حشرة اللوز القشرية الحمراء (Almonds Aonidiella auranti)؛ أهم 8 عوامل تشجع الإصابة بها

Almonds Aonidiella auranti

تعد حشرة اللوز القشرية الحمراء من الحشرات الخطيرة والضارة باللوز وإنتاجه ومردوده، فكيف يتعامل المزارع معها وما برنامج الإدارة والمكافحة المطبق في البستان؟

تعتبر حشرة اللوز القشرية الحمراء (Almonds Aonidiella auranti) واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب أشجار اللوز المثمرة، كما أنها تؤدي لأضرار كبيرة وقد تكون هائلة على الإنتاج الاقتصادي للمزارع وبساتين اللوز، فهذه الآفة تضعف النبات وتشجع ظهور آفات جديدة في البستان المصاب، وتهدد سلامة الثمار، فما هي علامات الإصابة بحشرة اللوز القشرية الحمراء، وكيف يمكن مكافحة حشرة اللوز القشرية الحمراء؟


آفة حشرة اللوز القشرية الحمراء

تعد حشرة اللوز القشرية الحمراء واحدة من أهم الحشرات الاقتصادية. تصيب هذه الآفة أشجار اللوز المثمرة خاصة حين تناسبها الظروف من مناخ وحرارة ورطوبة. أيضًا فإنها تصيب أشجار وشجيرات الزينة والفصيلة الوردية Rosa، وعددًا كبيرًا من النباتات الأخرى يصعب حصرها. تؤثر الآفة في زراعة اللوز وتؤدي إلى انخفاض الإنتاج، وتوجد بكثرة في آسيا وشرق المتوسط.


الإصابة بحشرة اللوز القشرية الحمراء

إن الطور الضار لحشرة اللوز القشرية الحمراء هو الحوريات والحشرات الكاملة على السواء، وفي ما يلي الإصابة بالتفصيل:

إصابة أولية بالحشرة

تهاجم الأطوار الضارة الأغصان الصغيرة، والأوراق، والثمار في شجرة اللوز. بالإضافة لذلك، تؤدي الإصابة إلى توقف نمو الثمار، وتؤثر على محصول اللوز الجاري وكذلك محصول العام التالي أو الموسم التالي للإصابة. كما أن هذه الحشرة تفرز مع اللعاب مواد سامة تعيق نمو النبات وتسبب تقزمه. تتافقم الإصابة وتنتشر مع وجود الرياح التي تساعد كثيرًا في ذلك، حيث تحمل الرياح معها الحوريات من مكان لآخر ضمن بستان اللوز أو حتى نقل العدوى إلى بساتين لوزيات مجاورة.

إصابة ثانوية بالآفة

كما يمكن للآفة أن تهاجم الأغصان الكبيرة وجذوع أشجار اللوز مع تفاقم الإصابة. بالإضافة لذلك، فإن الآفة تمتص العصارة النباتية لأنسجة الأوراق والثمار، وتؤدي الإصابة الشديدة إلى اصفرار الأوراق وتقزمها، ثم تتساقط بعد ذلك على الأرض ابتداءً من نهايات الأغصان.


وصف حشرة اللوز القشرية الحمراء

حشرة اللوز القشرية الحمراء
مظاهر الإصابة بالحشرة

 

إن حشرة اللوز القشرية الحمراء تشبه إلى حد كبير في شكلها الحشرات القشرية (كأسية، سوداء، شمعية). قشرة الحشرة الأنثى مستديرة قطرها بحوالي 2- 2.2 مم، أما اللون فهو أحمر أو برتقالي يميل للأحمر، وقد يكون باهتًا أو ميالاً للون الرمادي. بينما سرة الحشرة فهي مركزية بلون أحمر غامق إلى أسود. من جهة أخرى، فإن الذكر قشرته أصغر حجمًا من قشرة الأنثى ويبلغ طولها 1- 1.3مم، وسرة الأنثى تقع في الأمام. كما يكون للذكر زوج واحد من الأجنحة، ويتكون قرن الاستشعار عنده من 10 عقل.

