حفار فروع القرفة (Cinnamon branch digger)؛ 7 أسباب لخطورته

 

تعتبر آفة حفار فروع القرفة (Cinnamon branch digger) من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب أشجار القرفة وتضعف النباتات وتؤدي إلى سحق عمر الأشجار وتدني مستوى الإنتاج الاقتصادي، كما تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى مناطق زراعة القرفة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار فروع القرفة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حفار فروع القرفة عند الإصابة به؟

---

معلومات عن حفار فروع القرفة

تعد حشرة حفار فروع القرفة تعد من الحشرات الاقتصادية الهامة التي تصيب أشجار القرفة في الهند وجزيرة سيلان خاصة، كما تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة أشجار القرفة المثمرة وخاصة آسيا الوسطى والشرقية والغربية ودول أمريكا وشمال أفريقيا.

كما تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطيرة في بعض الأوقات، لأنها تسبب ضعف الإنتاج وتدني مردود المزارعين والفلاحين وتقليل عمر الشجرة وبالتالي خسارة إنتاج القرفة من الأفرع الداخلية للشجرة التي تعتبر الجزء الأهم من الشجرة وهو الجزء الذي تصنع منه أعواد القرفة المنكهة للشاي.

---

شكل الحشرة

في ما يلي الوصف المفصل لحفار فروع القرفة في الطورين الكامل وغير الكامل:

الحشرة الكاملة من الحفار

في الواقع إن الحشرة الكاملة خنفساء سوداء اللون خمرية قرمزية بطول حوالي 8- 10 مم. كما يوجد على كل من حافتي الصدر الأول الجانبيتين بقعة حليبية بيضاء اللون في وسطها نقطتان صغيرتان غامقتي اللون. كما ينمو على الصدر أهداب قليلة صفراء مبيضة اللون، أما بطن الحفار فهو ذو أهداب رمادية كثيفة وغزيرة.

دودة حفار فروع القرفة

بينما الدودة فهي أسطوانية مقوسة الشكل ذات لون أبيض كريمي أو حليبي مع رأس أصفر، أما الصدر الأمامي فهو بني رمادي اللون، والصدر متضخم عن بقية جسم اليرقة. يبلغ طول اليرقة حوالي 15- 16 مم تقريبًا عند اكتمال النمو والنضج التام وهذا يعني أنها أطول من الحشرة الكاملة.

“اقرأ أيضًا: نمشة البندورة“

---

الإصابة بحفار فروع القرفة

الطور الضار هو الآفة بعمريها اليرقي والخنفساء الكاملة؛ تهاجم الحشرات الكاملة من حفار فروع القرفة، وكذلك اليرقات، أغصان وفروع وسيقان أشجار القرفة. بعد ذلك، تحفر اليرقات في داخل الأغصان أنفاقًا فينجم عن ذلك ضعفها وجفافها وتقصفها فتنكسر من على أشجار القرفة المصابة.

 

كما تستمر اليرقات في الحفر داخل فروع القرفة نفسها حتى بعد موت هذه الفروع، مصيبة الأفرع الداخلية التي تعتبر الجزء الأهم من الشجرة فهو الجزء الذي تحضر منه أعواد القرفة. وتزداد الإصابة وكذلك أعداد الآفة عند مهاجمة بساتين كاملة من القرفة وعند ارتفاع الحرارة وحدوث الجفاف في الجو الحار.

“اقرأ أيضًا: كابنودس جوزة الطيب“

---

خطورة حفار فروع القرفة

تأتي خطورة حفار فروع القرفة من جملة من العوامل العديدة أهمها:

1. هذا الحفار يصيب الأفرع الداخلية وهي الجزء الأساسي الذي تزرع من أجله القرفة فهي التي تصنع منها أعواد القرفة المنكهة للشاي والتي تضاف في الصناعات والحلويات والأطعمة.
2. هذه الحشرة تحفر في جذوع أشجار القرفة نفسها وبالتالي فهي تهدد حياة النبات بالكامل.
3. كما أن هذه الحشرة تصيب الأغصان والسيقان في أشجار القرفة وبالتالي فهي تهدد الإنتاج الاقتصادي.
4. أيضًا فإن مكان الإصابة نفسه يضعف الشجرة وتنجذب إليه آفات أخرى خطيرة تصيب القرفة كحفار ساق القرفة وحفار الساق Cerambyx Dux.
5. قد تنجذب آفات حفارة مثل كابنودس اللوزيات Capnodis tenebtionins، وحفار الساق أبو القرون (القرنبي القائد).
6. كما قد تنجذب آفات ماصة للعصارة مثل حلم العنب والرمان والقرفة، والأكاروس الأحمر Tetranychus urtiqae، ونمر الإجاص على القرفة Stephantis pyri.
7. أيضًا يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية (ذبول، تقرح، تعفن) غيضطر الفلاح لتطبيق المكافحة المتكاملة ضمن بساتين القرفة المصابة بالحفارة.

“اقرأ أيضًا: المن على التبغ“

---

دورة حياة الحفار

تمضي حشرة حفار فروع القرفة فصل الشتاء بطور الخنافس الكاملة التي تتواجد ضمن الأنفاق في الفروع في أشجار القرفة مختبئة ومستعدة ضمن الأفرع الداخلية للشجرة وقشور القلف. كما يمكن للمزارع أو الفلاح العثور على الحشرات الكاملة أو الخنافس في فصل الربيع في منتصف نيسان/ أبريل وأيار/ مايو أيضًا أو حتى بداية آذار/ مارس.

