تربس الفصة (Medicago thrips)؛ أهم 5 أسباب للإصابة به

Medicago thrips

يعد تربس الفصة من أخطر الآفات التي تضر بمردود وإنتاج الفصة فكيف يتعامل المزارع معه وما أفضل برنامج وقاية وعلاج ومكافحة ممكن اتباعه معه عند الإصابة؟

يعتبر تربس الفصة (Medicago thrips) من الآفات الزراعية التي تهاجم نباتات الفصة الصفراء والعلفية بأنواعها بأوراقها وإنتاجها الهام، وتتغذى عليها، كما أن هذه الآفة تسبب ضعف النبات وتدني الإنتاج الزراعي، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بتربس الفصة، وكيف يمكن مكافحة تربس الفصة عند حدوث الإصابة؟


آفة تربس الفصة

إن تربس الفصة هي حشرة تصيب الفصة في الزراعة الحقلية، كما أن هذه الآفة متعددة العوائل وتم رصد هذا النوع من التربس على أكثر من 500 عائل نباتي نجيلي وبقولي وتعتبر الفصة من أهم النباتات البقولية التي لها أهمية في الدورة الزراعية وكعلف للحيوان. تنتشر الآفة بشكل خاص في آسيا الشرقية والغربية وفي اليابان والهند الصينية وأستراليا وأمريكا، وشمال ووسط أفريقيا، وتوجد في دول شرق المتوسط مثل قبرص وتركيا وسورية ولبنان والعراق وفلسطين والأردن، كما توجد في مصر وتونس والجزائر وتتكاثر بقوة حيث زراعة المحاصيل المتحملة للجفاف والنباتات البقولية والنجيلية.


وصف التربس

إن حشرة تربس الفصة تشبه حشرات المن في صغر حجمها، وفي ما يلي وصفها:

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة هي حشرة صغيرة الحجم بحوالي 0.3-0.6 سم طولانية إبرية الشكل، أما لون الحشرة فهو أسود بني في طورها الكامل، وهي تتميز بشكل مائع ولون لامع أي يمكن تمميزها. قرن الاستشعار فهو مؤلف من عدة عقل، والذكر يبلغ حجمه حوالي 0.4 سم أي أنه أصغر من الأنثى التي تبلغ 0.6 سم.

حوريات تربس الفصة

بينما حوريات تربس الفصة الصغيرة على الفصة فهي ذات لون أقل غمقًا وسوادًا من حشرة التربس الكاملة، ما عدا الرأس وقرني الاستشعار والأرجل فلونها باهت عن لون الحشرة الكاملة. تختلف الحوريات عن حشرة التربس الكاملة في تدرج اللون الأصفر وصغر الحجم إلى حد كبير وهذا يظهر من خلال الأطوار والأعمار التي تبلغ حوالي 3-4 أعمار والعمر الأخير يشبه الحشرة الكاملة.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكاكاو القشرية


الإصابة بتربس الفصة

تتجلى أعراض الإصابة بتربس الفصة على هيئة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية لأوراق الفصة الهامة من الناحية العلفية والغذائية. إن حشرة التربس هذه لا تسلك سلوك الحفارات أو صانعات الأنفاق، أو حشرات القلف والخشب، بل تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة الخلوية، فتتلف الأوراق وتضعف أنسجة نبات الفصة المصاب وتتماوت وتجف ويقل الإنتاج. تهاجم الأطوار الضارة من حوريات صغيرة وتربسات كاملة الفصة في الحقول وغيرها، وبعد ذلك، تشرع في امتصاص العصارة، وتهاجم الأوراق الكبيرة والصغيرة، ثم تتلون أماكن الإصابة باللون الأسود والأبيض وتتبرقش وتبقى الورقة عالقة مصابة على النبات. كما تعتبر حشرات الجيل الثاني أو الحوريات بعمرها 2 الأكثر خطرًا وضررًا في حقول الفصة ويكثر تواجد الحشرة في المناطق مرتفعة الحرارة فوق 28-32 مئوية، وقلما توجد في المناطق الباردة فهي لا تساعدها على البقاء كثيرًا.


