دودة براعم الليمون (Lemon shoots worm)؛ أهم 5 أعراض إصابة بهذه الآفة

Lemon shoots worm

تعد دودة براعم الليمون من الحشرات الضارة بإنتاج ومردود الليمون إلى حد ما، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما المبيدات المستعملة وما برنامج الإدارة؟

تعتبر دودة براعم الليمون (Lemon shoots worm) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الحمضيات والليمون وتؤدي إلى إتلاف البراعم الزهرية والأزهار وتؤثر على إنتاجية أشجار الليمون، كما أنها تضعف الأشجار المصابة وتشجع آفات جديدة لتصيبها، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة براعم الليمون، وكيف يمكن للمزارع مكافحة دودة براعم الليمون عند الخطر وإصابة أشجار الحمضيات بها؟


آفة دودة براعم الليمون

إن دودة براعم الليمون هي واحدة من الآفات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب الحمضيات بأنواعها مفضلة الليمون، وهي تنتشر في المناطق المتوسطية وحيث تزرع الموالح والحمضيات في أنحاء العالم. تتواجد هذه الحشرة في شرق المتوسط في سوريا والأردن، ولبنان، وفلسطين، وتركيا، وقبرص، وفي غرب الوطن العربي في تونس والجزائر والمغرب، وفي أوروبا في إسبانيا والبرتغال حيث يزرع الليمون. تعد هذه الآفة من الآفات الهامة في بعض السنوات عند إصابة بساتين ليمون كاملة فيصل الضرر إلى 20- 38% من البراعم والأزهار فينعكس هذا على الإنتاج.


وصف الآفة

الفراشة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة فراشة بلون أبيض جبني، ويبلغ طول الجسم 4 سم، أما طول الجناحين الأماميين منبسطين فهو بحوالي 4.5 سم عند الفراشة البالغة، كما يوجد على الأجنحة شرائط متداخلة بنظام خاص شريطي التوزيع.

يرقة دودة براعم الليمون

أما اليرقة فلها لون أخضر إما فاتح أو داكن حيث يختلف تدرجه حسب العمر اليرقي، وتكون اليرقة في الأغلب خضراء اللون عصيرية، والعمر الكامل والناضج ذو لون أخضر غامق وبطول حوالي 1.5- 2 سم. يمكن العثور على اليرقات بين براعم أشجار الليمون المصابة، حيث تربطها بخيوط حريرية وتلتهم محتوياتها.

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين


الإصابة بدودة براعم الليمون

دودة براعم الليمون
مظاهر الإصابة بالحشرة

 

إن الإصابة بدودة براعم الليمون تتجلى بصورة أساسية من خلال خمس نقاط:

  1. مهاجمة يرقات الفراشة لبراعم الليمون وحوامل الأزهار الغضة والفتية المقبلة على التفتح.
  2. تتغذى اليرقات أو الأطور غير الكاملة على البراعم والأزهار في أشجار الليمون بقرضها بشراهة كبيرة.
  3. تربط اليرقات البراعم وحوامل الأزهار بخيوط حريرية ويظهر ذلك بوضوح على الجزء المصاب من شجرة الليمون.
  4. كما تظهر الأعراض في صورة ضعف وشحوب على الورقة الخضراء نفسها المقابلة للبرعم وهذا يشجع آفات أخرى كحافرة أوراق الحمضيات، والبق الأسترالي.
  5. من أهم الملاحظات التي يمكن أن يستنتجها المزارع أن يرقات هذه الآفة شرهة جدًا للبراعم والأزهار حيث تستطيع اليرقة الواحدة التهام 50 ورقة ليمون خلال عدة أيام.

خطورة دودة براعم الليمون

إن خطورة دودة براعم الليمون تنبع من إصابة بساتين ليمون وموالح بأكملها بالآفة وتكاثر الآفة بعدد هائل. قدرت العتبة الاقتصادية أضرار ما بين 20% في حال الإصابة الضعيفة 38% في حال الإصابة الشديدة في بساتين الليمون والحمضيات على البراعم والأزهار. كما يمكن أن تنجذب آفات خطيرة عند ضعف النبات وأماكن الإصابة، ومن أهم الآفات التي يمكن أن تنجذب حافرة أوراق الحمضيات، والحشرة القشرية على الموالح، وحلم البراعم والصدأ، والنطاطات وكذلك ماصات العصارة النباتية.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة براعم الليمون مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الحمضيات والليمون والموالح المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الحمضيات الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن بساتين الليمون قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية بساتين الليمون وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين الليمون المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببساتين الموالح وخاصة بالري والتقليم والتسميد.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

دودة براعم الليمون
كيفية مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة براعم الليمون بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع حمضيات:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة الليمون بصورة دورية على ثلاث دفعات، بداية المراقبة في نيسان/أبريل أو آذار/ مارس، ثم مراقبة ثانية في آب/ أغسطس، وثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة براعم وأزهار أشجار الحمضيات والليمون بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من براعم مقروضة تالفة وغيرها.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الليمون المشكوك في أمره.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الموالح والليمون كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


