النمر على الجانرك (Stephantis pyri on Janrk)؛ 6 خطوات لمكافحته

Stephantis pyri on Janrk

يعد النمر على الجانرك من الحشرات الماصة للعصارة التي تمص عصارة النبات الخلوية فتضعف الشجرة، فكيف يتعامل المزارع معه وما أفضل طرق مكافحته والوقاية والعلاج الممكن؟

 

تعتبر حشرة النمر على الجانرك (Stephantis pyri on Janrk) حشرة ماصة ضارة وتعد من أهم الآفات الزراعية الاقتصادية التي تصيب الأشجار المثمرة ومنها الجانرك. سنتكلم عن هذه الحشرة، وعن حياتها، وعن طرق المكافحة الممكنة لتجنب أكبر مدى من الخسائر الممكن حدوثها في حال تُركت هذه الآفة القوية والشرسة من دون مكافحة في بستان الجانرك، فما هي أعراض الإصابة بالنمر على الجانرك، وكيف يمكن مكافحة النمر على الجانرك؟


نبذة عن النمر على الجانرك

تعد حشرة النمر على الجانرك، واحدة من أهم الحشرات الزراعية، وتسبب هذه الحشرة أضرار هائلة للشجرة المصابة، من ضمن هذه الأضرار انخفاض شديد في الإنتاج يصل إلى 90% عند إصابة الشتول (الغراس الصغيرة من الجانرك). كذلك موت الأنسجة المصابة وشحوب شجرة الجانرك وضعفها الذي يؤدي لجذب آفات أخرى. تمتاز هذه الحشرة بشراهتها الكبيرة وقدرتها العالية في حال تكاثر بعدد كبير، على إحداث الأضرار التي تقلل مردود المزارع في بستان الجانرك.

يتواجد النمر على الجانرك في كل المناطق التي تزرع باللوز والجنارك والخوخ والتوت والعنب والسفرجل، و كذلك أشجار الزينة والأسيجة. حيث تنتشر هذه الحشرة في آسيا الغربية والشرقية وأستراليا وأوروبا وأفريقيا، وتتواجد في مناطق كثيرة في حوض المتوسط، كما يناسبها المناخ المعتدل الربيعي، وهي حشرة عالمية وواسعة الانتشار ذات مدى عوائلي كبير.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الفصة


وصف الحشرة

إن النمر على الجانرك يتملك شكل مميز، حيث يمكن للفلاح تمييزه بسهولة عن أي حشرة أخرى. لكن، من جهة أخرى، تصعب رؤيته من بعيد، وهو حشرة صغيرة بحجم يساوي حجم المن، فلا يمكن رؤيته إلا عند الاقتراب بالعين المجردة من ورقة الجنارك المصابة؛ عندها يمكن ملاحظة وجوده في مستعمرة وانسلاخات سوداء على السطح السفلي للورقة.

إنه حشرة صغيرة مفلطحة بألوان مخططة، حيث تكون الحشرة باللون الأسود المرقط بالأبيض، أي أنها تشبه حيوان النمر المعروف، ولذلك سميت الحشرة بـالنمر، كما سميت بذلك لأنها قوية وشرسة.

“اقرأ أيضًا: حشرة الوزال القشرية


دورة حياة النمر على الجانرك

طور سكون الآفة

تقضي آفة النمر على الجانرك فصل الشتاء، بطور الحشرة غير المكتملة أو بطور الحورية، وتكون هذه الحشرة في التربة، أو في شقوق وزوايا الشجرة نفسها، أو تحت أوراق الجنارك المتساقطة على التربة. تقضي الحشرة الشتاء كاملاً وهي لم تكتمل في نموها بعد، وكذلك فإن طور السكون نفسه يختلف من منطقة جنارك لأخرى ومناخ لآخر خاصة الرطوبة والحرارة.

ربيع الآفة

تتميز الآفة بالنشاط الربيعي في بستان الجانرك، لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والمناخ المعتدل/ حرارة 23 مئوية. مع الربيع، وفي نيسان/ أبريل، تتغذى الحشرة قليلاً من بعض المواد السكرية في البيئة، ثم تتزاوج بعد ذلك، ثم يتم وضع البيض بحوالي 75 بيضة تحت أوراق الجنارك واللوزيات الأخرى كالدراق والخوخ والمشمش والكرز.

وضع البيض عند الحشرة

تضع الأنثى حوالي 75 بيضة حول أوراق الجنارك، ويتم ذلك بعد التزاوج، وقد يكون في شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو في حال تأخر وضع البيض نتيجة لظروف الرطوبة، أو الحرارة، أو البيئة.

يغرس البيض في الطبقة البرانشيمية من سطح ورقة الجانرك السفلى ويكون متكتل. بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي الشهر أو أقل حسب درجات الحرارة والظروف الرطوبية، ثم تخرج الحوريات التي تمر بعدة أعمار، تصل الحوريات بعد ذلك إلى عمر النمر الكامل وتبدأ في مص عصارة أوراق الجنارك.

أجيال النمر على الجانرك

يتغير عدد أجيال هذا النمر في بستان الجانرك، بحسب المنطقة والظروف البيئية وخاصة الرطوبة والحرارة والمناخ.

في مناطق البحر المتوسط، عادة، يكون للنمر جيلان في السنة، حيث يبدأ الجيل اﻷول في منتصف تموز/ يوليو، وأما الجيل الثاني ففي منتصف أيلول/ سبتمبر ويزداد الجيل الثاني شراهة خاصة مع توافر أشجار جنارك كثيرة وأشجار لوزيات أخرى.

