المن على الوزال (Spartium junceum aphids)؛ أهم 7 أسباب له

Spartium junceum aphids

يعد المن على الوزال من الحشرات الثاقبة الماصة الخطيرة على إنتاج الوزال وصحته وزراعته فكيف يتعامل المزارع معه وما أفضل برنامج وقاية وعلاج مطبق له؟

يعتبر المن على الوزال (Spartium junceum aphids) من الآفات الزراعية التي تضر إلى حد كبير بإنتاج الوزال كنبات زينة من جهة وكنبات طبي من جهة أخرى، وتسبب حشرات المن ضعف للنبات وانجذاب آفات أخرى له، فما أهم المعلومات عنه، وما هي مظاهر الإصابة بالمن على الوزال، وكيف يمكن للمزارع مكافحة المن على الوزال؟


حشرة المن على الوزال

إن حشرة المن على الوزال هي واحدة من الحشرات التي تنتشر في حقول الأعشاب وهي حشرة ماصة-ثاقبة تهاجم الوزال فتخفض قيمته كنبات لتعطير الأماكن المقدسة والبيوت، كما تتدنى قيمته ومحتواه من المادة الفعالة (القلويدات متجانسة الحلقة) التي لها فوائد طبية مقوية للقلب ومسهلة للولادة. تنتشر حشرات المن وتوجد في أي مكان في العالم يزرع فيه الوزال وخاصة الشرق الأوسط في أفغانستان وباكستان وقبرص وتركيا وسورية. تقوم حشرات المن بمص عصارة نبات الوزال وخاصة الأوراق والأزهار، وهي بذلك تضعف النبات وتجذب له آفات أخرى كالفطور (العفن الأسود) وحتى الفيروسات لأن حشرات المن تنقل أكثر من 300 فيروس، كما لا تستفيد نباتات الوزال من السماد المضاف فيقل مردود المحصول بنسبة قد تصل إلى 90%.


وصف الحشرة

تشبه حشرة المن على الوزال حشرات البق والنمل والتربس، حيث يبلغ حجم الحشرة الكاملة 1 مم بينما الحورية 0.3-0.6 مم وتكون حشرات المن منتفخة عريضة أكثر عند المؤخرة ثم تنحف من الأمام، كما تكون مجنحة أو غير مجنحة حسب طور الحياة الذي تمر به وحسب نوع المن، ويمكن للمزارع ملاحظتها بسهولة عندما يقترب من المكان المصاب ومشاهدة مستعمرات المن وهي تتغذى على أجزاء نبات الوزال: أوراق النبات، الأزهار، المجموع الخضري والأغصان، وهذه الأجزاء هي الأهم في النبات؛ لأن الأغصان تستعمل لتعطير البيوت والأماكن المقدسة (نبات عطري) وبقية الأجزاء تستعمل لاستخراج المادة الطبية المقوية للقلب والمسهلة للولادة (القلويدات المتجانسة).

“اقرأ أيضًا: ذبول الخوخ


الإصابة بالمن على الوزال

تتجلى أعراض الإصابة بالمن على الوزال من خلال:

  • مهاجمة الحوريات الصغيرة والحشرات الكاملة لأوراق وأغصان وفروع وأزهار نبات الوزال خاصة في الأراضي المهملة وغير المعتنى بها والمليئة بالأشجار والمحاصيل (زراعة عشوائية).
  • يضعف تنفس نباتات الوزال وتصاب أيضًا بفطر العفن الأسود Pencillium.
  • تخترق أنسجة النبات بأجزاء فمها الثاقبة الماصة فتثقب السطح وتتغذى على الداخل، ثم تمتص حشرات المن عصارة النبات والأنسجة، من الأوراق، والثمار، والأزهار، والأغصان فيضعف نبات الوزال ويصبح في حالة ذبول بالتدريج.
  • تتماوت أنسجة النبات مع الوقت وتصفر الأوراق، والثمار، وتتساقط الأزهار والأوراق ويتدنى إنتاج نباتات الوزال.
  • تتدنى كذلك صحة نباتات الوزال، لأن حشرات المن تضعف العمليات الغذائية في جسم النبات ولا يستفيد نبات الوزال من السماد فيقل محتوى الأوراق والأغصان من المادة الطبية (القلويدات) والمادة العطرية (الزيت العطري الطيار).
  • ضعف النبات نفسه يجذب حشرات أخرى خطيرة كحشرات التربس، والحشرة القشرية على الوزال، وآفات غير حشرية كالعناكب التي تصيب الوزال، ودودة أوراق الوزال.

