تربس الأذريون (Calendula thrips)؛ أهم 5 أعراض إصابة به

Calendula thrips

يعد تربس الأذريون من الحشرات الخطيرة على زراعة وإنتاج ومردود عشبة الأذريون الطبية، فكيف يتعامل المزارع معه وما أفضل برنامج وقاية وعلاج ممكن اتباعه له؟

يعتبر تربس الأذريون (Calendula thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب عشبة أو نبات الأذريون (الأقحوان) وتضعف الإنتاج، حيث يزرع هذا النبات للحصول على فوائده الطبية كمضاد التهاب ومرمم للأنسجة. حيث يسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي الأذريون إلى حد قد يكون كبيرًا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الأذريون، وكيف يمكن مكافحة تربس الأذريون عند حدوث الضرر؟


معلومات عن تربس الأذريون

تعد حشرة تربس الأذريون من الحشرات الاقتصادية التي تصيب الأذريون الأصفر والأبيض، ويحصل هذا في مناطق زراعة الأذريون منطقة حوض المتوسط حيث يتواجد بكثرة. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في حقل الأذريون كالخشخاش والداتورة وغيرها. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الأذريون بغزارة، وتمتاز حشرات التربس بنشاط عالي في امتصاص عصارة النبات ويشبه نشاطها تقريبًا نشاط حشرات المن.


وصف التربس

تربس الأذريون
وصف شكل هذا النوع من التربس

 

إن حشرة تربس الأذريون هي حشرة صغيرة متطاولة وتبدو رفيعة وهي تماثل الإبر في الشكل، وفي ما يلي وصفها الكامل:

الحشرة الكاملة للتربس

إن الحشرة الكاملة من تربس الأذريون ضارة وهي لا يزيد طولها عن 2.5-3 مم، فاللون العام برتقالي أو أرجواني، وسطح الجسم مقسم ومتطاول كالإبرة العريضة أو الدودة المسننة. بينما الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار فبلون بني مسود وتتواجد الحوريات خاصة على الأماكن الغضة من النبات.

حوريات تربس الأذريون

تمر حوريات تربس الأذريون بعدة أعمار، وهي أيضًا ضارة كالحشرة الكاملة، وتكون الحوريات أو الأطوار غير الكاملة من التربس بلون ليموني فاتح أو باهت في بداية عمرها، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون الأصفر الغامق والقريب للبرتقالي مع التقدم في العمر.

“اقرأ أيضًا: من الكرز


الإصابة بتربس الأذريون

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الأذريون، من خلال:

  1. امتصاص الحشرات للعصارة النباتية الخلوية في الطبقة البرانشيمية بأنسجة أوراق وأزهار الأذريون بصورة خاصة.
  2. تصفر الأوراق ونموات الأذريون الغضة الفتية والحديثة عمرًا وتصيبها قروح بيضاء رمادية و طبقة من القشور البيضاء والمساحات الميتة.
  3. يغطى سطح أوراق الأذريون والأزهار المصابة بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات التربسات وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق ويجذب فطر العفن الأسود Pencillium.
  4. تتدهور القيمة التجارية لمحصول الأذريون الكلي الناتج وقد لا يباع في السوق لأن محتواه من المادة الطبية الفعالة يقل ويقل محتواه من مادتي الكيندولين والكالاندولين.
  5. من أعراض الإصابة تشوه ورقة الأذريون المصابة ثم تتجعد وتلتف حوافها فتسقط أو تبقى في حالة مشوهة على النبات.

خطورة تربس الأذريون

تنبع خطورة تربس الأذريون، من أن هذه الآفة تضعف نباتات الأذريون في أماكن الإصابة، وهذا ينعكس على المحصول وهو الأزهار والأوراق المستعملة كمضاد التهاب (منقوع، شراب محلى بالسكر) واستخراج المادة الطبية الفعالة في ترميم الأنسجة، كما تنجذب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كأكاروس الحلم الدودي والحلم ودودة أوراق الأذريون وغيرها. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات، والفيروسات، و مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن حقول الأذريون المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IBM لوقاية محصول الأذريون وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة في حال تضرر مردود المحصول وانخفاض الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: تربس الكرز


دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة تربس الأذريون بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

تكاثر التربس

تضع أنثى التربس البيض بحوالي 50 بيضة بصورة إفرادية ضمن أنسجة وأوراق وأزهار وحوامل أزهار الأذريون تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا في زوايا النبات المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة وحول السيقان في حال كثافة الزراعة. يفقس البيض بعد حوالي 3-4 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في حقول الأذريون، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ عملها في امتصاص عصارة النبات وإضعاف الأوراق والحالة العامة للنبات وبعد أسبوع تظهر الأعراض بشكل واضح على أوراق وأزهار الأذريون أو الأقحوان.

