حفار فروع المتة (Mate branch digger)؛ أهم 8 أضرار له

Mate branch digger

يعد حفار فروع المتة من الحشرات الحفارة الخطيرة على إنتاج وزراعة المتة ومردودها وعمر الشجرة، فكيف يتعامل معه المزارع وما طرق الوقاية والمكافحة والعلاج؟

 

تعتبر آفة حفار فروع المتة (Mate branch digger) من الحشرات الاقتصادية الصارة التي تصيب أشجار المتة وتضعف النباتات وتؤدي إلى سحق عمر الأشجار وتدني مستوى الإنتاج الاقتصادي من إنتاج المتة، كما تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى مناطق زراعة المتة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار فروع المتة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حفار فروع المتة عند الإصابة به؟


نبذة عن حفار فروع المتة

تعتبر حشرة حفار فروع المتة من الحشرات الضارة الهامة التي تصيب أشجار المتة في الأرجنتين والبرازيل وشتى مناطق زراعة المتة في العالم، كما تنتشر هذه الآفة في مناطق الزراعة الآسيوية والأوربية. كذلك تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطيرة في بعض المواسم، لأنها تسبب ضعف الإنتاج وتدني مردود المزارعين والفلاحين وتقليل عمر الشجرة وبالتالي خسارة إنتاج المتة من النموات الجانبية والأغصان الصغيرة التي تعد الناتج الاقتصادي للمتة (يصنع منها مشروب المتة اللذيذ).


شكل حفار فروع المتة

في ما يلي الوصف المفصل لحفار فروع المتة في الطورين الكامل وغير الكامل:

الخنفساء الكاملة من الحفار

في الحقيقة إن الحشرة الكاملة خنفساء متوسطة الحجم سوداء اللون خمرية أو قرمزية بطول حوالي 8مم ويصل إلى 10 مم. كما تتواجد على كل من حافتي الصدر الأول الجانبيتين بقعة حليبية بيضاء اللون في وسطها نقطتان صغيرتان داكنتان. كذلك ينمو على الصدر أهداب خفيفة صفراء وبيضاء تشبه الوبر، أما بطن الحفارة فهو ذو أهداب رمادية وبرية كثيفة.

الطور غير الكامل من حفار فروع المتة

بينما الطور غير الكامل أو اليرقي فهو دودة أسطوانية مقوسة الشكل ذات لون أبيض يميل للون الكريمة أو الحليب مع رأس أصفر مبيض، أما الصدر الأمامي فهو بني إلى رمادي أبيض، والصدر متضخم عن بقية جسم الدودة. كما يبلغ طول اليرقة حوالي 15- 16 مم وقد تصل إلى 18 مم تقريبًا عند اكتمال النمو والنضج التام وهذا يعني أنها أطول من الخنفساء (الطور الكامل).

“اقرأ أيضًا: النمر على المحلب


الإصابة بحفار فروع المتة

حفار فروع المتة

 

إن الطور الضار من الآفة هو عمريها اليرقي (الدودة) والخنفساء الكاملة؛ حيث تهاجم الحشرات الكاملة من حفار فروع المتة، وكذلك اليرقات بأعمارها، أغصان وفروع وسيقان أشجار المتة وهذا ينعكس على النموات الجانبية وبالتالي الأغصان والأوراق الصغيرة. بعد ذلك، تحفر اليرقات بقوة في داخل الأغصان أنفاقًا فينجم عن ذلك ضعفها وجفافها وتقصفها فتنكسر من على أشجار المتة المصابة وتتداعى.

كما تستمر اليرقات في الحفر داخل فروع المتة نفسها حتى بعد موت هذه الفروع، مصيبة الأفرع الداخلية، ومن ثم نموات الشجرة التي تعتبر الجزء الاقتصادي من الشجرة فهو الجزء الذي يحضر منه مشروب المتة (إذ تحضر المتة من النموات الطرفية الجانبية ممثلة بالأغصان الصغيرة والأوراق).

