آفة حلم التوت (Eriophyes berry)؛ أهم 4 أسباب لها وعوامل تشجع الإصابة بها

Eriophyes berry

تعد آفة حلم التوت من الآفات الزراعية الخطيرة والضارة بإنتاج ومردود وزراعة التوت سواء البري أو العليق وغيرهما، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة الضارة؟

تعتبر آفة حلم التوت (Eriophyes berry) من الآفات الزراعية التي قد تصيب أشجار وشجيرات التوت وتؤدي إلى ضعف الإنتاجية العامة، وكذلك فإنها تؤدي إلى انجذاب عدد من الآفات إلى التوت، فما هي هذه الآفة، وما هي علامات ومظاهر الإصابة بآفة حلم التوت، وكيف يمكن مكافحة آفة حلم التوت عند الإصابة بها؟


نبذة عن آفة حلم التوت

إن آفة حلم التوت هي واحدة من الآفات التي تصيب التوت بكل أنواعه العليق والبلدي والبري. إن السبب الرئيسي للحلم هو حيوان وليس حشرة أو شيئًا آخر، حيث ينتشر الحيوان المسبب لحلم التوت في كافة مناطق زراعة التوت في العالم، حيث يتواجد في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، كما يتواجد في دول شرق البحر المتوسط، ويهاجم هذا الحلم الأوراق بصورة خاصة.


وصف الحلم

إن آفة حلم التوت هي عبارة عن حيوان صغير الحجم وأصغر من حشرات البق الدقيقي والمن بكثير، حيث يبلغ حجمه حوالي 160- 200 ميكرون. الجسم كباقي أفراد هذه الفصيلة أسطواني الشكل ومتطاول، كما أنه مزود بزوجين من الأرجل فقط أي أربعة أرجل. بينما سطح الجسم فهو ذو حلقات كثيرة بحوالي 65، أما بيضة الحيوان فهي صغيرة جدًا ويبلغ حجمها ستين مكرونًا.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق البلوط


الإصابة بآفة حلم التوت

آفة حلم التوت
مظاهر الإصابة بالآفة

 

تتجلى مظاهر الإصابة بآفة حلم التوت على السطح السفلي للأوارق بصورة خاصة. يهاجم الحيوان مناطق واسعة من السطح السفلي للأوراق، ثم يمتص العصارة النباتية تمامًا كما تفعل حشرات المن، ونتيجة لذلك، تضعف النباتات وأشجار وشجيرات التوت. تتخذ الأنسجة المصابة شكل الفقاعات أو البثور أو التدرنات المتموجة. تكون البقع خضراء أو برتقالية من جهة السطح العلوي، ومقعرة بيضاء من جهة السطح السفلي. كما يتغير لون البثور في نهاية الموسم أو عند جفافها لتصبح باللون الأحمر الغامق، ثم البني. في الحقيقة، توجد في كل بقعة أو درنة، أعداد كبيرة جدًا من حيوانات الحلم هذه.


خطورة آفة حلم التوت

تنبع خطورة آفة حلم التوت، من أنها تضعف الأوراق في مكان الإصابة، وبالتالي فهي تضعف أشجار وشجيرات التوت. كما أن ضعف النبات نفسه يشجع آفات جديدة لكي تهاجم شجيرات التوت، كالدبابير والحفارات وصانعات الأنفاق ونطاطات الأوراق والأكاروسات. أيضًا، ومع تداخل الآفات الزراعية بقوة في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن أماكن زراعة التوت لوقايتها من الحلم وغيره على السواء. رغم كل ما تقدم، فإن أضرار هذا الحلم ليست خطيرة في أغلب الحالات، وتصل نسبة الضرر من العتبة الاقتصادية حوالي 12- 20% من الإنتاج العام لأشجار وشجيرات التوت.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح


العتبة الاقتصادية للحلم

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لآفة حلم التوت مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين التوت المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان التوت الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا الحلم:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات صغيرة وحلم كامل ضمن بساتين التوت قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 5%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار التوت وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 20% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحلم وصل بالفعل للحد الحرج ويتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة التوت المصابة لأنها تضر بدود القز المربى والأعداء الحيوية، وتفضل المكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان التوت بالري والتقليم والتسميد.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في الواقع، لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لآفة حلم التوت بصورة خاصة. إن المكافحة المتكاملة تطبق فقط عند وجود آفات أخرى متداخلة في ما بينها كالحفارات وصانعات الأنفاق وماصات العصارة النباتية وحشرات القلف والخشب والأكاروسات. يفضل عدم اللجوء إلى استعمال المبيدات إلا عند الضرورة وعند وصول الضرر إلى الحد الحرج، ونعني بالحد الحرج (الحد الحرج للضرر الاقتصادي) أنه مدى تعداد الآفة الذي وصلت إليه، ومدى الخطورة على شجيرات وأشجار التوت. انطلاقًا مما تقدم، نادرًا ما يُلجأ إلى المكافحة المتكاملة لهذا الحيوان خاصة إن كان لا يستدعي القلق، وغالبًا يتم استعمال مبيد مشترك بينه وبين الحشرات.

“اقرأ أيضًا: حشرة الفستق الحلبي القشرية


عوامل تشجع الإصابة بالحلم

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بآفة حلم التوت، ومن أهم العوامل أربعة:

  1. عدم عناية المزارع بالتسميد المتوازن لترب أشجار وشجيرات التوت تشجع على الإصابة بالحلم.
  2. يلجأ المزارع في أوقات كثيرة إلى التسميد بالآزوت وحده للتوت وهذا خاطئ، حيث يجب أن يتم التسميد بالآزوت، والفوسفور، والبوتاس معًا.
  3. كما أن عدم التخلص من الأعشاب الضارة في بساتين التوت يشجع الإصابة بالحلم وغيره من آفات.
  4. أيضًا، فإن وجود آفات أخرى كالدبور الأحمر Vespa orientalis، والذباب، وحافرات الأنفاق، ونطاطات الأوراق يشجع على الإصابة.

دورة حياة الآفة

تقضي آفة حلم التوت فصل الشتاء بطور الحيوانات الكاملة في شقوق الشجرة أو شقوق القلف. قد تقضي الآفة أيضًا هذا الطور في زوايا الأغصان، أو بين اﻷوراق، أو بين حراشف براعم شجيرات وأشجار التوت. بعد ذلك، يهاجر الحلم أو الحيوان في الربيع إلى السطح السفلي للأوراق ويبدأ في عمله هناك. يتكاثر الحلم في مكان الإصابة لعدة أجيال قد تصل إلى عشرين جيل سنويًا، كما أن عدد الأجيال يتوقف على طبيعة المناخ، والظروف السائدة من حرارة ورطوبة في بساتين التوت. بعد ذلك، يهاجر الحلم من جديد إلى البراعم في الخريف قبل سقوط الأوراق، ثم يعيد التشية، وتلعب درجات الحرارة والرطوبة دورًا كبيرا في وضع البيض ومعدل التطور.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

آفة حلم التوت
كيفية مراقبة المزارع للبستان المصاب

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بآفة حلم التوت بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع توت:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة التوت بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة طوال العام طالما توجد أوراق على أشجار التوت وحتى لو لم تدخل الشجرة بطور الإثمار بعد.
  • مراقبة الأوراق في أشجار التوت بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل متدرنة برتقالية أو حمراء أو سوداء، وملاحظة هذا على السطحين السفلي والعلوي للأوراق معًا.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة التوت المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع -أو يجزم- أنه مصاب بالحلم.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان التوت كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه، خاصة في حال تربية دود القز.

