كابنودس المشمش (Apricot capnodis)؛ أهم 5 عوامل تشجع إصابة الشجرة به

Apricot capnodis

يعد كابنودس المشمش من الحشرات والآفات الخطيرة على زراعة المشمش، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الحشرة الضارة وما برنامج الإدارة المطبق عند الإصابة؟

تعتبر حشرة كابنودس المشمش (Apricot capnodis) من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار المشمش المثمرة وتؤدي إلى ضعف كبير للشجرة وتهدد حياتها بالكامل، كما أن هذه الحشرة تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى الأشجار بسبب ضعف مكان الإصابة، ويمكن لها أن تهدد زراعة بساتين بالكامل من الأشجار، فما هي علامات الإصابة بكابنودس المشمش، وكيف يمكن مكافحة كابنودس المشمش؟


حشرة كابنودس المشمش

إن كابنودس المشمش هو واحد من أهم الآفات الزراعية التي تصيب الأشجار المثمرة. تصيب هذه الآفة المشمش، وتنتشر في كل مناطق زراعة المشمش من حول العالم. كما تعتبر هذه الآفة من الآفات الشرهة من بين أنواع الكابنودس الأخرى ويمكن لها إحداث ضعف 100% لبعض بساتين المشمش غير المخدومة، يمكن أن تتواجد هذه الآفة في أسيا في اليابان والصين والهند، وأوروبا في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، ودول شرق المتوسط في سورية والأردن، وشمال أفريقيا.


وصف شكل الآفة

كابنودس المشمش
وصف شكل الآفة

 

إن شكل كابنودس المشمش لا يختلف كثيرًا عن شكل كابنودس اللوز، والاختلاف هو وجود البقعة القلبية في الجانب الأمامي للصدر عند الرأس. البقعة القلبية غالبًا ما تأخذ شكل مثلثي ورأس المثلث للأسفل، وقد تكون مبحوحة الألوان أحيانًا مما يصعب التمييز بينه وبين كابنودس اللوز Capnodis tenebroinus. قد تمتد البقعة أيضًا حتى نهاية الحافة الخلفية لترجة الصدر الأمامي، كما توجد أربع بقع سوداء صغيرة على ترجة الصدر ذاته، وطول الحشرة الكاملة للكابنودس لا يتجاوز 30 مم.

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين


الإصابة بكابنودس المشمش

تهاجم حشرة كابنودس المشمش أشجار المشمش غير المخدومة وغير المعتنى بها والضعيفة، بيرقاتها الشرهة للفروع والجذوع. تفضل الحشرة مهاجمة الأشجار الضعيفة التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل دائم وحرارة فوق 35 مئوية، والتي تكون جافة ويابسة وغير معتنى بها بالري خاصة. تلتهم اليرقات منطقة الخشب أولاً، ثم منطقة اللحاء، كما تحدث اليرقات أنفاقًا طويلة في فروع أشجار المشمش والأغصان والجذوع. كما أن الأنفاق تكون من الأعلى باتجاه الأسفل في سوق وفروع وأغصان أشجار المشمش. كما أنه قد تتواجد العديد من اليرقات في الشجرة الواحدة مما يضعف الأشجار والأغصان ويكسرها. أيضًا فقد تتقصف الأشجار من قواعدها لأن هذه الآفة حفارة جذور وتهدد مسقط تاج الشجرة بنخره من جذوره وهذا يقلل حياة وعمر الشجرة.


مستوى خطورة الحشرة

إن مستوى خطورة كابنودس المشمش عالٍ جدًا؛ لأن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة المشمش المثمرة بالكامل. يمكن لليرقات إذا لم يتم كشفها أو معرفة وجودها أن تستمر لما يزيد عن 15- 17 شهرًا مختئبة في أماكنها في اللحاء والخشب، كما أن وجود أعداد اليرقات بشكل كبير بما يفوق 20 يرقة يؤدي إلى كسر الأغصان، وتقصف الجذع نفسه وخاصة قرب سطح التربة. بالإضافة لذلك، فإن مكان الحفر يضعف الجذع والأغصان ويعرضها للإصابة بحشرات أخرى أهما حشرات القلف ووخنفساء قلف اللوزيات وخنافس المشمش وأنواع مختلفة من الكابنودس نفسه الحفار للجذور والفروع.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

