حلم ثمار الخوخ (Peach fruits aceria)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة به

Peach fruits aceria

يعد حلم ثمار الخوخ من الآفات الخطيرة على إنتاج ومردود الخوخ في البستان المصاب، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه؟

يعتبر حلم ثمار الخوخ (Peach fruits aceria) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الخوخ وتؤدي إلى ضعف الإنتاج الكلي للأشجار وتدني نوعية الإنتاج من الثمار، كما أن هذه الآفة من الممكن أن تجذب آفات أخرى إلى الأشجار المثمرة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بحلم ثمار الخوخ، وكيف يمكن مكافحة حلم ثمار الخوخ؟


آفة حلم ثمار الخوخ

إن آفة حلم ثمار الخوخ هي واحدة من الآفات الزراعية التي تسبب للمزارع خسارة الإنتاج، حيث تصيب هذه الآفة أشجار الخوخ المثمرة وتنتشر في كل مناطق زراعة الخوخ في أوروبا الغربية والشرقية، وآسيا الشرقية والغربية خاصة في اليابان والهند الصينية، والشرق الأوسط في سوريا ولبنان والأردن وقبرص وتركيا. قدرت العتبة الاقتصادية أضرار وتدني في الإنتاج الزراعي بهذه الآفة يقدر بحوالي 40- 70% عند تفاقم الإصابة بهذا النوع من الحلم وقد تصل في الحقيقة إلى 100% عند إهمال أشجار الخوخ.


الوصف العام للحلم

إن حيوان حلم ثمار الخوخ هو حيوان صغير جدًا أصغر من حشرات المن، وفي ما يلي وصفه:

الحيوان الكامل

إن الحيوان الكامل صغير جدًا يبلغ حوالي 160- 200 ميكرونًا، وهو ذو شكل دودي ومقوس إلى حد ما ولا يمكن للمزارع أن يراه. لون الجسم العام أصفر فاتح يميل للون أحمر، وقد يكون قرمزيًا في بعض الأحيان. كما أن الحيوان مزود بزوجين من الأرجل فقط، فيما يتكون البطن من عدد كبير من العقل بشكل متوزع ومتساوي ومنتظم.

حوريات حلم ثمار الخوخ

أما الحوريات، أو الأطور الصغيرة غير الكاملة للحيوان، فهي مشابهة جدًا للحيوان الكامل، ولكن يكمن الاختلاف في تدرج اللون البرتقالي الأحمر والحجم؛ حيث تمر الحوريات بعدة أعمار قبل الطور الكامل.

“اقرأ أيضًا: دودة اوراق الخيار


الإصابة بحلم ثمار الخوخ

حلم ثمار الخوخ
مظاهر الإصابة بالحلم

 

إن أعراض الإصابة بحلم ثمار الخوخ غير مشابهة لأعراض الإصابة بحلم الأوراق الذي اعتدنا منه أن يصيب الأوراق، وتتجلى أعراض الإصابة في:

  • من أبرز وأهم الأعراض أن يلاحظ المزارع أن ثمار الخوخ غير الناضجة أو الخضراء لا تتحول أبدًا للون الأحمر (لون النضج التام) بل تضمر وتصغر وتصبح بلون بني برتقالي.
  • كما أن مذاق الثمار الصغيرة البنية مر جدًا ولا يصلح نهائيًا للاستهلاك من قبل الإنسان.
  • أيضًا فإن ملمس الثمار الضامرة الناتجة يكون فليني إسفنجي وعند ضغطه يلاحظ أنه غير طبيعي؛ وهذا بسبب امتصاص الحيوان لعصارة الثمرة.
  • يلاحظ المزارع أن إنتاج الشجرة نفسه من الثمار غير طبيعي وقليل جدًا، وقد تصل الخسارة إلى 100% عند عدم تطبيق المزارع للمكافحة أو تأخرها عن الموعد المناسب.

خطورة حلم ثمار الخوخ

تنبع خطورة حلم ثمار الخوخ، من أن المزارع قد يخسر كامل إنتاج شجرة الخوخ عند إهمال الشجرة، كما أن الآفة تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يؤدي لانجذاب آفات أخرى. قد تنجذب آفات الدبابير كالدبور الأحمر أثناء مسحها للأوراق وعنايتها بصغارها، ويمكن أيضًا أن تنجذب حشرات البق الدقيقي، والنمر، وحفارات القلف، وحلم براعم الخوخ، وحشرة اللوز القشرية وحفار ساق الخوخ وغيرها. تزداد الخطورة عندما تكون الآفات الزراعية متداخلة في ما بينها، فيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان الخوخ المصاب بالحلم لوقايته وحمايته من الحلم والآفات الأخرى على السواء.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

