حفار ساق الكرز (Prunus domestica leg digger)؛ أهم 4 نقاط تراعى عند مراقبة هذه الآفة

Prunus domestica leg digger

يعد حفار ساق الكرز من الحشرات الحفارة الضارة بزراعة ومردود وإنتاج شجيرات الكرز، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما برنامج المكافحة والإدارة لها؟

يعتبر حفار ساق الكرز (Prunus domestica leg digger) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب شجيرات الكرز اللوزية وتؤدي إلى ضعفها وهلاكها مع الزمن، وانجذاب آفات أخرى خطيرة للأشجار، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بحفار ساق الكرز، وكيف يمكن مكافحة حفار ساق الكرز؟


حشرة حفار ساق الكرز

في الحقيقة، تعد حشرة حفار ساق الكرز واحدة من الحشرات الاقتصادية، وهي آفة هامة تصيب عددًا من الأشجار المثمرة من ضمنها الكرز، وتؤدي لإضعاف إنتاجية المحصول وإضعاف الشجيرات وكذلك التأثير على قوة البستان بالكامل. تؤثر هذه الآفة في زراعة الكرز وبقية الشجيرات المثمرة المزروعة في نفس البستان وخاصة إن كانت تنتمي إلى العائلة اللوزية نفسها.


وصف الحشرة

حفار ساق الكرز
وصف شكل الحشرة

 

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة من حفار ساق الكرز بطول لا يتجاوز 14 ملم، واللون العام هو اللون الأسود غالبًا، ويتواجد على كل من الغمدين ثلاثة أشرطة قد تكون حمراء أو صفراء أو برتقالية أو بيضاء اللون أو قرنفلية، ويختلف ذلك حسب مكان ولادة الحشرة ونوع عائلها النباتي. بطبيعة الحال، فإن الحشرة الكاملة خنفساء من رتبة غمدية الأجنحة متطاولة الشكل، بالإضافة لذلك، فإن هذه الخنفساء، شأنها في ذلك شأن الجعل الذهبي والزمردي الأزهار وكابنودس اللوز، لها سلوك مشابه لسلوكيات الخنافس، فهي تضم رجليها إلى بطنها أثناء تعرضها للكمش مدعية الموت كسلوك دفاعي، بالإضافة لذلك، فهي لا تستطيع الطيران من دون الشمس.

يرقات حفار ساق الكرز

أما يرقات الخنفساء فهي طولانية الشكل تشبه الدودة، لكن الحلقة الصدرية الأولى فيها متضخمة ومبططة الشكل منتفخة. رأس اليرقة صغير ويحمل فكين قويين جداً، وفي الحقيقة، فإن قوة اليرقات لا تقهر، لأنها قادرة على الحفر بقوة في مكان التغذية ضمن ساق الكرز المصابة. كذلك، فإن اليرقة تعمر طويلاً جدًا لفترة قد تزيد عن 15 شهر دون أن يتمكن المزارع المبتدئ من وجودها، وهذا يعيدنا إلى التفكير بيرقات حشرة حفار جذور اللوزيات اللوزيات التي تمتاز أيضًا بالعمر المديد والصحة الكبيرة.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


دورة حياة حفار ساق الكرز

طور نشاط الحفار

تمتاز حشرة حفار ساق الكرز بأن نشاطها إما صيفي أو ربيعي، ويختلف ذلك حسب مكان تواجد الحشرة وظروف المكان البيئية. إن الحشرات الكاملة أو الخنافس تظهر في البساتين اللوزية في أوائل شهر أيار/ مايو وقد يكون في حزيران/ يونيو في بعض المناطق أو في نيسان/ أبريل في مناطق أخرى. بعد ذلك، يتم التزاوج لإعطاء اليرقات الحفارة التي تعتبر الطور الضار والخطير وتبدأ في التهام ساق الكرز.