خطورة تربس الفصة

تنبع خطورة تربس الفصة، من أنه يضعف الأوراق ويسبب تماوتها وقلة محتواها الغذائي، فيجعلها غير صالحة للعلف للحيوان ولا لصناعة الكسبة ولا للغذاء، فينعكس هذا على الإنتاج ويؤثر في قيمة الفصة كنبات دورة زراعية هام. أيضًا فإنه يضعف أماكن الإصابة على العائل النباتي، مما يجذب حشرات أخرى، وآفات أخرى غير حشرية أيضًا، فتنجذب حشرات المن، أو سوسة الفصة والقمح، أو آفة حفار ساق الذرة الأوروبي، أو الدودة القارضة والدودة السلكية المخططة وغيرها كالنيماتودا والحالوش والجراد. بالإضافة لذلك، قد تنجذب آفات فطرية وآفات بكتيرية وفطر العفن الأسود Pencillium، ومع تداخل الآفات الزراعية في ما بينها، وتفاقم الخطورة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في أماكن زراعة الفصة، خاصة عند تفاقم الإصابة ووصولها إلى 40-60% من إنتاج الفصة.


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لتربس الفصة مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول الفصة المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل الفصة الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن حقول الفصة قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%، وعدد الحوريات والحشرات الكاملة للتربس قليل جدًا.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية نباتات الفصة وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 60- 70% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، والأماكن والمساحات البيضاء على أوراق الفصة تكون واضحة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة لأن الأضرار أصبحت خطيرة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول الفصة المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بالحقل المزروع فصة.

“اقرأ أيضًا: حشرة القهوة القشرية


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

تربس الفصة
أسباب هذه الحشرة

 

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الفصة، وأهم العوامل:

  1. زراعة الفصة على كثافة نباتية عالية دون مراعاة مسافات الزراعة المناسبة.
  2. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لحقول الفصة من تعشيب وعزيق وتسميد وغيرها.
  3. زراعة المحاصيل والنباتات الصغيرة كالقمح والفصة والبندورة والخيار بين الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وهذا لا يجوز.
  4. ارتفاع درجات الحرارة 28-32 مئوية يشجع هذا التربس في حقول الفصة.
  5. أيضًا فإن إهمال عمليات التسميد المعدني لترب الفصة والنباتات الصغيرة يضعف مقاومتها للآفات ويجذب التربس.

دورة حياة الحشرة

تمتاز حشرة تربس الفصة بنشاط ربيعي- صيفي.

طور سبات التربس

إن طور السبات والسكون هو طور التشتية الذي يبدأ على الأغلب في كانون الأول/ ديسبمر، حيث يقضي التربس فصل الشتاء بطور الحشرة الكاملة تحت الأوراق، أو في شقوق الساق أو بين التربة ضمن حقول الفصة. تحضر الحشرة جسمها فزيولوجيًا لكي تقوم بعملها بمجرد حلول الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل حيث درجات الحرارة المناسبة للتربس، ومع ارتفاع الحرارة تهاجر إلى أماكن الإصابة فتبدأ في مص عصارة أوراق الفصة لمدة عدة أسابيع.

طور نشاط التربس

أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع مع أيار/ مارس، مع حلول درجات الحرارة المرتفعة 28- 30 مئوية وما فوق، حيث تهاجر الآفة إلى السيقان والأوراق في الفصة. بعد التزاوج، تبدأ الأنثى بوضع البيض بحوالي 100 بيضة اعتبارًا من منتصف نيسان/ أبريل بوساطة آلة وضع البيض الخاصة بها، حيث يتم وضع البيض ضمن أنسجة السنابل أو الأوراق في نبات الفصة. بعد ذلك، فإن الحوريات الخارجة من البيض تتغذى على عصارة النبات من سنابل وبذور وتتابع تطورها ضمن حقول الفصة فتمر الحوريات بعدة أعمار وعلى الأغلب عمرين قبل بلوغها طور التربسة الكاملة.

أجيال تربس الفصة

تحتاج دورة الحياة عدة أسابيع أو شهرين في حقول الفصة المناسبة الظروف، حيث تظهر حشرات الجيل الأول في آذار/ مارس بينما تبدأ حشرات الجيل الثاني بالظهور في شهر آب/ أغسطس، أو قد تتأخر حتى بداية أيلول/ سبتمبر حسب الظروف. أما حشرات الجيل الثالث والأخير فتظهر مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تهاجر إلى مكان التشتية من جديد عند أوراق الفصة، فتعطي الآفة 3 أجيال في السنة.


