حفار فروع الجانرك (Janrk branch digger)؛ 6 أسباب لخطورته

Janrk branch digger

يعد حفار فروع الجانرك من الحشرات الحفارة الخطيرة على عمر أشجار الجانرك على المدى الطويل، ويضر بإنتاج الأشجار، فما طرق الوقاية منه والمكافحة، وما أفضل برنامج مبيدات له؟

 

يعتبر حفار فروع الجانرك (Janrk branch digger) من الحشرات القارضة الحفارة التي تصيب أشجار الجانرك اللوزية وتضر بها وتسحق عمر الشجرة مع الزمن وتؤدي إلى تقليل إنتاج الأشجار من الثمار وتدني مستوى الإنتاج الاقتصادي للمنتج الزراعي، كما تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى مناطق زراعة الجنارك، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار فروع الجانرك، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حفار فروع الجانرك عند الإصابة به؟


ما هو حفار فروع الجانرك؟

يعد حفار فروع الجانرك من الحشرات القارضة- الحفارة التي تضر بإنتاج المزارع وهي الحشرات الحفارة في طوريها (الدودة الصغيرة والخنفساء الكاملة معًا) وهي تصيب أشجار الجنارك اللوزية في شرق المتوسط خاصة (سورية، إيران، فلسطين، تركيا، قبرص، لبنان، الأردن، باكستان، أفغانستان)، كما تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة أشجار الجنارك المنتشرة حول العالم وخاصة قارة آسيا وبعض دول أمريكا وشمال أفريقيا والهند الصينية وبعض مناطق أوربا الشرقية.

بالإضافة لما ذكر تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطيرة في الحرارة العالية التي تتجاوز 35 مئوية عندما لا يعتنى بالري بصورة جيدة وعندما يكون هناك جفاف دون طلي فروع الأشجار بالكلس للوقاية من الحروق.


كيف هو شكل حفار فروع الجانرك؟

في ما يلي الوصف المفصل لشكل حفار فروع الجانرك في طوري الدودة والخنفساء:

الطور الكامل أو الخنفساء

قد لا يعلم البعض أن الطور الكامل هو خنفساء كاملة، وهي سوداء مخملية اللون طويلة بطول حوالي 8 سم وقد تصل إلى 9-12 سم.

كما يوجد على كل من حافتي جسم الحشرة الجانبيتين جزء كبير بلون خمري غامق ويكون متدرج ومتداخل في لون باقي جسم الحشرة. كذلك توجد قرون طويلة قد تصل إلى 2/3 من حجم الحشرة وهي مسننة تشبه المنشار.

ديدان هذا الحفار الصغيرة

بينما الديدان الصغيرة أو اليرقات فهي الطور الضار المباشر للحفار وهي ذات شكل أسطواني له حلقات كالمسبحة وعريضة سمينة مقوسة تشبه العلبة التي تكون مؤخرتها عريضة وأما المقدمة فنحيلة رفيعة، أما الصدر الأمامي فهو أبيض اللون وهو أعرض من باقي الجسم ينتهي برأس أصفر ليموني.

يبلغ طول اليرقة حوالي 6 سم تقريبًا عند اكتمال النمو والنضج التام وقد تصل إلى 8 سم وهذا يعني أنها أصغر من الخنفساء الكاملة أو الطور الكامل.

“اقرأ أيضًا: نمشة البندورة


الإصابة بحفار فروع الجانرك

أعراض الإصابة تأتي من كلا عمري الحشرة اليرقة الصغيرة والخنفساء الكبيرة، ولكن إن الطور الضار الأساسي للحفار هو الآفة بعمرها اليرقي الصغير وأما الخنفساء الكبيرة فهي حفارة ولكن ليس بضرر اليرقات لأن اليرقات أكثر عددًا وعددها يجعلها تضر بمساحة أكبر.

من جهة أخرى فإن الخنفساء الكاملة ضررها أقل لأن أعدادها قليلة بحكم أنها تتزاوج بأعداد قليلة حيث يوجد على الشجرة الواحدة ما بين 2-5 من الحشرات الكاملة وضررها الحقيقي هو أن الأنثى تضع البيض. أما اليرقات فيصل عددها لأكثر من 20 في الشجرة الواحدة.

حفار فروع الجانرك

 

تبدأ الأعراض بأن تهاجم الديدان الصغيرة من حفار فروع الجانرك، أغصان وفروع ومسقط تاج وسيقان أشجار الجنارك اللوزية خاصة غير الجافة واليابسة المعرضة لحروق الشمس.