سلوك يرقات الآفة

تخرج اليرقات من البيض الذي كان مخفيًا في شقوق وفروع وقلف أشجار الكرز وزوايا الأغصان. بعد ذلك، تبدأ اليرقات سلوك الحفر، وتمتاز الأنفاق المصنوعة بواسطة هذه الآفة بأنها متفرعة للغاية وكثيفة لذلك تصعب مكافحة هذه الحشرة حتى باستعمال المبيدات الفسفورية المنصوح بها. أيضًا، فإن الأنفاق قصيرة ومليئة بالنشارة الناعمة الناتجة عن تغذية اليرقات ضمن ساق الكرز. يكون الحفر بداية في الطبقة اللحائية للشجرة، ثم في طبقة الخشب الخارجية، حيث تمر اليرقات بعدة أطوار للنمو وبعد فترة سنة أو أكثر من 15 شهر يكتمل نموها وتتحول لعذارى ضمن الأنفاق التي تتغذى فيها. ثم تخرج الحشرة الكاملة بعد حوالي خمسين إلى سبعين يوم، تعود بذلك دورة الحياة إلى طور النشاط من جديد.

أجيال حفار ساق الكرز

بطبيعة الحال، يختلف عدد الأجيال بحسب مكان ولادة الحشرة والظروف البيئية من حرارة ورطوبة ومناخ ضمن بستان الكرز. تفضل الآفة المناخ الجاف الحار ودرجات الحرارة المرتفعة فوق 35 مئوية، وتكره المناخ الرطب والأمطار، لذلك، عندما تتواجد الأمطار بكثرة تكون حياة الحشرة مهددة بالخطر والموت والفناء وأما الحرارة والجفاف تزيدها قوة. إذن، وفي هذا الصدد، ففي المناطق الصحرواية والجافة، يمكن للحشرة أن تتكاثر بسرعة متزايدة وقوة. قد تعطي الحشرة جيل واحد في السنة، أو جيلان، حسب الظروف المتوافرة ضمن بساتين الكرز البري والمزروع.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

حفار ساق الكرز
كيف يراقب المزارع البستان المصاب؟

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحفار ساق الكرز بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع كرز أهمها أربعة:

  • مراقبة بساتين الكرز بصورة دورية في الربيع على ثلاث دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل والثانية في أيار/ مايو والثالثة في حزيران/ يونيو.
  • مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في شجيرات الكرز بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان الكرز والحقل المشكوك بأنه مصاب بالحفار.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الكرز كاستعمال مبيدات ضد الحفار دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


الإصابة بحفار ساق الكرز

يأتي الضرر الحقيقي من حفار ساق الكرز من اليرقات التي تعتبر الطور الضار والخطير والذي يهدد حياة الشجيرة بالكامل. تهاجم اليرقات سوق وأغصان الشجيرات المثمرة من الكرز وخاصة تلك الضعيفة والمهملة وغير المعتنى بها بشكل جيد من قبل المزارع (تقليم، طلي بالكلس، عناية بجروح الشجرة) أو الأفرع المعرضة للشمس والجفاف والقيظ أكثر من غيرها. بالإضافة لذلك، تحفر اليرقات أنفاقًا كثيرة ومتفرعة وقصيرة ومليئة بالنشارة الخشبية الناعمة أو نشارة القلف واللحاء ضمن سيقان وفروع شجيرات الكرز، حيث تؤدي الإصابة في أغلب الأحوال إلى إضعاف الشجيرة بشكل كبير، وقد تتفاقم الإصابة في حال الإهمال أو عدم تمكن المزارع من معرفة الإصابة، وتقضي الآفة على حياة الشجيرة بالكامل.


خطورة الحفار

تنبع خطورة حفار ساق الكرز من أنه يضعف الشجيرة في مكان الإصابة مما يعرضها للإصابة بآفات أخرى مثل حشرة كابنودس اللوزيات، وحفار جذور اللوزيات، والدبور الأحمر، وغيرها من آفات ضارة كالحشرات القشرية. بالإضافة لذلك، قد تتداخل الآفات في ما بينها ضمن بستان الكرز الواحد، مما يهدد حياة البستان، ويضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية. أيضًا، وبالإضافة لما تقدم، تنبع الخطورة من أنها تعمر لأكثر من 17 شهرًا في الشجيرة المصابة، ومن قدرة الآفة على التكاثر والهجوم على حقول مجاورة وتهديد بساتين بأكملها من الأشجار المثمرة، لذلك تجب -بقوة- مكافحة آفة حفار ساق الكرز بمجرد الاشتباه في الإصابة.


