حفار جذور المشمش؛ 8 أسباب تجعله آفة خطيرة على الأشجار

Apricot root digger

يعد حفار جذور المشمش من الحشرات الخطيرة على زراعة المشمش وإنتاجه وعمر الشجرة، فما هو هذا الحفار وكيف يتعامل معه المزارع بالمكافحة وما برنامج إدارته؟

تعتبر حشرة حفار جذور المشمش (Apricot root digger) من أخطر الآفات الزراعية على الإطلاق على أشجار المشمش، فهي تقلل عمر الشجرة وقد تقضي عليها بالكامل ما لم تتم المكافحة، فما هي خطورة حفار جذور المشمش، وما هي طرق مكافحة حفار جذور المشمش التي يجب على المزارع تطبيقها حال الإصابة؟


حشرة حفار جذور المشمش

إن حفار جذور المشمش من أهم الآفات الزراعية التي تصيب أشجار المشمش اللوزية. تصيب المشمش، وتنتشر هذه الآفة في كل مناطق زراعة المشمش من حول العالم في اليابان والصين والهند وأفغانستان وباكستان وكردستان والعراق وسورية وغيرها. كما تعتبر هذه الآفة من الآفات الشرهة جدًا لجذور وسيقان وأفرع المشمش. يمكن أن تتواجد هذه الآفة في أسيا الشرقية خاصة، وأوروبا الشرقية، وأفريقيا الشمالية، وتكثر في دول المتوسط حيث المناخ المتوسطي النموذجي الملائم لتكاثرها وتطورها.


ما هو حفار جذور المشمش؟

إن حفار جذور المشمش هو خنفساء في طورها الكامل، ويرقة في طورها غير الكامل. تنتمي هذه الخنفساء إلى فصيلة Bupresidae وجنس الكابنودس Capnodis sp ولها نوعان يصيبان أشجار المشمش:

النوع Capnodis tenebrioinus digger

وصف النوع

يكون الذكر من هذا الحفار أصغر حجمًا من الأنثى، الخنفساء الكاملة بلون أسود يطغى على أغلب الجسم، مع وجود بقع فضية أو بيضاء موزعة بانتظام على زوج الغمدين. على الصدر الأمامي توجد ثلاث بقع سوداء عند القاعدة وبقعة سوداء من الأمام وعلى جانبيها بقعتين سوداوتين.

دورة حياة هذا النوع

تظهر الحشرات الكاملة من حفار جذور المشمش هذا في النصف الثاني من أيار/ مايو. بعد ذلك، تستمر في الظهور لعدة أشهر لتبلغ ذروة أعدادها صيفًا في تموز/ يوليو. هذا الحفار يفضل الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة، والحشرة الكاملة تتغذى على القلف وقشور الأغصان الغضة والأوراق الفتية والبراعم النامية قبل التزاوج. تتزاوج في تموز/ يوليو ثم تضع الأنثى البيض بما يصل إلى 3200 بيضة حسب الظروف ونوع الشجرة، ثم يموت عدد كبير من البيض. من جهة أخرى، تفقس الكثير من البيوض لتعطي اليرقات الضارة التي تبدأ بحفر جذور وساق شجرة المشمش محدثة ضررها المدمر. تتحول اليرقات لعذارى قبل أيار/ مايو، ثم بعد شهر تخرج الحشرة الكاملة الخنفساء من جديد، معيدةً دورة حياتها.

اقرأ أيضا عن: عثة الكرز – Cherry moth

النوع Capnodis carponaria digger

وصف النوع

إن شكل هذا الحفار لا يختلف كثيرًا عن شكل النوع السابق المذكور. الاختلاف الوحيد هو وجود البقعة القلبية في الجانب الرأسي للصدر عند الرأس، حيث تكون البقعة القلبية مثلثية مقلوبة الشكل، وقد تكون غير واضحة أحيانًا مما يصعب التمييز بين هذه الحفارة وبين الحفارة الأخرى Capnodis tenebroinus. تمتد البقعة أيضًا حتى نهاية الحافة الخلفية للصدر الأمامي، كما توجد أربع بقع سوداء صغيرة على ترجة الصدر، اثنتان من كل جانب. أيضًا فإن طول الحشرة لا يتجاوز بضعة مليمترات 28- 30- 32 مم.