لكن غالبًا ما تنشط الخنافس مع أواخر الربيع وتبدأ بحفر الأنفاق في القلف منتجة نشارة ناعمة تظهر بوضوح من ثقوب في فروع وأغصان أشجار القرفة وهذه النشارة تؤكد الإصابة. بعد ذلك، تنتقل الخنافس من الأفرع إلى منطقة الخشب فتحفر فيها أيضًا، ثم تتزاوج الإناث والذكور حيث تضع الإناث البيض بحوالي 50 بيضة على امتداد ومحيط النفق بشكل منتظم. سرعان ما تتحول اليرقات إلى عذارى ثم حشرات كاملة وتعيد دورة الحياة على شجرة قرفة أخرى أو على الشجرة المصابة نفسها وقد تقضي عليها تمامًا.

“اقرأ أيضًا: المن على الفاصولياء“

---

مكافحة حفار فروع القرفة

من أجل مكافحة حفار فروع القرفة تتبع أساليب وقائية، وأخرى علاجية.

مكافحة وقائية من الحفار

تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بأشجار القرفة وبفصل زراعتها عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى كاللوزيات والتفاحيات والمحلب والتوت والكولا الكوكا. كما يهتم الفلاح بصورة خاصة بإزالة الأعشاب والحشائش المحيطة والمتراكمة في بستان القرفة وبجواره وخاصة الأعشاب الموبوءة، مع تكرار الحش ثلاث مرات ويتم بالآلات أو يدويًا.

 

بالإضافة لذلك، يهتم المزارع بري متوازن بنتظيم عدد الريات وكمية الماء في كل رية، كما يعتني الفلاح بتقليم جيد للقرفة وإزالة أي فروع لا فائدة منها ومتشابكة بالقرب سطح التربة فهي تساعد في صعود الآفات على الشجرة.

مكافحة علاجية من الآفة

أما المكافحة العلاجية فتتم من خلال استعمال المبيد باراثيون مثيل Parathion metyhl بخلطه مع الزيت ودهن الأفرع بالخليط، أو المبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار القرفة من فروع وسيقان. يستعمل المزارع أحد الزيوت الرديئة التي لا يحتاجها ويخلطها بأحد المبيدين المذكورين سلفًا بنسبة 1/3 للمبيد و 2/3 للزيت قليل الجودة، ثم يدهن الأماكن المصابة من أغصان وفروع بالمزيج بشكل جيد وموزع. رغم كل ما ذكر، فإن المكافحة الكيميائية غير فعالة مع هذه الحفارة عندما تصيب القرفة خاصة عند زراعة أنواع كثيرة من الأشجار المثمرة إلى جانب بعضها دون فصل ولأن الحشرة قوية ولا يمكن اكتشافها بسهولة.

“اقرأ أيضًا: حفار فروع الكولا“

---

برنامج استعمال المبيدات ضد الحفار

ليتجنب المزارع تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين القرفة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار القرفة المصابة بالخنافس الكاملة واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة أشجار القرفة يستعمل المبيد كرباريل Carbaryl+ زيت رديء بالرش على أشجار القرفة المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion+ زيت رديء بالرش على أشجار القرفة مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والمصابة والجافة مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص مع تركيب مختلف وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الخنافس الكاملة واليرقات معًا.

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للحفار

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار فروع القرفة من خلال:

• إجراء المزارع لعملية عزيق في التربة المزوعة بالقرفة على عمق حوالي 12- 15 سم.
• ثم يضيف الفلاح الأسمدة المعدنية من بوتاس وفوسفور وآزوت KNP، فالقرفة تحتاج للآزوت لتقوية مناعتها.
• بعد هذا يضيف الفلاح الأسمدة العضوية المتخمرة لمدة كافية حيث تكون متخمرة 8- 12 شهرًا على الأقل ثم تنثر حول جذوع الأشجار.
• يجب اختيار أبعاد مناسبة لغراس القرفة لتجنب الكثافة التي تؤدي إلى الإصابة بالآفة، والمسافة المناسبة هي 3 م بين كل صف و 2.5 م بين كل غرسة على الأقل.
• ثم يراقب المزارع بستان القرفة بصورة دورية للتأكد من الخلو من الآفات والحشرات والممرضات وأعراض الحفار، وتبدأ المراقبة في نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو.
• يتم الرش بالمبيدات الوقائية الفطرية والنحاسية والكربماتية (كبريت مكروني، مانكوزيب) إذا وجدت أي إصابات فطرية، أو بكتيرية على أجزاء أشجار القرفة من أوراق وأغصان وغيرها.
• كما يتم الرش بالمبيدات الفوسفورية العضوية (دمثوات، براثيون) عند حدوث الإصابات الحشرية الواضحة، مع مراعاة استعمال المبيد المتخصص والمنصوح به مع كل حشرة وأن يكون جهازي.
• يهتم المزارع قدر الإمكان بعدم استخدام نفس المبيد في كل موسم، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية خاصة الضارة كالمبيد DDT، واللجوء لحلقة المبيدات المذكورة باهتمام.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار فروع القرفة ومدى خطورتها على بساتين القرفة. كما يكون الفلاح والمزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة الممكنة وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان القرفة المصاب وبرنامج المبيدات المناسب. لا ريب بأن مربي البساتين والأشجار المثمرة يجب أن يكون حريصًا على خلو أراضيه من الآفات الحفارة التي تهدد حياة الشجرة، كما أن القرفة مفيدة ويجب الحفاظ على إنتاج المزارع الغزير من أفرعها الهامة.