خنفساء الفول؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة بها في حقول البقول

Bean beetle

تعد خنفساء الفول من الحشرات الضارة بمحصول الفول وإنتاج المزارع ومردوده، فكيف يتعامل معها عند إصابة الحقل وما برنامج الإدارة وحلقة المبيدات المستعملة؟

تعتبر خنفساء الفول (Bean beetle) واحدة من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب الفول من المحاصيل البقولية وتسبب للمزارع ضررًا كبيرًا في الإنتاج وتدني المردود الزراعي الكلي، فكيف يمكن للمزارع معرفة الإصابة بخنفساء الفول، وما هي سبل مكافحة خنفساء الفول؟


نبذة عن خنفساء الفول

إن خنفساء الفول هي واحدة من أهم الآفات الزراعية على محصول الفول. تسبب هذه الآفة ضررًا كبيرًا لإنتاج المزارعين الذين يزرعون الفول، كذلك فقد عرفت بشراهتها في التهام بذور وثمار محصول الفول وقرضها وإتلافها. تم رصد هذه الحشرة وهي تؤدي لأضرار هائلة في كثير من الحقول حيث وصلت نسبة الضرر إلى 50-60% من العتبة الاقتصادية، أيضًا، قد يصل الضرر مع تفاقم الإصابة إلى 80%.


الإصابة بخنفساء الفول

خنفساء الفول
مظاهر الإصابة بالحشرة

 

إن الضرر الحقيقي من خنفساء الفول يأتي من اليرقات وليس الخنافس الكاملة. تحفر اليرقات في البذور والثمار في الفول، فتتغذى على المحتويات النشوية والبروتينية والكربوهيدرات والمادة الجافة. كما أن الحشرة تستطيع الانتقال من الحقول المزروعة إلى المخازن، لذلك فهي تعتبر من أهم حشرات المخازن. بالإضافة لذلك، فإن البذور والثمار الناتجة عن الإصابة تكون ضعيفة المحتوى من المادة الغذائية بنسبة تصل إلى 40%، وتتدنى قيمتها التسويقية، ونتيجة لذلك تصبح غير قابلة للتسويق أو للاستهلاك. تتشابه مظاهر الإصابة بهذالحشرة مع مظاهر الإصابة بحشرات السوس والحفر وغيرها من الخنافس التي تصيب الحبوب.


خطورة خنفساء الفول

لا شك بأن خنفساء الفول حشرة خطيرة ما لم تتم مكافحتها، وفي ما يلي أسباب خطورتها:

خنفساء الفول تضعف الحقل المزروع

تنبع خطورة هذه الحشرة، من أنها تعرض الحقل والمحاصيل للضعف الشديد، سواء البقولية أو الباذنجانية أو غيرها، وهي بذلك تجذب آفات أخرى إلى الحقول من أبرزها حافرة أنفاق البندورة والديدان والحالوش ودودة اللوز الأمريكية وغيرها. نتيجة لما تقدم، تتفاقم الإصابة في الحقل، ومع تداخل الآفات الزراعية الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن حقول الفول لوقايتها من الخنفساء وغيرها من آفات.

اقرأ أيضا: ما هي عثة الكرز

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للخنفساء عند الخطورة؟

في حقيقة الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة لخنفساء الفول إلا حين يتجاوز الضرر العتبة الاقتصادية. أي تطبق المكافحة المتكاملة حين يكون مستوى تعداد الآفة من يرقات وخنافس قد وصل إلى الحد الحرج الذي يستدعي معه التطبيق والمعاملة. والمقصود بالمكافحة المتكاملة أنها جملة إجراءات وقائية قبل أن تكون علاجية، وقد يضطر المزارع أحيانًا لاستخدام إجراءات استئصالية، كحرق الأجزاء المصابة بالخنفساء وغيرها من آفات، خاصة الثمار والبذور، مع تطبيق جملة من الإجراءات الزراعية كالعناية بالحقل، والتسميد، والري، والعزيق.


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لخنفساء الفول مدى وجود داع لاستعمال المبيد الاستئصالي في حقول الفول المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد من تطبيقها في حقل الفول الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه السوسة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري على نباتات الفول قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%، وعدد الخنافس قليل جدًا.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد الخنافس واليرقات إلى مرحلة مهددة لإنتاجية نباتات الفول وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة من ثمار وقرون.
  • بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب المكافحة بقوة، مع تطبيق دورة زراعة بالتناوب مع زراعة الفصيلة القرعية والبقولية. كما أن توجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية الزراعية، أو توجيهات لعناية المزارع بحقل الفول.

وصف الآفة

تشبه خنفساء الفول كثير من أنواع الخنافس التي تنتشر في الحقول، سواءً كسوسة البازلاء والرز وغيرها.

