بسلا القهوة (Coffe Psyllidae)؛ أهم 6 أسباب لها

تعتبر بسلا القهوة (Coffe Psyllidae) من الحشرات الماصة الخطيرة والضارة بإنتاج وزراعة القهوة بأنواعها (العربية، البرازيلية، الأمريكية.. إلخ) وهذا ينعكس على إنتاج المزارع ومردود الشجرة فلا يستفيد المزارع من زراعتها ويفقد قيمتها الإنتاجية، فما هي أعراض الإصابة ببسلا القهوة، وكيف يمكن مكافحة بسلا القهوة؟

---

نبذة عن بسلا القهوة

تنتشر بسلا القهوة (on coffe Psyllidae) في مناطق زراعة القهوة حول العالم، خاصة في دولة الهند وشبه الجزيرة العربية وبعض مناطق شرق المتوسط وأوربا.

تتواجد هذه الآفة في الوطن العربي في المغرب، وفي سوريا، وفي مصر، وفي الأردن والسعودية واليمن خاصة، وفي فلسطين وفي أوربا، كما يمكن أن تتواجد في دول آسيا كاليابان والصين والهند وروسيا وشمال أفريقيا.

تعتبر هذه الآفة واحدة من آفات القهوة القطنية، ويمكن لها أن تسبب الكثير من الأضرار الحقيقية لقوة الشجرة بشكل عام، ثم تقوم بجذب آفات أخرى للشجرة. قدرت العتبة الاقتصادية بأن هذه اﻷفة قد تضر بالإنتاج بنسبة 30% في بعض مناطق زراعة القهوة، وفي مناطق أخرى قد تصل النسبة إلى 55%.

“اقرأ أيضًا: النمر على المشمش“

---

الإصابة ببسلا القهوة

 

في الواقع، إن الضرر الأصلي يأتي من بسلا القهوة بكل أعمارها. تقوم الحوريات والحشرات الكاملة بامتصاص عصارة النبات، حيث تمتص عصارة الأوراق وكذلك الحوامل الزهرية والأزهار، كما أن الأطوار غير الكاملة أو الحوريات الصغيرة تقوم بإفراز مواد شمعية بيضاء تجمع الأجزاء المصابة من الشجرة، فتمنع بذلك تلقيح الأزهار على شجرة القهوة. بالإضافة لذلك، فإنها تفرز ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود تغطي معظم أجزاء النبات، فتعيق عملية التنفس ويضعف نمو أشجار القهوة.

“اقرأ أيضًا: دودة اوراق النفل“

---

خطورة بسلا القهوة

تنبع خطورة بسلا القهوة حين تتواجد بصورة غزيرة من دون مكافحة، حيث أنها تضعف الشجرة بشكل عام وتؤدي لانجذاب آفات أخرى. قد تكون الآفات المنجذبة حشرية مثل حفار أوراق القهوة، وقد تكون بكتيرية مثل السل، أو قد تكون آفات فطرية أيضًا. في حقيقة الأمر، ومع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات في ما بينها بصورة كبيرة، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات في بستان القهوة.

---

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لبسلا القهوة، إلا حين يتفاقم الضرر وتتداخل الآفات في ما بينها بقوة. والمقصود بالمكافحة المتكاملة أن المزارع عليه أن يقوم بأخذ النصح والإرشاد من خبير زراعي أو مختص بوقاية النبات أو بفني مختص، حيث يراعي المزارع مفهوم العتبة الاقتصادية، أو الحد الحرج للضرر الذي يجب أن يتم التدخل عنده عند وجوده على شجرة القهوة.

كما لا تتم مكافحة بسلا القهوة في حال لم يكن هناك داع للمكافحة، لأن المكافحة الزائدة عن حدها بالمبيدات سوف تزيد مقاومة الآفة للمبيد في السنوات القادمة. ينصح أثناء المكافحة الكيميائية باستعمال أكثر من مبيد، وعدم استعمال مبيد واحد في كل موسم قهوة، كما يتم في المكافحة المتكاملة توجيه عمليات التسميد والري والتقليم بصورة دائمة.

“اقرأ أيضًا: بسلا الشاي“

---

وصف البسلا

إن الحشرة الكاملة من بسلا القهوة صغيرة الحجم تمامًا مثل حشرة الدفلة القشرية.

