بق أزهار الفول (Bean blossom bugs)؛ أهم 3 عوامل تشجع الإصابة به في الحقل

Bean blossom bugs

يعد بق أزهار الفول من الآفات والحشرات الضارة بإنتاج ومردود وزراعة الفول، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج المكافحة والإدارة المتكاملة المطبق معه؟

تعتبر حشرة بق أزهار الفول (Bean blossom bugs) من الآفات الزراعية التي تصيب أزهار الفول، كما قد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار تختلف شدتها، وتكون محدودة في أغلب الأحيان، فما هي علامات ومظاهر الإصابة ببق أزهار الفول، وكيف يمكن مكافحة بق أزهار الفول عند الضرورة؟


حشرة بق أزهار الفول

إن بق أزهار الفول حشرة اقتصادية تنتشر بشكل عالمي وتكاد لا تخلو بقعة زراعة فول منها، حيث توجد في آسيا في الصين والهند واليابان، وفي أوروبا وخاصة ألمانيا، وأوكرانيا، وجنوب فرنسا، وجنوب إيطاليا. كما تنتشر هذه الآفة في كندا، ويوغوسلافيا، وإسبانيا، وإيرلندا، وتركيا، والعراق، وتونس، وسورية، والأردن، ولبنان. تصيب هذه الآفة أزهار الفول، وغالبًا ما تكون أضرار هذه الآفة محدودة ولكنها قد تشتد في بعض المناطق مما يضطر المزارع للمكافحة؛ لكن على الأغلب فإن الأضرار محدودة وإجراءات مكافحة الحشرات الأخرى في الحقول المزروعة بالمحاصيل تكون كفيلة بالتخلص منها.


وصف الحشرة

بق أزهار الفول
وصف شكل هذه الحشرة

 

إن حشرة بق أزهار الفول تشبه آفات البق ونمر الإجاص في الشكل، وفي ما يلي الوصف المفصل:

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة بقة صغيرة الحجم بطول حوالي 14 مم ولون زاهي أحمر مبرقش بالأسود أو الأصفر أو الأخضر أو ألوان متنوعة تختلف حسب العائل ومكان الولادة. أما قرن الاستشعار فمكون من أربع عقل سوداء، بينما الأرجل والأجنحة الأمامية أيضًا سوداء وتتميز بوجود شريط أحمر أو ملون بألوان أخرى زاهية يمتد على الحافة الأمامية لكل جناح من أجنحة البقة.

حورية بق أزهار الفول

أما الحورية أو الطور غير الكامل من البقة فهي صغيرة جدًا طولها في العمر الأول بحوالي 1.5 مم، كما أن لون الحورية هو البني الداكن وتكون قليلة الألوان، وقرن الاستشعار بني. أما حين تصل الحورية للعمر الخامس والأخير يصبح طولها 5مم ولونها أسود مع وجود شريط بني برتقالي داكن أو ملون زاهي على امتداد الخط الوسطي لجسم البقة.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


الإصابة ببق أزهار الفول

تتجلى أعراض الإصابة ببق أزهار الفول من خلال إصابة الحشرات للأزهار بصورة خاصة، وتكون مظاهر الإصابة كالتالي:

  • تهاجم حشرات البق الكاملة وكذلك الحوريات الصغيرة أزهار الفول، وتتغذى بامتصاص محتوياتها.
  • تجف أزهار الفول وتسقط خلال عدة أيام وهذا يدفع النباتات لتشكيل براعم زهرية ثانوية تعطي ثمار متأخرة النضج، أو تنضج بحالة غير سليمة.
  • كما أن ثمار الفول المتأخرة النضج الناتجة تكون منخفضة الجودة لقلة المادة العصيرية فيها بسبب امتصاص البق لمحتوياتها.
  • أيضًا تهاجم الحوريات أو الأطوار غير الكاملة الأعشاب المحيطة بحقول الفول بأضرار محدودة.

رغم ذلك، قد تزداد الأضرار بسبب عوامل ما في بعض اﻷحيان وتصل إلى 12- 15% ويضطر المزارع للمكافحة، وهذا عند تواجد آفات أخرى مع البق.


