دودة اوراق الصبر (Cactus leaf worm)؛ أهم 6 أسباب لها

تعتبر دودة اوراق الصبر (Cactus leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب الصبر الذي له فوائد طبية وغذائية عالية منها تنشيط أو تليين المعدة، حيث تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري النباتات من أوراقها وبذلك فقدان مردود الصبر من الأوراق العصيرية الهامة غذائيًا وطبيًا، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق الصبر، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق الصبر؟

---

آفة دودة اوراق الصبر

إن دودة اوراق الصبر هي من الحشرات الاقتصادية (دودة- فراشة) التي تهاجم الصبر في جنوب أفريقيا وغانا ومناطق زراعته في العالم كما تهاجم بعض النباتات والأعشاب المنتشرة في حقول الصبر أو أماكن زراعته. تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي الصبر من الأوراق العصيرية وقد يصل الضرر إلى 70% عند اشتداد الأعراض وبذلك يكون المزارع قد فقد أي مردود اقتصادي من زراعته حيث تحتوي الأوراق وأجزاء النبات على غليكوزيدات فينولية لها خواص ملينة ومطرية.

---

وصف الآفة

إن دودة اوراق الصبر ذات لون برتقالي وجسم أسطواني، وهي مكسوة بنقاط سوداء بنظام خاص، حيث تتدرج باللون مع التقدم عمرًا. كما يتبدل شكل يرقة دودة اوراق الصبر مع النضوج بأعمارها المختلفة التي تختلف حسب منطقة زراعة النبات، وتصبح بلون أصفر أرجواني داكن في عمرها الأخير والنقط السوداء تتحول لخطوط، وهي حلقات داكنة خاصة في المناطق الأفريقية والمعرضة للشمس.

“اقرأ أيضًا: المن على اليقطين“

---

الإصابة بدودة اوراق الصبر

 

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق الصبر بصورة خاصة من خلال:

• إصابة اليرقات والديدان بأعمارها المختلفة لأوراق الصبر بصورة خاصة وتكوينها ما يشبه مستعمرات كبيرة على الورقة ثم تخترق نسيجها وتتغذى.
• تلتهم الديدان الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة مساحات مأكولة من الورقة في الصبر، وتصل المساحة المأكولة من الورقة إلى 85% عند الإصابة القوية.
• قد تتعرى النباتات تمامًا من أوراقها ولا يبقى إلا العروق الوسطى للأوراق، عند بلوغ الإصابة 90% على الصبر فيفقد المزارع القيمة الحقيقية من زراعة النبات وهي الحصول على الأوراق العصيرية.
• تنخفض إنتاجية خطوط زراعة نباتات الصبر وغيرها ويضعف محتواها الطبي والغذائي فتقل نسبة الغليكوزيدات الفينولية ومادة الألويين وتقل الفيتامينات المضادة للأكسدة A,C,E وحتى B12 الموجود بكمية ضئيلة في الصبر.
• قلة محتوى أوراق الصبر من أنزيم البراديكيناز الذي له القدرة على علاج الجروح المتقيحة وغير الملتئمة.

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق الصبر بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع صبر:

• مراقبة خطوط وأماكن زراعة الصبر بصورة دورية على دفعات تستمر طوال فترة إزهار النبات وحين تتواجد الأوراق عليه.
• مراقبة الأوراق في نباتات الصبر بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات من مساحات مأكولة من الورقة أو أجزاء مقروضة ملتهمة من الديدان.
• تسجيل عدد اليرقات التي يرصدها المزارع بالعين على نبات الصبر الواحد، أو تقدير وقياس ذلك لتحديد كمية المبيد، ومدى الإصابة، وأيضًا لتحديد عدد المصائد التي ستستعمل لصيد الفراشة.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الصبر المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الصبر كاستخدام مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة من مشتقات الباراثيرويد، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لدودة الأوراق، فهذا يقضي على البيئة الزراعية، ويضر بالإنتاج أكثر من نفعه.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البطيخ“

---

مستوى خطورة الآفة

 

تنبع خطورة دودة اوراق الصبر من عدة عوامل أهمها:

• تسبب هذه الحشرة بديدانها الشرهة ضعف نباتات الصبر وغيرها، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي ومردود المزارع من أوراق النبات التي تعتبر الجزء الرئيسي للتغذية لما تحتويه من قيمة غذائية وطبية عالية (غليوكيزيدات فينولية، ألويين.. إلخ).
• أيضًا فإن هذه الآفة شرهة للأوراق جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على خمس أو ست أوراق على الصبر خلال أسبوع واحد أو أقل وينعكس هذا على الأزهار.

---

العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق الصبر مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول الصبر المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، أي مستوى النفقات المترتب على المنتج والمزارع للحصول على أفضل إنتاج من خلال المكافحة والعلاج؛ أو أن هذه النفقات ستذهب سدى دون نفع من بذلها عند زراعة الصبر؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

• الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول الصبر قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 3%.
• أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول الصبر وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 3% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (مساحات كبيرة مأكولة من ورقة النبات تؤثر على مردود الأوراق العصيرية).
• أما الحالة الثالثة؛ فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 60% وتتطلب تطبيق المكافحة، لأن ورقة الصبر تكون مقروضة بصورة شبه كاملة، فينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول وخطوط زراعة الصبر المصابة.