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بتربس الفصة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فصة:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الفصة بصورة دورية على ثلاث دفعات، الأولى في آذار/ مارس، والثانية في آب/ أغسطس، والثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة السنابل والأوراق على نباتات الفصة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مساحات بيضاء أو أي أعراض إصابة بالتربس.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل الفصة المشكوك في أمره وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الفصة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات المعتمدة علل الفحم المكلور، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البصل


مكافحة تربس الفصة

تربس الفصة
مكافحة الحشرة في حقول الفصة

 

من أجل مكافحة تربس الفصة، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية للحشرة

تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يعتني المزارع قدر الإمكان بحقول الفصة وغيرها من محاصيل صغيرة. يراعي مزارع الفصة الزراعة على مسافات مناسبة وهي 20 سم بين النبات والآخر، و 25 سم بين السطر والآخر أو الزراعة بالتلقيط خلف المحراث، ولكن مع عناية وخدمة بعد التلقيط. أيضًا يفصل المزارع حقول الفصة والنباتات الصغيرة كالخيار والبندورة والفصة عن أماكن زراعة الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وغيرها. كما يحرص المزارع على استعمال المبيدات الفوسفو – عضوية ضد الحوريات الصغيرة للتربس مع مراعاة مواعيد المكافحة بدقة حيث تتم في آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل في حقول الفصة المصابة. يتجنب المزارع استعمال المبيدات الباراثينوئيدية أو المبيدات التابعة لمشتقات الفحوم الهيدروجينية المكررة خاصة في الأراضي التي لا تطبق فيها دورات زراعية فهذه المبيدات تقضي على البيئة والأعداء الحيوية ضمن حقول الفصة. بالإضافة لذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالحقل بصورة أكيدة وخاصة الأعشاب النجيلية المحيطة بخطوط زراعة الفصة، أيضًا فإن المزارع يسمد ما يزرع بتوازن ما بين الآزوت N والفوسفور P والبوتاس K وخاصة عند معاملة الفصة؛ فهي تحتاج إليه. يوصى كذلك باستعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري في حقول الفصة بصورة دائمة.

مكافحة علاجية استئصالية للآفة

تتم المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة بما يستدعي استعمال المبيد ضمن حقول الفصة المزروعة، حيث يفضل استعمال أحد المبيدات ذات التأثير الجهازي، أو التأثير بالملامسة. يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على أوراق الفصة والسيقان، كما أن المبيد مالاثيون Malathion يعطي نتائج جيدة. يمكن أيضًا للمزارع استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos ضد الحوريات ويتم رش كل المبيدات المذكورة في نيسان/ أبريل على الأوراق والسنابل نفسها في نبات الفصة. بالإضافة لذلك، فيمكن استعمال المبيد ديميتون ميتيل Dimeton- methyl في شهر آذار/ مارس، وكل المبيدات السابقة تعطي نتائج فعالة مع هذا التربس ضمن حقول الفصة المتضررة والمصابة به.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول الفصة يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق الفصة والسيقان، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول الفصة المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية طفيلية تهاجم هذه الآفة يمكن أن توجد هذه الأعداء في الطبيعة في حقول الفصة وغيرها، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين والحقول المصابة. من أهم طرق المكافحة الحيوية إطلاق الفيروسات Viruses والبكتريا Bacteria الممرضة للحشرات أو توطين الفيروسات بالإدخال الفصلي إلى حقول الفصة المصابة؛ حيث يتم إطلاق الفيروس ويتكاثر بصورة طبيعية وهذا يفيد في المواسم اللاحقة للفصة ويخفض تكاليف استعمال المبيدات، ويقلل فرص القضاء على الأعداء الحيوية النافعة والمهم وجودها.


تطبيق الإدارة المتكاملة للآفة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتربس الفصة، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول الفصة، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية حيث يمدد غطاء من البلاستيك / بولي اتيلن/ أو الخيش أسود اللون لرفع حرارة التربة والقضاء على الآفات الساكنة ومنها التربس. بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب الفصة حراثة عميقة أولية 30 سم ثم بعدها حراثة سطحية 12 سم عمقًا، كما يعتني المزارع عند الزراعة بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتعنيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة في حقول الفصة ومنها التربس. أيضًا يراعي المزارع عدم زيادة الكثافة النباتية في حقول الفصة فوق الحد المسموح فهي تشجع الأمراض، وتقلل المساحة الغذائية المتوفرة للنبات.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الفصة ومدى أضراره على حقول الفصة في حال تفاقم الإصابة وكذلك سبل الوقاية والعلاج الممكن اتباعه. كما نكون حد أحطنا العلم بدورة الحياة، وكيفية تطبيق الإدارة المتكاملة في حقول الفصة المصابة بالتربس لوقايتها وحمايتها. يجب على المزارع، أن يكون حريصًا على المحاصيل الحقلية كالفصة من الآفات التي تتكاثر وتسبب أضرار هائلة وخاصة هذا التربس الذي قد يسبب خسائر هائلة في الإنتاج الهام.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.