عثة ثمار التين (Ficus fruit moth)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة بها

Ficus fruit moth

تعد عثة ثمار التين من الآفات الخطيرة والضارة بإنتاج ومردود بساتين التين وتضر بزراعته، فكيف يتعامل المزارع معها وما المبيدات المستعملة لهذا الغرض؟

تعتبر عثة ثمار التين (Ficus fruit moth) من أخطر أنواع العث الاقتصادية التي تصيب أشجار التين حول العالم، وتؤدي هذه الآفة إلى تدني المردود الاقتصادي لمحصول التين، وكذلك فهي تضعف الأشجار وتؤدي إلى انجذاب العديد من الآفات إلى البساتين المصابة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بعثة ثمار التين، وكيف يمكن مكافحة عثة ثمار التين عند الإصابة وتضرر الأشجار والمردود؟


آفة عثة ثمار التين

إن عثة ثمار التين واحدة من أهم الحشرات الاقتصادية المصنفة كآفة خطيرة على التين وزراعته ومردوده الكلي وخاصة الثمار. تنتشر هذه الآفة في أغلب بقاع العالم التي يزرع فيها التين، فتتواجد في شرق أوروبا، وشرق المتوسط، وشمال أفريقيا، وغرب آسيا. يمكن أن تشاهد هذه الآفة بكثرة في سوريا، وتركيا، وقبرص، ولبنان، وإسبانيا، والمغرب، وتونس، ومصر، والجزائر وهي تصيب التين الحمراوي والأمريكي والأسود وبقية الأنواع. قدرت العتبة الاقتصادية في واقع الأمر خسائر كبيرة بحوالي 80- 85% مع تفاقم الإصابة في بساتين التين.


وصف الآفة

إن الشكل العام لعثة ثمار التين يشبه إلى حد ما أشكال العث الأخرى كحفارة أوراق التفاح مثلًا، وفي ما يلي الوصف الشكلي للآفة:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة هي فراشة صغيرة رمادية يبلغ طول جسمها حوالي 5-6 مم، أما اللون العام للفراشة فهو الفضي الرمادي. بينما الأجنحة تكون مهدبة الحواف بأهداب فضية بنية اللون، حيث يبلغ طول الجناحين الأماميين منبسطين حوالي 11- 12 مم، والأجنحة الخلفية صفراء مبرقشة اللون.

يرقة عثة ثمار التين

تكون اليرقة عريضة أسطوانية بلون رمادي مخضر مع وجود خطوط متطاولة صفراء أو بنية، حيث يبلغ طول اليرقة عند نضجها حوالي 7-8 مم.

عذارء العثة

أما العذراء فهي تشبه العثة الكاملة تقريبًا ولكنها أصغر منها وأبهت وأقل غمقًا كلون. عادة تكون العذارء بنية شاحبة فاتحة اللون ومختبئة في شرنقة خاصة قوية ومتينة سوداء تصنعها من أجل هذه الغاية، كما قد تتواجد العذراء في التربة بين الحجارة أو ضمن بقايا شجرة التين.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


الإصابة بعثة ثمار التين

تتجلى أعراض الإصابة بعثة ثمار التين من خلال تساقط ثمار التين بعد تلفها. تهاجم الأطوار الضارة من يرقات صغيرة وكبيرة الثمار والبراعم في أشجار وبساتين التين فتأكلها بشراهة وتتغذى على النواة. كذلك فإن اليرقات تهاجم الحوامل الزهرية وتقرضها وتقلل نسبة العقد وتمنع تفتح البراعم والأزهار فينخفض الإنتاج والمردود بحوالي 40- 50% لكل أصناف التين. لوحظ ازدياد أعداد العثة وكذلك الإصابة في بساتين التين غير المخدومة بصورة جيدة والمهملة التسميد بصورة خاصة.


خطورة عثة ثمار التين

عثة ثمار التين
ما هي عوامل خطورة هذه الآفة؟

 

تنبع خطورة عثة ثمار التين من جملة من العوامل الهامة التي تجعل منها آفة تهدد إنتاج ومردود أشجار التين، وأهم العوامل عاملين:

  1. تتواجد اليرقات الحفارة ضمن الثمار فتمتص محتوياتها وتتلفها وتسبب تساقطها وتدني مستوى إنتاج الشجرة الكلي من التين.
  2. أيضًا فإن يرقات الجيل 1 تعد الأخطر على الإطلاق لأنها تتلف البراعم والثمار لذلك تصعب المكافحة إذا جرت بشكل متأخر في بستان التين.

العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لعثة ثمار التين مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين التين المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وعثات ضمن بساتين التين قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 4%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار التين وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 4% وتصل إلى 20% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي الثمار.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن العثة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين التين المصابة فهي ضارة؛ وتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بالبستان.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


عوامل تشجع الإصابة بالعثة

إن هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بعثة ثمار التين، وأهم العوامل خمسة:

  1. إن هذه العثة تضعف الأشجار ومناطق الإصابة وتؤدي إلى انجذاب آفات حفارة أهمها حفار ساق التين، وحفار التين الاستوائي، وغيرها.
  2. قد تنجذب آفات ماصة للعصارة النباتية
    مثل بسلا التين وحلم التين، والحشرات القشرية كالحشرة السوداء، والكأسية، ونمشة التين السوداء.
  3. كذلك، فإن تداخل الآفات في ما بينها ضمن بساتين التين سوية مع هذه العثة، يزيد الخطورة، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة بالوقاية قبل العلاج.
  4. كما أن وجود الأعشاب المحيطة حول بساتين التين وضمنها يشجع العذارى الساكنة (كعذارى حفار ساق التين، وعذارى فراشة التين) على التطور والتكاثر.
  5. بالإضافة لذلك فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة غير موجهة وغير مدروسة، خاصة تكرار المبيد المستعمل في كل موسم في بستان التين نفسه، يزيد مقاومة العثة للمبيد.

