ذبابة الباذنجان البيضاء (Eggplant white fly)؛ 6 أعراض لها

Eggplant white fly

تعد ذبابة الباذنجان البيضاء من الحشرات الخطيرة الضارة بإنتاج وزراعة البتنجان فكيف يتعامل معها المزارع وما أهم طرق الوقاية منها والمكافحة والعلاج الممكن؟

 

تعتبر ذبابة الباذنجان البيضاء (Eggplant white fly) من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب محصول ونبات الباذنجان، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للنبات المصاب وتدني الإنتاج الزراعي والاقتصادي للمزارع، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة الباذنجان البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة الباذنجان البيضاء؟


أهم المعلومات عن الحشرة

إن ذبابة الباذنجان البيضاء هي واحدة من الآفات الزراعية الخطيرة المسجلة كحشىرة تضر بالناتج الاقتصادي على الباذنجان سواء في الزراعة الحقلية أو البيوت المحمية (بلاستيكية وزجاجية)، حيث تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة البتنجان من حول العالم، لكنها تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط كسوريا والعراق والأردن وقبرص وفلسطين والمناطق الساحلية التي تمتاز بمناخ معتدل.

تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار تزيد عن 70% وقد تصل 80% في حال تفاقم الإصابة بهذه الذبابة في البيوت المحمية أو في الحقول الخضرية المزروعة بهذا النبات.

“اقرأ أيضًا: حفار فروع المتة


وصف شكل ذبابة الباذنجان البيضاء

إن شكل ذبابة الباذنجان البيضاء يشبه باقي أنواع الذباب الأبيض وخاصة ذبابة الليمون البيضاء Dialourodes citri، لهذا السبب يصعب التمييز بينها وبين غيرها من قبل المزارع والفلاح العادي، وفي ما يلي وصف الذبابة الدقيق:

الطور الكامل من ذبابة الباذنجان البيضاء

إن الحشرة الكاملة ذبابة صغيرة بحجم يتراوح ما بين 1.5- 2.5 مم، الذبابة بلون أبيض كريمي بسبب لوجود مادة شمعية بيضاء تغطي الجسم والأجنحة معًا ويترواح اللون بين الأبيض الكريمي والأصفر الشمعي.

يلاحظ أن الأجنحة أطول من الجسم وهي في العادة غير شفافة لكن عندما تزال الطبقة الشمعية الصفراء عنها تصبح شفافة حينها.

الأعمار الصغيرة غير الكاملة من الذبابة

بينما الحوريات أو الأعمار الصغيرة غير الكاملة فهي بلون أصفر مبيض، حيث أن الحوريات تكون متحركة في العمر الأول وأما في العمر الذي يتلوه فتكون ثابتة مستقرة على أماكن تغذيتها في الأوراق وهي نشطة في امتصاص العصارة. بالإضافة لذلك يحمي الحوريات غطاء شفاف وهذا يمنحها مظهر يشبه الذبابة الكاملة أو الطور الكامل رغم أنها لا تكون كذلك.

شكل بيضة ذبابة الباذنجان البيضاء

بعد فقس البيض تكون البيضة ليمونية الشكل بيضاوية إلى مدورة ملتصقة بقوة على حامل صغير، ويكون لون البيضة إما أبيض كريمي أو أبيض مصفر ليموني وغير غامق في البداية. سرعان ما يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر الداكن عند الفقس أي بعد حوالي عشرين إلى أربعين يومًا حسب الرطوبة والطقس والظروف.

“اقرأ أيضًا: تربس الفصة


الإصابة بذبابة الباذنجان البيضاء

ذبابة الباذنجان البيضاء
  

إن الإصابة بذبابة الباذنجان البيضاء ناتجة من الأطوار الكاملة وغير الكاملة للذبابة في آنٍ معًا، وتتميز الأعراض كالتالي:

  1. تتغذى الذبابات الكاملة والحوريات الصغيرة العمر على عصارة الأوراق في البتنجان من السطح السفلي فيشحب لونها.
  2. بعد هذا تذبل و تجف الأوراق وتتساقط تباعًا بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على نبات البتنجان المصاب بالذبابة وتبدو غير طبيعية بنظر عين المزارع.
  3. أيضًا تفرز الذبابات ندوة عسلية كثيفة ينمو عليها فطر العفن الأسود بشكل طبقة بيضاء على ورقة البتنجان.
  4. كما يلتصق الغبار الملوث على الطبقة السابقة الذكر، ويبدو شكل الورقة باهتًا وغير جيد
  5. ثم مع التطور التدريجي وعند الإصابة الشديدة تبدو نباتات البتنجان لعيت المزارع والمراقب مسودة بالكامل حتى عن بعد.
  6. يسبب هذا في أغلب الأحوال ضعف محصول البتنجان إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج من ثمار البتنجان بنسبة تتراوح بين 40- 80% عند التفاقم الشديد.

