دودة التبغ (Tobacco Helicoverpa armigera)؛ 3 نقاط تحدد العتبة الاقتصادية لها
Tobacco Helicoverpa armigera
تعد دودة التبغ من الحشرات الضارة والخطيرة على إنتاج التبغ ومردوده الزراعي، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة في الحقول المصابة وما المبيدات المستعملة؟
تعتبر دودة التبغ (Tobacco Helicoverpa armigera) من الآفات الزراعية الخطيرة على محصول التبغ وإنتاج ومردود المزراع، وتسبب هذه الآفة أضرار كبيرة للنباتات المزروعة والمحاصيل في الحقل، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة التبغ، وكيف يمكن للمزارع مكافحة دودة التبغ في الحقول المصابة والمتضررة؟
آفة دودة التبغ
إن دودة التبغ هي واحدة من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب التبغ، حيث تنتشر الآفة أيضًا في آسيا وأفريقيا وجنوب أوروبا. تؤدي الإصابة بهذه الدودة إلى التأثير على إنتاجية وزراعة التبغ ومردود المزارع إلى حد كبير ما لم تتم المكافحة والوقاية الزراعية.
الإصابة بدودة التبغ
تبدأ الإصابة بدودة التبغ في مراحل النبات المبكرة، تحديدًا في عمر البادرات. تقرض اليرقات الصغيرة البادرات وكذلك الأنسجة الميرستيمية القمية لنبات التبغ. قد يكون الضرر بسيطًا في مواسم التبغ القصيرة، ولكن من جهة أخرى، فإنه يكون كبيرًا في المواسم الطويلة، حيث يؤدي إلى تأخير نضج المحصول وضرر كبير للإنتاج. من مظاهر الإصابة تقزم النبات المصاب، ومع تفاقم الإصابة تموت بادرات التبغ تمامًا. بالإضافة لذلك، تهاجم اليرقة الأوراق والبراعم الزهرية وأوراق التبغ وتحفر فيها أنفاقًا. أما اليرقات الكبيرة فهي تهاجم بقوة وتثقب الأزهار وتتغذى على محتوياتها وتقرض الأوراق. تؤثر الإصابة على زراعة التبغ إلى حد كبير.
“اقرأ أيضًا: هوبلوكامبا التفاح“
وصف الآفة
قد تشبه دودة التبغ دودة ورق القطن إلى حد كبير، مع اختلاف بسيط في الشكل سواء في اليرقة أو الحشرة الكاملة، وفي ما يلي الوصف:
فراشة دودة التبغ
إن الفراشة أو الحشرة الكاملة، بطول حوالي 15 مم، والجسم العام بلون بني أو فاتح أخضر. غالبًا، تكون المسافة بين الجناحين الأماميين منبسطين 30- 35 مم، إن الأنثى بلون بني فاتح يميل للأخضر، وأما الذكر فهو بلون أخضر رمادي أشهب، وهناك بقع موزعة بنظام خاص على الجناحين.
يرقة دودة التبغ
إن شكل اليرقة ليس شكلاً واحدًا، لكن على الأغلب فإن يرقات هذه الآفة تشبه إلى حد كبير يرقات دودة ورق القطن. قد يصل طول اليرقة إلى 35- 40 مم وقد تكون بلون أخضر أو بني فاتح أو أبيض. يختلف اللون والشكل حسب العمر اليرقي، وحسب نوع العائل النباتي وعلى التبغ تكون بحوالي 35 مم. غالبًا تتميز اليرقة بخمسة أعمار، وفي بعض المناطق يكون لها أكثر من ذلك خاصة في حقول التبغ غير المعتنى بها.
خطورة دودة التبغ
تنبع خطورة دودة التبغ، من أنها تؤدي إلى إضعاف إنتاجية المحصول. قد يصل الضرر في بعض الاراضي ومع عدم اتباع المكافحة إلى 50- 75% من المحصول، أيضًا، وبالإضافة لما تقدم، فإن الآفة تضعف النبات ثم تشجع ظهور آفات جديدة مثل دودة ورق القطن، وحفار أوراق البندورة، وحفار الذرة الأوروبي. مع تداخل الآفات في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة ضمن حقول التبغ لوقايتها وحمايتها من هذه الآفة وبقية الآفات على السواء.
“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش“
العتبة الاقتصادية للحشرة
إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة التبغ مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول التبغ المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل التبغ الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:
- الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول التبغ قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 8%.
- أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول التبغ وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
- بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول المصابة فهي ضارة؛ وتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقول التبغ وخاصة بالري والتسميد والمكافحة الحيوية.
دورة حياة الحشرة
تتميز دودة التبغ بعدد متداخل من الأجيال في العام الواحد، كما أنها تتميز بطور سكون شتوي، وطور نشاط إما ربيعي أو صيفي.
طور سكون الآفة
تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور العذراء، وتكون العذراء مختبئة في التربة ضمن أنوية طينية أو شرانق حريرية من مفرزات خاصة أو ضمن أجزاء نبات التبغ. تكون الحشرة في طور السكون تقريبًا ميتة سريريًا، ولا تتطلب الغذاء، بل إنها تجهز نفسها لطور النشاط لتهاجم نبات التبغ.
