اكاروس الزعرور (Hawthorn spider)؛ أهم 4 عوامل تشجع الإصابة به في البستان

يعتبر اكاروس الزعرور (Hawthorn spider) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الزعرور حيث تؤدي لضعف الحالة العامة للأشجار، كما يؤدي هذا الأكاروس إلى خسائر في مردود المزارعين، وقد يضعف النبات ويؤدي لانجذاب آفات أخرى، فما هي مظاهر وعلامات الإصابة باكاروس الزعرور، وكيف يمكن مكافحة اكاروس الزعرور؟

---

آفة اكاروس الزعرور

إن آفة اكاروس الزعرور تعتبر من الآفات الزراعية الخطيرة بعض الشيء والتي تهدد إنتاج أشجار الزعرور المزروعة في البساتين. تصيب هذه الآفة الزعرور في مناطق زراعته في آسيا جنوبًا وشمالاً، حيث تزداد أعداد هذا الأكاروس في قبرص، وتركيا، وأفغانستان، وباكستان، وسورية، والأردن، وغيرها، كما يوجد هذا الأكاروس في شمال أفريقيا وشرق أوروبا.

---

وصف العنكبوت

إن حيوان اكاروس الزعرور هو عنكبوت بأربع أشفاع من الأرجل، وفي ما يلي وصفه:

الحيوان الكامل

يبلغ حجم العنكبوت الكامل حوالي 0.9 مم، زوج الأرجل الأمامي أطول من بقية الأرجل، واللون العام هو اللون البرتقالي الليموني أو الأحمر حيث يمكن تشبيه لون هذا الأكاروس بلون البرتقال أو الكرز. الجانب الأمامي أعرض من الجانب الخلفي، ولا يمكن رؤية هذا العنكبوت بالعين المجرد نهائيًا لأن حجمه صغير للغاية؛ لكن يمكن معرفة الإصابة به من خلال الأعراض.

حوريات اكاروس الزعرور

أما الحوريات فيميل لونها إلى الأصفر الليموني بدلًا من البرتقالي الأحمر في الطور الكامل. تختلف الحوريات والعناكب الصغيرة عن الحيوان الكامل بتدرج الألوان، وكذلك الحجم فالحوريات أصغر حجمًا وتبلغ حوالي 0.7 ملم.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون“

---

الإصابة باكاروس الزعرور

 

يسلك اكاروس الزعرور سلوك ماصات العصارة النباتية الخلوية، كحشرات المن، والبق، والحشرات القشرية. يهاجم العنكبوت بمختلف أطواره من حوريات وعناكب كاملة أوراق الزعرور مسببا خسائر فيها تقدر بحوالي 25% من أوراق الشجرة. كما يمتص العصارة النباتية الخلوية لأنسجة البشرة والمسافات البينية للخلايا، فتتلون باللون الأسود المحمر، وتنحفر وتتآكل نتيجة ضعفها مع الوقت، وتظهر هالات بنية لامعة وبيضاء حول الأماكن المصابة. مع تفاقم الإصابة، قد تتساقط أوراق الزعرور ويمكن أن تتعرى الأشجار من أوراقها بصورة شبه تامة.

---

خطورة اكاروس الزعرور

تنبع خطورة اكاروس الزعرور من أنه يضعف مكان الإصابة في النبات، ونتيجة لذلك، قد تنجذب آفات أخرى إلى الأشجار أهمها حفار ساق التين (الذي يصيب الزعرور بالإضافة للتين أيضًا)، وحشرة الفواكه القشرية، والحشرة القشرية الكأسية، وغيرها من آفات ماصة للعصارة وحفارات كحفارات الخشب والقلف. مع تداخل الآفات في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لكي يقي أشجار الزعرور من زيادة الأضرار وتفاقم الضرر الاقتصادي.

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين“

---

العتبة الاقتصادية للاكاروس

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لاكاروس الزعرور مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الزعرور المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد من تطبيقها في بستان الزعرور الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا الاكاروس:

1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات صغيرة وعنكبوت كامل ضمن بساتين الزعرور قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 5%.
2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية ومردود أشجار الزعرور وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن العنكبوت وصل بالفعل للحد الحرج ويتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة الزعرور المصابة لأنها تضر بالأعداء الحيوية، وتفضل المكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان الزعرور بالري والتقليم والتسميد.

---

عوامل تشجع الإصابة بالعنكبوت

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة باكاروس الزعرور، وأهم العوامل أربعة:

1. زراعة الخضار والمحاصيل في بساتين الأشجار وبين أشجار الزعرور.
2. كما أن اعتدال الحرارة في حقول الزعرور ما بين 20- 23 مئوية يشجع الإصابة.
3. عدم تقليم أشجار الزعرور يزاحم الفروع والأغصان ويقلل التهوية ويعرض الأشجار للعنكبوت.
4. عدم التسميد المعدني NPK بتوازن لأشجار الزعرور.

