ذبابة البندورة البيضاء (Tomato white fly)؛ أهم 4 أسباب لها

Tomato white fly

تعد ذبابة البندورة البيضاء من أخطر الآفات على البندورة سواء في الحقل أو البيت المحمي، فما هي أفضل وسائل علاجها وما طرق الوقاية منها وما أفضل برنامج مبيدات لها؟

 

تعتبر ذبابة البندورة البيضاء (Tomato white fly) من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب محصول البندورة، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للنبات المصاب وتدني الإنتاج الزراعي والاقتصادي، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة البندورة البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة البندورة البيضاء؟


معلومات عن ذبابة البندورة البيضاء

إن ذبابة البندورة البيضاء هي واحدة من الآفات الزراعية الخطيرة المسجلة كآفة على البندورة سواء في الزراعة الحقلية أو البيوت المحمية، حيث تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة البندورة من حول العالم، كما تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط كسوريا والعراق والأردن وقبرص وفلسطين والمناطق الساحلية. تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار تزيد عن 70% في حال تفاقم الإصابة بهذه الذبابة في البيوت المحمية أو في الحقول.


وصف شكل الذبابة

إن شكل ذبابة البندورة البيضاء يشبه باقي أنواع الذباب الأبيض وخاصة Trialorodes vaporariorum، لهذا يصعب كثيرًا التمييز بينها وبين غيرها من قبل المزارع والفلاح العادي، وفي ما يلي وصف الآفة:

حشرة ذبابة البندورة البيضاء الكاملة

إن الحشرة الكاملة ذبابة صغيرة بحجم حوالي 1.5- 2.6مم، حيث تكون الذبابة بلون أبيض شمعي بسبب لوجود مادة شمعية بيضاء تغطي جسمها وأجنحتها ويرواح اللون بين الأبيض والأصفر. الأجنحة أطول من الجسم وهي في العادة غير شفافة لكن عندما تزال الطبقة الشمعية عنها تصبح شفافة.

الحوريات الصغيرة من الذبابة

أما الحوريات أو الطور غير الكامل فهي بلون أصفر مبيض، كما أن الحوريات تكون متحركة في العمر الأول وأما في العمر الأخير فتكون ثابتة مستقرة على أماكن تغذيتها في الأوراق. كذلك يحمي الحوريات غطاء شفاف وهذا يعيطها مظهر يشبه الذبابة الكاملة.

شكل بيضة الحشرة

من جهة أخرى فإن البيضة ليمونية الشكل بيضاوية إلى مدورة محمولة على حامل صغير، ويكون لون البيضة إما أبيض أو أبيض مصفر ليموني وغير غامق. سرعان ما يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر عند الفقس أي بعد 7- 35 يومًا حسب موعد الفقس.

“اقرأ أيضًا: كابنودس جوزة الطيب


الإصابة بذبابة البندورة البيضاء

ذبابة البندورة البيضاء

 

إن الإصابة بذبابة البندورة البيضاء ناتجة من الأطوار الكاملة وغير الكاملة للذبابة في آنٍ معًا، وتكون الأعراض كالتالي:

  1. تتغذى الذبابات الكاملة وغير الكاملة على عصارة الأوراق في البندورة من السطح السفلي فيشحب لونها.
  2. ثم تجف الأوراق وتتساقط تباعًا بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على نبات البندورة المصاب بالذبابة.
  3. أيضًا تفرز الذبابات ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها فطر العفن الأسود بشكل طبقة بيضاء على ورقة البندورة.
  4. كذلك يلتصق الغبار على الطبقة السابقة الذكر، ويبدو شكل الورقة باهتًا.
  5. مع التطور وعند الإصابة الشديدة تبدو نباتات البندورة مسودة بالكامل حتى عن بعد.
  6. ينتج عن كل ذلك في أغلب الأحوال ضعف محصول البندورة إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج من ثمار البندورة بنسبة تتراوح بين 40- 80%.

