صوفة أوراق المحلب (Mahlab leaves psylla)؛ أهم 4 أسباب لها

Mahlab leaves psylla

تعد صوفة اوراق المحلب من الحشرات الماصة الخطيرة على إنتاج المحلب كنبات طبي وغذائي، فكيف يتعامل معها المزارع والمنتج وما هو أفضل علاج ممكن لها؟

تعتبر صوفة أوراق المحلب (Mahlab leaves psylla) من الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات المحلب وتمتص عصارة الأنسجة، وقد تسبب بعض الأضرار الاقتصادية المحدودة وقد تتفاقم شدتها فتضر بإنتاج الأوراق الهامة طبيًا وعطريًا، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بصوفة أوراق المحلب التي تظهر على شجيرات المحلب المصابة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة صوفة أوراق المحلب عند الضرورة؟


معلومات عن صوفة أوراق المحلب

إن صوفة أوراق المحلب تعد من الحشرات الاقتصادية التي تصيب شجيرات المحلب؛ وقد تتفاقم شدتها وتضطر المزارع للمكافحة لأنها تؤثر في مردود الأوراق (حيث أن الأوراق هي الجزء الذي يحتوي على المادة الطبية التي تستعمل لعلاج الأنيما وبعض الأمراض وتحضير المضادات الحيوية). تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة المحلب في أنحاء العالم، كما قد توجد في بساتين اللوز والكرز والتوت التي تزرع إلى جوارها أشجار المحلب، حيث تتواجد في دول شرق المتوسط، وآسيا الشرقية والغربية، وأوروبا، وأمريكا، وعمومًا فهي حشرة عالمية الانتشار.


وصف الحشرة

إن صوفة أوراق المحلب تشبه تقريبًا حشرة الزيتون الصوفية. الحشرة الكاملة بطول حوالي 3-4مم، أما اللون العام فهو الأصفر المخضر، وعلى البطن توجد بقع بنية اللون وعمومًا تشبه النمل المجنح. إن هذه الآفة تشبه حشرات الصوف والبسلا الأخرى وهي تتواجد مع بعضها على هيئة صوف وهذا هو السبب في تسميتها.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكرمة الشمعية


الإصابة بصوفة أوراق المحلب

صوفة أوراق المحلب
مظاهر الإصابة بالصوفة

 

تصيب صوفة أوراق المحلب الأوراق، ثم تمتص عصارة السطح السفلي والعلوي لأنسجتها. تسبب الإصابة ظهور تدرنات مسننة على السطح العلوي للأوراق تشبه القشور والطفح القشري، كما أن أضرار الآفة قليلة ومحدودة على الأغلب لكن قد تزداد في بعض الأحيان. تزداد الإصابة في المناطق الدافئة من دول حوض المتوسط كسوريا ولبنان وأفغانستان وقبرص، ومناطق أوربا الشرقية مثل أوكرانيا، وشمال أفريقيا.


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بصوفة أوراق المحلب، وأهمها:

  1. عدم تنظيم الري أو ارتفاع درجات الرطوبة، بمعنى زيادتها عن الحد اللازم للنبات في بستان المحلب.
  2. ارتفاع درجات الحرارة والدفء في بساتين المحلب المناسب بشكل يؤمن مناخ دافئ للحشرة ويناسب تطور الحوريات.
  3. كما أن إهمال العناية بأشجار المحلب من قبل الفلاح أو المزارع يشجع الإصابة بالصوفة كثيرًا.
  4. كذلك فإن إهمال التسميد الآزوتي، والبوتاسي العالي، والفوسفوري العالي، لأشجار المحلب، يشجع الإصابة بالصوفة.

“اقرأ أيضًا: ثاقبة أشجار التين


خطورة صوفة أوراق المحلب

إن خطورة صوفة أوراق المحلب محدودة وقليلة الأهمية غالبًا. رغم ذلك، ومن جهة أخرى، قد تكون هذه الحشرة خطيرة في حال التداخل مع آفات أخرى وعند اشتداد الإصابة وارتفاعها فوق 20%، حيث إن هذه البسلا تصبح خطيرة في حال وجودها مع التربس، والأكاروس، و الدبور الأحمر الشرقي، وحشرة التفاح الشمعية، والحشرة القشرية اﻷرجوانية والحمراء والسوداء وغيرها. كما أن المكافحة الموجهة والمتكاملة وخاصة المكافحة الكيميائية لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة مع هذه الآفة، نظرًا لأنها قد لا تحتاج للمكافحة إلا عند الضرر الفعلي لمردود شجيرات المحلب.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