كابنودس المشمش
العوامل التي تشجع إصابة الشجرة بالآفة

 

في واقع الأمر، إن هناك عوامل تشجع الإصابة بكابنودس المشمش، وأهم العوامل:

  1. ارتفاع الحرارة فوق 35 مئوية في بساتين المشمش وحدوث الجفاف.
  2. عدم عناية المزارع بأشجار المشمش المثمرة وخاصة الري؛ لأن هذا الكابنودس يفضل الترب غير المروية.
  3. كما أن عدم طلاء المزارع لفروع أشجار المشمش وأغصانها بالكلس في الصيف يشجع الإصابة.
  4. بالإضافة لذلك، عدم تقوية المزارع للأشجار بإهمال التسميد المتوازن يشجع الإصابة، لأن أشجار المشمش تضعف مع ضعف التسميد وخاصة في حال غياب السماد الآزوتي.
  5. أيضًا فإن وجود آفات أخرى حفارة، خاصة حافرات القلف والخشب واللحاء، وخنفساء قلف اللوزيات، وسوسة المشمش، يشجع الإصابة بهذه الحشرة.

دورة حياة الحشرة

إن كابنودس المشمش يفضل أجواء الصيف من أجل التكاثر بقوة، وتكون دورة حياة الحشرة بالتفصيل كالتالي:

  • تظهر الخنافس الكاملة من الكابنودس في بساتين المشمش مع أيار/ مايو ثم تستمر في ظهورها لعدة أشهر في الصيف.
  • بعد ذلك، يكون أوج التكاثر في منتصف الصيف في تموز/ يوليو وحزيران/ يونيو ضمن بساتين المشمُش.
  • ثم تتغذى الحشرات الكاملة على القلف الغض وقشور الأغصان والبراعم في أشجار المشمُش مختارة الضعيف منها، مسببة سقوطها.
  • يتم التزواج في شهر آب/ أغسطس أو أيار/ مايو غالبًا وتضع الأنثى حوالي 2500- 3000 بيضة أو أكثر حول مسقط تاج شجرة المشمش.
  • غالبًا ما يتم وضع البيض عند منطقة الجذع بالقرب من سطح التربة أو عند الساق أو منطقة التاج الشجرة أو ما يسمى بمسقط الشجرة.
  • بعد حوالي 4-7 أسابيع يفقس البيض ويعطي اليرقات الشرهة التي تفضل أن تهاجم الجذور مباشرة، تليها الجذوع، ثم الأفرع.
  • تحفر اليرقات أولاً في الخشب ثم تبدأ بعد ذلك بالتهام منطقة اللحاء في أشجار المشمش.
  • تتحول اليرقات إلى عذارى في حجرة بيضاوية تحت قلف شجرة المشمش قبل أيار/ مايو من العام التالي للإصابة.
  • بعد ذلك، تخرج الحشرات الكاملة من الكابنودس من جديد بعد حوالي 4- 7 أسابيع لتعيد دورة الحياة.
  • يعطي هذا الكابندوس غالبًا جيل واحد في السنة في بساتين المشمش في مناطق الشرق الأوسط، بسبب توفر المناخ المناسب، أما في أوروبا الوسطى فيعطي جيل كل سنتين.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بكابنودس المشمش بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع مشمش:

  • مراقبة بساتين المشمش بصورة دورية مع بداية الربيع على دفعات الأولى في أيار/ مايو ثم بقية المراقبة تكون في أشهر الصيف خاصة آب/ أغسطس وتموز/ يوليو.
  • مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في أشجار المشمش بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة.

