صوفة أوراق الخوخ (Peach psyllidae)؛ أهم 6 عوامل تشجع الإصابة بها

Peach psyllidae

تعد صوفة أوراق الخوخ من الحشرات الضارة بإنتاج ومردود أشجار الخوخ، فكيف يتعامل المزارع معها وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معها في البستان؟

تعتبر صوفة أوراق الخوخ (Peach psyllidae) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الخوخ وتمتص عصارة الأنسجة، وقد تسبب بعض الأضرار الاقتصادية المحدودة وقد تتفاقم شدتها، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بصوفة أوراق الخوخ التي تظهر على أشجار الخوخ المصابة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة صوفة أوراق الخوخ عند الضرورة؟


حشرة صوفة أوراق الخوخ

إن صوفة أوراق الخوخ تعد من الحشرات الاقتصادية قليلة الأهمية التي تصيب أشجار الخوخ بأنواعها كالخوخ الياباني والصيني وغيرها؛ ورغم ذلك قد تتفاقم شدتها وتضطر المزارع للمكافحة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الخوخ في أنحاء العالم، كما قد توجد في بساتين اللوزيات والتفاحيات التي تزرع إلى جوارها أشجار الخوخ، حيث تتواجد في دول شرق المتوسط في سوريا ولبنان وتركيا وقبرص وفلسطين، وآسيا الشرقية والغربية في اليابان والهند والصين والفلبين، وأوروبا، وأمريكا، وعمومًا فهي حشرة عالمية الانتشار.


وصف الحشرة

إن صوفة أوراق الخوخ تشبه تقريبًا حشرة الزيتون الصوفية وبسلا الإجاص. الحشرة الكاملة هي حشرة مجنحة بطول حوالي 3-4مم، أما اللون العام فهو الأصفر المخضر، وعلى البطن توجد بقع بنية اللون برتقالية باهتة. إن هذه الآفة تشبه حشرات الصوف والبسلا الأخرى وتشبه حشرات المن المجنحة و النمل المجنح، فهي لا تختلف كثيرًا عنهم في الشكل.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكرمة الشمعية


الإصابة بصوفة أوراق الخوخ

صوفة أوراق الخوخ
مظاهر الإصابة بالصوفة

 

تصيب صوفة أوراق الخوخ الأوراق، ثم تمتص عصارة السطح السفلي لأنسجتها وخاصة الأنسجة البرانشيمية الخلوية. تسبب الإصابة ظهور تدرنات مسننة على السطح العلوي لأوراق الخوخ تشبه القشور والطفح الخشبي القشري، كما أن أضرار الآفة قليلة ومحدودة على الأغلب، وقد لا ينجو حتى السطح السفلي. تزداد الإصابة في المناطق الدافئة من دول حوض المتوسط كسوريا ولبنان، ومناطق أوربا الشرقية مثل أوكرانيا، وشمال أفريقيا، وقد يزداد الضرر عن 20% من نسبة أوراق الخوخ فيضطر المزارع للمكافحة.


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بصوفة أوراق الخوخ، وأهمها ست عوامل:

  1. قيام المزارع بتسميد زائد من الآزوت لأشجار الخوخ الذي يدفع الأوراق لتكون غضة وهشة ومعرضة لمهاجمة هذه الصوفة.
  2. زيادة كمية الري وارتفاع درجات الرطوبة، بمعنى زيادتها عن الحد اللازم للنبات في بستان الخوخ.
  3. ارتفاع درجات الحرارة والدفء المناسب في بستان الخوخ بشكل يؤمن مناخ دافئ للحشرة ويناسب تطور الحوريات.
  4. كما أن إهمال العناية بأشجار الخوح من قبل الفلاح أو المزارع يشجع الإصابة بالصوفة كثيرًا.
  5. كذلك فإن إهمال التسميد الآزوتي، والبوتاسي العالي، والفوسفوري العالي، لأشجار الخوخ، يشجع الإصابة بالصوفة.
  6. عدم انتظام عمليات الري لأشجار الخوخ، أو اتباع الفلاح لطريقة سيئة في ري الأشجار، تشجع الصوفة أو البسلا.