تزداد عمليات المكافحة عند تداخل حلم ثمار الخوخ مع الآفات الأخرى. انطلاقًا من ذلك، قد يلجأ المزارع للمكافحة المتكاملة IBM مع تداخل آفات الحلم مع ماصات العصارة (كحشرات النمر) والحفارات (حفار ساق الخوخ) وصانعات الأنفاق (حافرة أوراق الخوخ) مع بعضها البعض في البستان الواحد من الخوخ ووجود دودة اللوز الحرشفية والكابنودس والأكاروسات والحشرات القشرية (حمراء، كأسية، سوداء) وغيرها. تزداد الأضرار بهذا الحلم في أماكن الزراعة الكثيفة للخوخ المصابة بالحشرات القشرية بصورة خاصة كالحشرة القشرية الكأسية وحشرة الفواكه والحشرة القشرية السوداء وكذلك عند إهمال المزارع بصورة خاصة لتسميد شجرة الخوخ وكذلك التقليم والمكافحة الوقائية. مما سبق نرى بأن المزارع الذي يزيد الكثافة النباتية في وحدة المساحة لأشجار الخوخ سيتعرض لمواجهة هذا الحلم في بستانه.


العتبة الاقتصادية للحلم

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحلم ثمار الخوخ مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الخوخ المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الخوخ الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا الحلم:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة ضمن بساتين الخوخ قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 2%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار الخوخ وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 3-5% وتصل إلى 25% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة ممثلة بالثمار.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحلم وصل بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 40% ويتطلب تطبيق المكافحة، و ينصح بشدة باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة الخوخ المصابة؛ هذا لأن التأخر في المكافحة سيؤدي لخسارة كامل محصول الخوخ من الثمار، ويضعف الشجرة من أجل المواسم اللاحقة.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف المشمش


عوامل تشجع الإصابة بالحلم

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحلم ثمار الخوخ، ومن أهم العوامل:

  1. إهمال المزارع للاطلاع على حاجات بستانه ومواعيد ظهور الحلم وإجراءات الوقاية الزراعية والعناية بالبستان.
  2. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لأشجار الخوخ وخاصة إهمال الري والتسميد والتقليم، وهذا يشجع حلم الثمار.
  3. كما أن عدم التخلص من الأعشاب الضارة المحيطة ببستان الخوخ يلعب دورًا كبيرًا في حدوث الإصابة بحلم الثمار.
  4. أيضًا فإن استعمال المزارع لمبيدات الفحوم الهيدروجينية المكررة يعد ضاراً بالبيئة وببساتين الخوخ ومشجعًا للآفات ومنها حلم الثمار.
  5. كذلك فإن استعمال نفس المبيد كل موسم على الخوخ يزيد قدرة الآفات على المقاومة، ومنها حلم الثمار.

دورة حياة الآفة

تقضي آفة حلم ثمار الخوخ فصل الشتاء كحيوان كامل وتام النضج تحت حراشف البراعم الجانبية وحوامل أزهار الخوخ. بعد ذلك، في الربيع، يبدأ الحيوان بدخول الأنسجة النباتية لبراعم الخوخ ثم يضع هناك البيض بحوالي 50- 60 بيضة. بعد فقس البيض، تخرج الحوريات وتتغذى بامتصاص عصارة البراعم والأنسجة في ثمار الخوخ الصغيرة والكبيرة، كما أن الحوريات تحدث ثقب صغير فتصيب من خلاله مناطق أخرى في النسيج مما يؤدي لتشكل بثرات أو تكتلات وتتحول الثمرة لتصبح فلينية إسفنجية بنية اللون. لهذا الحلم حوالي 3 أجيال في دول شرق المتوسط مثل تركيا وقبرص وسورية، وهذا العدد الكبير هو الذي يضطر المزارع للمكافحة بقوة.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

حلم ثمار الخوخ
كيفية مراقبة البستان المصاب

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحلم ثمار الخوخ بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع خوخ:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة الخوخ بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة مرة كل أربع أشهر حتى نهاية السنة وفي كل موسم خوخ.
  • مراقبة الأزهار والثمار في أشجار الخوخ بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل متدرنة برتقالية أو حمراء أو بنية أو ثمار ضامرة صغيرة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الخوخ المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بحلم الثمار.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الخوخ كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لحلم الثمار، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش


مكافحة حلم ثمار الخوخ

من أجل مكافحة حلم ثمار الخوخ تتبع إجراءات وقائية وعلاجية.

