نمشة البندورة (Tomato Freckle)؛ أكثر من 5 أعراض لها

Tomato Freckle

تعد نمشة البندورة من الحشرات الماصة الضارة بصحة وزراعة وإنتاجية البندورة، فكيف يمكن للمزارع التعامل معها وما أفضل طرق المكافحة والعلاج الممكن اتباعه معها؟

 

تعتبر نمشة البندورة (Tomato Freckle) من الآفات الضارة الخطيرة والحشرات التي تضر بنباتات البندورة الهامة غذائيًا سواء في الحقل أو البيت المحمي، وهي تضعف النباتات وتؤدي لانتشار الأضرار وتضرر بقية أنواع النباتات، فما هي مظاهر الإصابة بنمشة البندورة، وكيف يمكن مكافحة نمشة البندورة؟


أهم المعلومات عن نمشة البندورة

في الحقيقة تعتبر نمشة البندورة حشرة اقتصادية (الحشرات التي تضر بالناتج الاقتصادي) من أنواع الحشرات القشرية وهي تسبب تدني في إنتاج نباتات البندورة المزروعة حقليًا أو ضمن بيوت الخضرة الزراعية، حيث تعد هذه الآفة من أكثر الحشرات القشرية انتشارًا وهي توجد بكثرة على بقية أنواع الخضار، وتهدد عدد من الأنواع والأصناف الهامة من النباتات ومنها البندورة التي تستخدم غذائيًا و لها فوائد هامة خاصة لغناها بالليكوبين والفيتامينات ومضادات الأكسدة فتحضر في السلطات أو تؤكل جاهزة ناضجة.


وصف شكل جسم الحشرة

تشبه هذه الحشرة نمشة الدفلة والحشرة القشرية الأرجوانية، و تكون قشرة أنثى نمشة البندورة المحيطة بجسدها من الأعلى مدورة إلى بيضاوية الشكل، بقطر حوالي 1.8مم ، ذات لون أسمر بني أو أصفر إلى أحمر مخملي فاتح، وذات سرة في المركز يخللها خط أبيض أو لفحة بيضاء. بينما الذكر فقشرته بيضاء رمادية شاحبة كبيرة بالطول أكثر من قشرة الأنثى العريضة المدورة، وقطر قشرة الذكر يبلغ حوالي 1 – 1.5 مم.

“اقرأ أيضًا: نمشة القرع


دورة حياة نمشة البندورة

نمشة البندورة

طور ما قبل النشاط عند النمشة

تمضي نمشة البندورة طور ما قبل النشاط ممثلًا في فصل الشتاء بطور الحورية غير مكتملة النضج بعمريها الأول والثاني ضمن بيوت وخطوط زراعة البندورة.

بعد ذلك، مع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها المستوى المطلوب لنمو الحشرة بحوالي 23 مئوية بالتناوب مع جو ربيعي مناسب معتدل وبارد، تستمر الآفة بالتطور التدريجي مع الغذاء، وتصل إلى طور الحشرة الكاملة في بداية الربيع مع حلول شهر نيسان/ أبريل وقد يتأخر ذلك حتى أيار/ مايو في بعض البيوت وأماكن زراعة البندورة.

طور نشاط النمشة

أما ذروة و أوج النشاط الحقيقي وشراهة الحشرات يكون في الربيع مع نيسان/ أبريل حيث يبدأ التزاوج فتضع الأنثى بيضها بحوالي 60- 70 بيضة تحت القشرة أو الغطاء الشمعي المدور. سرعان ما يفقس البيض بعد حوالي عشرين يومًا ويعطي حوريات الجيل الأول في أيار/ مايو وتكون حوريات متحركة نشيطة دؤوبة للحصول على الغذاء فتأخذ أماكنها على أجزاء النبات من ثمار وأغصان وأجزاء فتية وتظهر ندبات الإصابة.

