تدرن أشجار الزعرور (Hawthorn tree crown gall)؛ أهم 10 أسباب له

Hawthorn tree crown gall

يعد تدرن أشجار الزعرور من الآفات الخطيرة على إنتاج وصحة ومردود أشجار الزعرور، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة والإدارة المتبع معه؟

يعتبر تدرن أشجار الزعرور (Hawthorn tree crown gall) من أهم أمراض أشجار الزعرور البري والمزروع التي تؤدي إلى نقص في إنتاج الشجرة ومردود المزارع، وكذلك فإن هذا المرض يؤثر على بستان الزعرور بشكل عام ويجذب الآفات الأخرى من حشرات وعناكب وفطور وبكتريا ضارة، فما هي دلالات أو علامات الإصابة بتدرن أشجار الزعرور التي تظهر على الأشجار المصابة، وما هي سبل مكافحة تدرن أشجار الزعرور؟


مرض تدرن أشجار الزعرور

إن تدرن أشجار الزعرور هو واحد من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتريا Agrobacterium لأشجار الزعرور البري والمزروع. يؤدي هذا المرض إلى ضعف عام في الإنتاج الزراعي، وكذلك ضعف للشجرة ويؤثر بذلك على إنتاجية الزعرور ومردود الشجرة إلى حد كبير. قدرت العتبة الاقتصادية خسائر بحوالي 50- 70% من أشجار الزعرور عند الإصابة الحرجة، ومع تفاقم الإصابة في الحقيقة قد تصل الأضرار إلى 80% من محصول الزعرور الكلي وهذا يؤثر على قيمته كنبات طبي وعطري. ينتقل هذا المرض البكتيري عن طريق التربة وخاصة في حال وجود النيماتودا، وكذلك عن طريق الغراس إذا
حصل المزارع على غراس الزعرور من مشتل غير موثوق، وينتقل بالحشرات، والرياح، وعمومًا فإنه مرض خطير من الدرجة الأولى.


الإصابة بتدرن أشجار الزعرور

من مظاهر الإصابة الواضحة بتدرن أشجار الزعرور، التكتلات السرطانية المتدرنة التي تشاهد على الأفرع، والأغصان، والأوراق والنموات المعمرة خاصة. قد تأخذ هذه التكتلات شكل مجموعات من الأورام البرتقالية، أو خلايا النحل الكبيرة أو الشعاب السرطانية. كذلك يمكن لهذه التدرنات أن تبدو مثل الأخاديد أو الخلفات المتناثرة بشكل عشوائي، كما تختلف أشكال، وأبعاد، وأحجام، وحتى ألوان هذه الكتل. قد تكون التكتلات مفطلحة أو إهليليجية، أو مخروطية، أو على شكل مرجانات أو أسطوانات أو دوائر. من الممكن أيضًا أن تكون تكتلات صغيرة أو ذات أحجام مختلفة وهذا يتغير حسب شدة الإصابة وتدرجها على الشجرة الواحدة.

“اقرأ أيضًا: فيروس اس البطاطا


عوامل تشجع الإصابة بالمرض

تدرن أشجار الزعرور
أسباب الإصابة بهذا المرض

 

إن هناك جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية والكيميائية تشجع الإصابة بتدرن أشجار الزعرور، وأهم 10 عوامل:

