آفة حلم المشمش (Eriophyes apricot)؛ أهم 4 عوامل تشجع الإصابة بها

Eriophyes apricot

تعد آفة حلم المشمش من الآفات الزراعية الهامة التي تؤثر على إنتاج ومردود أشجار المشمش، فكيف يمكن للمزارع التعامل معها وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معها؟

آفة حلم المشمش
ما هو حلم المشمش؟

تعتبر آفة حلم المشمش (Eriophyes apricot) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار المشمش وتؤدي إلى ضعف الإنتاج الكلي للأشجار وتدني نوعية الإنتاج، كما أن هذه الآفة من الممكن أن تجذب آفات أخرى إلى الأشجار المثمرة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بآفة حلم المشمش، وكيف يمكن مكافحة آفة حلم المشمش؟


آفة حلم المشمش الزراعية

إن آفة حلم المشمش هي واحدة من الآفات الزراعية الضارة، حيث تصيب هذه الآفة أشجار المشمش وتنتشر في كل مناطق زراعة المشمش في أوروبا الغربية والشرقية كألمانيا وإيطاليا وأوكرانيا، وأمريكا الشمالية والجنوبية ككندا والمكسيك، والشرق الأوسط في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وقبرص وتركيا. قدرت العتبة الاقتصادية أضرار وتدني في الإنتاج الزراعي بهذه الآفة يقدر بحوالي 75% عند تفاقم الإصابة بهذا النوع من الحلم على المشمش.


الوصف العام للحلم

إن حيوان آفة حلم المشمش هو حيوان صغير جدًا أصغر من حشرات المن، وفي ما يلي وصفه:

الحيوان الكامل

إن الحيوان الكامل صغير جدًا يبلغ حوالي 160-170 ميكرونًا، كما أن الحيوان ذو شكل دودي إلى حد ما. لون الجسم العام أصفر بني أو برتقالي أحمر، وقد يكون قرمزيًا أو برونزي في بعض الأحيان أو بلون مخملي. كما أن الحيوان مزود بزوجين من الأرجل فقط، فيما يتكون البطن من 95 عقلة بشكل متوزع ومتساوي عند تمام النضج والعمر الأخير.

حوريات آفة حلم المشمش

أما الحوريات، أو الأطور الصغيرة غير الكاملة، فهي مشابهة جدًا للحيوان الكامل، ولكن يكمن الاختلاف في تدرج اللون والحجم (يتدرج اللون من الأبيض في الحورية الصغيرة إلى الأحمر البرتقالي مع الحورية الكبيرة).

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين


الإصابة بآفة حلم المشمش

آفة حلم المشمش
مظاهر الإصابة بالآفة

 

إن أعراض الإصابة بآفة حلم المشمش مشابهة إلى حد ما لأعراض الإصابة بحلم براعم اللوز وحلم العنب والرمان، حيث يهاجم الحيوان أوراق المشمش، ثم يتغذى على الطبقة البرانشيمية ويمتص عصارة أنسجتها. نتيجة لذلك، تظهر تقرحات وتدرنات تشبه السرطانات وكتل يكون لونها في البداية أخضر، ثم يتحول للبني المحمر بالتدريج على أوراق المشمش المصابة. مع تفاقم الإصابة، تتحول ألوان أماكن الإصابة إلى الأسود البني الفاحم بسبب موت الحلم فيها وتشوه أنسجة الأوراق الخارجية والداخلية. قد يهاجم الحلم أيضًا الثمار في المشمش فيتغير لونها إلى البني الغامق ويتفحم بعد ذلك، ثم تصبح الثمار فلينية إسفنجية.


خطورة آفة حلم المشمش

تنبع خطورة آفة حلم المشمش، من أن الآفة تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يؤدي لانجذاب آفات أخرى. قد تنجذب آفات نطاطات الأوراق وفراشات المشمش والدبور الأحمر وسوسة المشمش. يمكن أيضًا أن تنجذب حشرات البق الدقيقي، والنمر، وحفارات القلف، وحلم براعم اللوزيات، وحشرة المشمش القشرية وحفار ساق المشمش وغيرها. تزداد الخطورة عندما تكون الآفات الزراعية متداخلة في ما بينها، فيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان المشمش المصاب لوقايته وحمايته من الحلم والآفات الأخرى معًا.

“اقرأ أيضًا: حلم أوراق الفراولة


العتبة الاقتصادية للحلم

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لآفة حلم المشمش مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين المشمش المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان المشمش الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا الحلم:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة ضمن بساتين المشمش قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 15- 17%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار المشمش وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 40- 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (الأوراق، البراعم، الثمار).
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحلم وصل بالفعل للحد الحرج ويتطلب تطبيق المكافحة، و ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة المشمش المصابة (فقط مبيدات مأمونة منصوحة) فتوجيهات المهندسين الزراعيين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان المشمش بالري والتقليم والتسميد.

