نمشة القرع (Pumpkin Freckle)؛ أكثر من 3 سبل لمكافحتها

Pumpkin Freckle

تعد نمشة القرع من الحشرات القشرية الخطيرة على إنتاج مزارعي القرع الاقتصادي، فما السبيل لمكافحتها وما طرق الوقاية منها وما برنامج المبيدات المستعمل معها؟

 

تعتبر نمشة القرع (Pumpkin Freckle) من الحشرات الضارة باقتصادية وإنتاج المزارع الغالي وهي من الحشرات التي تضر بنباتات القرع أو القرنبيط الهامة غذائيًا سواء في الحقل أو البيت المزروع، وهي تضعف النباتات وتؤدي لانتشار الأضرار وتضرر بقية أنواع النباتات، فما هي مظاهر الإصابة بنمشة القرع، وكيف يمكن مكافحة نمشة القرع؟


حقائق هامة عن نمشة القرع

في الواقع، تعتبر نمشة القرع حشرة ضارة اقتصادية، فهي حشرة وآفة في ذات الوقت (Economic insect) وهي من أنواع الحشرات القشرية وتسبب تدني في إنتاج نباتات القرع والقرنبيط المزروعة حقليًا أو ضمن البيوت الزراعية التي تزرع بهذا النبات.

كما تعد هذه الحشرة من أكثر الحشرات القشرية انتشارًا وهي ذات انتشار عالمي حيث توجد بكثرة على بقية أنواع الخضار منها الخضار الورقية والملفوفية والباذنجانية وحتى الأشجار المثمرة كاللوز والتفاح والسفرجل، وتهدد عدد من الأنواع والأصناف الهامة من النباتات ومنها القرع الذي يستخدم غذائيًا و لها فوائد هامة خاصة لغناه ببعض الفيتامينات فيحضر في السلطات أو في الطبخ والطهي ويضاف للأكلات الشهية في كل المطابخ العالمية (فرنسي، إيطالي، ياباني، عربي).

“اقرأ أيضًا: ذبابة البتنجان البيضاء


الوصف العام لشكل جسم النمشة

تشبه نمشة القرع النوع Lepidosaphes bikki والحشرة القشرية الحمراء والسوداء، و تكون قشرة أنثى الحشرة من الأعلى مدورة إلى بيضاوية الشكل، بقطر حوالي 2مم، ذات لون أسمر بني أو أصفر محمر. بينما الذكر فقشرته بيضاء رمادية كبيرة طوليًا أكثر من قشرة الأنثى حيث يبلغ وقطر قشرة الذكر حوالي 1.6-1.7 مم.

“اقرأ أيضًا: كابنودس الكولا


دورة حياة نمشة القرع

طور الاستعداد عند الحشرة

تمضي نمشة القرع طور الاستعداد ممثلًا في فصل الشتاء بطور الحورية غير مكتملة النضج بعمريها الأول والثاني وهي تستعد وتحمي لطور النشاط ضمن بيوت وخطوط زراعة القرع أو في الحقول بين الشجر المثمر كاللوز والتفاح والليمون.

بعد ذلك، مع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها المستوى المطلوب لنمو الحشرة بحوالي 23 مئوية مع توافر جو ربيعي ملائم في البستان والحقل، تستمر الآفة بالتطور بمختلف أعمارها مع تناول الغذاء الممثل ببعض البقايا حولها من النباتات وخاصة المفرزات النباتية، ثم تصل إلى طور الحشرة الكاملة (حشرة قشرية) في بداية الربيع مع حلول شهر نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس.

طور نشاط وتغذية النمشة

أما طور النشاط و التغذية يمثل ذروة و أوج وشراهة الحشرة فيكون في الربيع مع نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس، تحديدًا بداية الربيع لأنه موعد ولادة الحوريات، حيث يبدأ التزاوج فتضع الأنثى بيضها بحوالي 40-45-50 بيضة تحت القشرة أو الغطاء الشمعي المدور الخاص بها.

يفقس البيض بعد حوالي 22-32 يوم، ويعطي حوريات الجيل الأول في أيار/ مايو وتكون حوريات متحركة نشيطة في طور التغذية للحصول على طعامها بمص عصارة النبات فتأخذ أماكنها على أجزاء النبات من ثمار وأغصان وأجزاء فتية من نبات القرنبيط أو القرع وتظهر ندبات الإصابة الواضحة بعد حوالي 5-7 أيام.