---

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للاكاروس؟

في الحقيقة، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة لاكاروس الزعرور إلا حين يكون هناك تداخل في الآفات الزراعية. يمكن اللجوء للمكافحة المتكاملة عندما تكون آفات أخرى كآفات الحلم Ficus والحشرات الماصة للعصارة النباتية Hemiptera and Homoptera insects ، ويراعي المزارع عدم اللجوء للمكافحة بالمبيدات إلا عند الخطورة، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية. كما يجب على المزارع أن يتجنب نهائيًا استعمال نفس المبيد في كل موسم على أشجار الزعرور، لأن هذا سيشجع الآفات ويزيد مقاومتها للمبيد، ويجعلها تكون سلالات مقاومة، فتزداد الأضرار وتصبح تكاليف استعمال المبيدات غير مجدية بل ترفع التكاليف على المزارع دون فوائد تذكر.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك“

---

دورة حياة الأكاروس

يقضي اكاروس الزعرور فصل الشتاء بطور البيضة على الأغصان في شقوق قلف شجرة الزعرور، أو في زوايا الأفرع. يفقس البيض في نهاية فصل الربيع وعادة يكون ذلك مع نهايات حزيران/ يونيو أو بدايات أيلول/ سبتمبر في حقول الزعرور البري، وعادة ما يتم فقس البيض عندما تصبح براعم الزعرور باللون الأخضر الغض. يستمر فقس البيض حتى نهاية الإزهار وحدوث العقد وبداية ظهور ثمار الزعرور. تتغذى الأكاروسات غير الكاملة خلال النهار على الأوراق الغضة الفتية، ومع ارتفاع الحرارة في الصيف في تموز/ يوليو تتوقف عن سلوك تغذيتها هذا. كما أن الحوريات حين تتوقف عن الغذاء فإنها تختبئ في قشور الأغصان والقلف، ثم تعاود الحوريات النشاط من جديد عند اعتدال درجات الحرارة ووصولها إلى 15- 23 مئوية في بستان الزعرور. للأكاروس عدة أجيال في السنة 3-5 أجيال أو أكثر في بساتين الزعرور غير المعتنى بها.

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب باكاروس الزعرور بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع زعرور:

• مراقبة بساتين وأماكن زراعة الزعرور بصورة دورية، في أيلول/ سبتمبر و تموز/ يوليو وتكرر المراقبة مرة كل شهرين حتى نهاية السنة.
• مراقبة الأوراق والثمار والفروع في أشجار الزعرور بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مساحات بيضاء أو سوداء تدل على الإصابة بالعنكبوت.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الزعرور المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بالعنكبوت.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الزعرور كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للعنكبوت، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء“

---

مكافحة اكاروس الزعرور

من أجل مكافحة اكاروس الزعرور تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الأكاروس

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بالحالة العامة لأشجار الزعرور المصابة بالعنكبوت. يحاول المزارع قدر الإمكان التخلص من أي بقايا نباتية مصابة (الأوراق) وإتلافها بعيدًا عن بساتين الزعرور. كما يقوم المزارع بري الأشجار كل أسبوع بطريقة متوازنة ويكرر الري 3-4 مرات، كما يقلم المزارع الأفرع المتزاحمة والمتشابكة لأشجار الزعرور ويضيف السماد المعدني بتوازن. بالإضافة لذلك، يفصل المزارع زراعة أشجار الزعرور عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الخضار والمحاصيل كالخيار والبندورة.

مكافحة علاجية من العنكبوت

تتم المكافحة العلاجية الاستئصالية باستعمال المبيدات الحشرية الفوسفورية بالرش على أشجار الزعرور، ويفضل أن يكون المبيد عضوي- جهازي ولا يؤثر على المفترسات الطبيعية والبيئة كمفترسات أبو العيد Coccinella sp وأسد المن Chrysoperla sp. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl بالرش على أغصان وفروع وأوراق شجرة الزعرور. كما يمكن أن يتم الرش بمبيدات الأكاروسات أو العناكب المتخصصة مثل المبيد بروموبرومبيلات (bromopropylate) أو أكار أو أكارول ويتم ذلك في حزيران/ يونيو على ثمار وأوراق الزعرور. يمكن أيضًا استعمال المبيد المتخصص تتراديفون Tetradifon أو تديون في شهر حزيران/ يونيو أو أيلول/ سبتمبر برش الأماكن المصابة من شجيرات وأشجار الزعرور.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أبو العيد Coccinella sp المتخصصة بالعناكب Spiders وإطلاقها في بساتين الزعرور المصابة. كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين المصابة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة في السنوات والمواسم القادمة من الزعرور، وكذلك يقلل تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اكاروس الزعرور الضار بأشجار الزعرور، ونكون قد أدركنا مدى خطورته في حال تفاقم الإصابة، وكذا كيفية المكافحة والوقاية قبل العلاج لأشجار الزعرور البري والمزروع. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على أشجار الزعرور المثمرة ويقيها من الآفات التي تصيبها كهذا العنكبوت الضار.