يبلغ طول بسلا القهوة حوالي 2-3.5 مم، حيث يكون لون الحشرة أخضر أو أخضر مصفر، الأجنحة الأمامية بيضاء شفافة وعليها بقع صفراء، أما الأجنحة الخلفية فهي بيضاء اللون كريمية.

بينما حوريات بسلا القهوة فهي تشبه في لونها لون الحشرة الكاملة وتفرز خيوطًا شمعية تغطي بها جسمها.

---

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

بطبيعة الحال، فإن هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة ببسلا القهوة، قد تكون عوامل زراعية وقد تكون ميكانيكية أو كيميائية، و من أهم العوامل:

1. عدم العناية العامة بشجرة القهوة من تسميد متوازن، وري، وتقليم.
2. أيضًا فإن تقليم أشجار القهوة بمقص غير معقم يجذب الآفات ويشجع الإصابة بهذه الحشرة.
3. كما أن الضرب بالعصا على شجرة القهوة يسبب جروحًا على الشجرة وفروعها ويعرضها للآفات.
4. كذلك فإن استعمال مبيدات كربماتية، أو مبيدات من مشتقات الفحوم الهيردوجينية، يكون ذو تأثير سلبي على البيئة وشجرة القهوة.
5. كما أن استعمال نفس المبيد في كل موسم قهوة يزيد مقاومة بسلا القهوة للمبيد.
6. أيضًا فإن استعمال المبيدات بشكل غير موجه وغير مدروس في بستان القهوة يساعد على الإصابة.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكاكاو“

---

دورة حياة الآفة

تقضي بسلا القهوة فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة مختبئة في شقوق الجذع والأغصان، وقد تتواجد في البراعم وحول الأوراق.

بعد ذلك، وفي الربيع مع ارتفاع درجات الحرارة، تتغذى لفترة محدودة، ثم يتم بعدها النضج الجنسي وهذه الفترة تختلف حسب الظروف البيئية السائدة. بعد التزاوج تضع الأنثى البيض بحوالي 70- 110 بيضة على أماكن الإصابة، حيث يتم ذلك غالبًا في نيسان/ أبريل.

بعد ذلك، يفقس البيض (بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين) فتخرج منه الحوريات التي تتابع تطورها وتغذيتها، كما أن الحوريات تفرز الندوة العسلية وكذلك الطبقة الشمعية على الأماكن المصابة من شجرة القهوة.

يكتمل نمو الحوريات بعد عدة أسابيع، ثم تنسلخ معطية حشرات كاملة، حيث أن الحشرة لها عدة أجيال متداخلة في السنة الواحدة (٣-٤ أجيال) في بستان القهوة.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكولا القشرية“

---

مكافحة بسلا القهوة

من أجل مكافحة بسلا القهوة تتبع جملة من الإجراءات، فمنها ما هو وقائي، ومنها ما هو استئصالي، وفي ما يلي:

مكافحة وقائية من الآفة

 

تتم المكافحة الوقائية من خلال الاعتناء بالحالة العامة لشجرة القهوة، وعدم معاملة الشجرة بالضرب بالعصا. كذلك، يراعي المزارع التسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس، كما يراعي المزارع عدم زيادة التسميد الآزوتي لأن لذلك فعل عكسي ضار على شجرة القهوة. كما يعتني المزارع بالري بصورة جيدة لأشجار القهوة.

مكافحة استئصالية للحشرة

تتم المكافحة الاستئصالية بالمبيدات الكيميائية، مع مراعاة أن لا يتم استعمال نفس المبيد كل موسم قهوة، لكي لا ينتشر ضرر المبيدات الحشرية. ينصح باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية، ويفضل أن يكون المبيد جهازيًا لكي لا تتأثر المفترسات الطبيعية للحشرات والطفليليات التي تصيب القهوة.

يمكن استعمال المبيد مالاثيون Malathion، أو ديميتيون ميتيل Dimeton- methyl، كما أن المبيد أسيتامبريد acetamiprid يعطي نتائج فعالة برش أشجار القهوة.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على بسلا القهوة ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة دون أن تتم المكافحة. أيضًا نكون قد تعرفنا على ماهية الإصابة وسبل المكافحة الممكنة، وأدركنا أن الوقاية من البسلا خير من العلاج في بستان القهوة، لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على ما يزرع، وأن يقوم بالعناية بأشجاره المباركة والثمينة والغالية.