“اقرأ أيضًا: المن على التبغ


عوامل تزيد فرص الإصابة بالآفة

من أهم وأبرز العوامل التي تزيد فرصوالإصابة بذبابة البندورة البيضاء:

  1. عدم زراعة البندورة على مسافات مناسبة سواء في الحقول الخضرية أو في البيوت المحمية البلاستيكية والزجاجية وهذا يعني زيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة وتشجيع الذبابة.
  2. خنق نباتات البندورة بالتهوية الضعيفة وغير المتوازنة وغير المدروسة في البيت المحمي خاصة لأنه مغلق ويحتاج للهواء بين الحين والآخر.
  3. إهمال المزارع لعمليات الخدمة من التقليم والتسميد والري المنتظم لنبات البندورة خاصة في البيت المحمي.
  4. عدم التسميد المتوزان لنبات البندورة فيسبب فقره بالعناصر الغذائية من فسفور وبوتاس وآزوت وضعف مناعته تجاه الذبابة.

“اقرأ أيضًا: المن على الفاصولياء


درجة خطورة ذبابة البندورة البيضاء

إن خطورة ذبابة البندورة البيضاء عالية جدًا، إذ تعتبر من أخطر الحشرات الماصة للعصارة النباتية، وتنبع الخطورة من عوامل عديدة أهمها:

  • هذه الذبابة تعتبر من ماصات العصارة النباتية وبذلك تضعف تنفس نباتات البندورة ونموها.
  • كذلك فإن الذبابة تجذب آفات كثيرة إلى النباتات المصابة من ضمنها الفيروسات وفطر العفن الأسود.
  • من أهم الآفات التي تنجذب أنواع كثيرة من الحشرات القشرية كحشرة البندورة القشرية السوداء، ونمشة البندورة، والحلم والأكاروسات والعناكب.
  • أيضًا فإن ضعف النبات المصاب يجذب آفات أخرى غير حشرية أهمها البكتريا كمرض اللفحة، والفطور كمرض الذبول.
  • بالإضافة لكل ما تم ذكره، فإن عدد المبيدات المسجلة الفعالة مع هذه الآفة قليل ويفضل دائمًا استعمال أسيتا مبريد Acetamiprid لأن فعاليته ثبتت بالمقارنة مع المبيدات الأخرى.

دورة حياة ذبابة البندورة البيضاء

إن دورة حياة ذبابة البندورة البيضاء تكون على الشكل التالي:

مرحلة تشتية الذبابة

تمضي الذبابة طور التشتية على هيئة حورية مكتملة في العمر الأخير. أيضًا يمكن أن نطلق على الطور السابق اسم (شبه العذارء أو ذبابة قريبة من النضج)؛ لأن هذا الطور يشبه العذراء بطبيعة الحال. كما تكون الذبابة أثناء السكون متواجدة على السطح السفلي لأوراق البندورة.

المرحلة الربيعية للآفة

عندما يحل الربيع، وفي نيسان/ أبريل تقريبًا، تخرج الذبابات من أماكنها وهي نشطة وحيوية. بعد ذلك، تتزاوج الآفة وتضع الأنثى البيض بحوالي 90- 100 بيضة تقريبًا ويكون معلق وملتصق بحامل صغير على السطح السفلي للأوارق الفتية، في صورة عشوائية وغير منظمة إلى حد ما.

متابعة تطور الذبابة

ثم يفقس البيض بعد حوالي أسبوعين أو شهر، وبعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها وتتغذى على عصارة النبات قليلاً ثم تثبت في أماكن التغذية على أوراق البندورة في بقية الأعمار. يلاحظ ارتفاع في أعداد الحشرة بصورة خاصة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة الجوية في حقول البندورة وخاصة البيوت المحمية المغلقة فهذا يشجع الذبابة.

عدد أجيال ذبابة البندورة البيضاء

يختلف عدد أجيال ذبابة البندورة البيضاء في حقيقة الأمر حسب درجات الحرارة، والرطوبة، بصورة خاصة في حقول البندورة والبيوت المحمية. تعطي هذه الذبابة في المناطق الساحلية من البحر المتوسط 3 أجيال، وفي مناطق أخرى 5-6 أجيال سنويًا في أماكن زراعة البندورة الكثيفة.