“اقرأ أيضًا: دودة اوراق الفليفلة


أضرار حفار فروع المتة

تنبع وتأتي أضرار حفار فروع المتة من جملة من العوامل العديدة أهمها:

  1. هذا الحفار يصيب الأفرع الداخلية ومن ثم ينعكس هذا على النموات الجانبية التي تعتبر الجانب الاقتصادي للشجرة.
  2. ينجم عم الخطر السابق قلة إنتاج الشجرة من النموات الطرفية ممثلة بالأغصان والأوراق الصغيرة وهي التي يحضر منها مشروب المتة المنعش الغني بالكافيين.
  3. هذه الحشرة تحفر في جذوع أشجار المنة نفسها وبالتالي فهي تهدد حياة الشجرة بالكامل وتعرضها للموت.
  4. ينبع الضرر من كلا طوري الحشرة (سواء الخنفساء أو اليرقات).
  5. أيضًا فإن مكان الإصابة نفسه يضعف الشجرة وتنجذب إليه آفات أخرى خطيرة تصيب المتة كحفار ساق المتة وحفار الساق القرنبي القائد Cerambyx Dux.
  6. كذلك قد تنجذب آفات حفارة مثل الكابنودس Sp Capnodis وحفار ساق التين الاستوائي.
  7. كما قد تتشجع آفات أخرى ماصة للعصارة مثل حلم العنب والرمان والمتة، والأكاروس الأحمر ذو البقعتين Tetranychus urtiqae، والنمر على المتة Stephantis pyri.
  8. أيضًا يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية (ذبول، تقرح، تعفن) فيضطر الفلاح والمزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة ضمن بساتين المتة المصابة بالحفارة من أجل إيقاف الضرر.

“اقرأ أيضًا: تربس الخلة


معلومات عن دورة حياة الحفار

تتميز حشرة حفار فروع المتة بنشاط ربيعي وصيفي، وهي فصل الشتاء بطور الخنافس الكاملة التي تتواجد ضمن الأنفاق في الفروع في أشجار المتة مختبئة و في طور الإحماء أو السكون ضمن الأفرع والزوايا الخبيئة للشجرة وقشور القلف. كما يمكن للمزارع أو الفلاح العثور على الحشرات الكاملة أو الخنافس في فصل الربيع في منتصف نيسان/ أبريل وأيار/ مايو أيضًا ويمكن أن يستمر ظهورها لشهر كامل أو شهرين.

لكن غالبًا ما تنشط الخنافس مع أواخر الربيع فيكون موعدها الأنسب، وتبدأ بحفر الأنفاق في القلف منتجة نشارة خشبية ناعمة تظهر بوضوح من ثقوب في فروع وأغصان أشجار المتة وهذه النشارة تؤكد الإصابة للمزارع. بعد عدة أيام أو أسبوع، تنتقل الخنافس من الأفرع إلى منطقة الخشب في الداخل فتحفر فيها أيضًا، ثم تتزاوج الإناث والذكور حيث تضع الإناث البيض بحوالي 50- 75 بيضة على امتداد ومحيط النفق بشكل منتظم.

يفقس البيض فيعطي اليرقات الشرهة التي تتغذى لمدة طويلة ثم تتحول إلى عذارى فحشرات كاملة وتعيد دورة الحياة على شجرة متة أخرى أو على الشجرة المصابة نفسها وقد تبقى فيها حتى تقضي عليها بالكامل.

“اقرأ أيضًا: صوفة أوراق الفستق الحلبي


مكافحة حفار فروع المتة

حفار فروع المتة

 

يفضل من أجل مكافحة حفار فروع المتة أن تتبع أساليب وقائية قبل العلاجية، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

مكافحة وقائية من الحفار

تجرى المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بأشجار المتة وبفصل زراعتها عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى كاللوز والتفاح والعنب والمحلب والتوت والكولا الكوكا والقهوة. كما يهتم الفلاح بصورة خاصة بإزالة الأعشاب والحشائش المحيطة والمتراكمة في بستان المتة وبجواره أو المحيطة به وخاصة الأعشاب الموبوءة، مع تكرار الحش ثلاث مرات ويتم بالآلات (محشات قرصية) أو يدويًا بقلع الأعشاب أو استعمال آلة الحش.

بالإضافة لذلك، يهتم المزارع بري متوازن بنتظيم عدد الريات وكمية الماء في كل رية دون زيادة أو نقصان، كما يعتني الفلاح بتقليم جيد لشجرة المتة وإزالة أي فروع لا فائدة منها ومتشابكة بالقرب من سطح التربة فهي تساعد في صعود الآفات على أجزاء الشجرة وحدوث الإصابة.