تزداد عمليات المكافحة عند تداخل صوفة أوراق المحلب مع الآفات الأخرى. انطلاقًا من ذلك، قد يلجأ المزارع للمكافحة المتكاملة IBM مع تداخل آفات الأكاروسات والتربس والمن مع بعضها البعض في البستان الواحد من المحلب ووجود دودة أوراق المحلب وحفار ساق المحلب والنمر والحشرات القشرية وغيرها. تزداد الأضرار بهذه الصوفة في أماكن الزراعة الكثيفة للمحلب المصابة بالحشرات القشرية بصورة خاصة كالحشرة القشرية الكأسية وحشرة الفواكه والحشرة القشرية السوداء. مما سبق نرى بأن المزارع الذي يزيد الكثافة النباتية في وحدة المساحة لأشجار المحلب سيتعرض لمواجهة هذه الصوفة في بستانه.


دورة الحياة

إن دورة حياة صوفة أوراق المحلب غير معروفة تمامًا في قبرص وتركيا وسورية، وباقي دول البحر المتوسط. غالبًا، تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الحورية أو الحشرة الكاملة التي تكون مختبئة في أماكن محددة من الأشجار كحوامل براعم شجيرات المحلب أو الأوراق. بعد ذلك، في الربيع، ومع ارتفاع درجات الحرارة المناسب، تتطور الحوريات إلى حشرات كاملة فتظهر الكتل الصوفية على أغصان شجيرة المحلب والأوراق. يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة ونوع العائل النباتي للآفة، وعلى المحلب في البساتين غير المخدومة قد تعطي الصوفة عددًا من الأجيال في السنة.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف المشمش


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بصوفة أوراق المحلب بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة المحلب بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة طوال العام طالما توجد أوراق (الجزء المعرض للإصابة) على الشجيرات وحتى لو لم تدخل الشجيرة بطور الإزهار بعد.
  • مراقبة الأوراق في أشجار المحلب بصورة دورية منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من خدوش أو لفحات بيضاء، أو كتل صوفية، وملاحظة هذا على السطحين السفلي والعلوي للأوراق على السواء.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص ومرشد أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة المحلب المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع -أو يجزم- أنه مصاب بالصوفة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المحلب كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للصوفة، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه، خاصة في حال وجود زراعات أخرى إلى جوار زراعة التفاح كزراعة التفاح والتوت والزعرور وغيرها.

مكافحة صوفة أوراق المحلب

لا يوصى بمكافحة كيميائية خاصة لصوفة أوراق المحلب، حيث تتم المكافحة باللجوء إلى وسائل وقائية قبل اللجوء إلى الوسائل العلاجية.

مكافحة وقائية من الصوفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية الفلاح بالحالة العامة لبساتين المحلب المزروعة انطلاقا بزراعة المحلب على مسافات مناسبة لا تقل عن 3م بين الشجرة والأخرى و 3.5 م بين السطور. كما يهتم الفلاح قبل الزراعة بتمهيد الأرض المناسبة لزراعة أشجار المحلب والأبعاد المناسبة، حيث يراعي المزراع النقاط التالية قدر الإمكان عند تمهيد البستان ووقايته من الآفة:

  • زراعة أشجار المحلب على مسافات مناسبة ومتباعدة؛ لتجنب الكثافة النباتية العالية.
  • تنجذب زراعة أي خضروات ومحاصيل بين أشجار المحلب نفسها وصفوف الأشجار كمحاصيل الخضار والبقول والنجيليات والبندورة والخيار.
  • كما يراعي الفلاح بصورة أساسية تنظيم عمليات الري لأشجار المحلب، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري.
  • يجري الفلاح حراثة أساسية قبل زراعة غراس المحلب، ثم عزيق سطحي وتنعيم للتربة لعمق 12سم لتفتيت الكدر الترابية والقضاء على الآفات.
  • يراقب المزارع بساتين المحلب بصورة دورية ويتأكد من خلوها من الآفات، وخاصة الحشرة القشرية، وحشرة المحلب الشمعية، وحفار ساق المحلب.
  • يجري الفلاح الرش الوقائي بالمبيدات الفوسفورية في حال الإصابة بإحدى الحشرات المذكورة على شجيرات المحلب، على أن تكون مبيدات مأمونة منصوح بها.

