سوسة براعم التوت (Berry blossom beetle)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة بها

Berry blossom beetle

تعد سوسة براعم التوت من الحشرات والآفات الضارة بإنتاج ومردود التوت إلى حد ما، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معها؟

تعتبر سوسة براعم التوت (Berry blossom beetle) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار وشجيرات التوت، وتسبب ضررًا في الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي الكلي لمزارعي ومربي هذه الشجيرات المثمرة المفيدة، كما أن هذه الآفة من الممكن أن تضعف الأشجار والشجيرات وتؤدي إلى انجذاب آفات أخرى، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بسوسة براعم التوت، وكيف يمكن مكافحة سوسة براعم التوت؟


آفة سوسة براعم التوت

إن سوسة براعم التوت هي من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار وشجيرات التوت، وتحديدًا البراعم قبل العقد، وتسبب ضررًا للمردود الكلي لمزارعي البساتين. قد يكون الضرر محدودًا في بعض المناطق، ولكن قد يرتفع مستوى الضرر في مناطق أخرى وخاصة في المناخ المتوسطي النموذجي الملائم وفي مناخ سنغافورة والفلبين و الصين والهند واليابان فيصل ضرر السوسة إلى 40-50%. تنتشر السوسة في مناطق زراعة التوت البري والعليق والديس حول العالم، وتوجد في آسيا الشرقية والغربية، وأوروبا الشمالية والجنوبية، ودول شرق المتوسط، وتقدر أضرارها بحوالي 45% من براعم التوت مع تفاقم الإصابة.


وصف السوسة

إن سوسة براعم التوت تشبه غيرها من حشرات السوس والخنافس، تكون الخنفساء صغيرة بحوالي 4-6 مم، كما أن جسم الحشرة مغطى بزغب يعطيها مظهر مغبر ولون رمادي في البداية ويصبح زاهي مع التقدم عمرًا. تمتلك السوسة قرن استشعار مرفقي، أما اليرقات أو الديدان غير الكاملة والكاملة فهي عديمة الأرجل تمامًا وذات لون أصفر نيوني. يبلغ طول اليرقة عند اكتمال النمو والنضج حوالي 1.5 سم ويمكن رؤيتها على شجيرات التوت.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت


الإصابة بسوسة براعم التوت

تتجلى أعراض الإصابة بسوسة براعم التوت من خلال الحشرات الكاملة واليرقات على السواء، حيث تهاجم الخنافس الكاملة البراعم الزهرية وحوامل الأزهار ثم تثقبها وتضع فيها البيض، فتتلون أماكن الإصابة بالبني الأسود، ثم تجف وتموت تباعًا، وينجم عن ذلك عدم حدوث العقد على شجيرات وأشجار التوت. كما تهاجم اليرقات الأزهار غير المتفتحة وتسبب تساقطها وعدم تفتحها، فتجف وتموت وتصل نسبة الخسائر إلى حوالي 30- 45% من إنتاج شجيرة التوت.


خطورة سوسة براعم التوت

تنبع خطورة سوسة براعم التوت حين يشتد ضررها على بساتين التوت، بمعنى آخر، فإنها غير خطيرة إذا لم تكن موجودة بأعداد كبيرة أو لم تحدث ضرر واضح يستجدي المكافحة. من جهة أخرى، في بعض المناطق تقدر أضرارها بحوالي 25% من الإنتاج وقد تصل إلى 60% في بعض بساتين التوت البري والعليق والديس. بناء على ذلك، لا يتم اللجوء إلى المكافحة وبرنامج الوقاية والإدارة إلا حين يشتد الضرر ويستدعي المكافحة بالفعل، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية على البيئة، والمحيط، والنحل، وخاصة عند تربية دود القز على شجيرات التوت المعدة لهذه الغاية.


العتبة الاقتصادية للحشرة

سوسة براعم التوت
ما هي العتبة الاقتصادية لهذه الآفة؟

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لسوسة براعم التوت مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين التوت المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد حقيقية من تطبيقها في بستان التوت الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه السوسة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري على شجيرات التوت قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15% وعدد اليرقات قليل والأعراض لا تلاحظ.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية شجيرات التوت وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 65% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة من أزهار وبراعم وحوامل زهرية.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب المكافحة بقوة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين التوت المصابة إلا بعناية وبحلقة مبيدات مخصصة جهازية، خاصة عند تربية دود القز فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية الزراعية، أو توجيهات لعناية المزارع بشجيرات التوت.

“اقرأ أيضًا: حلم أوراق الفراولة


آفات يمكن أن تنجذب عند الإصابة بالآفة

يمكن أن تنجذب بعض الآفات عند الإصابة بهذه الآفة، ومن أهم هذه الآفات حافرة أوراق التوت، وعثة التوت، وفراشة التوت البري، وحشرات القلف وخنفساء قلف التون وغيرها. كما تزداد الأضرار عند الإصابة بحفار ساق التوت Btosima undecemmaculata وتصبح المكافحة ضرورية ولا بد منها.