دورة حياة المن على الوزال

المن على الوزال
دورة حياة هذا المن

 

تقضي حشرة المن على الوزال فصل الشتاء كحشرة غير تامة النضج مختبئة في الحقل وبين المحاصيل، ويقول البعض بأنها تقضي الشتاء بطور حورية بالعمر الأخير أي طور ما قبل الحشرة الكاملة، وتبدأ دورة حياة المن بظهور الجيل الأول في الحقول المزروعة بالوزال مع ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الحوريات وبلوغها 23 مئوية بعد انقضاء فصل الشتاء أو مع قدوم الربيع. بعد ذلك، تتزاوج الحشرات وتظهر حوريات جديدة مع توافر الحرارة والرطوبة المثالية، ثم تتطور الحشرات من حوريات إلى حشرات كاملة، فتبدأ بالتغذية على عصارة نبات الوزال؛ وللحشرة حوالي 3-6 أجيال في العام وهذا يختلف حسب ملائمة الظروف البيئية لتطور الحشرة.

“اقرأ أيضًا: حلم ثمار الخوخ


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بالمن على الوزال:

  1. زراعة الوزال في أراضي عشوائية وغير منتظمة وغير مدروسة (كأنواع محاصيل وجدوى اقتصادية ومستلزمات).
  2. عدم فصل المزارع لحقل زراعة الوزال عن حقول باقي الزراعات (زراعة القمح، زراعة الفول، زراعة البندورة، إلخ)
  3. أيضًا عدم فصل زراعة الأشجار المثمرة كاللوز والتفاح والسفرجل عن زراعة الوزال وباقي المحاصيل.
  4. زيادة المزارع لكميات مياه الري التي تقدم للوزال إلى حد كبير؛ حيث أن الغدق الزائد أو زيادة الري عن حده سيء جدًا ويشجع المن.
  5. عدم عناية المزارع بزراعة الوزال على مسافات مناسبة، وزراعته بكثافة عالية جدًا مما يخنق النباتات ويمنع عنها الماء والغذاء والهواء.
  6. وجود الحرارة والرطوبة المناسبة لتكاثر المن في حقول الوزال والمحاصيل؛ خاصة اعتدال الحرارة الربيعي وتوافر الرطوبة.
  7. زيادة السماد الآزوتي N عن 60 كغ في الهكتار، مما يشجع نمو غض ورهيف وفتي لنبات الوزال، وهذا ما تحبه حشرات المن.

مراقبة المزارع للحقل المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بحشرة المن على الوزال بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الوزال بصورة دورية على مدار الموسم بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار الموسم في حقول الخضار والمحاصيل وبساتين الأشجار المثمرة وبقية النباتات.
  • مراقبة الأوراق والأغصان والمجموع الخضري في نباتات الوزال وغيرها بصورة دورية منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الوزال الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الوزال كاستعمال مبيدات دون معرفة ودراسة وخبرة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره كبير عند التعامل مع آفة المن.

“اقرأ أيضًا: حالوش الكوسا


مكافحة المن على الوزال

تتم مكافحة المن على الوزال من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم الوقاية بزراعة الوزال على مسافات مناسبة وهي 70 سم بين النباتات و 75 سم بين الخطوط على الأقل، وتجنب الكثافة العالية في وحدة المساحة، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري مع ري بالتنقيط، وعدم زيادة التسميد الآزوتي عن 60 كغ للهكتار الواحد المزروع وزال.