“اقرأ أيضًا: ثاقبة أشجار التين


خطورة صوفة أوراق الخوخ

إن خطورة صوفة أوراق الخوخ محدودة وقليلة الأهمية غالبًا. رغم ذلك، ومن جهة أخرى، قد تكون هذه الحشرة خطيرة في حال التداخل مع آفات أخرى كحفار ساق الخوخ وعند اشتداد الإصابة وارتفاعها فوق 20% وعندها تجب المكافحة. إن هذه البسلا تصبح خطيرة في حال وجودها مع الدبور الأحمر الشرقي، وحشرة الخوخ الشمعية، والحشرة القشرية اﻷرجوانية والحمراء والسوداء وغيرها من أمراض كتقرح أشجار الخوخ. كما أن المكافحة الموجهة والمتكاملة وخاصة المكافحة الكيميائية لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة مع هذه الآفة؛ نظرًا لأنها قد لا تحتاج للمكافحة إذا كان ضررها محدود في بستان الخوخ.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

تزداد عمليات المكافحة عند تداخل صوفة أوراق الخوخ مع الآفات الأخرى. انطلاقًا من ذلك، قد يلجأ المزارع للمكافحة المتكاملة IBM مع تداخل آفات الحلم وماصات العصارة والحفارات وصانعات الأنفاق مع بعضها البعض في البستان الواحد من الخوخ ووجود دودة أوراق الخوخ ودودة اللوز الحرشفية وحفار ساق الخوخ والنمر على الخوخ والأكاروسات والحشرات القشرية وغيرها. تزداد الأضرار بهذه الصوفة في أماكن الزراعة الكثيفة للخوخ المصابة بالحشرات القشرية بصورة خاصة كالحشرة القشرية الكأسية وحشرة الفواكه والحشرة القشرية السوداء. مما سبق نرى بأن المزارع الذي يزيد الكثافة النباتية في وحدة المساحة لأشجار الخوخ سيتعرض لمواجهة هذه الصوفة في بستانه.


دورة الحياة

إن دورة حياة صوفة أوراق الخوخ غير معروفة تمامًا في لبنان و الأردن وسورية، وباقي دول البحر المتوسط. غالبًا، تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الحورية أو الحشرة الكاملة التي تكون مختبئة في أماكن محددة من الأشجار كحوامل براعم الخوخ أو الأوراق. بعد ذلك، في الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو، ومع ارتفاع درجات الحرارة المناسب، تتطور الحوريات إلى حشرات كاملة فتظهر الكتل الصوفية على أغصان الخوخ والأوراق. يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة ونوع العائل النباتي للآفة، وعلى الخوخ في البساتين غير المخدومة قد تعطي الصوفة عددًا من الأجيال في السنة.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت اللوز


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بصوفة أوراق الخوخ بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع خوخ:

  1. مراقبة بساتين وأماكن زراعة الخوخ بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة طوال العام طالما توجد أوراق (الجزء المعرض للإصابة) على الأشجار وحتى لو لم تدخل الشجرة بطور الإزهار بعد.
  2. مراقبة الأوراق في أشجار الخوخ بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من خدوش أو لفحات بيضاء أو كتل صوفية، وملاحظة هذا على السطحين السفلي والعلوي للأوراق على السواء.
  3. أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص ومرشد أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الخوخ المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع -أو يجزم- أنه مصاب بالصوفة.
  4. تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان وخطوط زراعة الخوخ كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للصوفة، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه، خاصة في حال وجود زراعات أخرى إلى جوار زراعة الخوخ كزراعة اللوزيات والحمضيات.

مكافحة صوفة أوراق الخوخ

صوفة أوراق الخوخ
سبل مكافحة الآفة

 

لا يوصى بمكافحة كيميائية خاصة لصوفة أوراق الخوخ، حيث تتم المكافحة باللجوء إلى وسائل وقائية قبل اللجوء إلى الوسائل العلاجية.

مكافحة وقائية من الصوفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية الفلاح بالحالة العامة لبساتين الخوخ المزروعة انطلاقًا بزراعة الخوخ على مسافات مناسبة لا تقل عن 4 م بين الشجرة والأخرى و 4.5 م بين السطور. كما يهتم الفلاح قبل الزراعة بتمهيد الأرض المناسبة لزراعة أشجار الخوخ والأبعاد المناسبة، حيث يراعي المزراع النقاط التالية قدر الإمكان عند تمهيد البستان ووقايته من الآفة:

  • زراعة أشجار الخوخ على مسافات مناسبة ومتباعدة لتجنب الكثافة النباتية العالية التي تخنق الجذور وتقلل الإضاءة عن الأشجار وتمنع الهواء والغذاء.
  • تنجذب زراعة أي خضروات ومحاصيل بين أشجار الخوخ نفسها وصفوف الأشجار كمحاصيل الخضار والبقول والنجيليات.
  • كما يراعي الفلاح بصورة أساسية تنظيم عمليات الري لأشجار الخوخ، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري.
  • يجري الفلاح حراثة أساسية لترب أشجار الخوخ قبل الزراعة، ثم عزيق سطحي وتنعيم للتربة لعمق 12سم لتفتيت الكدر الترابية والقضاء على الآفات.
  • يراقب المزارع بساتين الخوخ بصورة دورية ويتأكد من خلوها من الآفات، وخاصة الحشرة القشرية الشمعية، وحشرة الخوخ الشمعية، وحفار ساق الخوخ.
  • يجري الفلاح الرش الوقائي على أشجار الخوخ بالمبيدات الفوسفورية في حال الإصابة بإحدى الحشرات المذكورة، على أن تكون مبيدات مأمونة منصوح بها.

مكافحة علاجية للآفة

أما المكافحة العلاجية فيلجأ إليها الفلاح بصورة نادرة للغاية مع صوفة أوراق الخوخ، للأسباب التالية:

  • إن هذه الحشرة قليلة الأضرار، وقليلة الأهمية، ولا تسبب الكثير من الضرر للإنتاج الزراعي في أغلب حالات زراعة الخوخ.
  • كما أن استخدام المبيدات دون حاجة يرفع التكاليف ويقلل الفائدة منها إلى حد كبير، ويفقد بذلك مزارع الخوخ الغاية الاقتصادية من عمله.
  • أيضًا فإن المكافحة الكيميائية تسبب أضرار للبيئة والتوازن الحيوي والأعداء الحيوية، خاصة على حشرات أسد المن وأبو العيد التي تتواجد بقوة على أشجار الخوخ.

وتتم المكافحة لحشرة صوفة أوراق الخوخ عند رغبة المزارع باستعمال المبيد دميتون ميتل Dimeton methyl قبل ظهور الحوريات في الربيع. كما يمكن استخدام المبيد المذكور عند حدوث الإصابة الطفيفة، لأن هذه الإصابة لا تتطور في أغلب الأحوال، أو يكون تطورها محدود جدًا، وتتم برش أوراق وحوامل أوراق الخوخ. كما يمكن للمزارع أن يستخدم المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl، والمبيد مالاثيون Malathion وهذه المبيدات نافعة جدًا مع الصوفة، وتتم برش الأوراق والبراعم وأغصان الخوخ.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن بستان الخوخ يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالصوفة يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم الخوخ الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات الشرهة. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات الصوفة سلالات مقاومة في بساتين الخوخ المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أسد المن Chrysopelra sp (المتخصصة بالبسلا وحشرات الصوف) أو مفترسات البسلا وإطلاقها في بساتين الخوخ المصابة وخطوط الزراعة. كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين المصابة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة الصوفية في السنوات والمواسم القادمة من الخوخ المعد كشجر مثمر لبيع ثماره في السوق، وكذلك يقلل تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بصوفة أوراق الخوخ من خلال:

  • إجراء تنقيب للتربة وحراثة على عمق 70 سم قبل زراعة الخوخ، يتبعه عزيق سطحي 12-15 سم.
  • ثم يحدد الفلاح مسافات الغراس بصورة دقيقة لشتول الخوخ، وهي 3.5م بين الصف والآخر، و4 م بين الشجرة والأخرى.
  • بعد ذلك يتم إضافة الأسمدة الآزوتية، والفسفورية، والبوتاسية، بتوازن لأشجار الخوخ مع عدم زيادة التسميد الآزوتي بصفة نهائية.
  • يراقب الفلاح أشجار الخوخ بصورة منتظمة ودورية للتأكد من خلوها من الآفات الحشرية، من ضمنها الصوفة، وغير الحشرية والممرضات، ويسجل الملاحظات.
  • يجري الفلاح الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية بكترية أو فطرية على أشجار الخوخ، وهذا يتم باستعمال المبيد منكوزيب Mancozeb.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية جهازية وسطحية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية، ومشتقات الفحوم الهيدروجينية المكلورة على أشجار الخوخ، فهي ضارة جدًا.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على صوفة أوراق الخوخ وخطورتها المحدودة والتي قد تتفاقم. كما يكون المزارع والفلاح الحريص على أشجار الخوخ قد حدد موعد المكافحة، وسبل الوقاية والمكافحة المتبعة والمطبقة في حال الإصابة بهذه الحشرة أو الرغبة في مكافحتها عند اللزوم في البستان. إن الأشجار المثمرة كنز ثمين ويجب على مربي شجرة الخوخ أن يقيها من الأمراض والآفات الزراعية المختلفة مت ضمنها هذه الصوفة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.