المن على الأذريون (Calendula aphids)؛ أهم 6 أعراض إصابة به

Calendula aphids

يعد المن على الأذريون من الحشرات الخطيرة على إنتاج الأذريون أو الأقحوان الذي يعد نبات طبي هام، فكيف يتعامل المزارع مع هذا المن وما أفضل علاج له؟

يعتبر المن على الأذريون (Calendula aphids) من الآفات الزراعية التي تضر إلى حد كبير بمحصول الأذريون (الأقحوان البري الأصفر والأبيض) وإنتاجه ومردود المزارع الغالي من الأوراق والأزهار الهامة طبيًا وغذائيًا وتستخرج منها مادة لها خواص مضادة للالتهاب، ويزرع هذا النبات لاستخراج مادتي (الكندولين) و (الكاليندولين) وتسبب حشرات المن ضعف للحقل والنبات وتضرر هذا المردود، فما أهم المعلومات عنه، وما هي مظاهر الإصابة بالمن على الأذريون، وكيف يمكن للمزارع مكافحة المن على الأذريون؟


معلومات عن حشرة المن على الأذريون

إن حشرة المن على الأذريون لها أنواع (من أسود، أخضر، أرجواني) هي واحدة من الحشرات التي تنتشر في حقول الأعشاب والمحاصيل (بندورة، خيار، هندباء، خلة) وهي حشرة ماصة للعصارة ثاقبة لأجزاء النبات وهي ذات نشاط كفوء للغاية وسلوك تغذية مستمر وحيوية عالية. تنتشر حشرات المن وتوجد في أي مكان في العالم حيث يزرع الأذريون، فتوجد في قبرص وتركيا وسورية، وأوكرانيا وإسبانيا والبرتغال، وكندا والمكسيك وأستراليا، واليابان والهند الصينية، وعمومًا في كل مكان يزرع فيه الأذريون، حيث تقوم بمص عصارة نبات الأذريون أو الأقحوان وخاصة الأوراق والأزهار التي تعتبر أغنى جزء بالمادة الفعالة حيث للمادة دور في علاج الالتهابات ولها خواص تساعد في التهئام الأنسجة وشفاء الجروح، والإصابة بالمن تضعف النبات وتمنع عنه نواتج التمثيل الضوئي والغذاء، كما لا تستفيد نباتات الأقحوان من السماد المضاف فيقل مردود المحصول بنسبة قد تصل إلى 70% خاصة في الزراعات المهملة.


وصف الحشرة

إن حشرة المن على الأذريون هي من الحشرات الصغيرة جدًا وتبدو لطيفة الشكل رغم شراستها في القضاء على النبات، وهي سوداء في النوع الأسود، وخضراء في النوع الأخضر، وتلاحظ بشكل مستعمرات وهي تتغذى على أجزاء نبات الأذريون: أوراق النبات، الأزهار، المجموع الخضري، وهذه الأجزاء هي الأهم في النبات فالأوراق والأزهار هي التي يزرع من أجلها الأذريون نظرًا لغناها بالمادة الطبية الفعالة التي تستخدم لعلاج الالتهابات وشفاء الأنسجة، وكذلك غناها بمادة الكندولين Cendolen والكالاندولين Calendulen.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ


الإصابة بالمن على الأذريون

المن على الأذريون
أعراض الإصابة بالمن على هذا النبات

 

تتجلى أعراض الإصابة بالمن على الأذريون من خلال:

  1. مهاجمة حشرات المن الكاملة والصغيرة لأوراق وأزهار نبات الأقحوان (الأذريون أو أذريون الحدائق) على هيئة مستعمرات على الأغصان وحشرات فردية أو متجمعة على البراعم والأزهار.
  2. يضعف تنفس نباتات الأقحوان وتصاب أيضًا بفطر العفن الأسود Pencillium، كما تصاب بعدد من الفيروسات التي تعتبر آفات نبات وهذه الفيروسات ينقلها المن.
  3. تثقب أنسجة النبات بأجزاء فمها الثاقبة الماصة، ثم تمتص حشرات المن عصارة النبات، من الأوراق، والثمار، والأزهار، فيضعف نبات الأقحوان ويصبح في طور ذبول وضعف واصفرار وموت مع مرور الزمن.
  4. تتماوت أنسجة النبات مع الوقت وتصفر الأوراق، والثمار، وتتساقط الأزهار ويتدنى إنتاج نباتات الأذريون من أجزاء النبات الطبية.
  5. تتدنى كذلك صحة نباتات الأذريون، لأن حشرات المن تضعف العمليات الغذائية في جسم النبات ولا يستفيد نبات الأذريون من السماد فيقل محتوى الأوراق والأزهار من المادة الطبية الفعالة.
  6. ضعف النبات نفسه يجذب حشرات أخرى خطيرة كحشرات التربس، والنطاطات، والسوس، وآفات غير حشرية كالعناكب التي تصيب الأقحوان، ودودة أوراق الأذريون.