مكافحة علاجية للآفة

يتم علاج حشرة المن على الوزال نهائيًا من خلال استعمال المبيد إثيون Ethion، أو المبيد فوسفاميدون phosphamedon، أو المبيد دايمثوات Dimethoate، أو مالاثيون Malathion، أو المبيد براثيون مثيل Parathion methyl، ولقد ثبت نجاح المبيد دميتون إس مثيل Dimeton s Methyl برش الثمار والأوراق والأزهار على نبات الوزال وأعطى نتائج مبهرة. وعمومًا تعطي هذه المبيدات المذكورة نتائج فعالة في حقول الوزال المصابة بالمن.

حلقة استعمال المبيدات ضد المن

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل الوزال يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالمن يستعمل المبيد الاستئصالي الأفضل ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم الوزال والأغصان الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش قبل ظهور الحوريات الصغيرة القوية وقبل تفاقم الإصابة على النبات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات المن سلالات مقاومة في حقول الوزال المصابة والمتضررة.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

المن على الوزال
إدارة حقل الوزال المصاب بالمن

 

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بالمن على الوزال تتم كالتالي:

  • تجنب الزراعة العشوائية للوزال في أراضي لا تصلح لذلك أو أراضي أعدت لزراعة أنواع أخرى.
  • تحضير شبكة ري بالتنقيط، وخلط المبيد دمتون إس مثيل Dimeton s methyl مع ماء الري ومع السماد.
  • فصل زراعة الوزال عن باقي الزراعات: كزراعة البندورة والخيار والفول والبرسيم والقمح والشعير وغيرها.
  • فصل زراعة الأشجار المثمرة (تفاح، لوز، خوخ، زعرور، توت، كرمة) عن زراعة الوزال والمحاصيل (خبيزة، بندورة، كوسا، فول).
  • حراثة أساسية 30 سم تضاف معها الأسمدة العضوية، يتبعها تنعيم وتفتيت لتربة زراعة الوزال على عمق 12- 15 سم بآلات الحش الدوارة أو المحاريث القرصية الخاصة لذلك.
  • مراقبة المزارع لحقول الوزال بصورة دورية في الربيع والشتاء بمراقبة الأوراق والمجموع الخضري وتأكده من خلوه من المن وأعراضه.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة في حقل الوزال، لأنها تضمن للآفات التحرك والاختباء بين مكونات هذه الحشائش (آفات الجراد والديدان وغيرها).
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P و( خاصة البوتاس K للوزال، لإعطاء دفعة مناعية للنبات ضد الآفات ومنها المن).
  • الآزوت يضاف على دفعات وليس دفعة واحدة؛ فمرة عند الزراعة تشمل 2/3 من الكمية، ومرة ثانية 1/3 الكمية عند العزيق لنبات الوزال، ومرة ثالثة عند نضج المحصول تشمل 1/3 الكمية بمعدل 30- 40 كغ/ هكتار آزوت.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة بنباتات الوزال، من ري وعزيق غيرها من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر ثلاث مرات حتى النضج.
  • إضافة الكربون العضوي أو الفحم الحيوي، وإضافة المبيد إندوسلفان Endosulfan للتربة لتعقيمها، وهذين الإجرائين لتحسين خواص التربة ومد نبات الوزال بالغذاء والقوة والحيوية ولرفع الإنتاجية وهذه الإجراءات كلها ستزيد الإنتاج بنسبة 40%.

بذلك، يكون المزارع والمنتج الزراعي قد تعرف بالفعل على أهم المعلومات عن حشرة المن على الوزال، وطرق التعامل معها، والمكافحة، والوقاية في حقل الوزال المهدد أو المصاب بالمن، فمن الضروري أن يفعل المزارع ذلك حرصًا على إنتاجه الثمين من أي آفات ضارة ومنها حشرات المن التي تهدد إنتاج الوزال الغالي من الأغصان وأجزاء النبات الهامة في الطب والعطور.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

اترك رد