ثم تحفر اليرقات في داخل الجذوع أو منطقة مسقط التاج من الأعلى للأسفل أنفاق مختلفة الأشكال (وهذا يصعب المكافحة بإدخال السلك لقتلها) فينجم عن ذلك ضعفها وجفافها وتقصفها فتنكسر متداعية من على أشجار الجنارك المصابة بها.

كما تتغذى اليرقات بالحفر داخل فروع الجنارك نفسها لفترة قد تزيد عن سنة متلفة مساحة كبيرة تتراوح بين 180 سم مكعب و 275 سم مكعب، ثم تصيب الأفرع ممثلة بالخشب واللحاء معًا مما يزيد الإصابة وأعراضها ويصعب العلاج.

يلاحظ الفلاح المراقب أن الإصابة تزداد وكذلك أعداد اليرقات عند مهاجمة بساتين كاملة من الجنارك وعند ارتفاع الحرارة فوق 35 مئوية وحدوث الجفاف في الصيف والإشعاع الشمسي المباشر فهو يعرض الأشجار للإصابة بحروق تسلخ جلد الفروع وهذه الحروق تجذب الحفار إلى الأماكن الضعيفة.

“اقرأ أيضًا: كابنودس جوز الطيب


عوامل خطورة الحفار

تأتي عوامل خطورة حفار فروع الجانرك من جملة من العوامل العديدة الخطيرة أهمها:

  1. الحشرة خطيرة لأنها ذات أجزاء فم قارضة حفارة وهي حفارة في كلا طوريها اليرقي والكامل (الديدان الصغيرة والخنافس) مما يضاعف الأعراض والإصابة.
  2. أيضًا هذا الحفار القوي يصيب الأفرع الأساسية وكذلك الثانوية والجذوع والسيقان معًا فهو بذلك يهدد عمر الشجرة على مدى زمني طويل ويضرب مواسم عديدة للجنارك.
  3. كما يمكن أن يعمر في شجرة الجنارك الواحدة لمدة تزيد سنة كاملة دون أن يتم ملاحظته من قبل الفلاح المراقب المبتدئ إلا عند رؤيته للنشارة الخشبية الحمراء التي تتجمع في مكان الإصابة والضرر.
  4. أيضًا هذه الحشرة تحفر في جذوع أشجار الجنارك الخارجة من سطح التربة نفسها وبالتالي فهي تهدد منطقة مسقط تاج الشجرة الذي تخرج منه الفروع الأساسية والفرعية وهو ركيزتها الأساسية التي تستند عليها بقية الأجزاء الهامة.
  5. كما أن هذه الحفارة تصيب الأجزاء الاقتصادية في أشجار الجنارك وينعكس هذا على الأوراق والثمار وبالتالي فهي تهدد الإنتاج الاقتصادي الغالي الذي زرع الفلاح لغايته شجرة الجنارك.
  6. كذلك فإن مكان الإصابة المليء بالأنفاق نفسه يضعف الشجرة التي تعرضت للحفار، خاصة عند وجود حروق وثقوب كبيرة ونشارة حمراء، وتنجذب إليه آفات أخرى خطيرة تصيب الجنارك كحفار ساق الجانرك والكابنودس Capnodis بأنواعه.

“اقرأ أيضًا: المن على التبغ


دورة حياة حفار فروع الجانرك

تمضي حشرة حفار فروع الجانرك فصل الشتاء البارد بطور الخنافس الكاملة التي تتواجد مختبئة في شقوق خاصة ضمن زوايا الأغصان وقشور القلف الغض وجوانب البراعم وحواف الأغصان القديمة والأفرع المتآكلة. كما يمكن للمزارع أو الفلاح العثور على الحشرات الكاملة والتقاطها في أوائل و منتصف الصيف عند درجات الحرارة العالية أو في بداية حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس أو حتى في بدايات شهر أيار/ مايو حيث يكون الجو مناسب لطيرانها.

تنشط الخنافس مع أوائل الصيف على حرارة 30- 32 مئوية وتبدأ بحفر الأنفاق في القلف في الفروع من الأعلى للأسفل منتجة نشارة حمراء خشبية تظهر بوضوح من ثقوب في فروع وأغصان أشجار الجنارك وهذه النشارة الخشبية حول مسقط تاج الشجرة فوق سطح التربة تؤكد الإصابة للفلاح المراقب.

بعد هذا، تنتقل الخنافس إلى منطقة الخشب الخارجية فتحفر فيها أيضًا مسافة تزيد عن 200- 250 سم مكعب، ثم تتزاوج الإناث والذكور حيث تضع الإناث البيض بحوالي 80 بيضة على امتداد ومحيط نفق التربية الذي تربى فيه صغارها من اليرقات. سرعان ما تتحول اليرقات إلى عذارى ثم خنافس كاملة بعد حوالي 30 يوم.