الإجراءات الوقائية من الحلم

يعتني المزارع قدر الإمكان بالري المنتظم والدوري لأشجار الخوخ المثمرة حيث يكرر الري 3-4 مرات حتى العقد، كما يقلم المزارع أشجار الخوخ إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة وترك 3-4 أفرع رئيسية للشجرة تقصر إلى 3 فقط في الموسم التالي، كذلك يسعى المزارع لإزالة الأفرع القريبة من سطح التربة في حال تواجدت. يمكن أن يقوم المزارع بمراقبة دورية للأشجار في بداية الربيع، والرش بالمبيدات الحشرية الوقائية مع الحرص على عدم استعمال نفس المبيد سنويًا على شجرة الخوخ الواحدة المصابة بحلم الثمار. يراعي المزارع أيضًا عدم استعمال مبيدات ضارة لأنها ستضر ببساتين الأشجار المثمرة الأخرى التي تزرع إلى جانب بساتين الخوخ كبساتين اللوزيات والتفاحيات والحمضيات.

الإجراءات العلاجية من الحلم

يتم العلاج بالمبيدات الحشرية الفوسفورية بمجرد حدوث الإصابة، رغم أنه يفضل استعمال مبيدات عناكب متخصصة مع حلم الثمار ولكن هذه المتخصصة تدمج في دورة استعمال المبيدات. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد ديميتيون ميتيل (Dimeton- methyl) حيث يعطي نتائج ممتازة برش أزهار وثمار الخوخ المصابة بأعراض الحلم. كما يمكن استعمال المبيد كلوريميفورم مع بداية الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل برش ثمار الخوخ.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

تجنبًا لتكوين الآفة لسلالة مقاومة للمبيدات ضمن بساتين الخوخ، يجب استعمال حلقة مبيدات عند التعامل مع هذا الحلم الذي يصيب الثمار. يستعمل المزارع في الموسم الأول للإصابة المبيد كلوروبينزيلات Chlorobenzilate (عنكبوتي) برش الثمار المصابة من الخوخ، ثم في الموسم التالي المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl (فسفوري) برش الثمار المصابة، ثم في الموسم الثالث المبيد ديسيس Decis (باراثيرويد) بالرش في بساتين الخوخ المصابة على الثمار الضامرة والتي تظهر عليها الأعراض، كما يغير المزارع الحلقة السابقة نفسها بعد 8 أعوام من استخدامها تجنبًا لتكوين الحلم لسلالات مقاومة للمبيدات، مع مراعاة أن يتم الرش في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل قبل ظهور الحوريات.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحلم ثمار الخوخ، تتم كالتالي:

  • حراثة سطحية لعمق 12 سم لترب أشجار الخوخ وتكرر مرتين لغاية قتل الآفات ساكنة ومنها حلم الثمار.
  • تنعيم الفلاح للتربة من خلال التفكيك وتقطيع الكدر الترابية لعمق 12- 15 سم حول مساقط تيجان أشجار الخوخ وهذا يقتل ما تبقى من آفات ساكنة.
  • تحديد مسافات الأشجار بحيث لا تزيد الكثافة، فالكثافة تشجع الآفات ومنها حلم الثمار الذي يفضل غزارة المجموع الخضري، حيث يكون البعد بين شجرة خوخ والأخرى على الأقل 5 م، والبعد بين السطور 5.5 م.
  • إضافة السماد العضوي المتخمر لمدة لا تقل عن عشر أشهر لترب أشجار الخوخ فهذا يعطيها مناعة ضد الآفات ومنها حلم الثمار.
  • ثم إضافة السماد المعدني، والآزوتي على ثلاث دفعات لأشجار الخوخ، وخاصة الآزوت لأنه يزيد المناعة ويقوي الشجرة، ولكن دون زيادة عن حده.
  • مراقبة المزارع للأشجار والبساتين بصورة منظمة دورية، وتسجيل الإصابات المرضية التي تظهر على الثمار من ضمور أو أعراض حلم.
  • الرش كما تم ذكره في حلقة المبيدات واستعمال المبيد الاستئصالي للآفة عند الإصابة وهو ديمتون إس مثيل Dimeton-s-Methyl، أو المبيد بروموبروبيلات Bromopropylate أو ديسيس Decis.
  • ثم القيام بإجراءات مراقبة أخرى للأمراض الفطرية والبكتيرية على أشجار الخوخ، وتطبيق العلاج الممكن في حال الإصابة بها أو بحلم الثمار.
  • مكافحة حلم ثمار الخوخ المذكورة وفقًا لإجراءات المكافحة التي تحدثنا عنها، مع مراعاة استعمال حلقة المبيدات المذكورة بصورة دقيقة أو مبيدات من نفس التركيب بالتسلسل المذكور.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حلم ثمار الخوخ وسبل التعامل معها عند الإصابة. كما نكون قد ألمينا بطرق الوقاية قبل العلاج، وكذلك الإدارة المتكاملة للآفة في بساتين الخوخ المصابة بحلم الثمار. إن المزارع يجب أن يكون حريصًا على حقله أو بستانه من مختلف الآفات التي يمكن أن تصيبها، وانطلاقًا من ذلك، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج وخاصة عند التعامل مع الآفات التي تسبب خسارة الإنتاج هكذا الحلم.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.