عوامل تشجع الإصابة بالحلم

آفة حلم المشمش
أسباب الإصابة بالآفة

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بآفة حلم المشمش، ومن أهم العوامل:

  1. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لأشجار المشمش وخاصة إهمال الري والتسميد والتقليم، وهذا يشجع الحلم.
  2. كما أن عدم التخلص من الأعشاب الضارة المحيطة ببستان المشمش يلعب دورًا كبيرًا في حدوث الإصابة بالحلم، وإهمال عمليات عزيق الأعشاب.
  3. أيضًا فإن استعمال المزارع لمبيدات الفحوم الهيدروجينية المكررة يعد ضاراً بالبيئة وببساتين المشمش ومشجعًا للآفات ومنها الحلم.
  4. كذلك فإن استعمال نفس المبيد كل موسم على المشمش يزيد قدرة الآفات على المقاومة، ومنها الحلم.

دورة حياة الآفة

تقضي آفة حلم المشمش فصل الشتاء كحيوان كامل وتام النضج تحت حراشف البراعم الجانبية. بعد ذلك، في الربيع، يبدأ الحيوان بدخول الأنسجة النباتية لورقة المشمش ثم يضع هناك البيض بحوالي 50- 60 بيضة. بعد فقس البيض، تخرج الحوريات وتتغذى بامتصاص عصارة النبات والأنسجة في أوراق المشمش، كما أن الحوريات تحدث ثقب صغير فتصيب من خلاله مناطق أخرى في النسيج مما يؤدي لتشكل بثرات أو تدرنات وتكتلات برتقالية وحمراء ثم تصبح سوداء. لهذا الحلم حوالي 3 أجيال في دول شرق المتوسط مثل تركيا وقبرص وسورية ولبنان والأردن والعراق وفلسطين.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بآفة حلم المشمش بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع مشمش:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة المشمش بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة مرة كل أربع أشهر حتى نهاية السنة.
  • مراقبة الأوراق في أشجار المشمش بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل متدرنة برتقالية أو حمراء أو سوداء.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة المشمش المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بالحلم.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المشمش كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه.

مكافحة آفة حلم المشمش

من أجل مكافحة آفة حلم المشمش تتبع إجراءات وقائية وعلاجية.

الإجراءات الوقائية من الحلم

يعتني المزارع قدر الإمكان بالري المنتظم والدوري لأشجار المشمش المثمرة حيث يكرر الري 3-4 مرات حتى العقد. يقلم المزارع أشجار المشمش إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة، ويترك فقط 3-4 فروع أساسية للشجرة تقصر إلى 3 في العام التالي ولكن مع ترك الدوابر المثمرة لأنها وحدة إثمار المشمش الرئيسية، كذلك يسعى المزارع لإزالة الأفرع القريبة من سطح التربة في حال تواجدت. يمكن أن يقوم المزارع بمراقبة دورية للأشجار في بداية الربيع، والرش بالمبيدات الحشرية الوقائية مع الحرص على عدم استعمال نفس المبيد سنويًا على شجرة المشمش الواحدة المصابة بالحلم. يراعي المزارع أيضًا عدم استعمال مبيدات ضارة لأنها ستضر ببساتين الأشجار المثمرة الأخرى التي تزرع إلى جانب بساتين المشمش كبساتين التفاحيات واللوزيات الأخرى.

الإجراءات العلاجية من الحلم

يتم العلاج بالمبيدات الحشرية الفوسفورية على أشجار المشمش بمجرد حدوث الإصابة، رغم أنه يفضل استعمال مبيدات عناكب متخصصة مع الحلم أو مبيد مشترك (عنكبوتي- حشري) يمكن أن يستعمل المزارع المبيد ديميتيون ميتيل Dimeton- methyl حيث يعطي نتائج ممتازة برش أوراق المشمش المتدرنة المصابة بأعراض الحلم. كما يمكن استعمال المبيد كلوريميفورم مع بداية الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل برش الأوراق المصابة بالكتل البرتقالية والسوداء وأعراض الحلم.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

تجنبًا لتكوين الآفة لسلالة مقاومة للمبيدات ضمن بساتين المشمش، يجب استعمال حلقة مبيدات عند التعامل مع هذا الحلم. يستعمل المزارع في الموسم الأول للإصابة المبيد كلوروبينزيلات Chlorobenzilate برش الأوراق المصابة من المشمش، ثم في الموسم التالي المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl برش الأوراق المصابة، ثم في الموسم الثالث المبيد بروموبروبيلات (Bromopropylate) بالرش في بساتين المشمش المصابة على الأوراق المتدرنة والتي تظهر عليها الأعراض، كما يغير المزارع الحلقة السابقة نفسها بعد 8 أعوام من استخدامها تجنبًا لتكوين الحلم لسلالات مقاومة للمبيدات، مع مراعاة أن يتم الرش في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل قبل ظهور حوريات الحلم.