عوامل تشجع الإصابة بالسوسة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بسوسة براعم التوت، أهمها خمسة عوامل:

  1. ضعف شجيرات التوت العام، بسبب إهمال الري وعمليات التقليم والتسميد الآزوتي.
  2. وجود الأعشاب الضارة في بساتين التوت، فهذا يسمح للعذارى واليرقات الساكنة بالصعود لاحقًا على الشجيرات والأشجار.
  3. عدم تعقيم التربة في بساتين التوت وتركها من دون تعقيم لفترة زمنية طويلة عند زراعة التوت، يسمح للعذارى والأطوار الساكنة للآفة بالتكاثر.
  4. أيضًا فإن وجود آفات أخرى كالحلم وماصات العصارة وحفارات القلف، وحفار التوت، يشجع الإصابة بالسوسة.
  5. استعمال المزارع لمبيدات متكررة سنويًا مع شجيرات التوت يزيد مقاومة الآفات، ومنها السوسة، خاصة عند عدم استخدام مبيدات جهازية فسفورية مأمونة.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

في واقع الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع سوسة براعم التوت إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات غير المنصوحة ضمن خطوط زراعة التوت يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة حتى للمبيدات الفسفورية خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في خطوط التوت لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد وأسد المن وكذلك دود القز.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن خطوط التوت، كالأكاروسات والحفارات ودودة ثمار العنب.
  • أيضًا فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة التوت أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة الجهازية والمأمونة.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


دورة حياة الآفة

الحشرات الكاملة للسوسة

تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور سوسة براعم التوت الكاملة. تتواجد الحشرة الكاملة في شقوق القلف وزوايا الأغصان والبراعم وحوامل البراعم ضمن أجزاء شجيرة التوت والديس، وقد تتواجد ضمن التربة، أو تحت الأوراق المتساقطة أو بين الكدر الترابية. تبدأ بعض الحشرات بالظهور في بداية آذار/ مارس أو مع أوائل نيسان/ أبريل في بستان التوت. تتغذى على الأوراق والثمار في التوت بعد غروب الشمس، ثم تثقب البراعم غير المتفتحة الخضراء وتحفر فيها فتتلف وتموت البراعم وتجف وقد تتساقط، وينجم عن ذلك كله عدم تلقيح الأزهار ونضجها وخسارة المردود.

تزاوج السوسة

تتزواج حشرات السوس الكاملة في ما بينها، وبعد ذلك، تضع الأنثى البيض بحوالي 50 بيضة خلال مدة من 15- 34 يوم في ثقوب البراعم الغضة والمعمرة على السواء ضمن أجزاء شجيرة وشجرة التوت، حيث يختلف عدد البيض حسب الظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة والحرارة حول شجيرات وأماكن زراعة التوت البري والديس والعليق.

متابعة تطور الدودة

تتغذى الديدان واليرقات الخارجة من البيض على الأعضاء الداخلية لأزهار التوت منها الأنوية والرحيق وحبوب اللقاح، فتسبب جفافها وعدم تفتحها وموتها بنسبة لا يستهان بها. يكتمل نمو اليرقات خلال 15- 30 يومًا، ثم تتحول إلى عذارى ضمن الزهرة نفسها على شجيرة التوت، أو تسقط نفسها إلى التربة وتتحول هناك في مكان أمين. بعد ذلك، تخرج السوسة أو الخنفساء الكاملة خلال شهر أيار/ مايو، أو حزيران/ يونيو وتصعد على ساق وأغصان النبات، أو تتحرك على الشجيرة، ثم تختبئ في شقوق القلف وزوايا الأغصان الحديثة وبين البراعم أو تحت الأوراق المتساقطة حتى الربيع التالي، فتعيد دورة الحياة من جديد وتخرج في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل.

أجيال سوسة براعم التوت

إن للحشرة جيل واحد في السنة كما هو مرصود عنها، حيث يظهر هذا الجيل مع أوائل نيسان/ أبريل أو بدايات آذار/ مارس أي بالتزامن مع ظهور براعم التوت والإزهار.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

سوسة براعم التوت
كيف يراقب المزارع الشجيرات والأشجار المصابة؟

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بسوسة براعم التوت بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع توت:

  • مراقبة بساتين وشجيرات وأشجار التوت بصورة دورية في الربيع في نيسان/ أبريل وفي آذار/ مارس.
  • مراقبة الأزهار والبراعم وحوامل الثمار في شجيرات التوت بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من براعم تالفة وأزهار منخورة وساقطة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان شجيرات التوت والمكان المشكوك بأنه مصاب بالسوسة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان التوت كاستعمال مبيدات ضد السوسة دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها من خطوات تضر أكثر من النفع، وتسبب أذية البيئة والكائنات النافعة.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