“اقرأ أيضًا: النمر على الورد


الإصابة بالنمر على الجانرك

النمر على الجانرك

كيفية تمييز الإصابة بالآفة

يستطيع الفلاح ملاحظة الإصابة بالنمر على الجانرك من خلال وجود الحوريات والحشرات الكاملة على شكل تجمع على السطح العلوي للورقة، بينما السطح السفلي تكون عليه الإصابة على شكل انسلاخلات جلدية سوداء. الإصابة مميزة للغاية، ولا يصعب على المزارع الخبير أو الذي تعود على رؤيتها تمييزها، لكن يكون تمييز الضرر صعبًا على الفلاح المبتدئ الذي لا يعرف هذا النوع من الحشرات أو لم ير إصابة كهذه من قبل.

تركز الإصابة بالنمر على الجانرك

يتركز هذا النمر على أوراق الشجرة فقط، ولا يصيب الأجزاء الأخرى للشجرة، وتتركز الإصابة على السطح السفلي لورقة الجنارك؛ لهذا يجب إيصال رش المبيد إليها، حيث تظهر انسلاخات جلدية وإفرازات الحشرة السوداء. من جهة أخرى، فإن الحشرة تتغذى على الورقة بامتصاص عصارة نسيج النبات فينجم عن ذلك اصفرار الأوراق وتساقطها، وضعف عام لشجرة الجنارك المصابة وهذا يضر بالمردود.

تأثير الآفة على قوة الغراس

عندما تتفاقم الإصابة بالنمر على الجانرك، يضعف النبات حتى يموت، يؤثر النمر على قوة أشجار الجنارك ونظيرتها اللوزيات الأخرى من دراق وخوخ ولوز وكرز وغيرها، وفي حال كانت الشجرة صغيرة أو غرسة جديدة، فهي مهددة أكثر.

“اقرأ أيضًا: حشرة الياسمين القشرية


درجة خطورة النمر على الجانرك

الحشرة تسبب ضعف المردود

تأتي خطورة حشرة النمر على الجانرك من أنها تضعف إنتاجية الأشجار في البساتين، وخاصة إنتاجية الجنارك و اللوز والتوت والإجاص المزروع إلى جانب السفرجل والدراق والكرز. يمكن مشاهدة الإصابة على الورقة عن بعد في حال تفاقم الضرر، ويصل الضرر أحيانًا إلى أكثر من 70% للأشجار الكبيرة، بينما يصل إلى حوالي 90% لأشجار الجنارك الصغيرة.

الحشرة تسبب ضعف عام للأشجار

أيضًا، فإن الإصابة نفسها تسبب ضعف أشجار الجانرك مما يشجع ظهور آفات جديدة مثل آفة حفار ساق الجنارك، وخنفساء كابنودس الجانرك، وآفات أخرى كثيرة؛ ومع تداخل الآفات الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لغاية وقاية البستان.

الآفة تسبب موت الشتول الصغيرة

لأن الشتول والغراس الصغيرة الجديدة للجنارك هي الأكثر تعرضًا للخطر من غيرها في حال أصيبت بالنمر، فإن خطورة حشرة النمر على الجانرك على البادرة أو الشتلة تأتي من أن الشتلة ما زالت في طور النمو وهي ضعيفة هشة وصغيرة الحجم، بالتالي فهي غير قادرة على أن تكون منيعة ضد الحشرة. مع الإهمال يقضي النمر على شتلة الجنارك بالكامل إذا لم يتبع العلاج أو لم تشترى شتول سليمة، أو لم يختر الفلاح مشتل موثوق.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف الكاكاو


مكافحة النمر على الجانرك

النمر على الجانرك

 

تجب مكافحة النمر على الجانرك لتجنب الخسائر الفادحة والضرر الاقتصادي، حيث يكافح من خلال النقاط التالية:

  1. يراعي الفلاح قدر الإمكان أن يتم إيصال الرش بالمبيدات إلى السطح السفلي لأوراق الجانرك، لأنها مكان الإصابة الرئيسي.
  2. يتم العلاج باستخدام المبيدات الفوسفورية العضوية برش شجرة الجنارك، حيث يمكن استخدام المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl، وكذلك باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وأيضًا جوزاثيون أو أزينفوس ميثيل Azinphos- methyl.
  3. كذلك يمكن استخدام المبيد كارباريل Carbaryl، خاصة في حال تداخل الإصابة مع عثة الجانرك أو دودة ثمار اللوز، ودبور اللوز الغشائي، إذ ينفع المبيد المذكور مع العثة والنمر والدبور في آن معًا.
  4. أيضًا يمكن أن يتم استخدام المبيد فوسفاميدون أو دايمكرون Phosphamidon، أو المبيد فينيثروثيون Fenitrothion، حيث تعطي كل هذه المبيدات نتائج فعالة برش شجرة الجنارك المصابة بالنمر.
  5. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال المبيد كونفيدور أو إميداكلوبريد Imedicloprid بالرش الجيد لأوراق الجنارك خاصة السطح السفلي.
  6. يراعي الفلاح قدر الإمكان عدم قطف ثمار الجانرك إلا بعد الرش بالمبيد بأسبوعين على أقل تقدير.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على النمر على الجانرك وأدركنا مدى ضرره على أشجارنا المثمرة ومنها الجنارك. كذلك نكون قد أحطنا الحشرة بالمعرفة الكافية التي لا بد منها لأي مزارع حريص على أشجاره ومردوده، كما أننا نكون قد عرفنا سبل علاج النمر على الجانرك الممكنة للحفاظ على البستان والشتول من هذه الآفة الضارة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.