محاسن المكافحة الحيوية للآفة

إن لمكافحة آفة حلم المشمش بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والبستان على المدى البعيد، وأهم الفوائد:

  • خفض وتقليل تكاليف استعمال المبيدات (حتى لو كانت فسفورية عضوية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات، وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات تعمل عليها وإطلاق المفترسات أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في بستان المشمش.
  • رفع وزيادة وتحسين أمان البستان كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات التي تتكاثر طبيعيًا في بستان المشمش.
  • عدم إحداث أي عواقب وأضرار للبيئة المحيطة، وخاصة الإنسان والحيوان والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار (فهو مهم جدًا لبعض أشجار التفاحيات واللوزيات التي تقلح خلطيا بالحشرات).
  • تجنب أو عدم ظهور سلالات مقاومة للآفات في البساتين المعتنى بتطبيق المكافحة الحيوية فيها؛ وهذه ميزة تحصد على المدى البعيد لسنوات وسنوات قد تصل حتى 100 سنة للأمام.
  • تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من بستان المشمش؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع نتيجة أمان البستان وقلة عدد الآفات بأنواعها نتيجة المكافحة السليمة حيويًا.
  • خفض الجهد المبذول من المزراع في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات) أو تقليل اليد العاملة في البستان وتوفير طاقة المزارع والمنتج والعامل على السواء.
  • تقليل وخفض فرصة ظهور الآفة إلى أقل حد ممكن؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة وتزيد أعداد المفترس، وتتم مكافحة هذا الحلم حيويًا من خلال (البكتريا والفيروسات الممرضة للآفات).

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

آفة حلم المشمش
إدارة بستان المشمش المصابة بالآفة

 

إن الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بآفة حلم المشمش، تتم كالتالي:

  • حراثة سطحية لعمق 12 سم لترب أشجار المشمش وتكرر مرتين لغاية قتل الآفات ساكنة ومنها هذا الحلم.
  • تنعيم الفلاح للتربة من خلال التفكيك وتقطيع الكدر الترابية حول مساقط تيجان أشجار المشمش وهذا يقتل ما تبقى من آفات ساكنة.
  • تحديد مسافات الأشجار بحيث لا تزيد الكثافة، فالكثافة تشجع الآفات ومنها هذا الحلم الذي يفضل غزارة المجموع الخضري، حيث يكون البعد بين شجرة مشمش والأخرى على الأقل 3.5 م، والبعد بين السطور 4 م.
  • إضافة السماد العضوي المتخمر لمدة لا تقل عن عشر أشهر لترب أشجار المشمش فهذا يعطيها مناعة ضد الآفات ومنها الحلم.
  • ثم إضافة السماد المعدني، والآزوتي على ثلاث دفعات لأشجار المشمش، وخاصة الآزوت لأنه يزيد المناعة ويقوي الشجرة لكن من دون زيادة الآزوتي.
  • مراقبة المزارع للأشجار وبساتين المشمش بصورة منظمة دورية، وتسجيل الإصابات المرضية التي تظهر على الأوراق من كتل حمراء أو برتقالية.
  • الرش بالمبيدات الفوسفو- عضوية الجهازية التأثير حصرًا (أو مبيد مشترك عنكبوتي حشري) على أشجار المشمشة أو مبيدات العناكب المتخصصة، واستعمال المبيد الاستئصالي للآفة عند الإصابة وهو ديمتون إس مثيل Dimeton-s-Methyl، أو المبيد بروموبروبيلات Bromopropylate.
  • ثم القيام بإجراءات مراقبة أخرى للأمراض الفطرية والبكتيرية على أشجار المشمش، وتطبيق العلاج الممكن في حال الإصابة بها أو بالحلم.
  • مكافحة آفة حلم المشمش المذكورة وفقًا لإجراءات المكافحة التي تحدثنا عنها، مع مراعاة استعمال حلقة المبيدات المذكورة بصورة تامة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حلم المشمش وسبل التعامل معها عند الإصابة. كما نكون قد ألمينا بطرق الوقاية قبل العلاج، وكذلك الإدارة المتكاملة للآفة في بساتين المشمش المصابة بالحلم. إن المزارع يجب أن يكون حريصًا على حقله أو بستانه من مختلف الآفات التي يمكن أن تصيبها، وانطلاقًا من ذلك، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج وخاصة عند التعامل مع البساتين المثمرة كالمشمش التي تكون المكافحة فيها مكلفة على المزارع.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.