مراحل تطور الآفة

بعد خروج الحوريات من البيض الفاقس تتحرك الحورية بعمر 1 و 2 وتأخذ أماكنها على النبات وهي أماكن التغذية فتختار الأماكن الصغيرة حديثة الظهور من النبات والفتية الغضة في الأوراق والثمار اليانعة حديثة الولادة ذات النمو الخضري المشجع والشهي لها، فتهاجم الثمار والأغصان والأوراق في نبات القرع دون تمييز لكنها تصيب الأوراق أكثر وكذلك الثمار الصغيرة جدًا.

بعد هذا تأكل وتتغذى نمشة القرع بمختلف أطوارها (حوريات+ حشرات كاملة) بامتصاص العصارة النباتية ما بين أنسجة الورقة حتى تضمر الأوراق والثمار ويضعف محتواها من المواد المغذية والفيتامين وتذبل منكمشة مع الندبات التي أحدثتها الحشرة، فتتشوه الأوراق والثمار وتبقى عالقة في حالة مشوهة على النبات فيقل الإنتاج ومردود مزارع القرع الغالي والثمين ويصعب بيع الناتج وأحيانًا لا يصلح للبيع نهائيًا عند تجاوز الضرر 30%.

عدد وطبيعة أجيال نمشة القرع

حقيقةً، يختلف عدد الأجيال حسب مكان ولادة الحشرة (شرق أوسط، أوربا، أمريكا، أفريقيا) والظروف البيئية من حرارة ورطوبة وأجواء مناسبة؛ الظروف المناسبة لتطور الآفة هي الحرارة المعتدلة 23 مئوية وهي ملائمة لنمو وتطور الحوريات في الربيع ومستوى الرطوبة بحوالي 70% في التربة أو خط زراعة القرع وأما البيت المحمي ف 75% رطوبة.

تعطي النمشة عدة أجيال 3- 4 أجيال متداخلة في ما بينها في العام الواحد في بيوت و خطوط زراعة القرع والقرنبيط وحقول الخضار الورقية وينصح بالتبكير في الرش مع بدايات الربيع باستعمال مبيدات فسفورية.

“اقرأ أيضًا: المن على الكوسا


الإصابة بنمشة القرع

نمشة القرع

 

تظهر علامات و أعراض الإصابة بعد 4-5 أيام، حيث تهاجم نمشة القرع نباتات القرع في الخطوط والبيوت الزراعية فتصيب الأغصان أولًا ثم الأوراق، خاصة الغض منها والصغير الأخضر الهش وتزداد فرصة الإصابة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة ووجود مناخ مناسب، كما تهاجم الحشرات الثمار الصغيرة الخضراء للقرنبيط، وتمتص العصارة النباتية الخلوية بقوة وشراهة.

يلاحظ زيادة في كمية الضرر مع التكاثر العددي الكبير للآفة وعند بلوغ أعداد الحوريات الصغيرة الشرهة في تناول الغذاء في الربيع الحد الحرج ضمن خطوط زراعة القرع. علاوة على كل ما ذكرناه فإن الحشرة تقوم بإفراز مواد سامة من فمها تعلق على الأجزاء المصابة فتسبب جفاف النموات الغضة والحديثة.

كذلك، وبالإضافة لما ذكرناه، تسبب الآفة بقع سوداء مرقطة في مواضع الإصابة على الأغصان والأوراق المتضررة من النبات فيضعف الإنتاج الاقتصادي وتتماوت نباتات القرع وتقل قيمتها عند البيع في السوق وقد لا تباع أبدًا.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكولا


أضرار نمشة القرع

تنبع أضرار نمشة القرع بمجرد أن تتكاثر الحوريات في الربيع مع بداية نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو بأعداد كبيرة من دون مكافحة، أما في حال العدد القليل فهي لا تشكل الكثير من الخطورة في حقيقة الأمر وقد لا تضر خاصة عند وجود مكافحة حيوية طبيعية لها.