“اقرأ أيضًا: المن على الفاصولياء


مكافحة حفار فروع الجانرك

أفضل الوسائل والسبل من أجل مكافحة حفار فروع الجانرك أن تتبع أساليب وقائية استباقية، وأخرى علاجية.

علاج وقائي من الآفة

يتبع العلاج الوقائي من هذه الآفة من خلال اهتمام المزارع والمنتج الزراعي بأشجار الجنارك وبفصل زراعته عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى كالإجاص والتفاح والخوخ واللوز والمحلب والتوت والعنب.

 

حفار فروع الجانرك

كما يهتم الفلاح بصورة خاصة بإزالة الأعشاب المتراكمة والحشائش المحيطة والمتزاحمة الخانقة للأشجار في بستان الجنارك وإجراء عزيق لعمق 15- 18 سم، مع تكرار العزيق ثلاث مرات إلى أربعة.

بالإضافة لذلك، يهتم المزارع بري متوازن من خلال نتظيم عدد الريات وكمية المياه في كل رية على الخط الواحد المزروع بشجر الجنارك، كما يعتني الفلاح بتقليم جيد للشجرة وإزالة أي فروع لا فائدة منها خاصة المتزاحمة التي تمنع الهواء عن الشجرة، وطلاء الأفرع المعرضة للشمس بالكلس للوقاية من الحروق الناتجة عن أشعة الشمس.

علاج استئصالي من الحفار

أما العلاج الاستئصالي النهائي للآفة فيتم من خلال استخدام المبيد باراثيون مثيل Parathion metyhl بنسبة 2/3 بخلطه مع زيت زيتون لا يحتاجه المزارع قليل الجودة 1/3 ودهن أفرع الشجرة المحروقة والمصابة بالمزيج، أو المبيد أزنفوس مثيل أو Azinphos methyl بالرش على أشجار الجنارك من فروع وسيقان.

يستعمل المزارع أحد الزيوت الرديئة التي لا يحتاجها كزيت الزيتون القديم أو زيت الذرة ويخلطها بأحد المبيدين المذكورين سلفًا أو مع المبيد كرباريل Carbaryl الكربماتي، ثم يدهن الأماكن المصابة من أغصان وفروع بالمزيج بشكل جيد وموزع على كامل الفروع والجذع والسيقان الضعيفة المعرضة للجفاف و لحروق أشعة الشمس في شجرة الجنارك.

رغم كل ما ذكر، فإن المكافحة الكيميائية صعبة للغاية مع هذه الحفارة لأنها حشرة قوية الجسم لا تموت بسهولة سواء كيرقة أو كخنفساء كاملة ويفضل اتباع الري الغزير للتاج فهو أهم وسائل الوقاية والعلاج.

“اقرأ أيضًا: حفار فروع الكولا


برنامج المبيدات ضد الحفار

من الأساسي والمهم أن يتجنب المنتج الزراعي والفلاح تكوين الآفة لسلالات مقاومة من الحفار ضمن بساتين الجنارك، حيث تتبع حلقة مبيدات خاصة بالتوازن مع ري غزير لمسقط تاج الشجرة بالقرب من سطح التربة غايته قتل البيوض (الجذع الخارج من سطح التربة مباشرة)، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl الفسفوري بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار الجنارك المصابة بالخنافس الكاملة والديدان الصغيرة.

أما في الموسم التالي لإصابة أشجار الجنارك يستعمل المبيد كرباريل Carbaryl الكربماتي+ زيت زيتون أو ذرة رديء، بالرش على أشجار الجنارك المصابة بالحشرة الكاملة والديدان الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان والجذع وبعد ذلك ري غزير لمسقط تاج الشجرة حول سطح التربة.

في الموسم الثالث المبيد مالاثيون Malathion الفسفوري+ زيت ذرة أو زيتون رديء بالرش على أشجار الجنارك مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والضعيفة والجافة مع بدايات شهر أيار/ مايو ورشة أخرى في منتصف حزيران/ يونيو مع ري غزير حول الجذع أو التاج، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 سنوات.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حفار فروع الجانرك ومدى خطورته على بساتين الجانرك اللوزية. كما يكون الفلاح والمزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة الممكنة وكذلك العلاج الدقيق والإدارة المتكاملة لبستان الجنارك المصاب وحلقة المبيدات الأفضل. لا شك بأن مربي البساتين والأشجار المثمرة يجب أن يكون حريصًا على خلو البستان من الآفات الحفارة التي تهدد حياة الشجرة وعمرها ونتاجها المهم والنفيس، كما أن الجنارك مفيد غني بالفيتامينات المتنوعة ويجب الحفاظ على إنتاج المزارع الغالي من ثماره الشهية الحامضة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.