“اقرأ أيضًا: خنفساء الفول


خطورة حشرة اللوز القشرية الحمراء

تنبع خطورة حشرة اللوز القشرية الحمراء من أنها تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يشجع عددًا من الآفات الحشرية وغير الحشرية لكي تهاجم النبات. من بين الآفات التي قد تصيب النبات أيضًا حشرة الفواكه القشرية، و نمر الإجاص، والبق الدقيقي الأسترالي. وبالإضافة لذلك، مع تفاقم الإصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية بستان اللوز من هذه الحشرة القشرية وغيرها على السواء.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

رغم كل ما تقدم، لا نلجأ للمكافحة المتكاملة لحشرة اللوز القشرية الحمراء إلا حين يزداد الضرر، ويرتفع مستوى تعداد الآفة فوق الحد الاقتصادي الحرج وهو نسبة ضرر 12% فما فوق. ونعني بالمكافحة المتكاملة جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية، وفقا لمبدأ الوقاية خير من قنطار علاج. وفي حقيقة الأمر لا تتم مكافحة هذه الحشرة إلا حين تتفاقم الإصابة في بستان اللوز، ويراعي المزارع أن لا يستعمل نفس المبيد في كل موسم لوز، تجنبًا لأضرار المبيدات على النبات والبيئة والمحصول.

“اقرأ أيضًا: عثة الكرز


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

إن هناك جملة من العوامل المشجعة للإصابة بحشرة اللوز القشرية الحمراء، وأهم هذه العوامل ثمانية:

  1. إهمال الغطاء النباتي حول بساتين اللوزيات، وخاصة عدم وجود مصدات رياح أو أشجار تقي من الرياح.
  2. عدم العناية بالحالة العامة لشجرة اللوز المثمرة (تسميد، ري، تقليم).
  3. كما أن التسميد الآزوتي (N) الزائد عن اللزوم يزيد من النمو الغض ويضعف الشجرة وهذا تفضله الحشرة القشرية.
  4. بالإضافة لذلك فإن استعمال المبيدات الحشرية بصورة غير مدروسة، وغير موجهة، يشجع ظهور الحشرة القشرية في بستان اللوز.
  5. الري الزائد عن حده، أو عدم وجود ري سليم ومتوازن يزيد نمو الشجرة الغض ويحدث نفس النتيجة.
  6. إهمال عملية العزيق لترب أشجار اللوزيات والذي ينفذ لعمق 12-15 سم لقتل الآفات.
  7. كما أن إهمال الأعشاب المحيطة ببستان اللوز يشجع الإصابة بالحشرة القشرية.
  8. بالإضافة لكل ما تقدم، فإن وجود آفات أخرى من من ونمر وحشرات قشرية والذباب الأبيض في الحقل يساعد كثيرًا على انتشار الإصابة.

دورة حياة الحشرة

إن دورة حياة حشرة اللوز القشرية الحمراء تمثل بما يلي:

تزاوج حشرة اللوز القشرية الحمراء

ليس للحشرة بيات شتوي حقيقي، كما أن الأنثى لا تضع البيض، بل تلد ولادة مباشرة بعد تلقيح الذكر تضع فيها الحوريات. بعد التزاوج، تضع الأنثى حوالي 100- 160 حورية. قد يمتد طور الحورية لأكثر من عشرين يوما في حال توافرت الظروف البيئية المناسبة للحشرة في بستان اللوز.

متابعة تطور الآفة

تخرج الحوريات من تحت القشرة الشمعية لها، وتتحرك على شجرة اللوز، ثم تتمركز في مكان التغذية المناسب لها من أوراق وثمار غضة. بعد ذلك، تفرز الحوريات الطبقة الشمعية وتنتشر الحشرة في بساتين اللوز بفعل الرياح التي تساعد في نقل الحوريات وخاصة الصغيرة.

فترات خروج الحشرة

تخرج الحشرة بأطوارها في ثلاث دفعات، الدفعة اﻷولى تكون في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، أما الدفعة الثانية ففي حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس. بينما آخر الدفعات فتكون خلال تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفبر.

