المن على اليقطين (Aphids on pumpkin)؛ أهم 5 مظاهر إصابة به

يعتبر المن على اليقطين (Aphids on pumpkin) من الآفات الزراعية التي تضر إلى حد كبير بمحصول اليقطين وإنتاجه ومردود المزارع الغالي، وتسبب ضعف للحقول وانجذاب آفات أخرى للحقل، فما أهم المعلومات عنه، وما هي مظاهر الإصابة بالمن على اليقطين، وكيف يمكن للمزارع مكافحة المن على اليقطين؟

---

حشرة المن على اليقطين

إن حشرة المن على اليقطين هي واحدة من الحشرات (الماصة-الثاقبة) التي تنتشر في الحقول وتوجد في أي مكان في العالم ولها مدى عوائلي واسع جدًا وتصيب آلاف الأنواع من النباتات (باذنجان، كوسا، خيار، قرع…) ويكون ضررها قوي جدًا، حيث تتركز مهمتها الأساسية في مص عصارة النبات الخلوية، وهي بذلك تضعف النبات وتمنع عنه نواتج التمثيل الضوئي والغذاء، كما لا يستفيد نبات اليقطين من السماد المضاف فيقل مردود الثمار الناضجة الشهية المستعملة للطبخ والأكل وكذلك يضعف المحصول. تنتشر حشرات المن في كل بقاع العالم، مع عدد أجيال كبير للغاية (على اليقطين يظهر جيلين أو ثلاثة في العام) مما يصعب إيجاد برنامج مكافحة متكامل لها. تصيب هذه الحشرات اليقطين وبقية القرعيات وتهدد المحصول الكلي، وتسبب خسارة اقتصادية للمزارع تصل أحيانًا إلى 80% وقد تتفاقم لتصبح 100% عند التجاهل وعدم الاهتمام.

---

وصف الحشرة

تشبه حشرة المن على اليقطين هذه النمل وحشرات التربس ولكنها تكون منتفخة عريضة أكثر عند البطن ثم تنحف كلما تقدمنا للأمام، كما تكون مجنحة أو غير مجنحة، ويمكن للمزارع ملاحظتها بسهولة عندما يقترب من المكان المصاب ومشاهدة حتى الحوريات الصغيرة بشكل مستعمرات وهي تتغذى على أجزاء نبات اليقطين: أوراق النبات، أجزاء النبات الزهرية والثمار الكبيرة والصغيرة التي تعتبر الجزء المأكول من النبات.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكرمة الشمعية“

---

الإصابة بالمن على اليقطين

تتجلى أعراض الإصابة بالمن على اليقطين من خلال:

1. مهاجمة الحوريات الصغيرة والحشرات الكاملة لأوراق وفروع ومحاليق نبات اليقطين فوق سطح التربة مفضلة الغض منها.
2. تمتص الحشرات عصارة النبات، من الأوراق، والثمار، والأزهار، فيضعف نبات اليقطين ويصبح في حالة وهن عام وجفاف وذبول تدريجي.
3. تتماوت أنسجة النبات مع الوقت وتصفر الأوراق، والثمار التي تعتبر الجزء المأكول من اليقطين وتتساقط.
4. تتدنى كذلك إنتاجية الثمار المأكولة لأن حشرات المن تضعف العمليات الغذائية في جسم النبات ولا يستفيد نبات اليقطين من السماد فيقل محتوى الثمار من الفيتامينات.
5. ضعف النبات نفسه يجذب حشرات أخرى خطيرة كالحشرات القشرية التي تصيب اليقطين، ودودة ثمار القرع، وديدان الجذور التي تقرض وتتلف الجذور (الدودة المخططة السلكية) والنيماتودا والحالوش.

---

دورة حياة المن على اليقطين

 

تقضي الحشرة فصل الشتاء كحورية أو حشرة كاملة، وتبدأ دورة حياة المن على اليقطين بظهور الجيل الأول في الحقول المزروعة مع ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الحوريات. بعد ذلك، تتزاوج الحشرات وتظهر حوريات جديدة مع توافر الحرارة 23 مئوية والرطوبة المثالية 75% ومع ظهور الأجيال تتطور الحشرات من حوريات إلى حشرات كاملة، ثم تبدأ بالتغذية على عصارة نبات اليقطين (أوراق، أزهار، ثمار) فيموت ويضعف بالتدريج.