دورة حياة النوع

إن دورة حياة هذا النوع هي ذاتها دورة حياة النوع السابق، ولكن الفرق هو أن وضع البيض يتم في شهر آب/ أغسطس بالقرب من جذوع أشجار المشمش. كما أن هذا النوع يفضل الجذور بصورة خاصة عن السيقان والأفرع ويسمى حفار الجذور.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحفار جذور المشمش بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع مشمش:

  • مراقبة بساتين المشمش بصورة دورية مع بداية الربيع على دفعات خاصة في الربيع والصيف، الأولى في أيار/ مايو ثم بقية المراقبة تكون في أشهر الصيف خاصة آب/ أغسطس وتموز/ يوليو.
  • مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في أشجار المشمش بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة باليرقات الحفارة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان المشمش والحقل المشكوك في أمره بأنه مصاب بالحفار.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المشمش كاستعمال مبيدات ضد الحفار واليرقات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

الإصابة بحفار جذور المشمش

حفار جذور المشمش
مظاهر الإصابة بالحشرة

 

إن ضرر حفار جذور المشمش المهول والمرعب لا يأتي من الحشرة الكاملة إلا حين تضع البيض. الضرر الحقيقي يأتي من اليرقات الحفارة والشرهة أو الطور غير الكامل، حيث تبلغ يرقات الحفارة 8 سم طولاً عندما يكتمل نموها وهي يرقات قوية وجبارة. أحيانًا يزيد طول اليرقة عن ذلك، كما يمكن لهذه اليرقات أن تعيش حتى 17 شهرًا في جذور وفروع وسوق شجرة المشمش دون أن يتمكن المزارع المبتدئ من معرفة وجودها، وهنا تكمن خطورة هذه الحفارة القاتلة. يبدأ الضرر حين تحفر اليرقات في جذور شجرة المشمش، ثم تشرع في الحفر في السيقان بعد ذلك في منقطة اللحاء فالخشب. تتركز الإصابة عند منطقة مسقط تاج الشجرة، وتحفر اليرقة أنفاقًا في مكان الحفر من الأعلى للأسفل. كما يزيد طول الأنفاق أحيانًا عن نصف المتر الواحد، ويمكن أن تتواجد في الشجرة الواحدة أكثر من 15 يرقة.


خطورة حفار جذور المشمش

إن مستوى خطورة حفار جذور المشمش مرتفع جدًا، وهي تعتبر أخطر آفة – على الإطلاق- على أشجار المشمش لثمانية أسباب أساسية:

  1. قوة الخنافس الكاملة واليرقات معًا وصعوبة القضاء عليها باليد.
  2. إن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة المشمش بالكامل، لأنها حفارة جذور قوية وتنسف جذع الشجرة من جذوره.
  3. تستهدف هذه الآفة مسقط تاج الشجرة؛ فهو عماد شجرة المشمش وركيزتها الأساسية.
  4. نتيجة استهداف الآفة لجذور المشمش، فإن الأشجار لا تصل إليها كميات غذائية وكافية ويصل ضعف الأشجار في بعض البساتين إلى 90- 100%.
  5. يمكن لليرقات إذا لم يتم كشفها أو معرفة وجودها أن تستمر لما يزيد عن 17 شهرًا مختئبة في أماكنها في اللحاء والخشب في الأماكن المتضررة.
  6. كما أن وجود أعداد اليرقات بشكل غزير (بسبب ارتفاع عدد البيض الذي يمكن أن يفقس) فوق 20 يرقة يؤدي إلى تقصف الأغصان وسقوطها بفعل الرياح، وتقصف الجذع.
  7. أيضًا فإن اليرقات نفسها قوية جدًا، وتتحمل أنواع كثيرة من المبيدات الفوسفورية القوية، ولا يمكن قتلها بسلك معدني نهائيًا.
  8. بالإضافة لذلك، فإن مكان الحفر يضعف الجذع والأغصان ويعرضها للإصابة بحشرات أخرى أهما خنفساء قلف اللوزيات الحفارة، وحفار ساق التفاح، وأنواع مختلفة من الحشرات القشرية.