مكافحة علاجية من الحشرة

أما المكافحة العلاجية فتتم من خلال استعمال المبيدات الفسفو- عضوية كالمبيد باراثيون مثيل Parathion metyhl بخلطه مع الزيت ودهن الأفرع بالخليط، أو المبيد دامثوات Dimethoate بالرش على أشجار المتة من فروع وسيقان. يستعمل المزارع أحد الزيوت الرديئة التي لا يحتاجها ويخلطها بأحد المبيدين المذكورين سلفًا بنسبة 1/3 للمبيد و 2/3 للزيت قليل الجودة (كزيت الزيتون الرديء مثلاً)، ثم يدهن الأماكن المصابة من أغصان وفروع بالمزيج بشكل جيد وموزع وهذا يضمن القضاء على اليرقات.

رغم كل ما ذكر، فإن المكافحة الكيميائية صعبة جدًا مع هذه الحفارة عندما تصيب المتة خاصة عند زراعة أنواع كثيرة من الأشجار المثمرة إلى جانب بعضها دون فصل ولأن الحشرة قوية سواء كخنفساء أو دودة.

برنامج المبيدات مع الحفار

ليتجنب المزارع والفلاح تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين المتة، تتبع حلقة مبيدات خاصة وبرنامج حازم، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار المتة المصابة بالخنافس الكاملة واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة أشجار المتة يستعمل المبيد كرباريل Carbaryl+ زيت زيتون رديء بالرش على أشجار المتة المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion+ زيت زيتون رديء بالرش على أشجار المتة مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والمصابة والجافة مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد فترة 7-9 أعوام فتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون ل


ها نفس الخواص مع تركيب مختلف وأن تكون فسفورية عضوية جهازية منصوحة.

“اقرأ أيضًا: نمشة الخيار


إجراءات الإدارة المتكاملة للحفار

تجرى الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار فروع المتة من خلال:

  • بدايةً إجراء المزارع لعملية عزيق في التربة المزوعة بالمتة على عمق حوالي 12- 15 سم يتبعها عزيق آخر بعد أسبوعين.
  • ثم يضيف الفلاح الأسمدة المعدنية من بوتاس وفوسفور وآزوت KNP، فالمتة تحتاج للآزوت لتقوية الإنتاج والبوتاس لتقوية المناعة والفسفور لتقوية النمو الخضري.
  • بعد هذا يضيف الفلاح والمزارع الأسمدة العضوية المتخمرة لمدة كافية ثم تنثر حول جذوع أشجار المتة بعناية.
  • يرجى الانتباه أنه يجب اختيار أبعاد مناسبة لغراس المتة لتجنب الكثافة التي تؤدي إلى الإصابة بالآفة، والمسافة المناسبة هي 3 م بين كل صف و 2.5 م بين كل غرسة متة على الأقل.
  • كذلك فمن المهم أن يراقب المزارع بستان المتة بصورة دورية للتأكد من الخلو من الآفات والحشرات والممرضات وأعراض الحفار، وتبدأ المراقبة في الربيع وبداية الصيف نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو.
  • يتم الرش الوقائي بالمبيدات الفطرية والنحاسية والكربماتية المنصوحة الجهازية إذا وجدت أي إصابات فطرية، أو بكتيرية على أجزاء أشجار المتة من أوراق وأغصان وفروع وغيرها.
  • كما يتم الرش بالمبيدات الفوسفورية العضوية (دمتون، دمثوات، براثيون) عند حدوث الإصابات الحشرية الواضحة، مع مراعاة استعمال المبيد المتخصص والمنصوح به مع كل حشرة وأن يكون فسفوري أو كربماتي.
  • يهتم ويعتني المزارع قدر الإمكان بعدم استخدام نفس المبيد في كل موسم متة، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية خاصة الباراثيروئيدية كالمبيد DDT.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار فروع المتة ومدى خطورتها على بساتين المتة. كما يكون الفلاح والمزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة والعلاج الأسلم وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان المتة المصاب وبرنامج وحلقة المبيدات المناسبة. لا شك بأن مربي البساتين والأشجار المثمرة يجب أن يكون حريصًا على خلو أراضيه من الآفات الحشرية الحفارة التي تهدد حياة الشجرة، كما أن المتة مفيدة ويجب الحفاظ على إنتاج المزارع الاقتصادي من نمواتها الجانبية كالأغصان والأوراق.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.