مستوى خطورة الآفة

إن مستوى خطورة بق أزهار الفول ليس كبيرًا، والواقع أن المزارع قد لا يضطر للمكافحة نهائيًا للبق بصورة خاصة. رغم ذلك، فقد ترتفع الخطورة في بعض المناطق، وخاصة الساحلية المتوسطية عند زراعة الفول، وتتجلى الخطورة في:

  • هذه الحشرة تمتص عصارة أزهار الفول فتمنع تلقيحها وتجف وتسقط فلا تتكون ثمار النباتات.
  • كما أن الثمار أو البذور من الفول التي تتكون تكون قليلة المحتوى من المادة العصيرية والنشوية والبروتينية، وبالتالي فقدان القيمة الحقيقية للثمار والبذور.
  • قد تؤدي هذه الآفات لانجذاب آفات أخرى ضارة إلى البساتين، كسوسة الفول، والبق الأسترالي، ومن الفول، ومن البقوليات، والحشرات القشرية.

“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعتر


العتبة الاقتصادية للبق

بق أزهار الفول
ما هو الحد الحرج للآفة أو العتبة الاقتصادية لها؟

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لبق أزهار الفول مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول الفول المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الآفوي، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل الفول؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع البق الضار ضمن حقل الفول قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 4-5%، وعدد الحوريات والبقات الكاملة قليل جدًا.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد مجتمع البق إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول الفول نفسها، وتتكاثر أعداد مجتمع البق بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار بحوالي 10% وتصل إلى 15- 30% ويوجد بق كثير في الحقل.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن البق وصل بالفعل للحد الحرج ويتطلب تطبيق المكافحة لأن الأضرار أصبحت خطيرة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول الفول المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقل الفول.

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة ببق أزهار الفول، وأهم العوامل:

  1. زراعة الفول في نفس بستان زراعة الأشجار المثمرة كاللوزيات والتفاحيات والحمضيات.
  2. وجود الأعشاب بصورة كبيرة في حقل الفول وزواياه وأركانه، خاصة بين البقوليات والنجيليات.
  3. ارتفاع درجات الحرارة بصورة خاصة 28 مئوية وحدوث نوبات الحر أو اعتدال الحرارة الربيعي 23 مئوية يساعد البقة على التكاثر.

دورة حياة الحشرة

إن دورة حياة بق أزهار الفول تتميز بطور نشاط ربيعي أو صيفي، وفي ما يلي دورة الحياة بالتفصيل:

طور تشتية الآفة

تقضي الآفة فصل الشتاء بطور البقة الناضجة الكاملة التي تكون متواجدة في حقول الفول وبين الأشجار المثمرة في البساتين. غالبًا ما يكون السبب المباشر في تفضيلها لبستان الأشجار المثمرة كونه موبوء بالأعشاب النجيلية والنباتات البقولية التي تساعد الحشرة على تأمين الغذاء المناسب، فتمهد الحشرة نفسها من أجل التحول والتطور وإصابة حقل الفول.

طور نشاط الحشرة

أما طور النشاط الأصلي للبق فيكون مع بدايات الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وقد يتأخر حتى حزيران/ يونيو في بعض المناطق المزروعة بالفول. في الربيع تضع الأنثى بعد التزاوج بيضها على الحشائش النجيلية وبين النباتات البقولية بحدود 55 بيضة في كتل خاصة. كما يبقى البيض هكذا في بيات وسكون خلال الصيف حتى كانون الأول/ ديسمبر، ثم بعد ذلك، يفقس البيض بتأثير الأمطار واعتدال الحرارة ضمن حقول الفول. تتغذى الحوريات الخارجة من البيض على الأعشاب لمدة 5-6 أسابيع أو شهرين على بعض أزهار النباتات المحيطة بها، وبعد ذلك، تتحول الحوريات إلى حشرات كاملة تظهر مع أواخر شباط/ فبراير حتى منتصف آذار/ مارس في حقول الفول وبين صفوف الأشجار المزهرة. تتحرك بعد ذلك إلى أشجار الحمضيات واللوزيات والتفاحيات فتهاجم الأزهار فيها أيضًا وتتلف محتوياتها، ثم تعود إلى الفول من جديد.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب ببق أزهار الفول بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فول:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الفول بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو لأنها مواعيد ظهور حوريات الحشرة والبق.
  • مراقبة الأزهار في نباتات الفول بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أزهار متساقطة أو بق متواجد.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الفول المشكوك في أمره الذي يعتقد أو يتأكد المزارع أنه مصاب بالبق.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الفول المصابة بالبق كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه.