“اقرأ أيضًا: ثاقبة أشجار التين“

---

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بالمن على اليقطين:

• زيادة مياه الري إلى حد كبير؛ مع أن نبات اليقطين يعشق الماء بسبب كبر حجم الثمار فهي تحتاج لماء مرتفع للوصول للنضج، ولكن الغدق الزائد أو زيادة الري عن حده سيء جدًا ويشجع المن.
• عدم عناية المزارع بزراعة اليقطين على مسافات مناسبة، وزراعته بكثافة عالية جدًا مما يرهق النبات ويمنع عنه الماء والغذاء والهواء والسماد.
• وجود الحرارة والرطوبة المناسبة لتكاثر المن في حقول اليقطين والقرعيات؛ خاصة اعتدال الحرارة وتوافر الرطوبة.
• زيادة السماد الآزوتي N مما يشجع نمو غض ورهيف وفتي لنبات اليقطين، وهذا ما تحبه حشرات المن.

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بآفة المن على اليقطين بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع يقطين:

• مراقبة حقول وأماكن زراعة اليقطين بصورة دورية على مدار العام بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار العام في حقول القرعيات.
• مراقبة الأوراق والمجموع الخضري في نباتات اليقطين وغيرها بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة اليقطين الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل اليقطين كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره كبير عند التعامل مع آفة المن.

---

مكافحة المن على اليقطين

تتم مكافحة المن على اليقطين من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم الوقاية بزراعة اليقطين على مسافات مناسبة وهي 90 سم بين النباتات و 100 سم بين الخطوط، وتجنب الكثافة العالية في وحدة المساحة، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري مع ري بالتنقيط، وعدم زيادة التسميد الآزوتي.

مكافحة علاجية للآفة

يتم علاج حشرة المن على اليقطين نهائيًا من خلال استعمال المبيد براثيون Parathion، أو مالاثيون Malathion، أو المبيد براثيون مثيل Parathion methyl، أو المبيد دميتون إس مثيل Dimeton s Methyl برش الثمار والأوراق على نبات اليقطين. تعطي هذه المبيدات المذكورة نتائج فعالة في حقول اليقطين المصابة بالمن.

حلقة استعمال المبيدات ضد المن

 

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل اليقطين يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالمن يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم اليقطين الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش قبل ظهور الحوريات الشرهة وقبل تفاقم الإصابة على النبات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات المن سلالات مقاومة في حقول اليقطين المصابة والمتضررة.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش“

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بالمن على اليقطين تتم كالتالي:

• حراثة أساسية 30 سم تضاف معها الأسمدة العضوية، يتبعها تنعيم وتفتيت لتربة زراعة اليقطين على عمق 12- 15 سم بآلات الحش الدوارة أو المحاريث القرصية الخاصة لذلك.
• فصل زراعة اليقطين عن زراعة باقي الخضار وخاصة البقوليات والباذنجان والبندورة والنجيليات وغيرها.
• مراقبة المزارع لحقول اليقطين بصورة دورية في الربيع والشتاء بمراقبة الأوراق والمجموع الخضري وتأكده من خلوه من المن وأعراضه.
• كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بحقل اليقطين، لأنها تضمن للآفات التحرك والاختباء بين مكونات هذه الحشائش (آفات الجراد والديدان وغيرها).
• أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P و( خاصة البوتاس K لليقطين، لإعطاء دفعة مناعية للنبات ضد الآفات ومنها المن).
• الآزوت يضاف على دفعات وليس دفعة واحدة؛ فمرة عند الزراعة تشمل 2/3 من الكمية، ومرة ثانية 1/3 الكمية عند العزيق لنبات اليقطين، ومرة ثالثة عند نضج المحصول تشمل 1/3 الكمية بمعدل 60- 70 كغ/ هكتار آزوت.
• يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة بنباتات اليقطين من ري وعزيق غيرها من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر ثلاث مرات حتى العقد والحصول على الأجزاء المأكولة (الثمار الطازجة).
• اعتماد تقنية الري بالتنقيط لليقطين مع تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري؛ نبات اليقطين يحب الماء، ولكن أيضًا زيادة الماء تسبب الضرر وجذب حشرات المن وهذه التقنية تضمن التنظيم في الري وقتل الحشرات من خلال المبيد المضاف لماء الري.
• إضافة الكربون العضوي أو الفحم الحيوي لتحسين خواص التربة ومد نبات اليقطين بالغذاء والقوة والحيوية ولرفع الإنتاجية.

---

بذلك، يكون المزارع والمنتج الزراعي قظ تعرف بالفعل على أهم المعلومات عن حشرة المن على اليقطين وطرق التعامل معها والمكافحة والوقاية في حقل اليقطين المهدد أو المصاب بالمن، فمن الضروري أن يفعل المزارع ذلك حرصًا على إنتاجه الثمين من أي آفات ضارة ومنها حشرات المن التي تهدد محصول وإنتاج اليقطين الغالي من الثمار الشهية الطازجة.