“اقرأ أيضًا: حالوش القرع


عوامل تزيد فرص الإصابة بالآفة

من أهم وأبرز العوامل والأسباب التي تزيد فرص الإصابة بذبابة الباذنجان البيضاء:

  1. عدم زراعة البتنجان على مسافات مناسبة سواء في الحقول الخضرية أو في البيوت المحمية البلاستيكية والزجاجية فهذا يؤدي إلى زيادة الكثافة النباتية/ وحدة المساحة وتشجيع الذبابة بسبب نقص التهوية وارتفاع الرطوبة.
  2. كما أن خنق نباتات البتنجان بالتهوية الضعيفة وغير المتوازنة وغير المدروسة في البيت البلاستيكي والزجاجي خاصة لأنه مغلق ويحتاج للهواء بين الفترة والأخرى.
  3. عدم عناية المزارع بعمليات الخدمة وعدم إعطاء الأهمية لعمليات التقليم والتسميد والري المنتظم لنبات البتنجان سواء في البيت المحمي أو في الحقل.
  4. إهمال التسميد المتوزان بعناصر NPK لنبات البتنجان فيسبب فقره بالعناصر الغذائية وضعف مناعته تجاه الذبابة.

“اقرأ أيضًا: تربس النفل”


درجة ضرر ذبابة الباذنجان البيضاء

إن ضرر ذبابة الباذنجان البيضاء عال جدًا، إذ تعتبر من أخطر أنواع الذباب الأبيض، وتنبع الخطورة من عوامل عديدة أهمها:

  • أهم شيء هو أن هذه الذبابة تعتبر من ماصات العصارة في النبات وبذلك تضعف تنفس نباتات البتنجان ونموها.
  • كذلك فإن الذبابة تجذب آفات كثيرة إلى النباتات المصابة من ضمنها حشرات ذباب أبيض أخرى (ذبابة البيوت البلاستيكية) و الفيروسات وفطر العفن الأسود.
  • من أهم الآفات التي تنجذب أنواع كثيرة من الحشرات القشرية كحشرة البتنجان القشرية السوداء والكأسية والبنية، والحلم والأكاروسات والعناكب (الأوربي، الأحمر…).
  • أيضًا فإن ضعف النبات المصاب يجذب آفات أخرى غير حشرية أهمها البكتريا الضارة كمرض اللفحة المتأخرة والمبكرة (خاصة عند زراعة البندورة مع البتنجان)، والفطور كمرض الذبول.
  • بالإضافة لكل ما ورد، فإن عدد المبيدات المسجلة الفعالة مع هذه الذبابة قليل ويفضل دائمًا استعمال أسيتا مبريد Acetamiprid لأن فعاليته القوية والرائعة ثبتت بالمقارنة مع المبيدات الأخرى كالمبيد DDT أو حتى براثيون مثيل parathion methyl.

دورة حياة ذبابة الباذنجان البيضاء

إن دورة حياة ذبابة الباذنجان البيضاء تكون على الشكل التالي:

طور إحماء و تشتية الذبابة

تمضي الذبابة طور التحمية في الشتاء على هيئة حورية مكتملة النضج في العمر الأخير أي توشك أن تكون ذبابة كاملة. أيضًا يمكن أن نطلق على الطور السابق اسم (شبه العذارء أو ذبابة شبيهة الكاملة)، لأن هذا الطور يشبه العذراء. كما تكون الذبابة أثناء السكون متواجدة على السطح السفلي لأوراق البتنجان وهي تحمي وتستعد للدخول في طور الهجوم.

مرحلة الهجوم والغذاء للآفة

تأتي هذه المرحلة عندما يحل الربيع، وفي نيسان/ أبريل تقريبًا، تخرج الذبابات من أماكنها وهي نشطة وحيوية بعد أن أنهت عملية التحمية. بعد ذلك، تتزاوج الآفة وتضع الأنثى البيض بحوالي 80- 95 وقد يصل إلى 100 بيضة تقريبًا ويكون معلق وملتصق بحامل صغير على السطح السفلي للأوارق الفتية الخضراء اليافعة، في صورة يمكن القول عنها أنها عشوائية.

مرحلة تطور الذبابة

يفقس البيض بعد حوالي 14- 40- 45 يومًا، وبعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها فتمر بعدة أعمار وتتغذى على عصارة النبات قليلاً ثم تثبت في أماكن التغذية على أوراق البتنجان عندما تتحول لطور التغذية. يكون هناك ارتفاع في أعداد الحشرة بصورة خاصة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة الجوية في حقول البتنجان وخاصة البيوت البلاستيكية والزجاجية المغلقة فهذا يشجع الذبابة لأنه يخنق النبات ويقلل فائدة الماء والهواء والغذاء.

