هوبلوكامبا التفاح (Hoplocampa apple)؛ أهم 3 حالات تحدد العتبة الاقتصادية له في البستان
Hoplocampa apple
يعد هوبلوكامبا التفاح من الحشرات الخطيرة والضارة على إنتاج ومردود وزراعة التفاح إلى حد ما، فكيف يتعامل المزارع أو المنتج الزراعي معه عند الضرورة؟
يعتبر هوبلوكامبا التفاح (Hoplocampa apple) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار التفاح، وقد يؤدي إلى خسائر كبيرة في إنتاج الأشجار الكلي، كما قد يشجع آفات أخرى لكي تصيب الأشجار، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بهوبلوكامبا التفاح، وكيف يمكن مكافحة هوبلوكامبا التفاح؟
حشرة هوبلوكامبا التفاح
إن هوبلوكامبا التفاح تعد واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار التفاح، حيث تؤدي هذه الآفة إلى خسائر كبيرة في إنتاجية الأشجار المثمرة، وتنتشر في مناطق زراعة التفاح في العالم حيث توجد هذه الآفة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا، وآسيا، ودول شرق المتوسط.
الوصف العام للحشرة
إن حشرة هوبلوكامبا التفاح تشبه مثيلاتها من الدبابير كالدبور الأحمر وصندل اللوز مثلاً، وفي ما يلي الوصف:
الحشرة الكاملة
إن الحشرة الكاملة هي دبور صغير بحجم حوالي 4-5 مم فقط، وتكون الأجنحة غشائية وعروقها صفراء اللون. كما يقع على الزوج الأمامي منها بقعة سوداء تشبه في شكلها كلية جسم الإنسان، أما البطن فهو بلون أسود من الأعلى وأصفر برتقالي من الأسفل.
يرقات هوبلوكامبا التفاح
بينما اليرقات فهي بطول حوالي 8-9 مم عند اكتمال النمو والنضج، ذات لون أبيض مصفر. كما أن اليرقة عديدة الأرجل، حيث تمتلك سبع أزواج من الأرجل الكاذبة، ورأس اليرقة بني أسود غامق اللون.
“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك“
الإصابة بهوبلوكامبا التفاح
تتجلى أعراض الإصابة بهوبلوكامبا التفاح من خلال سلوك الحفر عند اليرقات التي تتغذى. إن الآفة لا تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية كحشرات البق والمن، بل تسلك سلوك الحفارات وصانعات الأنفاق مثل ديدان الثمار. تهاجم اليرقات، التي تعتبر الطور الضار للآفة، عددًا من الثمار الصغيرة للتفاح، ثم تحفر فيها مسببة إتلافها. كما تسقط الثمار التالفة تباعًا انطلاقًا من شهر نيسان/ أبريل. قد تكون الخسائر كبيرة في حال لم تكافح الآفة بصورة جيدة، وقد تصل نسبة الخسارة إلى 75- 80% من إنتاج ثمار التفاح.
خطورة هوبلوكامبا التفاح
تنبع خطورة هوبلوكامبا التفاح من أن الحشرة تضعف الشجرة في مكان الإصابة. نتيجة لذلك، تنجذب آفات أخرى إلى الأشجار، من أمثال عثة التفاح، والدبور الأحمر الشرقي، وحفارات القلف كخنفساء قلف التفاح. مع تداخل الآفات الزراعية قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات ضمن بستان التفاح لوقايته من الهبلوكامبا وغيره من الآفات على السواء. كما أن الإصابة من الممكن أن تنتشر إلى بساتين مجاورة، وتتكاثر بقوة، مما يفاقم الخطورة في أماكن زراعة التفاح.
العتبة الاقتصادية للحشرة
إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لهوبلوكامبا التفاح الحد الحرج أو مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين التفاح المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:
- الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات ودبابير كاملة ضمن بساتين التفاح قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 3-4%.
- أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار التفاح وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 4% وتصل إلى 20- 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي الثمار.
- بينما الحالة الثالثة فتعني أن الدبابير وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، وينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين التفاح المصابة وهي مبيدات منصوحة فقط؛ ولكن توجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، أو توجيهات لعناية المزارع بالبستان.
“اقرأ أيضًا: خنفساء الفول“
دورة حياة الآفة
تشبه دورة حياة هوبلوكامبا التفاح دورة حياة الفراشات الربيعية كدودة ثمار التفاح مثلاً، ولكن الفرق الواضح هو عدد الأجيال، وفي ما يلي دورة الحياة:
طور سبات الحشرة
إن طور السبات هو طور صيفي- شتوي، حيث تقضي الآفة طور سباتها في صورة يرقة، أو عذراء، مختفية في شرانق حريرية من مفرزات خاصة. قد تكون أيضًا متواجدة في التربة في أنوية طينية محمية أمينة، وتجهز العذراء نفسها خلال هذه المدة الطويلة لكي تتحول إلى حشرات كاملة أو هوبلوكامبا كامل.
طور نشاط الهوبلوكامبا
أما طور النشاط عند الآفة فهو فصل الربيع، حيث تظهر الهوبلوكامبات أو الحشرات الكاملة مع أوائل نيسان/ أبريل أثناء إزهار أشجار التفاح. بعد ذلك، تتغذى على رحيق الأزهار والندوة العسلية لأزهار التفاح، ثم تتزاوج. بعد التزاوج تضع الأنثى حوالي 35- 40 بيضة بصورة إفرادية ضمن أنسجة الثمار الصغيرة جدًا (المبيض)، ويتم ذلك عادة بآلة وضع البيض الخاصة. يفقس البيض بعد حوالي الأسبوع أو الأسبوعين، ثم تخرج اليرقات، فتشرع اليرقات في حفرها أنفاقًا في ثمار التفاح.