دورة حياة المن على الأذريون

تقضي حشرة المن على الأذريون فصل الشتاء كحورية في العمر الثالث (الأخير) مختبئة في الحقل وبين بساتين اللوزيات والتفاحيات وغيرها، و كذلك بين خطوط المحاصيل كالبندورة والخيار والقرع والكوسا أو المحاصيل الأخرى عالفول والقمح والشعير، كما يمكن أن تقضي الشتاء بطور حشرة غير تامة النضج بعد، وتبدأ دورة حياة المن بظهور الجيل الأول في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل في البساتين والحقول المزروعة مع ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الحوريات. بعد ذلك، تتزاوج الإناث مع الذكور القليلة (نظرًا لأنها تتوالد بكريًا) وتظهر حوريات جديدة مع توافر الحرارة والرطوبة المثالية، ثم تتطور الحشرات من حوريات إلى حشرات كاملة، فتبدأ بالتغذية على عصارة نبات الأقحوان وتستنفد قوته بالتدريج؛ بعد ذلك سرعان ما تظهر أعراض نقص العناصر على النبات ويموت ويذبل مع الوقت ويضعف إنتاجه.

“اقرأ أيضًا: حلم ثمار الخوخ


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بالمن على الأذريون:

  • إهمال تأمين مصدات رياح أو تحريج المنطقة المزروعة بالأقحوان بأشجار حراجية مناسبة (سرو، سنديان، عزر، أرز لبناني.. إلخ).
  • عدم فصل المزارع لحقل زراعة الأقحوان عن حقول باقي الزراعات (زراعة الخيار، زراعة الكوسا، زراعة القمح، زراعة البصل، زراعة الفول، زراعة البندورة، إلخ)
  • أيضًا عدم فصل زراعة الأشجار المثمرة كاللوز والزعرور والتفاح والخوخ والتوت والعنب والسفرجل عن زراعة الأقحوان وباقي المحاصيل.
  • إهمال عملية تفريد الأقحوان الهامة التي تحقق الوقاية من الأمراض وتجنب الكثافة العالية التي تنهك النبات.
  • زيادة المزارع لكميات مياه الري التي تقدم للأقحوان إلى حد كبير؛ حيث أن الغدق الزائد أو زيادة الري عن حده سيء جدًا ويشجع المن.
  • عدم عناية المزارع بزراعة الأقحوان على مسافات مناسبة، وزراعته بكثافة عالية جدًا مما يخنق النباتات ويمنع عنها الماء والغذاء والهواء ويعرضها للآفات.
  • وجود الحرارة والرطوبة المناسبة لتكاثر المن في حقول الأقحوان والمحاصيل المختلفة؛ خاصة اعتدال الحرارة وتوافر الرطوبة.
  • زيادة السماد الآزوتي N عن 60 كغ في الهكتار، مما يشجع نمو غض ورهيف وفتي لنبات الأقحوان، وهذا ما تحبه حشرات المن التي تعشق الأجزاء الغضة الهشة والخضراء.

مراقبة المزارع للحقل المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بحشرة المن على الأذريون بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الأذريون بصورة دورية على مدار الموسم بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار الموسم في حقول الخضار والمحاصيل وبقية النباتات.
  • مراقبة الأوراق والمجموع الخضري في نباتات الأقحوان وغيرها بصورة دورية منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الأقحوان الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن.
  • يجب على المزارع تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في حقل الأذريون كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره كبير عند التعامل مع آفة المن.

“اقرأ أيضًا: دودة اوراق الباذنجان


مكافحة المن على الأذريون

المن على الأذريون
كيفية مكافحة هذا المن

 

تتم مكافحة المن على الأذريون من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم الوقاية بزراعة الأقحوان على مسافات مناسبة وهي 25 سم بين النباتات و 25-28 سم بين الخطوط على الأقل، وتجنب الكثافة العالية في وحدة المساحة، وتفريد الأقحوان بترك 3 نبات في الجورة عند وصول ارتفاع النبات إلى 12 سم، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري مع ري بالتنقيط، وعدم زيادة التسميد الآزوتي عن 60 كغ للهكتار الواحد المزروع أقحوان.