 

كابنودس المشمش
كيفية مراقبة المزارع للبستان المصاب

 

  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان المشمش والحقل المشكوك في أمره بأنه مصاب بالكابنودس.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المشمش كاستعمال مبيدات ضد الكابنودس دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

مكافحة كابنودس المشمش

تتم مكافحة كابنودس المشمش من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الكابنودس

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجار المشمش المثمرة؛ حيث يعتبر الري أهم سبل المكافحة على الإطلاق لهذه الآفة لأنها تخاف الماء وبيضها يموت عند الجذع مع مياه الري. يجب على المزارع تكرار الري على الأقل ثلاث مرات بعد الرية الأولى، وعدم التطويف قدر الإمكان لكي لا يصاب المشمش بالتصمغ. كما يجب على المزارع طلاء الأشجار بمادة كلسية في الصيف وخاصة في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو أو أثناء الحرارة المرتفعة لتجنب الحروق على أشجار المشمُش، ومقاومة هذه الآفة.

مكافحة علاجية للآفة

يتم اللجوء للمكافحة العلاجية بمجرد حدوث الإصابة بحشرة واحدة من كابنودس المشمُش. يمكن استعمال المبيدات الفوسفو- عضوية فهي الأفضل للقضاء على اليرقة والحشرة الكاملة معًا، رغم أن مكافحة هذا الكابنودس صعبة جدًا فهو قوي للغاية ويصعب القضاء عليه حتى بمبيدات مركبات الفوسفور لأنه قوي كيرقة وكحشرة كاملة في آن معًا. ينصح باستعمال المبيد فوسفاميدون Phosphamedon ويتم ذلك بالتعفير حول الجذع والرش جيدًا فوق الساق لأشجار المشمش المصابة. كما يمكن أن أيضًا نثر حبيبات المبيد ديازينون Diazinon في التربة ولكنه غير منصوح به ويفضل تركه واستعمال المبيد الأول المذكور أو يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyel برش فروع وسيقان ومسقط تاج شجرة المشمش.

حلقة استعمال المبيدات ضد الكابنودس

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين المشمش، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد فوسفاميدون Phosphamedon المعروف باسم ديمكرون بالرش على فروع وجذوع أشجار المشمش المصابة بالكابنودس الكامل واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة الدراق فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار المشمُش المصابة بالكابنودس واليرقة الصغيرة مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان والجذوع بشكل مباشر. بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون (Malathion) بالرش على أشجار المشمش مستهدفًا الفروع والأغصان والأجزاء القديمة المنخورة والمصابة مع شهر تموز/ يوليو ومرة في آب/ أغسطس، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الكابنودس الكامل واليرقات معًا.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك


إجراءات الإدارة المتكاملة للكابنودس

إن الإدارة المتكاملة لكابنودس المشمش تتم من خلال جملة من الخطوات العنائية والزراعية والميكانيكية والكيميائية:

  • يقوم المزارع بالتخلص من الأعشاب حول بستان المشمش المصاب تمامًا، مع عزيق سطحي 12 سم ويكرر العزيق 3 مرات.
  • ثم يقوم المزارع بتقليم أشجار المشمش بإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة تمامًا، مع الإبقاء على الدوابر الثمرية التي تعتبر وحدة إثمار المشمش الرئيسية.
  • كما يعتني المزارع بالتخلص من الأفرع القريبة من سطح التربة من أشجار المشمش في حال تواجدها لأنها تساعد اليرقات الحفارة في التسلق.
  • كذلك فعلى المزارع أن يستعمل أسمدة بلدية متخمرة لمدة 8- 15 شهرًا قبل أن ينثرها على جوانب بستان المشمش وحول جذوع الأشجار.
  • ثم يقوم المزارع بعد هذه الإجراءات بالمراقبة الدورية لأشجار المشمش، وخاصة مراقبة الجذوع ومنطقة التاج، وفي حال وجود نشارة خشبية وثقوب هذا يدل على الإصابة، فيسجل المزارع أي ملاحظات.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على جمع أي نواتج مصابة (جذوع، أفرع، أغصان) وحرقها بعيدًا عن بستان المشمش المصاب بالكابنودس.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على كابنودس المشمش ومدى خطورته على الأشجار المثمرة. كما يكون المزارع قد أحاط العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة، وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان المشمش المصاب بالكابنودس. لا بد أن المزارع الحريص على أشجاره يجب أن يهتم بحمايتها من الآفات الخطيرة وخاصة هذا الكابنودس الذي يمكن أن تهدد حياة الشجرة بالكامل وينسف جذع شجرة المشمُش من جذوره.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.