مكافحة حفار جذور المشمش

تتم مكافحة حفار جذور المشمش من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية:

مكافحة وقائية من الحفار

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجاره المثمرة من المشمش مع تكرار الري في أثناء الجفاف. يجب على المزارع تكرار الري على الأقل ثلاث مرات على الأقل بعد الرية الأولى، وعدم التطويف قدر الإمكان حول مسقط تاج الشجرة لتجنب التصمغ. كما يجب على المزارع طلاء الأشجار بمادة كلسية في الصيف أو أثناء الحرارة المرتفعة خاصة في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس لتجنب الحروق على الأشجار، أو تغطية أماكن التقليم بأكياس سوداء لمقاومة هذه الآفة وجروح الشمس أثناء الصيف الحار.

مكافحة علاجية من الحفار

يتم اللجوء للمكافحة العلاجية بمجرد حدوث الإصابة بحشرة واحدة من حفارة الجذور، وعند وجود عدد كبير من اليرقات. يمكن استعمال المبيدات الفوسفو- عضوية جهازية التأثير القوية المتخصصة فهي الأفضل، حيث ينصح باستعمال المبيد فوسفاميدون Phosphamedon (ديمكرون) ويتم ذلك بالتعفير حول مسقط تاج الشجرة (الجذع) والرش جيدًا فوق الساق. كما يمكن أيضًا نثر حبيبات المبيد ديزينون Diazinon في التربة ولكنه غير منصوح به لأضراره على البيئة، ويفضل التعقيم بالفابام. أيضًا يمكن استخدام المبيد براثيون مثيل Parathion methyel (ميتا سيستكوس) برش جذوع وسيقان أشجار المشمش.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحفار

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين المشمش، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على فروع وجذوع وأغصان أشجار المشمش. أما في الموسم التالي لإصابة المشمش فيستعمل المبيد إثيون ethion بالرش على الأماكن المصابة بالحفار مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار المشمش من فروع وأغصان وأجزاء قديمة منخورة ومصابة خاصة في شهر آب/ أغسطس ومرة في شهر تموز/ يوليو، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد هذه الحفارات.


إجراءات الإدارة المتكاملة للحفار

حفار جذور المشمش
برنامج إدارة الحشرة في بساتين المشمش

 

إن الإدارة المتكاملة لحفار جذور المشمش تتم من خلال جملة من الخطوات العنائية والزراعية والميكانيكية والكيميائية:

  • يقوم المزارع بإزالة الأعشاب من حول بستان المشمش المصاب تمامًا، مع عزيق سطحي 12- 15 سم ويكرر العزيق 3 مرات.
  • ثم يقوم المزارع بتقليم أشجار المشمش المصابة بالحفار بإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة تمامًا، مع الإبقاء على الدوابر الثمرية التي تعتبر وحدة إثمار المشمش الرئيسية.
  • كما يهتم المزارع بالتخلص من الأفرع القريبة من سطح التربة من شجرة المشمش في حال تواجدها لأنها تساعد اليرقات الحفارة في التسلق.
  • كذلك يستعمل المزارع أسمدة بلدية متخمرة لمدة 8- 15 شهرًا قبل أن ينثرها على جوانب بستان المشمش وحول جذوع الأشجار.
  • ثم يقوم المزارع بعد هذه الإجراءات بالمراقبة الدورية لأشجار المشمش، وخاصة مراقبة الجذوع ومسقط الشجرة، وفي حال وجود نشارة خشبية وثقوب هذا يدل على الإصابة، فيسجل المزارع أي ملاحظات.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على جمع أي نواتج مصابة (جذوع، أفرع، أغصان) وحرقها بعيدًا عن بستان المشمش المصاب بالحفار واليرقات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حفار جذور المشمش ومدى خطورته على الأشجار المثمرة. كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية الزراعية قبل المكافحة العلاجية وحلقة المبيدات وكيفية المراقبة. لا بد أن المزارع الحريص على أشجار المشمش يجب أن يهتم بحمايتها من الآفات الخطيرة وخاصة هذه الحفارة التي يمكن أن تهدد حياة الشجرة بالكامل وتقضي عليها وتسحقها.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

اترك رد