعة وإنتاج ومردود الفصة التي تعتبر نبات علفي هام، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما أفضل علاج ممكن لها؟

تعتبر دودة اوراق الفصة (Medicago leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب الفصة بأنواعها (فصة صفراء، فصة علفية، إلخ) التي لها فوائد علفية عالية منها تحضير السيلاج والدريس أو تقديمها كعلف أخضر جاهز للحيوانات، حيث تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري النباتات من أوراقها وبذلك فقدان مردود الفصة من الأوراق، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق الفصة، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق الفصة؟


معلومات عن دودة اوراق الفصة

إن دودة اوراق الفصة هي من الحشرات الاقتصادية الضارة، والضرر يأتي من الدودة وليس الفراشة الكاملة، حيث تهاجم الفصة بأنواعها في شرق المتوسط وفي جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وشرق آسيا، وبعض النباتات والأعشاب المنتشرة في حقول الفصة أو أماكن زراعتها كالبرسيم الحجازي والبقلة والترمس. كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي الفصة من الأوراق وقد يصل الضرر إلى 70% عند اشتداد الأعراض وبذلك يكون المزارع قد فقد أي مردود اقتصادي من زراعتها، تتواجد هذه الفراشة في كل أنحاء العالم فهي ذات انتشار عالمي فيمكن رؤيتها بغزارة في فرنسا وأوكرانيا وهولندا وبلوندة وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والعراق والأردن وسورية وفلسطين ومصر وتونس وقبرص والمغرب وآسيا وشمال أفريقيا وعمومًا أينما تزرع الفصة في العالم.


وصف الآفة

إن دودة اوراق الفصة ذات لون أسود مع شعيرات كثيفة ووبر يغطي جسمها وجسم طولاني رفيع إلى حد ما، كما تتدرج باللون مع التقدم عمرًا، وتوجد كما يتبدل شكل يرقة دودة اوراق الفصة مع النضوج بأعمارها المختلفة التي تختلف حسب منطقة زراعة النبات، وتتواجد على سطح الورقة في شرانق بيضاء واضحة تغطي سطح الورقة وتضر من قيمتها ومردودها.

“اقرأ أيضًا: المن على اليقطين


الإصابة بدودة اوراق الفصة

دودة اوراق الفصة
مظاهر الإصابة بهذه الدودة في ورقة فصة

 

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق الفصة بصورة خاصة من خلال:

  1. إصابة اليرقات والديدان بأعمارها المختلفة أو الطور الضار لأوراق الفصة بصورة خاصة وتكوينها شرانق حريرية بيضاء واسعة على السطح العلوي للورقة وكذلك أنفاق متعرجة بلون أبيض.
  2. تلتهم الديدان الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة مساحات مأكولة من الورقة في الفصة، وتصل المساحة المأكولة من الورقة إلى 85% عند الإصابة القوية.
  3. قد تتعرى النباتات تمامًا من أوراقها ولا يبقى إلا العروق الوسطى للأوراق، عند بلوغ الإصابة 90% على الورقة فيفقد المزارع القيمة الحقيقية من زراعة النبات.
  4. تنخفض إنتاجية خطوط زراعة نباتات الفصة وغيرها ويضعف محتواها الطبي والغذائي فتقل نسبة محتواها من البروتين المقدم للحيوان وتصبح غير مجدية اقتصاديًا كما كانت من قبل.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق الفصة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فصة:

  • مراقبة خطوط وأماكن زراعة الفصة بصورة دورية على دفعات تستمر طوال فترة إزهار النبات وحين تتواجد الأوراق عليه.
  • مراقبة الأوراق في نباتات الفصة بصورة ممنهجة يومية، وتسجيل أي إصابات من مساحات مأكولة من الورقة أو أجزاء مقروضة ملتهمة من الديدان.
  • تسجيل عدد اليرقات التي يرصدها المزارع بالعين على نبات الفصة الواحد، أو تقدير وقياس ذلك لتحديد كمية المبيد، ومدى الإصابة، وأيضًا لتحديد عدد المصائد التي ستستعمل للصيد.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الفصة المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الفصة كاستخدام مبيدات، أو مبيدات ضارة من مشتقات الباراثيرويد (كالمبيد ديسيس Decis)، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لدودة الأوراق، فهذا يقضي على البيئة الزراعية، ويضر أكثر من نفعه.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البطيخ


مستوى خطورة الآفة

تنبع خطورة دودة اوراق الفصة من عدة عوامل أهمها:

  1. تسبب هذه الحشرة بديدانها الشرهة ضعف نباتات الفصة وغيرها، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي ومردود المزارع من أوراق النبات التي تستخدم لتحضير السيلاج والدريس أو علف أخضر للحيوان بسبب غناها بالبروتين.
  2. ضعف النباتات الأخرى المزروعة مع الفصة (برسيم حجازي، برسيم أبيض، بقلة، ترمس، إلخ) يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إليها منها الفراشات والنطاطات، والتربس والأكاروسات.
  3. أيضًا فإن هذه الآفة شرهة للأوراق جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على عشر أوراق على الفصة خلال أسبوع واحد أو أقل وينعكس هذا على الأزهار.

العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق الفصة مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول الفصة المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، أي مستوى النفقات المترتب على المنتج والمزارع للحصول على أفضل إنتاج من خلال المكافحة والعلاج؛ أو أن هذه النفقات ستذهب سدى دون نفع من بذلها؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول الفصة قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 5%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول الفصة وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 5% وتصل إلى 50-70% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (مساحات كبيرة مأكولة من ورقة النبات ومساحات بيضاء تؤثر على مردود الأوراق).
  3. أما الحالة الثالثة؛ فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 60% وتتطلب تطبيق المكافحة، لأن الورقة مقروضة بصورة شبه كاملة، فينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول وخطوط زراعة الفصة المصابة.