مع مراعاة الآتي عند التعامل مع دودة اوراق الصبر:

• استعمال حلقة وبرنامج مبيدات خاص يكون بمبيدات فسفورية عالية الجودة ومنصوح بها بشكل حازم ضد الدودة تجنبًا لتكوين سلالات مقاومة في حقل الصبر.
• هناك ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية لدودة الأوراق على الصبر (مبيدات حيوية)، وهذه المبيدات هدفها إطلاق المفترس في الحقل ضد الدودة، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات بالعناية بالعمليات الزراعية.
• عناية المزارع بحقول الصبر وخاصة بالخدمة الزراعية والري والتعشيب والعزيق، والعزيق يطبق لعمق سطحي غايته تفتيت وتنعيم الكدر الترابية، وقتل الآفات الساكنة واقتلاع جذور الأعشاب.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ“

---

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع دودة اوراق الصبر إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

• تكرار استعمال المبيدات ضمن حقول الصبر يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة وهذا يمنع الفائدة من استخدام المبيد، خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
• لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في حقول الصبر لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات.
• كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول الصبر المصابة، كالأكاروسات والحفارات ودودة الأزهار وثاقبة البراعم التي تصيب الصبر.
• كذلك فإن استخدام المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة الصبر أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة والمواعيد ونوعية المبيد.

---

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة اوراق الصبر، و أهم العوامل:

1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة قبل و بعد زراعة الصبر، حيث يجب أن يتم العزيق لعمق 12 سم وهذا العزيق يقتل شرانق الآفة التي تختبئ فيها بطور العذراء.
2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد المتخصص مع الدودة، وكذلك نوع النبات (صبر أو غيره)، يشجع الآفات ويضعف النبات.
3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها الصبر، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة مأمونة وشرانق خاصة.
4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة الصبر للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام لمناعة النبات.
5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في خطوط زراعة الصبر وخاصة مع إهمال الري.
6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول الصبر يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة.

---

دورة حياة الحشرة

 

تقضي دودة اوراق الصبر طور التشتية في الأماكن الأفريقية في الشتاء بهيئة عذراء غير ناضجة في حفر تصنعها بنفسها أو أماكن مخبوءة على أجزاء نباتات الصبر من أوراق وحوامل أزهار. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار والندوة العسلية والرحيق في نبات الصبر وما حوله من نباتات مناسبة تنتمي إلى نفس الفصيلة أو فصائل أخرى لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 50 بيضة بصورة إفرادية على السطح السفلي لأوراق الصبر. تتغذى اليرقات الفاقسة على أوراق الصبر لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بعدة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، ثم تتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال فترة لا تقل عن أسبوعين أو أكثر حسب درجة الحرارة ومستويات الرطوبة. للحشرة عدة أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في حقول الصبر وأماكن الزراعة، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض وتطور اليرقات وأعمارها المختلفة.

“اقرأ أيضًا: حالوش الكوسا“

---

مكافحة دودة اوراق الصبر

من أجل مكافحة دودة اوراق الصبر تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بحقول الصبر المزروعة وغيرها من نباتات ومحاصيل مزروعة إلى جانبها وزراعة الصبر على مسافات مناسبة. يزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب زراعة نباتات الصبر مع عزيق لعمق 12-15 سم ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة وتوزع بين خطوط زراعة الصبر بمعدل مصيدة واحدة لكل خط طوله 6 أمتار وحسب اشتداد الإصابة. يراعى فصل زراعة الصبر عن باقي أنواع الزراعات.

مكافحة علاجية للحشرة

عند وجود إصابة حقيقية ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن حقول الصبر. ترش النباتات بالمبيد كرباريل (Carbaryl)، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق الصبر المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل Carbaryl بالرش على أوراق الصبر وغيرها للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في الربيع في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع مع مراعاة عدم قطف الأوراق إلا بعد أسبوعين من موعد الرش الأخير.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول للصبر المصاب يستعمل المزارع المبيد أزينفوس مثيل Azinphos methyl. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد فوسفاميدون phosphamedon، ثم مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو كرباريل Carbaryl، بعد ذلك يرجع المزارع إلى المبيد الأول أزنفوس مثيل في الموسم الرابع للصبر، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 9 أعوام من تطبيقها ضمن حقول الصبر لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كمشتقات الباراثيرويد.

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بدودة اوراق الصبر تتم كالتالي:

• فصل زراعة الصبر عن زراعة باقي الأنواع بصفة نهائية.
• مراقبة المزارع لحقول الصبر بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بمراقبة الأوراق تكرر طوال فترة إزهار النبات وبقاء الأوراق عليه.
• كذلك يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق الصبر.
• أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K للصبر، لإعطاء دفعة مناعية لنبات النفل ضد الآفات.
• كما يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بنباتات الصبر من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر حتى ثلاث مرات.

---

بذلك؛ يكون المزارع والمنتج قد تعرف على دودة اوراق الصبر كآفة خطيرة على الصبر في أماكن زراعته، وتضر بإنتاجه ومردوده الزراعي الطبي والغذائي الهام. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على محصول الصبر الذي يزرعه من أي آفات زراعية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق والتي قد تتفاقم خطورتها وتضر بمردود المزارع وإنتاجه الغالي من الأوراق العصيرية الهامة طبيًا وغذائيًا ولها أهمية كبيرة للإنسان.