أجيال حشرة اللوز القشرية الحمراء

قد يحتاج الجيل الواحد حوالي 7-8 أسابيع في المناطق الدافئة، وتمتد هذه الفترة إلى أكثر من ذلك في الظروف الباردة حيث تصل إلى 14-16 أسبوعًا، وللحشرة ثلاثة أجيال في السنة.

“اقرأ أيضًا: حفار جذور المشمش


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحشرة اللوز القشرية الحمراء بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع لوز:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة اللوز بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل والثانية في آب/ أغسطس، والثالثة في تشرين الثاني/ نوفمبر.
  • مراقبة الأغصان والأوراق والثمار في أشجار اللوز بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل شمعية أو قشور أو تكتلات قشرية حمراء متقرحة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة اللوز والحقل المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بالحشرة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان اللوز كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للحشرة القشرية، وغيرها.

مكافحة حشرة اللوز القشرية الحمراء

حشرة اللوز القشرية الحمراء
مكافحة هذه الحشرة على اللوز

 

تتبع من أجل مكافحة حشرة اللوز القشرية الحمراء جملة من الإجراءات نسميها بإجراءات المكافحة المتكاملة من وقاية وعلاج.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية العامة ببستان اللوز وخاصة إحاطته بغطاء نباتي وأشجار طويلة لمنع الرياح. يجب على المزارع أن يقلم الأشجار بصورة جيدة دون إحداث جروح عليها، مع مراعاة تقليم مقص التقليم قبل تقليم اللوز. كما أن التسميد بصورة متوازنة بالآزوت والفوسفور والبوتاس يحمي الأشجار ويجعلها تقاوم الآفات وخاصة الحشرات القشرية وحلم البراعم والمن. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع أن يتخلص من الأعشاب التي تعد بؤر للحشرات الضارة والآفات وإجراء عزيق لعمق 12- 15 سم يكرر ثلاث مرات.

مكافحة استئصالية للآفة

أما المكافحة الاستئصالية، فتتم من خلال استعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية، من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl برش أوراق اللوز المتضررة. كما أن المبيد كاربوفينوثيون carbophenothion يعطي نتائج جيدة، أيضًا فإن المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl يعطي نتائج ممتازة عند رش الأوراق المصابة بالآفة القشرية. يراعي المزارع الرش بعد فقس البيض مباشرة في بداية الربيع عند بدء نشاط الحشرة في أيار/ مايو ونيسان/ أبريل. كما يستحسن أن يتم الإجراء الاستئصالي هذا مرة أخرى في آب/ أغسطس أو حزيران/ يونيو أو تشرين الأول/ أكتوبر. بالإضافة للمبيدات المذكورة، يمكن للمزارع أن يدعمها بالزيوت الصيفية لتحسين قوة المبيد المستخدم ورش أوراق اللوز مجددًا.

مكافحة حيوية للحشرة

نلجأ للمكافحة الحيوية لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة في بستان اللوز، ويتم ذلك من خلال استخدام طفيليات من أمثال Aphytis من رتبة غشائية الأجنحة وإطلاقه في البستان. كما يمكن استعمال المفترسات مثل خنافس أبي العيد كالنوع Chilocorus pibustulatus حيث تكاثر مخبريًا وتطلق في بستان اللوز.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة اللوز المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وأوراق وثمار أشجار اللوز المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة اللوز فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار اللوز المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق والثمار والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار اللوزيات على الأغصان الغضة والثمار والأوراق المصابة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر أيار/ مايو، ومرة ثالثة في آب/ أغسطس ورابعة في تشرين الثاني/ نوفبر، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة والحوريات معًا.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة اللوز القشرية الحمراء وعلى علامات الإصابة بها، كما نكون قد أدركنا خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك، فإننا نكون قد أحطنا العلم بما يفيد المزارع الحريص على أشجار اللوز المثمرة وسلامة بستانه من هذه الآفة الخطيرة حقًا. إن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وانطلاقًا من ذلك، فلا بد لمزارعي اللوز وأصحاب البساتين أن يقوموا بوقاية إنتاجهم والحفاظ على أشجارهم ومردودهم.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.