  1. انتقال البكتريا من التربة غير المعقمة إلى أشجار الزعرور.
  2. يمكن أن تنتقل عن طريق النيماتودا المنتشرة في التربة حول أشجار الزعرور.
  3. شراء الفلاح غراس غير سليمة للزعرور البري والمزروع من مشاتل غير موثوقة (عدم شراء غراس أمهات معتنى بها).
  4. كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المعدني المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس لأشجار الزعرور يشجع الإصابة بالمرض.
  5. أيضًا فإن الاعتماد على السماد الآزوتي وحده في تسميد الزعرور، أو زيادة التسميد الآزوتي، تشجع الإصابة بالمرض.
  6. وجود الأعشاب الموبوءة بالآفات في بستان الزعرور يعد عاملاً مشجعًا للآفات والإصابة بالمرض.
  7. كما أن تقليم أشجار الزعرور بصورة خاطئة يسبب جروحًا على الشجرة ويعرضها للضعف وبالتالي الإصابة بالمرض.
  8. كذلك فإن استعمال مقص تقليم غير معقم عند تقليم شجرة الزعرور يشجع على انتقال البكتريا منه إلى الشجرة.
  9. بالإضافة لما تقدم، يمكن أن تنتقل البكتريا إلى شجرة الزعرور عن طريق الرياح، أو التربة، أو المطر، نتيجة لعوامل ميكيانيكة.
  10. أيضًا أن عدم عناية الفلاح ببستان الزعرور من عمليات خدمة، ري، وتعشيب، وعزيق، تضعف الحقل وتشجع المرض والآفات الأخرى.

“اقرأ أيضًا: تدرن أشجار التوت


خطورة تدرن أشجار الزعرور

تنبع خطورة تدرن أشجار الزعرور، من أنه يضعف شجرة الزعرور ويؤدي بذلك لانجذاب آفات جديدة إلى الأشجار البساتين المثمرة. قد تكون الآفات المنجذبة بكتيرية مثل السل أو التقرح، وقد تكون أيضًا حشرية مثل تربس التوت والدفلة أو الحشرة القشرية الأرجروانية، وقد تكون بالإضافة لذلك فطرية مثل فطر الذبول، وهذا كله سيؤثر على قيمة الزعرور كنبات طبي وعطري. مع تفاقم الإصابة، وانتشار الآفات وتداخلها في ما بينها ضمن بساتين الزعرور، ووجود التربس واكاروس الزعرور وحفارات الساق وغيرها، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية البستان من هذا المرض وغيره من آفات.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للمرض؟

يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض التدرن الذي يصيب الزعرور خطير ولا يجب التساهل معه أبدًا. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الحرج أي مدى وجود داعي لتدخل المبيدات والمكافحة الكيميائية. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة على أشجار الزعرور. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين الزعرور المصابة والمتضررة من المرض.


عتبة الضرر الاقتصادي للمرض

إن المقصود بعتبة الضرر الاقتصادي عند حديثنا عن تدرن أشجار الزعرور، هو مستوى الخطر الذي وصل إليه المرض. ما هو مستوى الخطر الذي وصلت إليه البكتريا المسببة للتدرن على الزعرور وما هو تدرج الإصابة؟ لكن، رغم ما تقدم، فإن الوقاية هنا، وكذلك العلاج الاستئصالي بالمبيدات، ضروريان للغاية ولا يمكن تجاهلهما وأي تجاهل سيكون له عواقب وخيمة ولا تحمد عقباها في البستان.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمرض

تدرن أشجار الزعرور
مراقبة المزارع لبستان الزعرور المتضرر

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بتدرن أشجار الزعرور بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع زعرور:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الزعرور بصورة دورية على مدار العام، لأن البكتريا ممكن أن تظهر في أي وقت.
  • مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات الزعرور بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من تقرحات وبثور وكتل وأورام وأخاديد.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على حقل زراعة الزعرور المشكوك في إصابته بالبكتريا وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في بستان الزعرور كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للبكتريا، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: دودة التبغ


مكافحة تدرن أشجار الزعرور

تتبع من أجل مكافحة تدرن أشجار الزعرور مجموعة من الإجراءات الوقائية وكذلك العلاجية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال تعقيم ترب أشجار الزعرور والتخلص من النيماتودا، وكذلك شراء غراس أمهات سليمة من مشتل موثوق لأشجار الزعرور البري والمزروع. كذلك يراعي الفلاح التخلص من الأعشاب وبؤر الآفات في بستان الزعرور والعزيق يكرر لثلاث مرات. بالإضافة لما تقدم، فعلى المزراع أن يقوم بعملية تسميد متوازنة بالاعتماد على الآزوت والفوسفور والبوتاس لشجرة الزعرور التي تحب الآزوت. كما يراعي المزارع قدر الإمكان مكافحة البكتريا والفطور التي تسهم في نقل المرض إلى المجموع الجذري والهوائي لأشجار الزعرور، وتجدر الإشارة إلى أن المزارع يجب أن يعقم مقص التقليم قبل التقليم، وأن يبدأ بتقليم أشجار الزعرور السليمة أولاً، وأن لا يحدث جروحًا على الشجرة أثناء ذلك فهذا عامل رئيسي في نقل المرض.