“اقرأ أيضًا: بق أزهار الفول


مكافحة آفة حلم التوت

لا يتم اللجوء إلى مكافحة آفة حلم التوت إلا عند وجود الإصابة بما يستدعي استخدام المبيد. وتتم المكافحة الكيميائية تمامًا كما تتم عند الإصابة بفطر البياض الدقيقي على التوت. في واقع الأمر، عندما يكون المزارع قد رش التوت للوقاية من فطر البياض الدقيقي والفطور الأخرى، فإن هذا وحده يعد كافيًا للوقاية من هذا الحلم. عمومًا، تتم المكافحة الكيميائية من خلال الرش بالكبريت المكروني في أوائل الربيع في نيسان/ أبريل. كما يمكن استعمال مبيدات مختلفة، نخص منها المبيد كلوروبينزيلات chlorobenzilate، كما أن المبيد بروموبروبيلات (bromopropylate) ينفع كثيرًا مع هذا الحلم بالرش على أوراق التوت المصابة. كما يمكن استعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl وهذا مبيد مشترك للحلم والحشرات القشرية وماصات العصارة في آن واحد.


حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

تجنبًا لتكوين الآفة لسلالة مقاومة للمبيدات ضمن بساتين التوت البري والعليق والفراولة وغيرها، يجب استعمال حلقة مبيدات عند التعامل مع هذا الحلم. يستعمل المزارع في الموسم الأول للإصابة المبيد كلوروبينزيلات Chlorobenzilate برش الأوراق المصابة من التوت، ثم في الموسم التالي المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl برش الأوراق المصابة، ثم في الموسم الثالث المبيد بروموبروبيلات Bromopropylate بالرش في بساتين التوت المصابة على الأوراق المتدرنة والتي تظهر عليها الأعراض، كما يغير المزارع الحلقة السابقة نفسها بعد 8 أعوام من استخدامها تجنبًا لتكوين الحلم لسلالات مقاومة للمبيدات، مع مراعاة أن يتم الرش في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لآفة حلم التوت وسيلة هامة للغاية من أجل بساتين توت سليمة تمامًا، وتتم الإدارة كالتالي:

  • مراقبة دورية لأشجار التوت مع حلول شهر نيسان/ أبريل تكرر هذه المراقبة على مدار العام نظرًا لعدد الأجيال الكبير وتسجيل الملاحظات بدقة.
  • عناية المزارع بحراثة سليمة لترب أشجار التوت؛ بحراثة سطحية 12- 14 سم سواء وتجنب الحراثة العميقة، وهذا يقضي على عذارى الآفات والآفات الساكنة.
  • كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة ببساتين التوت والأشجار المثمرة المصابة مع عزيق وتنعيم للتربة حول مساقط تيجان الأشجار، لقتل ما يتبقى من آفات ما زالت موجودة.
  • أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفورية الجهازية خاصة على أشجار التوت المثمرة، لكي لا تتم أذية دود القز المربى على التوت بصورة خاصة، والابتعاد عن المبيدات الضارة الباراثينوئيدية وغيرها.
  • كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى كفطور الذبول وبكتريا التقرح، من خلال مبيدات كربماتية، أو تيرازولية جهازية التأثير ترش على أشجار وشجيرات التوت المصابة بها.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين أشجار وشجيرات التوت البري والعليق والبلدي وغيرها من عزيق وري وتسميد وخدمة وتقليم مناسب.
  • يتم تقليم أشجار التوت بترك 3-4 أفرع هيكلية أساسية للشجرة، مع إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة، ثم في العام التالي يترك فقط 3 أفرع أساسية، وهذا يجنب الكثافة العالية التي يحبها الحلم.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حلم التوت التي يمكن لها أن تصيب أشجار وشجيرات التوت. كما نكون قد أدركنا سبل الوقاية والمكافحة الممكنة بعد تعرفنا على دورة الحياة، حيث لا بد أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على بساتين التوت وما يزرع من أي آفات ضارة، سواء كانت حشرية أو فطرية أو بكتيرية أو غيرها. انطلاقًا من ذلك، وجب على المزارع أن يعرف شيئًا عن هذا الحيوان الضار والذي قد يسبب أذية لأشجار وشجيرات وأماكن زراعة التوت.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.