مرحلة تطور الآفة

تتحرك الحوريات الصغيرة وتأخذ أماكنها على النبات وهي أماكن التغذية مفضلة الأماكن الغضة والفتية في الأوراق والثمار حديثة الولادة ذات النمو الخضري، فتهاجم الثمار والأغصان والأوراق في نبات البندورة دون تمييز.

سرعان ما تأكل وتتغذى نمشة البندورة بامتصاص العصارة النباتية الخلوية حتى تضمر الأوراق والثمار ويضعف محتواها وتذبل منكمشة مع الندبات التي أحدثتها النمشة، وتضعف النباتات وتسبب تشوه الأوراق والثمار فتبقى عالقة في حالة مشوهة على النبات فيقل الإنتاج.

أجيال نمشة البندورة

بطبيعة الحال، يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة والظروف البيئية من حرارة ورطوبة ومناخ؛ الظروف المناسبة لتطور الآفة هي الحرارة المعتدلة 23 مئوية المناسبة لنمو وتطور الحوريات ومستوى الرطوبة بحوالي 60- 70% في خط زراعة البندورة والبيت المحمي. لوحظ ازدياد في الإصابة في البيوت المحمية الرطبة وقليلة التهوية.
تعطي النمشة عدة أجيال بحوالي 3- 4 أجيال متداخلة في ما بينها في السنة الواحدة في بيوت و خطوط زراعة البندورة ولا يمكن للمزارع تحديد موعد ظهور الجيل بدقة لكن توجه المكافحة ربيعًا قبل ظهور الحوريات الصغيرة والتأخر لا ينصح به أبدًا.

“اقرأ أيضًا: حالوش الفليفلة


الإصابة بنمشة البندورة

تلاحظ أعراض الإصابة بأن تهاجم نمشة البندورة نباتات البندورة فتصيب الأغصان، خاصة الغض منها والصغير الأخضر الهش وتزداد فرصة الإصابة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة، كما تهاجم الأوراق، وتمتص العصارة النباتية الخلوية بقوة وشراهة منقطعة النظير خاصة عند وجود ظروف مناخ مناسبة وجو خانق في البيت المحمي.

نمشة البندورة

 

ثم ترتفع كمية الضرر مع التكاثر العددي الكبير للآفة وعند بلوغ أعداد الحوريات في الربيع والحشرات الكاملة الحد الحرج ضمن خطوط زراعة البندورة. علاوة على ما تقدم فإن الحشرة تقوم بإفراز مواد سامة من فمها تسبب جفاف النموات الغضة والحديثة من أغصان وبراعم وثمار للبندورة. كذلك، وبالإضافة لما سبق، تسبب الآفة بقع سوداء محمرة بنية وشاحبة مشوهة في مواضع الإصابة على الأغصان والأوراق المتضررة من النبات فيضعف الإنتاج وتتماوت نباتات البندورة.

“اقرأ أيضًا: كابنودس الكوكا


مستوى خطورة نمشة البندورة

تأتي وتنبع خطورة نمشة البندورة فقط حينما تتكاثر الحوريات في الربيع بأعداد كبيرة من دون مكافحة، أما في حال العدد القليل فهي لا تشكل الكثير من الخطورة في حقيقة الأمر وقد لا تضر كثيرًا.

من ناحية ثانية تغدو نمشة البندورة خطيرة حين يزداد عدد النباتات المصابة خاصة عند تكثيف زراعة البندورة في وحدة المساحة ويكون الضرر بحوالي 30% أو 40%، مما يجذب آفات أخرى للخطوط مثل الحشرات القشرية (الحمراء، الكأسية، الشمعية، الأرجوانية) وآفات أخرى مثل النطاطات والجراد والحفارات والحالوش Gryllotalpa والذبابة البيضاء white fly، وبذلك يصبح هناك تداخل في الآفات ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن أماكن زراعة البندورة.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكوكا


مكافحة نمشة البندورة

يفضل أن تكافح نمشة البندورة بجملة إجراءات وقائية وعلاجية هامة لا يجب التهاون بها.

