سونة القمح (Wheat eurigaster integriceps)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة بها في الحقول

Wheat eurigaster integriceps

تعد سونة القمح من الحشرات الخطيرة والضارة بمردود وإنتاج المزارعين من محصول القمح، فكيف يتعامل المزارع معها وما المبيدات المستعملة للقضاء عليها؟

تعتبر سونة القمح (Wheat eurigaster integriceps) من الآفات الزراعية الضارة بمحصول القمح، فهي تسبب خسائر كبيرة للإنتاج ومردود المزارع، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بسونة القمح التي تظهر على النباتات في الحقول المصابة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة سونة القمح عند حدوث الإصابة بها؟


حشرة سونة القمح

إن سونة القمح هي واحدة من أخطر الحشرات الاقتصادية على المحاصيل الحقلية ومنها القمح. تصيب هذه الحشرة القمح، وتؤثر في زراعته، حيث تتواجد بكثرة في روسيا، وأمريكا، والهند، والصين، ودول شرق المتوسط كسوريا والأردن، وفي مصر، والمغرب، وتونس، وشبه الجزيرة العربية.


الإصابة بسونة القمح

سونة القمح
مظاهر الإصابة بهذه الحشرة على المحصول

 

يأتي ضرر سونة القمح من الحوريات والحشرات الكاملة للآفة، حيث تهاجم الحوريات والحشرات الكاملة نبات القمح وتمتص محتويات الأنسجة، ثم ينتج ذلك ضعف النبات. في حقيقة الأمر، تفضل الآفة الأوراق الغضة من سنابل القمح، وتظهر على الأوراق تبرقش أصفر على طول النصل. كذلك، فإن الحشرة تمتص محتويات حبوب القمح وهي ما زالت في طورها اللبني فتنكمش الحبوب وينتخفض محتواها من المادة النشوية وأيضًا يخف وزنها. أحيانًا يصل الضرر على الحبوب إلى 50- 60%، وينتج عن الإصابة عدم صلاحية الطحين الناتج لصناعة الخبز، خاصة القمح الطري المستخدم لهذه الغاية.

“اقرأ أيضًا:  حفار ساق الكرز


خطورة سونة القمح

تنبع خطورة سونة القمح، من أنها تسبب ضررًا في الإنتاج قد يصل أحيانا إلى 70- 75% من المحصول. كذلك، فإن الإصابة بالآفة تسبب ضعف عام للنبات، مما يجذب آفات أخرى إلى محصول القمح. ومن أهم الآفات التي قد تنجذب حفار الذرة الأوروبي، وحفار أوراق البندورة، وسوسة القمح، وأكاروس القمح، وتربس القمح وغيرها. بالإضافة لذلك، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات في حقول القمح المصابة نتيجة تفاقم الضرر إلى حد كبير.


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لسونة القمح مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول القمح المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل القمح الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من حوريات وسونات كاملة ضمن حقول القمح قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 8%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري من السونة إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول القمح وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي السنابل والأوراق.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول القمح فهي ضارة؛ وتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقول القمح وخاصة بالري والتسميد والمكافحة الحيوية.

عوامل تشجع الإصابة بالسونة

هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بسونة القمح، ومن هذه العوامل خمسة:

  1. عدم العناية بالري المتوازن لحقل القمح، واتباع طريقة غير سليمة تمامًا في الري.
  2. أيضًا، عدم الاعتناء بالتسميد الآزوتي للقمح، وزيادته في بعض الأحيان عما هو مسموح به.
  3. بالإضافة للتسميد الآزوتي، إهمال التسميد بالبوتاس والفوسفور لترب القمح يضعف مناعتها ويشجع الإصابة.
  4. كذلك، فإن استعمال المبيدات الحشرية بشكل متكرر وبصورة غير مدروسة في حقول القمح يشجع الإصابة لأنه يضعف النباتات ويزيد مناعة الآفة.
  5. بالإضافة لما تقدم، تنتشر الآفة بسبب إهمال الأعشاب المنتشرة في حقل القمح، وعدم حراثة الحقل سواء حراثة عميقة أو حراثة سطحية تنعيمية.

“اقرأ أيضًا: أكاروس الزعرور


وصف السونة

سونة القمح
وصف شكل هذه الحشرة

 

بطبيعة الحال، قد تشبه الحشرة الكاملة وكذلك الحوريات من سونة القمح معظم أصناف رتبة نصفية الأجنحة.

الحشرة الكاملة للسونة

إن الحشرة الكاملة متوسطة الحجم بحوالي 13- 14مم، حيث يغلب اللون الأصفر أو الأبيض المسمر مع وجود خطين طوليين غامقين يمتدان من قمة الرأس خلال الصدر الأمامي وإلى الأسفل على طول الصفيحة. أما الصدر المتوسط فهو ممتد للخلف ليعطي البطن ويزيد عنه بالطول، بينما فخذ الرجل فهو منقط بنقاط بنية سوداء اللون. كما تمتلك الحشرة قرن استشعار مكون من خمس عقل تكون آخر عقلة أغمق وأدكن لونًا من البقية.

حوريات سونة القمح

أما الحوريات أو الأعمار الصغيرة للحشرة فهي مشابهة جدًا للسونة الكاملة في الشكل مع تفاوت قليل جدًا في اللون الفاتح في البداية والذي يصبح داكنًا مع مرور الوقت.