مكافحة علاجية للآفة

يتم علاج حشرة المن على الأذريون نهائيًا من خلال استعمال المبيد دميتون Dimeton، ولقد ثبت نجاح المبيد دميتون إس مثيل Dimeton s Methyl برش الثمار والأوراق والأزهار على نبات الأقحوان وأعطى نتائج مبهرة. وعمومًا تعطي هذه المبيدات المذكورة نتائج فعالة في حقول الأقحوان المصابة بالمن، ولا ينصح أبدًا باستعمال المبيد ديسيس Decis والمبيد لندان Lindan بصورة نهائية لأنه ثبت أنهما يساهمان في تعزيز مناعة المن وتكوينه لسلالات مقاومة للمبيد في الأجيال التالية.

حلقة استعمال المبيدات ضد المن

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل الأقحوان يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالمن يستعمل المبيد الاستئصالي الأفضل ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم الأقحوان الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion أو ديمثوات Dimethoate، مع مراعاة الرش قبل ظهور الحوريات الصغيرة القوية وقبل تفاقم الإصابة على النبات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات المن سلالات مقاومة في حقول الأقحوان المصابة والمتضررة.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بالمن على الأذريون تتم كالتالي:

  • تأمين مصدات رياح مناسبة أو أشجار حراجية حول مناطق زراعة الأذريون تهدف لمنع انتقال الحوريات وحشرات المن بالرياح من بستان مصاب إلى آخر سليم.
  • فصل زراعة الأقحوان عن باقي الزراعات: كزراعة البندورة والخيار والكوسا والفول والبرسيم والقمح والشعير وغيرها.
  • فصل زراعة الأشجار المثمرة (تفاح، لوز، خوخ، زعرور، توت، كرمة) عن زراعة الخضار والمحاصيل (أقحوان، خلة، قرع، بندورة، كوسا، فول).
  • حراثة أساسية 30 سم تضاف معها الأسمدة العضوية، يتبعها تنعيم وتفتيت لتربة زراعة الأقحوان على عمق 12- 15 سم بآلات الحش الدوارة أو المحاريث القرصية الخاصة لذلك.
  • مراقبة المزارع لحقول الأقحوان بصورة دورية في الربيع والشتاء بمراقبة الأوراق والمجموع الخضري وتأكده من خلوه من المن وأعراضه.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة في حقل الأقحوان، لأنها تضمن للآفات التحرك والاختباء بين مكونات هذه الحشائش (نطاطات، جراد، يرقات ديدان الأوراق وغيرها).
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P و( خاصة البوتاس K للأقحوان، لإعطاء دفعة مناعية للنبات ضد الآفات ومنها المن) حيث يضاف البوتاس بمعدل 70- 100 كغ في الهكتار.
  • الآزوت يضاف على دفعات وليس دفعة واحدة؛ فمرة عند الزراعة تشمل 2/3 من الكمية، ومرة ثانية 1/3 الكمية عند العزيق لنبات الأقحوان، ومرة ثالثة عند نضج المحصول والتفريد تشمل 1/3 الكمية بمعدل 30- 40 كغ/ هكتار آزوت.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة بنباتات الأقحوان، من ري وعزيق غيرها من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر ثلاث مرات حتى العقد والحصول على المحصول، مع تفريد بإبقاء 3 نباتات في الجورة على ارتفاع 15 سم.
  • تطبيق تقنية (الأسمدة الذوابة بمياه الري) لأن زيادة الماء للأقحوان تسبب الضرر وجذب حشرات المن وكذلك الحالوش وهذه التقنية تضمن التنظيم في الري وقتل الحشرات من خلال المبيد المضاف لماء الري المقدم لنبات الأقحوان.
  • يتم إضافة المبيد دمتون Dimeton إلى ماء الري وخلطه أيضًا بسماد سلفات البوتاس وبذلك يصل الغذاء والعلاج للنبات من خلال أنابيب الري بالتنقيط.
  • إضافة الكربون العضوي أو الفحم الحيوي لتحسين خواص التربة ومد نبات الأقحوان بالغذاء والقوة والحيوية ولرفع الإنتاجية وهذه الإجراءات كلها ستزيد الإنتاج بنسبة 40%.

بذلك، يكون المزارع والمنتج الزراعي قد تعرف بالفعل على أهم المعلومات عن حشرة المن على الأذريون، وطرق التعامل معها، والمكافحة، والوقاية في حقل الأقحوان المهدد أو المصاب بالمن، فمن الضروري أن يفعل المزارع ذلك حرصًا على إنتاجه الثمين من أي آفات ضارة ومنها حشرات المن التي تهدد محصول وإنتاج الأذريون الغالي من الأوراق والأزهار التي تفيد في استخراج المادة الطبية الفعالة لعلاج الالتهابات والأمراض وشفاء الجروح وترميم الأنسجة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

اترك رد