طور نشاط الحشرة
مع ارتفاع درجات الحرارة، وبلوغها حد مناسب، تتطور العذارى إلى فراشات كاملة في حقول التبغ حيث يتم ذلك في أيار/ مايو، وقد يكون في حزيران/ يونيو أو في نيسان/ أبريل في بعض المناطق. بعد ذلك، يتم التزاوج، ثم تضع الحشرة الأنثى حوالي 500- 2500 بيضة. يفقس البيض بعد أسبوعين أو عدة أيام، ثم تخرج اليرقات التي تتابع تطورها على التبغ حسب درجة الحرارة. بعد ذلك، وعند اكتمال النمو، تسقط اليرقات إلى التربة وتتحول لعذارى، ثم تعيد بذلك دورة الحياة من جديد فتهاجم التبغ ثانية أو غيره من محاصيل مزروعة إلى جواره.
أجيال دودة التبغ
في الحقيقة، إن عدد الأجيال غير معروف تمامًا، لكن في الأغلب يكون للحشرة 3-4 أجيال متداخلة في العام الواحد ضمن حقول التبغ.
“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعرور“
مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة التبغ بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع تبغ:
- مراقبة حقول وأماكن زراعة التبغ بصورة دورية على دفعتين، بداية المراقبة في نيسان/أبريل أو آذار/ مارس، ثم مراقبة ثانية في حزيران/ يونيو.
- مراقبة براعم وأزهار وأوراق محصول التبغ بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من براعم مقروضة تالفة وأزهار وغيرها.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة التبغ المشكوك في أمره.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في حقول التبغ.
“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز“
مكافحة دودة التبغ
تتبع من أجل مكافحة دودة التبغ بصورة سليمة جملة من الإجراءات، بعضها زراعي، وبعضها استئصالي بحث.
مكافحة زراعية للآفة
تتم المكافحة الزراعية، بطبيعة الحال، من خلال إجراء الحراثة في الخريف حيث تفيد في القضاء على نسبة كبيرة من العذارى الساكنة في ترب زراعة التبغ. كما يتم القضاء على الأعشاب في الحقل، حيث تشجع الأعشاب نمو الدودة وإصابة التبغ بها. كما تراعى الزراعة المبكرة للتبغ ثم جني المحصول مبكرًا أيضًا. بالإضافة لذلك، يعتني المزارع بالري والتسميد المتوازن بالبوتاس والآزوت والفوسفور لنباتات التبغ، كما يمكن استعمال مصائد جاذبة توضع بين خطوط النباتات لصيد الحشرة.
مكافحة كيميائية للدودة
تعتبر المكافحة الكيميائية من أهم سبل مكافحة دودة التبغ، حيث يمكن استعمال مبيدات فوسفوية عضوية، من أمثال المبيد أزينفوس ميثيل azinphos- methyl. كما يمكن استعمال المبيد كارباريل (Carbaryl)، أيضًا فإن المبيد فينيتروثيون Fenitrothion يعطي نتائج جيدة برش الأوراق والحوامل الزهرية على التبغ. ولكن من جهة أخرى، لا ينصح باستعمال مبيدات تسيء للتوازن الطبيعي وتزيد مقاومة الآفات من أمثال المبيد دي دي تي DDT، أو المبيد كلوردان chlordane فهذا ضار جدًا لحقول التبغ وغيرها.
حلقة استعمال المبيدات ضد الدودة
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقول التبغ، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد كرباريل Carbaryl بالرش على الأوراق الغضة والمعمرة في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل. أما في الموسم التالي لإصابة التبغ فيستعمل المبيد سايبرمثرين Cypermethrin بالرش على نباتات التبغ مستهدفًا الفروع الغضة وحوامل الأزهار خاصة. بينما في الموسم الثالث فالمبيد تركلورفون trichlorfon بالرش على محصول التبغ من أوراق غضة ونموات فتية وأزهار مع شهر أيار/ مايو ومرة في شهر نيسان/ أبريل، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفو- جهازية التخصص.
مكافحة حيوية للآفة
كذلك، يمكن الاعتماد على المكافحة الحيوية في القضاء على الحشرة في حقول التبغ المصابة. من الممكن أن يتم استعمال المستحضرات التجارية للبكتريا الممرضة للحشرات Bacillus thurenginses، والفطر الممرض للحشرات Beuveria bassiana والمعاملة في حقول التبغ المصابة.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة التبغ ومدى خطورتها على المحاصيل الزراعية كالتبغ، كما نكون قد أحطنا العلم بآلية تحديد الإصابة، وسبل المكافحة الممكنة. يجب على المزارع الحريص على أرضه وما يزرع أن يعتني بحقله من الآفات الضارة التي تسبب له الضرر الاقتصادي الذي لا تحمد عقباه، لذلك وجبت العناية قبل المكافحة من أجل وقاية محصول التبغ.
التعليقات مغلقة.