مكافحة بق أزهار الفول

بق أزهار الفول
مكافحة هذه الآفة عندما تصيب الفول

 

لا يتم اللجوء غالبًا إلى مكافحة بق أزهار الفول لأن أضرار هذه الحشرة محدودة. من جهة أخرى، وحين يتفاقم الضرر، فلا بد من المكافحة، حيث تتبع مكافحة وقائية وأخرى علاجية ضمن أماكن زراعة الفول المصابة.

مكافحة وقائية من البقة

إن الأعشاب المنتشرة في حقول الفول وبجوارها تساعد كثيرًا في انتشار الآفة وتوسع نطاقها وتكاثرها. انطلاقًا من ذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب بصورة نهائية، سواء كانت منتشرة ضمن حقل الفول، أو في زواياه بين صفوف الفول أوغيرها من محاصيل مزروعة. كما يتجنب المزارع بصورة نهائية زراعة الفول في بساتين اللوزيات والتفاحيات والحمضيات والأشجار المثمرة الأخرى. تلعب الإجراءات السابق ذكرها دورًا كبيرًا في الوقاية من هذه الحشرة، وهي الأنفع على الإطلاق ضد البقة ضمن أماكن زراعة الفول المصابة.

مكافحة علاجية للآفة

إن المكافحة العلاجية هي مكافحة استئصالية بمعنى القضاء على الحشرة في حقول الفول عند الإصابة واستعمال المبيد الاستئصالي، ومن الجدير بذكره أنه لا تجوز المكافحة العلاجية إلا في حال وجود أضرار حقيقية، للأسباب:

  • استعمال المبيدات بصورة غير مدروسة، وفي وضع لا يستدعي المكافحة، يؤدي لانتشار أضرار على البيئة والمفترسات التي تتواجد بصورة طبيعية بين نباتات الفول.
  • كما أن استعمال المزارع للمبيد بشكل متكرر يزيد مقاومة الآفات للمبيد ومن ضمنها هذه البقة، خاصة أن هذا البق يكون أجيال كثيرة، وهذا يجعل فرصة تطوره وتكوين سلالات مقاومة أعلى.
  • أيضًا فإن بعض المبيدات ستكون ضارة على عملية تلقيح أزهار الأشجار المثمرة التي تلقح خلطيًا بالحشرات، لأن المبيدات تضر بنحل العسل والنحل الطنان الذي يلقح هذه الأزهار، خاصة في بساتين الخوخ والدراق والتفاح.

أما عند الرغبة بالمكافحة أو تفاقم الخطورة، تطبق المكافحة باستعمال المبيد تريكلورفون Trichlorfon بالرش على أزهار الفول وبين صفوف النباتات. كما يمكن استعمال المبيد سايبرمثرين Cypermethrin بالرش على النباتات والأعشاب وخطوط زراعة الفول.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت


حلقة استعمال المبيدات ضد البق

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقول الفول، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد تريكلورفون Trichlorfon بالرش على الأزهار والأوراق في الحقول والأعشاب المصابة. أما في الموسم التالي لإصابة التوت فيستعمل المبيد ديمتون إس متيل (Dimeton-s-methyl) بالرش على والنباتات ومحاصيل الفول مستهدفًا الأزهار. بينما في الموسم الثالث فالمبيد سيبرمثرين Cypermethrin بالرش على الأعشاب ومحاصيل الفول مع شهر نيسان/ أبريل ومرة في أيار/ مايو، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد هذا البق في الطور الكامل وطور الحورية معًا.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة بق أزهار الفول وأضرارها في حال تفاقم الخطورة. كما يكون المزارع قد ألم بسبل الوقاية والمكافحة الممكنة ضد البق في حقول الفول المصابة. لا بد أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على التخلص من الآفات الضارة في حقوله وبساتينه المثمرة، ورغم أن هذا البق غير خطير كثيرًا، لكن وجبت معرفة بعض المعلومات عنه لتجنب أي أضرار محتملة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.