“اقرأ أيضًا: حفار فروع الكولا


مكافحة ذبابة البندورة البيضاء

ذبابة البندورة البيضاء

 

لكي تتم مكافحة ذبابة البندورة البيضاء بشكل متقن وممتاز، تتبع مجموعة من الإجراءات الوقائية والعلاجية:

مكافحة وقائية من الذبابة

تتم المكافحة الوقائية من ذبابة البندورة البيضاء من خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع:

  • تزرع البندورة على مسافات مناسبة في البيوت أو الحقل وهي 40 سم بين الخطوط ومثلها بين النباتات أو 45 سم بين الخطوط و 35 سم بين النباتات.
  • يخفض المزارع الرطوبة الجوية في البيوت البلاستيكية والمحمية لزراعة البندورة.
  • أيضًا يجب أن تتم تهوية النباتات والحقول في حال وجود الجفاف، وتتم التهوية بتقليم فروع البندورة المتشابكة.
  • يهتم المزارع بصورة جيدة بالنباتات من خلال الري المنتظم والموجه وهذا كفيل بالوقاية من الذبابة.
  • يجب بشكل ضروري تجنب زراعة البندورة على كثافة عالية ومراعاة تأمين حاجات النبات من الغذاء والماء والهواء والسماد.
  • بالإضافة لذلك فيجب التخلص من الأعشاب التي تعتبر مكان مناسب لسكون عذارى الذبابة وتكاثر الآفة وانتشارها في حقول البندورة ثم إلى داخل البيوت المحمية.

مكافحة علاجية للذبابة

بينما المكافحة العلاجية فهي مكافحة تتم بهدف استئصال الذبابة من جذورها عند إصابة البندورة وتفاديها في الموسم اللاحق. تتم المكافحة من خلال استعمال المبيدات التي ثبت حقًا نفعها مع هذه الذبابة من أمثال المبيد أسيتا مبريد بالدرجة الأولى Acetamiprid، وكاربوفينوثيون carbophenothion. كما يمكن استخدام المبيد مثيداثيون methidathion برش أوراق البندورة المصابة بالذبابة.

بالإضافة لما تقدم، فإن المبيد نيكوتين سولفات nicotine- sulphate يعطي نتائج جيدة، أيضًا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي ويستعمل لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl ورش أوراق البندورة المصابة بالذبابة.


حلقة استعمال المبيدات ضد الذبابة

ليتجنب المزارع تكوين الذبابة لسلالات مقاومة ضمن حقول وأماكن زراعة البندورة المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد أستا مبريد Acetamiprid بالرش على أوراق البندورة المصابة. أما في الموسم التالي لإصابة البندورة فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على نباتات البندورة المتضررة مستهدفًا الأوراق المصابة بالذبابة والحورية.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أوراق البندورة المتضررة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر تموز/ يوليو، ومرة ثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف) وأن تكون فسفور- عضوية تعمل ضد الذبابات الكاملة والحوريات معًا.


مكافحة حيوية للحشرة

بينما المكافحة الحيوية فهي المكافحة بالاعتماد على الأعداء الطبيعية من مفترسات وطفيليات للذبابة في حقول البندورة. تسهم المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف المبيدات على المزارعين والمنتجين، كما تساعد في تأمين الحماية للبيئة ونباتات البندورة المتضررة من الذبابة. يمكن الاعتماد على الطفيل Encarsia armata، كما ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata وإطلاقه في حقول البندورة المصابة بالذبابة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة البندورة البيضاء كآفة ضارة بالمحصول والإنتاج والنبات. أيضًا يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية، حيث يجب أن يكون المزارع ومربي النباتات الخضرية قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات الخطيرة التي تصيبها، وخاصة هذه الذبابة التي تضعف إنتاج البندورة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.