مكافحة علاجية للآفة

أما المكافحة العلاجية فيلجأ إليها الفلاح بصورة نادرة للغاية مع صوفة أوراق المحلب، للأسباب التالية:

  • إن هذه الحشرة قليلة الأضرار، وقليلة الأهمية، ولا تسبب الكثير من الضرر للإنتاج الزراعي في أغلب حالات زراعة المحلب.
  • كما أن استخدام المبيدات دون حاجة يزيد النفقات ويقلل الفائدة منها إلى حد كبير، ويفقد بذلك مزارع المحلب الغاية الاقتصادية من عمله.
  • أيضًا فإن المكافحة الكيميائية تسبب أضرار للبيئة والتوازن الحيوي والأعداء الحيوية، خاصة على حشرات أسد المن التي تتواجد بقوة على أشجار المحلب خاصة عند زراعة أشجار مثل التوت والكرز في نفس البستان.

وتتم المكافحة لحشرة صوفة أوراق المحلب عند رغبة المزارع باستعمال المبيد دميتون ميتل Dimeton methyl قبل ظهور الحوريات في الربيع. كما يمكن استخدام المبيد المذكور عند حدوث الإصابة الطفيفة، لأن هذه الإصابة لا تتطور في أغلب الأحوال، أو يكون تطورها محدود جدًا، وتتم برش أوراق وحوامل أوراق المحلب. كما يمكن للمزارع أن يستخدم المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl، والمبيد مالاثيون Malathion وهذه المبيدات نافعة جدًا مع الصوفة برش أوراق المحلب بشكل جيد.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن بستان المحلب يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالصوفة يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم المحلب الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات الشرهة. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات الصوفة سلالات مقاومة في بساتين المحلب المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

صوفة أوراق المحلب
المكافحة الحيوية لهذه الصوفة

 

تربى أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أسد المن Chrysopelra sp (المتخصصة بالبسلا وحشرات الصوف) أو مفترسات البسلا وإطلاقها في بساتين المحلب المصابة وخطوط الزراعة. كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين المصابة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة الصوفية في السنوات والمواسم القادمة من المحلب المعد كشجر مثمر لبيع أوراقه وأزهاره في السوق كنبات طبي وعطري، وكذلك يقلل هذا تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بصوفة أوراق المحلب من خلال:

  • إجراء تنقيب للتربة وحراثة على عمق 70 سم قبل زراعة المحلب.
  • ثم يحدد الفلاح مسافات الغراس بصورة دقيقة، وهي 3م بين الصف والآخر، و 3.5 م بين شجيرة المحلب والأخرى.
  • بعد ذلك يتم إضافة الأسمدة الآزوتية، والفسفورية، والبوتاسية، بتوازن لأشجار المحلب مع عدم زيادة التسميد الآزوتي بصفة نهائية.
  • يراقب الفلاح أشجار المحلب بصورة منتظمة ودورية للتأكد من خلوها من الآفات الحشرية، من ضمنها الصوفة، وغير الحشرية والممرضات، ويسجل الملاحظات.
  • يجري الفلاح الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية بكترية أو فطرية على أشجار المحلب، وهذا يتم باستعمال المبيد منكوزيب Mancozeb.
  • فقط يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية جهازية وسطحية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية، ومشتقات الفحوم الهيدروجينية المكلورة على أشجار المحلب، فهي ضارة جدًا.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على صوفة أوراق المحلب وخطورتها المحدودة والتي قد تتفاقم. كما يكون المزارع والفلاح الحريص على شجيرات المحلب قد حدد موعد المكافحة، وسبل الوقاية والمكافحة المتبعة والمطبقة في حال الإصابة بهذه الحشرة أو الرغبة في مكافحتها عند اللزوم في البستان المصاب بها. إن الأشجار المثمرة كنز ثمين ويجب على مربي شجيرة المحلب أن يقيها من الأمراض والآفات الزراعية المختلفة من ضمنها هذه الصوفة التي قد تضعف إنتاجها الثمين والغالي من الناحية الطبية والعطرية.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.