دورة حياة الحشرة

تقضي دودة براعم الليمون فصل الشتاء بطور العذراء في التربة على عمق حوالي 5- 6 سم في بساتين الليمون. بعد ذلك، تخرج فراشات الجيل 1 ربيعًا في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس ثم تتزاوج الفراشات في ما بينها وتضع الأنثى بيضها بحوالي 50- 75 بيضة على السطح العلوي لأوراق الليمون والبراعم والحوامل الزهرية. تشرع اليرقات في تغذيتها على أوراق الموالح عند خروجها من البيض ثم تنسلخ 4-5 انسلاخات خلال مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع في شهر آب/ أغسطس. بعد ذلك، تنضج اليرقات حيث تتجه إلى التربة تاركة شجرة الليمون وتتحول بين الكتل الترابية على عمق 5- 6 سم إلى عذراء من جديد، ثم تخرج الفراشات الكاملة للجيل 2 في منتصف الصيف في آب/ أغسطس وتتسلق جذع شجرة الحمضيات ثم الأفرع فالأغصان لكي تصل إلى البراعم والأزهار فتربطها بخيوط حريرية وتتغذى على محتوياتها، تعطي هذه الفراشة ثلاثة أجيال حيث يظهر الجيل الثالث في تشرين الأول/ أكتوبر.


مكافحة دودة براعم الليمون

تعتبر دودة براعم الليمون من الآفات سهلة المكافحة، للأسباب التالية:

  • سهولة القضاء عليها باستعمال المبيدات الجهازية- الفوسفو عضوية المتخصصة برش أشجار الحمضيات.
  • كبر حجم الفراشات الكاملة لذلك فهي مكشوفة وواضحة للمزارع ويستطيع معرفة الإصابة حالاً على أشجار الليمون والموالح وخاصة على البراعم.
  • ظهور أعراض ودلالات الإصابة بشكل واضح على أشجار الحمضيات والليمون (البراعم والأزهار) مما يجنب خسارة المحصول بالقيام بالمكافحة المبكرة الوقائية قبل العلاجية.
  • يمكن القضاء على الفراشة بسهولة بمصائد غذائية وطعوم سامة تعلق على الأشجار (مصيدة فيها المبيد سايبرمثرين cypetmethrin مع سكر السكروز بنسبة 3 ملغ) وهذا إجراء عظيم لمكافحتها.

وتتم مكافحة دودة براعم الليمون من خلال:

  • مراعاة تطبيق المكافحة في الموعد الدقيق مع بدايات الإصابة في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس في بساتين الحمضيات.
  • جمع الفراشات بمصائد شبكية خاصة أو مصائد غذائية أو زجاجية أو بلاستيكية تعلق على أشجار الموالح من قبل المزارع.
  • رش أشجار الليمون بأحد مبيدات الحشرات الفعالة بالملامسة مع اليرقات والفراشات مثل كارباريل Carbaryl، أو بالمبيد أسيتا مبريد Acetamiprid insectacide مستهدفًا الأغصان الغضة والبراعم وحوامل الأزهار.
  • يمكن للفلاح أيضًا استعمال المبيد ترايكلورفون Trichlorfon بالرش على الأغصان وأفرع وأوراق وبراعم وأزهار شجرة الموالح والحمضيات.

حلقة استعمال المبيدات ضد الدودة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الليمون، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد كرباريل (Carbaryl) بالرش على الأغصان الغضة والبراعم في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل. أما في الموسم التالي لإصابة الحمضيات فيستعمل المبيد سايبرمثرين Cypermethrin بالرش على أشجار الليمون مستهدفًا الفروع الغضة وحوامل الأزهار خاصة. بينما في الموسم الثالث فالمبيد تركلورفون trichlorfon بالرش على أشجار الموالح والليمون من أغصان غضة ونموات فتية مع شهر أيار/ مايو ومرة في شهر نيسان/ أبريل، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفو- جهازية التخصص.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

دودة براعم الليمون
كيف تتم الإدارة لهذه الآفة على الأشجار المصابة؟

 

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بدودة براعم الليمون كالتالي:

  • حراثة سطحية لترب أشجار الحمضيات والموالح 5-6 سم لتنعيم التربة والقضاء على عذارى الآفة المتواجدة على هذا العمق، وحراثة أخرى 12 سم.
  • يجمع المزارع أي أجزاء مصابة (خاصة البراعم والأزهار التالفة) من أشجار الليمون المصابة ويتلفها بعيدًا عن البستان.
  • يسمد المزارع بستان الموالح بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K لإعطاء جرعة مناعية لشجرة الليمون ضد الآفات ومنها هذه الدودة.
  • ثم يعتني المزارع بعمليات التقليم الأساسية ويزيل الأفرع المتشابكة المتزاحمة من شجرة الليمون وخاصة القريبة من سطح التربة لكي لا تصعد عذارى الدودة عليها فتصيب الشجرة.
  • يراقب المزارع بساتين الحمضيات بصورة دورية في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل ليتأكد من خلو أجزاءها من اليرقات والفراشات الكاملة والبراعم والأزهار المقروضة.
  • الري المنظم دون زيادة ولا نقصان لليمون والحمضيات يساعد في تقوية مناعة الأشجار ومنع عذارى ويرقات الحشرة من التكاثر في البستان.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة براعم الليمون ومدى خطورتها على أشجار الموالح عند تفاقم الإصابة والضرر. كما يكون الفلاح قد ألم بسبل الوقاية والمكافحة الممكنة وكذلك إجراءات الإدارة المتكاملة لبستان الحمضيات المصاب ومواعيد تطبيق المكافحة والمراقبة الدقيقة لوقاية بستان الليمون من أي أضرار بسبب هذه الدودة الشرهة للبراعم، وبالتالي تجنب خسارة المحصول والإنتاج.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.