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة متطاولة الجسم تشبه إلى حد ما البطيخ أو الجبس، حيث يبلغ طول الجسم حوالي 3-4 مم، ولونه أسود مخضر أو أسمر بني، كما أنه يغطى بزغب أبيض أو أصفر. أما الصدر فهو ضيق عند الحافة الخلفية، وهناك على الغمدين بقع بيضاء رمادية، كما أن هناك على الفخذ في الأرجل الخلفية 3 أشواك إحداها أطول من الباقيتين.

يرقات خنفساء الفول

أما يرقات الحشرة فهي صغيرة الحجم ذات لون أصفر أو أبيض مزرق أو أخضر مبيض ويختلف اللون والحجم حسب عمر اليرقة.


عوامل تشجع الإصابة بالخنفساء

إن هناك عوامل تشجع إصابة الحقل بخنفساء الفول، ومن أهم هذه العوامل خمسة:

  1. المزارع لا يعزل زراعة الفول عن غيرها من الزراعات في حقول البقوليات.
  2. عدم التخلص من الأعشاب المحيطة بحقل الفول، والتي تعتبر بؤرة لانتشار الآفات المختلفة وإصابة النباتات بها وخاصة هذه الخنفساء.
  3. كما أن استخدام المبيدات الحشرية بصورة غير موجهة، وغير مدروسة، يؤدي لانتشار الآفات في حقول الفول ويكون له فعل عكسي.
  4. أيضًا، فإن عدم العناية بالحقل من تسميد متوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس، من شأنه أن يضعف نباتات الفول ويضعف مناعتها تجاه الآفات.
  5. بالإضافة لما سبق، فإن عدم الري، أو اتباع طريقة سيئة في ري نباتات الفول، هما عاملان يشجعان الإصابة أيضًا.

دورة حياة الحشرة

تبدأ دورة حياة خنفساء الفول بأن تضع الخنفساء الأنثى بيضها على قرون الفول الخضراء أو غيرها من البقوليات في الحقل. أما في المخزن فإن الخنفساء تضع البيض على البذور الجافة للفول. بعد ذلك، فإن اليرقات الخارجة من البيض تتغذى على محتويات البذور حتى يكتمل نموها ثم تتعذر تحت قشرة البذرة، ثم تخرج الخنافس الكاملة. قد توجد عدة خنافس في الثمرة أو البذرة الواحدة، كما تتكاثر الخنفساء وتعطي عدة أجيال في السنة قد تصل إلى 4-6 أجيال في حال توافرت لها الظروف البيئية المناسبة. يستغرق الجيل 40- 60 يومًا في حقول الفول والمخازن.

اقرأ عن: حفار جذور المشمش


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بخنفساء الفول بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فول:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الفول بصورة دورية على دفعات وعلى مدار السنة، حيث تتم المراقبة كل شهرين مرة ابتداء من زراعة الفول.
  • مراقبة الأوراق والثمار والبذور في محصول الفول بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثمار تالفة أو قرون أو بذور.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الفول المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بالخنفساء.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الفول كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للخنفساء، وغيرها.

مكافحة خنفساء الفول

خنفساء الفول
مكافحة هذه الحشرة عندما تصيب الفول

 

من المبيدات المستعملة في مكافحة خنفساء الفول المبيد Carbaryl، كما أن المبيد بريميثرين Premethrin يعطي نتائج جيدة. رغم ذلك، لا ينصح باللجوء إلى المكافحة بالمبيدات إلا حين يتوقع المزارع حدوث الضرر، أو حين يرى الضرر الحقيقي بأم عينيه، وهذا لأن الاستعمال الجائر للمبيدات يؤثر سلبًا في النباتات والزراعة الحقلية والأعداء الحيوية. كما يمكن للمزارع استعمال مبيدات ذات طبيعة كيميائية فوسفورية، من أمثال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl لأنها أقل ضررًا على البيئة والزراعة، حيث يرش المبيد على قرون الفول. كما ينصح بتعقيم الحبوب المصابة من الفول في المخزن بصورة مبكرة، حيث يتم التعقيم بعد التعبئة مباشرة، والتعقيم أهم خطوة لمكافحة الحشرة في المخزن.


حلقة استعمال المبيدات مع الخنفساء

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقول الفول، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl. أما في الموسم التالي لإصابة الفول بالسوسة فيستعمل المبيد أزينفوس ميثيل Azinphos methyl بالرش على قرون الفول الخضراء والأوراق. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل (Carbaryl) بالرش على نباتات الفول، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على خنفساء الفول الضارة بالمحاصيل المزروعة، والتي تسبب ضررًا قد يكون هائلاً في حال لم تتبع المكافحة في الحقل المصاب. كذلك فإننا نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة وكيفية المراقبة، التي لا بد أن يعرف عنها المزارع شيئًا لكي يحدد موعد المكافحة بدقة. بالإضافة لذلك، فإننا نكون أدركنا خطورة الآفة وسبل مكافحتها في حقول الفول المصابة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.