رغم ما ذكر تغدو نمشة القرع خطيرة حين يزداد عدد النباتات المصابة خاصة عند تكثيف زراعة القرع في وحدة المساحة ويكون وإهمال مسافات زراعة القرع المناسبة وهي 100×125 مما يجذب آفات أخرى للخطوط مثل الحشرات القشرية (الحمراء، الكأسية، السوداء، الشمعية) وآفات أخرى مثل الجراد والحفارات والذبابة البيضاء، وبذلك يصبح هناك تداخل في الآفات ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن أماكن زراعة القرع والقرنبيط لوقايتها وحماية إنتاجها الثمين والغالي.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ


مكافحة نمشة القرع

يستحسن أن تكافح نمشة القرع منذ بداية الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل قبل ظهور الحوريات بجملة إجراءات وقائية وعلاجية هامة لا يجب التهاون بها.

مكافحة وقائية من نمشة القرع

يفضل بقوة أن تجرى المكافحة الوقائية بزراعة نباتات القرع على مسافات مناسبة وهي 100 سم على الأقل بين كل نبات والآخر، و 125 سم بين الصف والآخر من النباتات.

كما تتم الوقاية بتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في أماكن زراعة القرع خاصة حول البيت الزراعي المغلق، والعناية بتسميد متوازن بعناصر NPK وتقليم جيد مع ري متوازن ومنظم ويفضل الاعتماد على تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري بإضافة المبيد المتخصص والسماد NPK والماء معًا دفعة واحدة وهكذا تكون المكافحة والغذاء ضمن طبق واحد للنبات.

مكافحة علاجية من الحشرة

نمشة القرع

 

يمكن للمنتج الزراعي استخدام مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال باراثيون Parathion و دايمثويت Dimethoate و دمتون Dimeton بالرش على نباتات القرع من فروع وأغصان وأوراق غضة وهشة وثمار متضررة. أيضًا يمكن استعمال مبيدات ثبتت كفاءتها مثل ديميتيون اس ميتيل Dimeton S Mythel أو المبيد دمتون براثيون مثيل Parathion methyl بالرش مع حلول الربيع في نيسان/ أبريل ويفضل أن يتم هذا قبل ظهور الحوريات في الربيع.

كما يستطيع المنتج الزراعي، بالإضافة لما ورد، مكافحة الآفة بزيت زيتون رديء لا يحتاجه المزارع مدعومًا بأحد المبيدات المذكورة، على سبيل المثال براثيون 2/3 و زيت زيتون 1/3 ويخلط المزيج، ويدهن ثمار وأوراق نبات القرع به. بعد هذا، مع حلول الربيع يمكن استخدام الزيت قليل الجودة، مقوى أيضًا بأحد المبيدات السابقة كالمبيد Dimeton بنفس الأسلوب، سواءً على نباتات القرع أو غيرها من نباتات وخضار مصابة.


حلقة وبرنامج استخدام المبيدات ضد النمشة

ليتجنب المزارع أو المنتج الزراعي تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقل زراعة القرع المتضرر من النمشة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد دامثوات 2/3 مع زيت 1/3 كمزيج بدهن أغصان وأوراق نباتات القرع المصابة بالحشرة الكاملة والحوريات بأعمارها. أما في الموسم التالي لإصابة القرع وغيرها يستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على نباتات القرع المصابة بالحشرة الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق الغضة والأغصان الفتية والثمار المتضررة، أو براثيون parathion مقوى بزيت زيتون.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد دمتون مثيل Dimeton methyl بالرش على نباتات القرع مع دهن بالزيت مستهدفًا الأغصان والأجزاء القديمة والجديدة المصابة والأوراق مع بدايات شهر نيسان/ أبريل، أو المبيد دمتون Dimeton مع زيت قليل جودة، ومرة أخرى يكرر الرش في أيار/ مايو ثم تغير الحلقة نفسها بعد 7-8-9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية -عضوية جهازية متخصصة منصوح بها من أحد المهندسين والمرشدين الزراعيين.


بهذا الشكل نكون قد تعرفنا على نمشة القرع، وعلى خطورة وضرر هذه الآفة في حال تكاثرت بقوة في خطوط الزراعة أو ضمن البيت المزروع وحقل الخضار والبستان. كذلك يكون المزارع والفلاح قد تعرف على علامات الإصابة التي تظهر على نبات القرع وغيره من نباتات هامة، ودورة الحياة لتحديد موعد المكافحة بدقة وسبل الوقاية والعلاج الأفضل وبرنامج المبيدات المستخدم، ويكون المزارع كذلك قد أحاط العلم بوقاية وعلاج النباتات المتضررة من القرع وحماية الناتج الاقتصادي الثمين من الضرر والفساد.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.