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحفار ساق الكرز مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الكرز المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الكرز الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن بساتين الكرز قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15% وفي هذه الحالة عدد اليرقات قليل في الشجرة أقل من 5 يرقات.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية شجيرات الكرز وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50- 60% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، ويكون عدد يرقات الآفة فوق 10- 15 يرقة وقد تصل إلى 20 يرقة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب المكافحة بقوة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة الكرز المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية الزراعية، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان الكرز.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك


مكافحة حفار ساق الكرز

حفار ساق الكرز
كيف يكافح المزارع هذه الآفة؟

 

تجدر الإشارة إلى أن آفة حفار ساق الكرز يصعب مكافحتها حتى بمبيدات الحشرات الفوسفورية، نظرًا لأن يرقات الآفة قوية أولًا وثانيًا تبقى ضمن الأنفاق ويصعب وصول المبيدات إلى الأنفاق لأن الأنفاق قصيرة ومتعرجة جدًا وكثيفة. لذلك، فإن إجراءات المكافحة ليست استئصالية أو علاجية تمامًا، بل هي إجراءات وقائية لشجيرة الكرز. بمعنى آخر، يمكن للمزارع أو المهندس الزراعي أن يقي الشجيرات، لكن لا يمكنه مكافحة الآفة بشكل كامل ضمن بساتين الكرز المتضررة. وتكون الإجراءات الوقائية من خلال العناية بالحالة العامة للشجيرات خاصة الصغير منها بالري المتوازن، والتسميد المتوازن بالبوتاس والفوسفور والكالسيوم والمغنزيوم للتربة. أيضًا، تجنب إحداث جروح أثناء تقليم أغصان شجيرات الكرز، والقيام باستئصال الأجزاء الضعيفة من الشجرة وحرق مخلفاتها تمامًا؛ ذلك يسهم إلى حد ما في الوقاية من الآفة.


حلقة استعمال المبيدات ضد الحفار

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الكرز، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على فروع وجذوع وأغصان شجيرات الكرز. أما في الموسم التالي لإصابة الكرز فيستعمل المبيد إثيون ethion بالرش على الأماكن المصابة بالحفار مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار الكرز من فروع وأغصان وأجزاء قديمة منخورة ومصابة مع شهر أيار/ مايو ومرة في شهر نيسان/ أبريل، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد هذه الحفارات.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لحفار ساق الكرز وسيلة هامة للغاية من أجل بساتين كرز سليمة تمامًا، وتتم الإدارة كالتالي:

  • عناية المزارع بحراثة سليمة لترب شجيرات الكرز اللوزية؛ حراثة سطحية 12- 14 سم غايتها تنعيم التربة وتفتيتها وقتل الآفات الساكنة.
  • كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة ببساتين الكرز والأشجار المثمرة المصابة.
  • أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفورية خاصة على شجيرات الكرز في الأراضي المزروعة بأشجار مثمرة كالخوخ أخرى لكي لا تتم أذية النحل الملقح للأزهار، والابتعاد عن المبيدات الضارة الباراثينوئيدية وغيرها.
  • كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى كفطور الذبول وبكتريا التقرح، من خلال مبيدات كربماتية، أو تيرازولية جهازية التأثير ترش على شجيرات الكرز.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين الكرز من عزيق وري وتسميد وخدمة وتقليم مناسب مع تكرار العزيق 3 مرات على الأقل.
  • يتم تقليم الكرز بترك بإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة تمامًا والنموات القريبة من سطح التربة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حفار ساق الكرز الضار اقتصاديًا بالشجيرات المثمرة وخاصة الكرز البري والمزروع، أيضًا نكون قد أدركنا خطورة الآفة التي تنبع من يرقاتها القاتلة الصامتة، كذلك نكون قد تعرفنا على سبل المكافحة والوقاية الممكنة. لا ريب أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على شجيرات الكرز وعلى مردوده الاقتصادي وحياة هذه النباتات المفيدة، لذلك فلا بد له من العناية ببستانه واجتثاث الآفات التي تؤدي للضرر الكبير الذي لا تحمد عقباه.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.