دورة حياة الآفة

إن طور نشاط سونة القمح من طور السكون غير معروفين تمامًا في أغلب الأحوال، حيث أن هذه الحشرة تنتمي إلى رتبة نصفية الأجنحة، ولها عدد كبير من الأجيال، لذلك يصعب تحديد دورة الحياة بدقة.

شتاء الحشرة

تمضي الآفة فصل الشتاء بطور السونة الكاملة في الهضاب والمرتفعات في مناطق زراعة القمح. بعد ذلك، مع أواخر الشتاء، تبدأ بالتغذية على بعض الأعشاب المحيطة بالحقل والنباتات النجيلية والبقولية.

ربيع السونة

بعد ذلك، وفي الربيع في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الحد المناسب لفزيولوجيا جسم الحشرة، تهاجر إلى حقول القمح، ثم تتزواج هناك. تضع الإناث حوالي 150 بيضة لكل أنثى بشكل زوج من الصفوف يحوي كل زوج 20- 40 بيضة.

متابعة تطور الآفة

يفقس البيض بعد 5-8 أيام، ثم تظهر الحوريات مع شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو. قد تمر الحوريات بخمسة أعمار أو أكثر أو أقل حسب نوع القمح والمنطقة ومناخها. بعد ذلك، تصل إلى طور الحشرة الكاملة ثم تقضي بيات صيفي-شتوي حتى الربيع القادم فتعيد دورة حياتها على القمح من جديد.

أجيال سونة القمح

عدد الأجيال يختلف عند الآفة من نوع قمح إلى آخر، ومن منطقة لأخرى، ويتأثر أيضًا بظروف المنطقة والطقس والرطوبة والحرارة.

“اقرأ أيضًا: اكاروس البطيخ الاحمر


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بسونة القمح بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع قمح:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة القمح بصورة دورية على دفعتين، بداية المراقبة في نيسان/أبريل أو آذار/ مارس، ثم مراقبة ثانية في حزيران/ يونيو.
  • مراقبة أوراق وسنابل وأجزاء نبات القمح بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أوراق جافة وسنابل شاحبة وغيرها.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة القمح المشكوك في أمره.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول القمح كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في حقول القمح.

مكافحة سونة القمح

سونة القمح
مكافحة هذه الآفة في حقول القمح

 

تتم مكافحة سونة القمح من خلال جملة من الإجراءات ، ويتم ذلك بطبيعة الحال بمجرد وصول الضرر إلى العتبة الاقتصادية، حيث تتم المكافحة كالتالي:

  • زراعة الأصناف المبكرة من القمح مثل الصنف فلورنس أورور، مما ينجي النباتات من الإصابة بالسونة.
  • زراعة الشعير؛ فالشعير نسبة إصابته أقل من القمح.
  • الجمع باليد للسونات الكاملة والحوريات وحرقها بعيدًا.
  • أيضًا تتلف الأجزاء النباتية المصابة من القمح كالسنابل والأوراق بالحرق أو بالاستبعاد.
  • كما تتم العناية بالحالة العامة لحقل القمح من ري وتسميد متوازن وتعشيب.
  • بالإضافة لذلك، يستعمل أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال باراثيون ميثيل (Parathion- methyl)، وتريكلورفون Trichlorfon، وكلورثيون Chlorhthion، بالرش على السنابل والأوراق في القمح.
  • كما يمكن تطبيق المكافحة الحيوية من خلال إطلاق طفيليات البيض من أمثال Trissolocus spp التي تربى في المخابر وتطلق في حقول القمح المصابة.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقول القمح المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أوراق وسنابل القمح المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة القمح فيستعمل المبيد سيبرمثرين Cypermithren بالرش على نباتات القمح المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق الحديثة والقديمة والسنابل. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أجزاء نبات القمح وخاصة على الأوراق المصابة مع شهر أيار/ مايو، ثم في حزيران/ يونيو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة من السونة والحوريات معًا.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


تطبيق الإدارة المتكاملة للآفة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لسونة القمح، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول القمح، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية حيث يمدد غطاء من البلاستيك / بولي اتيلن/ أو الخيش أسود اللون لرفع حرارة التربة والقضاء على الآفات الساكنة ومنها السونة. بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب القمح حراثة عميقة أولية 30 سم ثم بعدها حراثة سطحية 12 سم عمقًا، كما يعتني المزارع عند الزراعة بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتعنيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة في حقول القمح ومنها السونة. أيضًا يراعي المزارع عدم زيادة الكثافة النباتية في حقول القمح الحقلية فوق الحد المسموح فهي تشجع الأمراض، وتقلل المساحة الغذائية المتوفرة للنبات. كذلك فتجب زراعة القمح على مسافات مناسبة وهي على الأقل 15سم بين النبات والآخر، ومثلها بين السطور في حقول القمح.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سونة القمح وأضرارها على المحاصيل المزروعة من القمح. بالإضافة لذلك، نكون قد تعرفنا على مظاهر الإصابة وسبل المكافحة الممكنة وإدارة بستان القمح المصاب بالسونة. لا بد أن المزارع لحريص على محاصيله وما يزرع يجب أن يكون على علم بالآفات التي تسبب له الخسارة الاقتصادية والضرر المحتوم، لذلك وجبت العناية والمكافحة ووقاية حقول القمح وخاصة من هذه السونة الضارة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.