عدد أجيال ذبابة الباذنجان البيضاء

يختلف عدد أجيال ذبابة الباذنجان البيضاء في حقيقة الأمر حسب درجات الحرارة، والرطوبة، بصورة خاصة في حقول البتنجان والبيوت المحمية المغلقة. تعطي هذه الذبابة في المناطق الساحلية المعتدلة الباردة من البحر المتوسط 3 أجيال، وفي مناطق أخرى 5-6 أجيال في العام الواحد في أماكن زراعة البتنجان التي تتبع نمط الزراعة المكثفة في وحدة المساحة.

“اقرأ أيضًا: نمر المحلب


مكافحة ذبابة الباذنجان البيضاء

ذبابة الباذنجان البيضاء

 

من أجل أن تتم مكافحة ذبابة الباذنجان البيضاء بصورة متقنة وممتازة، تتبع مجموعة من الإجراءات الوقائية والعلاجية:

مكافحة وقائية من الذبابة

تتم المكافحة الوقائية من ذبابة الباذنجان البيضاء من خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع:

  • يزرع البتنجان على مسافات مناسبة في البيوت أو الحقل وهي 40 سم بين الخطوط ومثلها بين النباتات أو 45 سم بين الخطوط و 35 سم بين النباتات على الخط الواحد.
  • يفضل وبقوة أن يخفض المزارع الرطوبة الجوية في البيوت البلاستيكية والمحمية لزراعة الباذنجان.
  • أيضًا يجب أن تتم موازنة تهوية النباتات والحقول في حال وجود الجفاف، وتتم التهوية من خلال تقليم فروع البتنجان المتشابكة والمتزاحمة خاصة القريبة من سطح التربة.
  • يهتم المزارع ويعتني الفلاح بصورة جيدة بالنباتات من خلال الري المنتظم والموجه بتنظيم عدد الريات ومواعيدها وهذا كفيل بالوقاية فالوقاية خير من العلاج.
  • يجب بشكل ضروري تجنب زراعة البتنجان على كثافة عالية ومراعاة تأمين حاجات النبات من الغذاء والماء والهواء والسماد وفي هذا الخصوص يفضل استعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري.
  • بالإضافة لما ذكر فيجب التخلص من الأعشاب التي تعتبر مكان موبوء لسكون عذارى الذبابة وتكاثر الآفة وانتشار البيوض في حقول البتنجان ثم إلى داخل البيوت المحمية وكذلك انتقال العدوى للحقول المجاورة.

مكافحة علاجية لذبابة الباذنجان البيضاء

بينما المكافحة العلاجية فهي مكافحة تتم من أجل قتل و استئصال الذبابة من جذورها عند إصابة البتنجان وتفاديها في الموسم اللاحق للزراعة. تتم المكافحة من خلال استعمال المبيدات التي ثبت حقًا نفعها مع هذه الذبابة من أمثال المبيد أسيتا مبريد الرائع والأفضل Acetamiprid، والمبيد دمتون Dimeton. كما يمكن استخدام المبيد مثيداثيون methidathion برش أوراق البتنجان المصابة بالذبابة. بالإضافة لما تقدم، فإن المبيد نيكوتين سلفات nicotine- sulphate يعطي نتائج جيدة، أيضًا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي قليل الجودة ويستعمل لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl ورش أوراق البتنجان المصابة بالذبابة.


برنامج استعمال المبيدات ضد الذبابة

ليتجنب المزارع تكوين الذبابة لسلالات مقاومة ضمن حقول وأماكن زراعة البتنجان المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة وبرنامج موزون، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد أستا مبريد Acetamiprid بالرش على أوراق البتنجان المصابة. أما في الموسم التالي لإصابة البتنجان فيستعمل المبيد براثيون Parathion بالرش على نباتات البتنجان المتضررة مستهدفًا الأوراق المصابة بالذبابة والحورية. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate أو المبيد دمتون اس مثيل Dimeton s methyl بالرش على أوراق البتنجان المتضررة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر تموز/ يوليو، ومرة ثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر مع شرط أن تغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف) وأن تكون فسفور- عضوية وجهازية منصوحة.


مكافحة حيوية للحشرة

بينما المكافحة الحيوية فهي المكافحة بالاعتماد فقط على الأعداء الطبيعية من مفترسات وطفيليات للذبابة في حقول البتنجان وهي تتواجد بغزارة في الحقول. تسهم المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف ونفقات المبيدات على المزارعين والمنتجين، كما تساعد في تأمين الحماية والدعم الحيوي للبيئة ونباتات البتنجان المتضررة من الذبابة والتي تعرضت للآفات. يمكن الاعتماد على الطفيل Encarsia armata، كما ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata المعروف بأبو العيد ذو سبع نقط وإطلاقه في حقول البتنجان المصابة بالذبابة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة الباذنجان البيضاء كآفة ضارة بالمحصول والإنتاج الاقتصادي للمزارع والنبات. أيضًا يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية وبرنامج المبيدات، حيث يجب أن يكون المزارع ومربي الخضار قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات الخطيرة التي تصيبها وتضرها، وخاصة هذه الذبابة التي تضعف إنتاج البتنجان والمردود.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.