مع مراعاة الآتي عند التعامل مع دودة اوراق الفصة:

  • استعمال حلقة وبرنامج مبيدات خاص يكون بمبيدات فسفورية عالية الجودة ومنصوح بها بشكل حازم ضد الدودة تجنبًا لتكوين سلالات مقاومة في حقل الفصة.
  • هناك ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية لدودة الأوراق على الفصة (مبيدات حيوية)، وهذه المبيدات هدفها إطلاق المفترس في الحقل ضد الدودة، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات بالعناية بالعمليات الزراعية.
  • عناية المزارع بحقول الفصة وخاصة بالخدمة الزراعية والري والتعشيب والعزيق، والعزيق يطبق لعمق سطحي 12سم غايته تفتيت وتنعيم الكدر الترابية، وقتل الآفات الساكنة واقتلاع جذور الأعشاب.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع دودة اوراق الفصة إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات ضمن حقول الفصة يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة وهذا يمنع الفائدة من استخدام المبيد، خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في حقول الفصة لأنه سيعطي تأثير عكسي، ويضر بالبيئة والنبات، ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد، وأسد المن، ويقضي على نحل العسل في حال تربية خلايا النحل في المنطقة، ونحل التلقيح الطنان المستعمل لتلقيح المحاصيل الزهرية.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول الفصة المصابة، كالأكاروسات والحفارات ودودة الأزهار والبراعم التي تصيب الفصة.
  • كذلك فإن استخدام المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة الفصة أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة والمواعيد ونوعية المبيد.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة اوراق الفصة، و أهم العوامل:

  1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة قبل و بعد زراعة الفصة، حيث يجب أن يتم العزيق لعمق 12 سم.
  2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد المتخصص مع الدودة، وكذلك نوع النبات (فصة أو غيرها)، يشجع الآفات ويضعف النبات.
  3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي تزرع فيها الفصة، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة مأمونة وشرانق خاصة.
  4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة الفصة للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام لمناعة النبات.
  5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في خطوط زراعة الفصة وخاصة مع إهمال الري.
  6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول الفصة يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة.

دورة حياة الحشرة

دودة اوراق الفصة
دورة حياة هذه الدودة والحشرة

 

تقضي دودة اوراق الفصة طور التشتية في الشتاء بهيئة عذراء غير ناضجة في حفر تصنعها بنفسها أو أماكن مخبوءة على أجزاء نباتات الفصة والبرسيم والنفل من أوراق وحوامل أزهار. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار والندوة العسلية والرحيق في نبات الفصة وما حوله من نباتات تنتمي إلى الفصيلة البقولية لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 50 بيضة بصورة إفرادية على السطح السفلي لأوراق الفصة. تتغذى اليرقات الفاقسة على أوراق الفصة لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بعدة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، ثم تتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال فترة لا تقل عن أسبوعين أو أكثر حسب الظروف. للحشرة عدة أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في حقول الفصة وأماكن الزراعة، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض وتطور اليرقات وأعمارها المختلفة.


مكافحة دودة اوراق الفصة

من أجل مكافحة دودة اوراق الفصة تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بحقول الفصة المزروعة وغيرها من نباتات ومحاصيل مزروعة إلى جانبها وزراعة الفصة على مسافات مناسبة وهي 30 سم بين الخطوط و 30 سم بين النباتات. يزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب زراعة نباتات الفصة بصفة نهائية مع عزيق لعمق 12-15 سم ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة كمصيدة ماكفيل أو مصائد غذائية (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة وتوزع بين خطوط زراعة الفصة بمعدل مصيدة واحدة لكل خط طوله 6 أمتار. يراعى فصل زراعة الفصة عن باقي أنواع الزراعات كزراعة البرسيم والنفل وغيرها.

مكافحة علاجية للحشرة

عند وجود إصابة حقيقية ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن حقول الفصة. ترش النباتات بالمبيد كرباريل Carbaryl، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق الفصة المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل (Carbaryl) بالرش على أوراق الفصة وغيرها للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع، مع مراعاة عدم قطف الأوراق إلا بعد أسبوعين من موعد الرش الأخير.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول للفصة المصابة يستعمل المزارع المبيد أزينفوس مثيل Azinphos methyl. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد فوسفاميدون phosphamedon مع خلطه بالزيت في المصيدة+ طعم سكري، ثم مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو كرباريل Carbaryl، بعد ذلك يرجع المزارع إلى المبيد الأول أزنفوس مثيل في الموسم الرابع للفصة، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 9 أعوام من تطبيقها ضمن حقول الفصة لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كمشتقات الباراثيرويد.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بدودة اوراق الفصة تتم كالتالي:

  • فصل زراعة الفصة عن زراعة باقي المحاصيل والخضار وخاصة الملفوف والخيار والبندورة والكوسا والبتنجان والبرسيم والنفل.
  • مراقبة المزارع لحقول الفصة بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بمراقبة الأوراق تكرر طوال فترة إزهار النبات وبقاء الأوراق عليه.
  • كذلك يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق الفصة.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K للفصة، لإعطاء دفعة مناعية لنبات الفصة ضد الآفات.
  • كما يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بنباتات الفصة من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر حتى ثلاث مرات.

بذلك؛ يكون المزارع والمنتج قد تعرف على دودة اوراق الفصة كآفة خطيرة على الفصة في أماكن زراعتها، وتضر بإنتاجها ومردودها الزراعي العلفي الهام. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على محصول الفصة الذي يزرعه من أي آفات زراعية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق والتي قد تتفاقم خطورتها وتضر بمردود المزارع وإنتاجه الغالي من الأوراق الهامة كعلف ولها أهمية كبيرة للإنسان الذي يربي الحيوان.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.