مكافحة علاجية من البكتريا

في الحقيقة، لا توجد مكافحة علاجية مضمونة بشكل كلي للتدرن الذي يصيب أشجار الزعرور. رغم ذلك، يتم استعمال المبيدات والمكافحة المتكاملة، وهذا من أجل القضاء على الفطور والحشرات التي تنشر المرض وأيضًا النيماتودا وغيرها. ينصح باستعمال أحد مبيدات الفطور الجهازية التابعة لمشتقات البنزيميدازول والستروبيلين، كما يعطي المبيد مانكوزايب (Mancozeb) فعالية جيدة، كما ينصح باستعمال المبيد كرابيندازيم برش الأجزاء المعمرة خاصة. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال مبيدات حشرية فوسفورية للقضاء على الحشرات الناقلة للبكتريا من أمثال براثيون مثيل Parathion- methyl برش أوراق وفروع أشجار الزعرور. هذه الإجراءات تتكفل بالقضاء على فطور الذبول وحشرات القلف (خنفساء القلف على الزعرور) والحفارات وبالتالي الوقاية من هذا المرض أو علاجه، ورغم كل ما تقدم يصعب علاج هذا المرض.

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

تدرن أشجار الزعرور
أفضل برنامج مبيدات ضد التدرن

 

لتجنب تكوين البكتريا لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الزعرور المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وجذوع أشجار الزعرور المصابة بالبكتريا وخاصة القديمة المتآكلة. أما في الموسم التالي لإصابة الزعرور فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على الأشجار المصابة بالبكتريا مستهدفًا الفروع والجذوع والأغصان القديم منها والحديث. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الزعرور على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية عضوية لكي لا تضر بنحل التلقيح ولا بالأعداء والمفترسات الطبيعية.


إجراءات المكافحة المتكاملة للمرض

ينصح بإجراء المكافحة المتكاملة لتدرن أشجار الزعرور عندما تتداخل الآفات في ما بينها سوية مع مرض التدرن في بستان الزعرور. وتتم المكافحة من خلال استعمال مصائد تعلق على الأشجار لصيد فراشات الزعرور كالعثة وحافرة الأوراق والثاقبة وحفار ساق الزعرور (الكابنودس). كما يتم تعقيم التربة بغاز بروميد المتيل Promed methyl، ويمكن أيضًا التعقيم بالطاقة الشمسية، حيث يمدد غطاء بلاستيكي من البولي إيتيلين فوق تربة شجرة الزعرور حول مسقط التاج طوال الصيف ليرفع درجة حرارة التربة، وبذلك يقضى على الآفات. يمكن أيضًا التعقيم بميتام الصوديوم Sodium metam، أو بنثر حبيبات المبيد إندوسلفان endosulfan حول الجذوع أو مسقط تاج شجرة الزعرور أو خلطه مع التربة وقلبه بشكل جيد.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تدرن أشجار الزعرور وحددنا أضراره وخطورته على إنتاج أشجار الزعرور كنبات طبي وعطري. بالإضافة لذلك، نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على حدوثه، وبسبل المكافحة المتكاملة والوقاية والإدارة التي تتبع من أجل الوقاية من هذا المرض قبل العلاج في البستان المتضرر. لا بد أن يكون الفلاح حريصًا على أشجاره المباركة وعلى ما يزرع، وأن يتأكد من خلو بساتين الزعرور من الآفات الضارة ومن هذا المرض.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.