سلوك يرقات الدبور
تبدأ اليرقات عملية الحفر والتغذية فتتلف الثمار منتقلة من ثمرة تفاح إلى أخرى، وقد تستهلك اليرقة الواحدة حوالي 3-4 ثمار. بعد ذلك، تغادر اليرقة الثمرة تاركة ثقب خروج ثم تسقط نفسها إلى التربة لكي تتعذر ضمن أنوية طينية على عمق 5-6 سم، ويمكن أيضًا أن تنسج شرنقة حريرية على الشجرة نفسها.
متابعة تطور الحشرة
مع حلول الربيع القادم، تتحول اليرقة إلى عذراء، ثم إلى هوبلوكامبا كامل، وتغادر أنويتها أو شرانقها الحريرية لتبحث الذكور عن الإناث وتتزاوج من جديد.
أجيال هوبلوكامبا التفاح
للهوبلوكامبا جيل واحد في السنة، ويعود السبب في ذلك لأن الظروف البيئية السائدة لا تسمح للحشرة بتكوين أجيال أخرى، ودورة الحياة الطويلة للآفة.
مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بهوبلوكامبا التفاح بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع تفاح:
- مراقبة بساتين وأماكن زراعة التفاح بصورة دورية مع بدايات إزهار التفاح في نيسان/ أبريل.
- مراقبة ثمار التفاح بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثمار مقروضة تالفة وأزهار وبراعم وغيرها.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة التفاح المشكوك في إصابته بالدبور.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان التين كاستعمال مبيدات ضد الهبلوكامبا دون استشارة، أو مبيدات ضارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في بساتين التفاح.
“اقرأ أيضًا: حفار جذور المشمش“
مكافحة هوبلوكامبا التفاح
من أجل مكافحة هوبلوكامبا التفاح تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية من الحشرة
تتم المكافحة الوقائية من خلال الاعتناء بالحالة العامة لأشجار التفاح، حيث يقلم المزارع الأشجار بصورة سنوية ويراعي أن يزيل الأفرع المتشابكة والمزاحمة. كما يسعى المزارع لعدم وجود أي أفرع قريبة من سطح التربة من شجرة التفاح المصابة بالهوبلوكامبا. أيضًا، يجب على المزارع حرق ثمار التفاح المصابة بالدبور وإبعادها. كما يجب على المزارع أن يعتني بري الأشجار بصورة سليمة ومتوازنة ويكرر الري لأشجار التفاح 4 مرات على الأقل حتى حدوث العقد بالتوازن مع التسميد الآزوتي والبوتاسي والفسفوري.
مكافحة علاجية للهبلوكامبا
تتم المكافحة العلاجية بمجرد حدوث الضرر الذي يستدعي استخدام المبيد في بساتين التفاح المصابة بالدبور. غالبًا ما يتم استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية وليس مبيدات الفحوم الهيدروجينية لأنها ضارة، حيث يستعمل المبيد ديميتيون إس ميتيل Dimeton-s- methyl برش ثمار التفاح المصابة. كما يمكن أن يستعمل المزارع المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl القوي والجيد في التعامل مع هذه الحشرة، ويمكن أن يستخدم أيضًا المبيد فوسفاميدون phosphamedon برش ثمار التفاح المتضررة من الهبلوكامبا. من جهة أخرى، يراعى عند وجود النحل استخدام مواد غير سامة كمستخلص نبات القاصيا Quassia (مستخلص نباتي) وهذا لكي لا يتضرر نحل التلقيح في بساتين التفاح وغيرها.
دورة استعمال المبيدات ضد الدبور
في الموسم الأول المصاب للتفاح يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl، أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد جوزاثيون Azinphos mythel برش الثمار والحوامل الزهرية لأشجار التفاح المصابة بالدبور. مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو فوسفاميدون phosphamedon، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كرباريل في الموسم الرابع للتفاح المصاب بالهوبلوكامبا، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8-9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان التفاح لمنع تكوين الهوبلوكامبا سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان Lindan و دلتا سايبرمثرين Delta- cypermethrin.
إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة
إن المقصود بالإدارة المتكاملة لهوبلوكامبا التفاح، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يقوم المزارع بتعقيم التربة بالطاقة الشمسية، كما يمكن أن يعقم التربة من خلال تقليبها بمسحوق المبيد إندوسلفان (Endosulfan) للقضاء على آفات الهبلوكامبا الساكنة وغيرها. كما ينشر المزارع مصائد بلاستيكية وزجاجية لكي يكافح الآفات الأخرى التي تضعف النباتات كحافرات الأنفاق والنطاطات ودودة ثمار التفاح ودودة براعم التفاح وغيرها. كما يراعي المزارع قدر الإمكان استعمال مبيدات بصورة متوازنة، وعادة ما يتم استعمال المبيد فقط عند الضرورة تجنبًا لأي أضرار محتملة. بالإضافة لما تقدم، يجب على المزارع الاهتمام بإزالة الأعشاب المحيطة بالحقل أو بستان التفاح مع إجراء عزيق أول لعمق 5-6 سم ثم عزيق ثاني 12 سم فعزيق ثالث لنفس العمق.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة هوبلوكامبا التفاح الضارة بأشجار التفاح المثمرة. كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة والإدارة في بستان التفاح المصاب بالهبلوكامبا، حيث أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على سلامة أشجاره المثمرة المباركة من أي آفات تعرضها للخطر.
التعليقات مغلقة.