تطور الآفة

بعد فقسها من البيض تبدأ الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق الأذريون، ثم تتابع تطورها بعدة أعمار فتعطي التربسات الكاملة ومنها إناث جديدة تتكاثر وتعطي الأجيال اللاحقة التي قد تصل إلى 3 أو حتى 4 أجيال. قد تعيش الحشرات الكاملة فترة قد تصل إلى شهرين في حال توافر الظروف الملائمة. أيضًا فإن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في حقول الأذريون المصابة، وكذلك فهي تحتاج لحرارة معتدلة مناسبة ولكن تموت مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف.

أجيال تربس الأذريون

يختلف عدد أجيال تربس الأذريون، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

تربس الأذريون
كيفية مراقبة حقل الأقحوان المصاب

 

يجب أن يراقب المزارع للحقل المصاب بتربس الأذريون بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الأذريون بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل، والثانية في أيار/ مايو، وتكرر المراقبة كل ثلاثة أشهر فهذا هو موعد خروج الأجيال.
  • مراقبة الأوراق والأزهار على نباتات الأذريون بصورة ممنهجة منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات بيضاء وقشور أو أي أعراض إصابة بالتربس.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة الأذريون المشكوك في أنه مصاب بالتربس وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الأذريون كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد ديسيس Decis, والمبيدات المعتمدة على الفحم المكرر، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للتربس، وغيرها.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الأذريون، وأهم العوامل:

  1. أهم عامل وسبب هو الكثافة العالية في وحدة المساحة عند زراعة الأذريون على مسافات غير مناسبة.
  2. إهمال عملية التفريد التي لا بد منها لنبات الأذريون.
  3. زراعة عشوائية غير منتظمة للأرض وزراعة الأذريون في أرض غير مدروسة من ناحية تقسيم وتوزيع النباتات (محاصيل، أشجار، أعشاب).
  4. زيادة التسميد الآزوتي للأذريون التي تشجع نمو غض للأوراق والأغصان؛ وهذا محبب جدًا للتربس.
  5. كما أن ارتفاع الرطوبة في حقول الأذريون يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب النبات.
  6. إهمال العنابة بالحالة العامة لنباتات الأذريون الصغيرة وتربتها من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق للعمق المطلوب فالنباتات الفتية أكثر عرضة للتربس من النباتات الكبيرة.
  7. وجود الأعشاب الضارة في حقل الأذريون بصورة موبوءة يشجع عذارى التربس على التكاثر والتنقل بين الأشجار.

“اقرأ أيضًا: اكاروس القرع


مكافحة تربس الأذريون

لمكافحة تربس الأذريون، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من التربس

تتم المكافحة الوقائية بعناية المزارع بعزيق التربة قبل الزراعة وأيضًا بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في حقول الأذريون، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن النباتات، ويتم تفريد الأذريون بإبقاء 2 نبات أو 3 في الجورة الواحدة المزروعة. أيضًا يجب أن تتم زراعة الأذريون على مسافات مناسبة، وهي 30 سم بين النباتات، و 30 سم على الأقل بين السطور. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في حقل الأذريون بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة وعدم زيادة الري وعدد الريات بصفة نهائية. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة في تربة زراعة الأذريون تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده للأقحوان فيجب أن يكون الري منتظم (ويفضل استعمال الري بالتنقيط وأسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري عن طريق إضافة السماد مع الماء) وبهذا تزداد مقاومة النبات للآفات.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية الكيميائية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في خطوط الزراعة و حقول الأذريون، حيث تتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos بالرش على أوراق وأزهار الأذريون الغضة التي تظهر عليها الأعراض. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في حقول الأذريون المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد ديكلوروفوس DDVP، أو ميتا سيستوكس، بالرش على الأجزاء المصابة من نباتات الأذريون وهي (أوراق، أزهار، فروع غضة).

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول الأذريون يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد DDVP. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وأزهار وأفرع الأقحوان الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مونوكروتوفوس monocrotophos، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات الشرهة. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول الأقحوان المصابة والمتضررة من التربس.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لتربس الأذريون تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية. يعتمد المزارع على حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات ومنها التربسات بتعقيم ترب زراعة الأذريون بالمبيد ميتام الصوديوم metam sodium. كما يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في حقل الأذريون بمعدل 8 مصائد لكل حقل مكون من 70 نبات، لصيد فراشات الأنفاق كحفار أوراق الأذريون. كما يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن 6-8 سنوات ثم نشره وتوزيعه في حقول الأقحوان، والتسميد بالآزوت على ثلاث دفعات بمعدل 30-40 كغ للهكتار (لكن عدم زيادته بصفة نهائية). أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، لأن وجود التربس يشجعها، من خلال (استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide) على أوراق الأقحوان والفروع الغضة. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في الحقول وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبات منفرد وهذا من خلال عملية التفريد الهامة لنبات الأقحوان.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الأذريون ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن الحقول. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس وبرنامج الإدارة المطبق في حقل الأقحوان المصاب، حيث تسبب كثير من حشرات التربس أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي وتجب مكافحتها لكي لا يخسر المزارع مردوده وإنتاجه وخاصة مردود هذه النباتات المفيدة التي لها فوائد طبية علاجية هامة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.