دورة حياة العثة

تتميز عثة ثمار التين بدورة حياة ممثلة بطور نشاط وطور سكون، وثلاثة أجيال.

طور نشاط الحشرة

إن العثة تقضي فصل الشتاء بطور نشط ممثل بالتغذية ضمن الثمار، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات التامة النضج النشطة الحافرة للثمار ضمن بساتين التين. مع بدايات شباط/ فبراير أو آذار/ مارس تبدأ اليرقات في التغذية بشراهة كبيرة منتقلة من ثمرة تين إلى أخرى فتسقط الثمار تباعًا وكذلك البراعم والحوامل. عادة يكتمل نمو ونضج اليرقات في منتصف آذار/ مارس، بعد ذلك، فإنها تغزل شرنقة خاصة حريرية بين القلف أو زوايا الشجرة وفي التربة وتتحول ضمنها إلى عذراء.

الجيل الأول للآفة

تظهر فراشات الجيل 1 في من الربيع من منتصف آذار/ مارس حتى منتصف نيسان/ أبريل في بساتين التين. بعد التزاوج تضع الأنثى البيض بحوالي 50 بيضة على البراعم الزهرية أو الثمار، ثم يفقس البيض بعد 1-2 أسبوع. عندما تخرج اليرقات من البيض فإنها تتغذى على البراعم ثم على ثمار التين حتى النضج التام، ثم تتحول إلى عذراء في نواة حريرية.

الجيل الثاني للحشرة

أما فراشات الجيل 2 فتظهر في منتصف الصيف في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو، ثم تضع الأنثى البيض من جديد بحوالي 50- 70 بيضة بعد التزاوج على الحوامل الثمرية أو على ثمار التين. تحفر اليرقات الخارجة من البيض ضمن الثمار، وتتجه إلى النواة وتأكلها بشراهة وتتغذى عليها فتتشوه وتسقط ثم تتلف. بعد ذلك، يكتمل نضج اليرقات فتترك الثمار حيث تتحول إلى عذراى بين أشجار التين أو ضمن التربة على عمق 5-6 سم.

الجيل الثالث لعثة ثمار التين

بينما فراشات الجيل 3 فتظهر مع الخريف في شهر تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر في بساتين التين. تتزاوج الفراشات الكاملة ثم تضع الأنثى بيضها بحوالي 60 بيضة على الثمار، ثم تتغذى اليرقات الخارجة من البيض بحفر الثمار خلال فصل الخريف وقد تمضيها كتشتية. تعيد العثة دورة الحياة من جديد وطور النشاط الشتوي ثم الصيفي الخريفي.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

عثة ثمار التين
كيف يراقب المزارع البستان المصاب؟

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بعثة ثمار التين بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع تين:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة التين بصورة دورية على دفعتين، بداية المراقبة في آذار/ مارس، ثم مراقبة ثانية في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، وثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة ثمار محصول التين بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثمار مقروضة تالفة وأزهار وبراعم وغيرها.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة التين المشكوك في إصابته بالعثة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول التين كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للعثة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في بساتين التين.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك


مكافحة عثة ثمار التين

من أجل مكافحة عثة ثمار التين يجب أن يتبع المزارع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من العثة

يخدم المزارع بساتين التين بصورة خاصة بتسميد معدني متوازن NPK بالآزوت خاصة، ولا يجب الاكتفاء بالسماد البلدي وحده. كما يتخلص المزارع بصورة نهائية من الأعشاب التي تتواجد حول بساتين التين، أو ضمنها، وهذا للقضاء على عذارى العثة وعذارى حفار ساق التين وذبابة الثمار. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع الرش الوقائي ضد الفطور والبكتريا وبقية الآفات الحشرية وغير الحشرية باستعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb، كما يمكن أن يقوم المزارع بتعليق مصائد زجاجية أو بلاستيكية أو فرمونية أو ضوئية على الأشجار لصيد فراشات الأنفاق وذباب الثمار.

مكافحة علاجية للعثة

عثة ثمار التين
كيفية علاج الآفة

 

ينصح بشكل قوي من أجل المكافحة العلاجية ضد العثة استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن بساتين التين. كما ينصح بعدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان، والفحوم الهيدروجينية أو المبيدات الباراثينوئيدية كالمبيد دلتا مثرين Delta methrin، حيث يستعمل المزارع المبيد ذو التأثير الجهازي باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار التين المصابة، أو المبيد أسيتا مبريد (Acetamiprid).

دورة استعمال المبيدات ضد العثة

في الموسم الأول المصاب للتين يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl، أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد جوزاثيون Azinphos mythel برش الثمار والحوامل البرعمية. مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو فوسفاميدون phosphamedon، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كرباريل في الموسم الرابع للتين، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8-9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان التين لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان Lindan و دلتا سايبرمثرين Delta- cypermethrin.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على عثة ثمار التين ومدى خطورتها على إنتاجية ومردود أشجار التين. كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة حياة العثة ضمن بساتين التين وحدد موعد المكافحة بدقة للعثة. لا بد أن يكون مربي أشجار وبساتين التين حريصًا عليها من الآفات الزراعية التي تقضي على إنتاجها من ضمنها الفراشات والحفارات والعث.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.