مكافحة سوسة براعم التوت

من أجل مكافحة سوسة براعم التوت تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من السوسة

تتم المكافحة الوقائية من خلال اعتناء المزارع بالحالة العامة لشجيرات وأشجار التوت وخاصة الري المنظم الذي يكرر 3 مرات مع بدايات الربيع في نيسان/ أبريل ويستمر حتى أيار/ مايو. يقلم المزارع الشجيرات بصورة سنوية، حيث يكتفى بحوالي 4-5 أفرع أساسية لشجيرة التوت، كما يحرص على عدم انتشار الآفات الأخرى في بستان التوت. أيضًا فعلى المزارع أن يتخلص من الأعشاب الموبوءة في بستان التوت وعليه القيام بحرقها تمامًا مع عزيق لعمق 12- 15 سم، وهذا للتخلص من أي آفات ساكنة ضمنها ومنها السوسة. يراعي المزارع التسميد بصورة متوازنة لنباتات التوت (بالآزوت والفوسفور والبوتاس)، لإعطاء مناعة للشجيرة والشجرة الكبيرة ضد السوسة. أيضًا يعقم المزارع التربة بخلطها بالمبيد إندوسلفان (Endosulfan)، ويقلب المبيد بصورة جيدة، وتهدف هذه الإجراءات لمنع أي بوادر قوية من الآفة تدفعها لكي تصيب الشجيرات والأشجار.

مكافحة علاجية من الآفة

تتم المكافحة العلاجية فقط عند حدوث ضرر يستدعي استعمال المبيد ضد السوسة، ولوحظ عند مكافحة آفات التوت الأخرى بصورة مدروسة وبمبيدات منصوح بها أن نسبة الإصابة بهذه السوسة تنخفض خاصة عند مكافحة النطاطات وآفات الحلم والتربس. ترش شجيرات التوت قبل تفتح البراعم أي عندما يكون لون البراعم أخضر ونموها غض في أوائل نيسان/ أبريل، كما يستعمل المبيد أزنفوس ميثيل Azinphos- methyl بالرش على الشجيرات مستهدفًا الأوراق وحوامل البراعم. كما يمكن للمزارع أن يستعمل المبيد براثيون مثيل Parathion- methyl بالرش على البراعم وأوراق التوت والأزهار والثمار المصابة بالسوسة. يفضل بشكل خاص أن يتم استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية ضد السوسة وعند معاملة الشجيرات المثمرة للتوت لكي لا تؤذي دود القز، وأن توجه عمليات المكافحة قبل تفتح براعم التوت.

حلقة استعمال المبيدات مع السوسة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين التوت، تتبع حلقة مبيدات خاصة جهازية، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl. أما في الموسم التالي لإصابة التوت بالسوسة فيستعمل المبيد أزينفوس ميثيل Azinphos methyl بالرش على براعم التوت وحوامل البراعم والأوراق. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل Carbaryl بالرش على شجيرات التوت، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء).


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن إجراءات الإدارة المتكاملة لسوسة براعم التوت تهدف إلى حماية البستان المثمر، وتأمين الظروف المثلى من بيئة وحرارة وتعقيم وعمليات خدمة. يعقم المزارع التربة بالطاقة الشمسية، من خلال وضع أغطية بلاستيكية / بولي إتيلن/ فوق سيقان شجيرات التوت على سطح التربة فترتفع حرارة التربة إلى 60 مئوية وبذلك يتم القضاء على الآفات الساكنة المختبئة في التربة ومن ضمنها السوسة. كما يمكن أن يستخدم المزارع مصائد بلاستيكية أو زجاجية /مصيدة ماكفيل/ تعلق على الشجيرات لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات وغيرها من آفات وخاصة دودة أوراق التوت، ويمكن وضع المبيد كارباريل Carbaryl فيها مع طعم سام سكري لجذب هذه الآفات وقتلها. يراعي المزارع قدر الإمكان جمع الأجزاء المصابة من الشجيرات وخاصة البراعم والأزهار والتخلص منها، كما يتخلص المزارع كذلك من الأفرع المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة لكي لا تصعد عليها اليرقات والآفات.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة براعم التوت ومظاهر الإصابة بها التي تظهر على الشجيرات والأشجار المصابة بها. كما نكون قد حددنا دورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة والتعقيم والإدارة ضمن بستان التوت المصاب والمتضرر بالسوسة. إن الشجيرات المثمرة يجب الحفاظ عليها وعلى إنتاجها من مختلف الحشرات والآفات التي تصيبها ومن ضمنها هذه السوسة التي قد تكون شرسة ولا يستهان بها وبضررها على المردود الزراعي.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.