مكافحة وقائية من نمشة البندورة

يفضل بقوة أن تجرى المكافحة الوقائية بزراعة نباتات البندورة على مسافات مناسبة وهي 40 سم على الأقل بين كل نبات والآخر، و 40 سم بين الصف والآخر من النباتات. كما تتم الوقاية بتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في أماكن زراعة البندورة خاصة حول البيت المحمي، والعناية بتسميد متوازن وتقليم جيد مع ري متوازن ومنظم ويفضل الاعتماد على تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري بإضافة المبيد والسماد والماء معًا دفعة واحدة.

مكافحة علاجية من النمشة

يمكن للفلاح استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال دايمثويت Dimethoate و باراثيون ميثيل Parathion Mythel بالرش على نباتات البندورة من فروع وأغصان وأوراق غضة وهشة وثمار مصابة. أيضًا يمكن استعمال مبيدات يمكنها مكافحة الحوريات الصغيرة الشرهة بكفاءة مثل ديميتيون ميتيل Dimeton Mythel أو المبيد دمتون Dimeton أو براثيون parathion بالرش مع حلول الربيع في نيسان/ أبريل ويفضل أن يتم هذا قبل ظهور الحوريات.

كما يستطيع المزارع، بالإضافة لما ورد، مكافحة الآفة بالزيت الشتوي في الشتاء أو زيت زيتون رديء لا يحتاجه المزارع مدعومًا بأحد المبيدات المذكورة سابقًا ودهن ثمار وأوراق نبات البندورة بها. بعد ذلك مع حلول الربيع يمكن استخدام الزيت الصيفي الرديء، مقوى أيضًا بأحد المبيدات السابقة أو المبيد Dimeton، سواءً على نباتات البندورة أو غيرها من نباتات مصابة.

“اقرأ أيضًا: المن على الخيار


حلقة وبرنامج استخدام المبيدات ضد النمشة

ليتجنب المزارع تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقل زراعة البندورة المتضرر من النمشة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد تترادفون Tetradifon بالرش على أغصان وأوراق نباتات البندورة المصابة بالحشرة الكاملة والحوريات. أما في الموسم التالي لإصابة البندورة وغيرها يستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على نباتات البندورة المصابة بالحشرة الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق والأغصان الفتية والثمار، أو براثيون parathion.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد دمتون مثيل Dimeton methyl بالرش على نباتات البندورة مستهدفًا الأغصان والأجزاء القديمة والجديدة المصابة والأوراق مع شهر نيسان/ أبريل، أو المبيد دمتون Dimeton على الثمار، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية -عضوية تعمل ضد النمشة الكاملة والحوريات الصغيرة على حد سواء وتكون منصوحة.


مكافحة حيوية للحشرة

توجد في الحقيقة في الطبيعة أعداء حيوية طبيعية تقوم بافتراس نمشة البندورة دون تدخل من الإنسان بأي مبيدات كيميائية، مثل مفترسات أبو العيد Coccinella spp التي تتواجد بكثرة مثل Coccinella septempunctata ، وطفيليات من جنس Aphytis، والمفترس Chilocorus bipustulatus الموجود طبيعيًا في حقول الزراعة وخطوط الخضار.


نكون بذلك قد تعرفنا على نمشة البندورة، وعلى خطورة هذه الآفة في حال تكاثرت بقوة في خطوط الزراعة أو ضمن البيت المحمي. كذلك يكون المزارع والفلاح قد تعرف على علامات الإصابة التي تظهر على نبات البندورة وغيره من نباتات، ودورة الحياة لتحديد موعد المكافحة بدقة وسبل الوقاية والعلاج الأفضل، ويكون كذلك قد أحاط العلم بسبل المكافحة المناسبة وبالبرنامج المناسب لوقاية وعلاج النباتات المتضررة من البندورة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.