المن على التوت (Aphids in berry)؛ أهم 5 أعراض إصابة بها

يعتبر المن على التوت (Aphids in berry) من الآفات الزراعية التي تضر إلى حد كبير بمحصول التوت الأبيض والأسود والبري وإنتاجه ومردود المزارع الغالي من الثمار اللذيذة، وتسبب ضعف للبستان وانجذاب آفات أخرى له، فما أهم المعلومات عنه، وما هي مظاهر الإصابة بالمن على التوت، وكيف يمكن للمزارع مكافحة المن على التوت؟

---

حشرة المن على التوت

إن حشرة المن على التوت هي واحدة من الحشرات الماصة-الثاقبة، أشهرها من التوت الأسود black berry aphids حيث أن لحشرات المن التي تهاجم التوت أنواع (من أخضر، من أسود) وهناك أيضًا النوع Myzus persica (أرق الدراق الأطحل، أو من الدراق الأخضر) الذي يصيب الخوخ والدراق والٱجاص وهو نفسه ينتقل من بستان اللوزيات إلى بستان التوت فيصيب التوت الأبيض والأسود، رغم أن التوت البري لديه مناعة ضد المن لكنه يصيبه في الحقيقة. تنتشر حشرات المن في البساتين (أشجار مثمرة كالتوت والكرز واللوز والتفاح) والحقول (محاصيل خضار كالبندورة، علف كالبرسيم، حبوب كالفول) وتوجد في أي مكان في العالم ولها مدى عوائلي واسع جدًا وتصيب آلاف الأنواع من النباتات ويكون ضررها قوي لذلك فهي من أخطر الحشرات الماصة، حيث تتركز مهمتها الأساسية في مص عصارة النبات الخلوية، وهي بذلك تضعف النبات وتمنع عنه نواتج التمثيل الضوئي والغذاء، كما لا تستفيد شجيرات وأشجار التوت من السماد المضاف فيقل مردود الثمار. تصيب هذه الحشرات التوت وبقية الشجيرات المثمرة وتهدد المحصول الكلي، وتسبب خسارة اقتصادية للمزارع كبيرة من ثمار التوت الشهية المليئة بالفيتامينات (فيتامينات E,B) والعناصر المعدنية الغنية.

---

وصف الحشرة

تشبه حشرة المن على التوت النمل وحشرات التربس وحشرات البسلا، ولكنها تكون منتفخة عريضة أكثر عند البطن ثم تنحف كلما تقدمنا للأمام، كما تكون مجنحة أو غير مجنحة، ويمكن للمزارع ملاحظتها بسهولة عندما يقترب من المكان المصاب ومشاهدة حتى الحوريات الصغيرة بشكل مستعمرات وهي تتغذى على أجزاء نبات التوت: أوراق النبات، أجزاء النبات الزهرية والثمار الكبيرة والصغيرة وهذه الأجزاء هي الأهم في النبات فالأوراق تستعمل للتمثيل الضوئي، والأزهار هي التي تعطي الثمار، وأما الثمار فهي جزء التغذية الطازج والشهي.

“اقرأ أيضًا: ذبول الخوخ“

---

الإصابة بالمن على التوت

 

تتجلى أعراض الإصابة بالمن على التوت من خلال:

1. مهاجمة الحوريات الصغيرة والحشرات الكاملة لأوراق وأزهار وثمار نبات التوت فوق سطح التربة خاصة النموات الفتية الخضراء.
2. تثقب أنسجة النبات بأجزاء فمها الثاقبة الماصة، ثم تمتص الحشرات عصارة النبات، من الأوراق، والثمار، والأزهار، فيضعف نبات التوت ويصبح في حالة أرق أو ضعف شديد.
3. تتماوت أنسجة النبات مع الوقت وتصفر الأوراق، والثمار، وتتساقط الأزهار ويتدنى إنتاج شجيرات وأشجار التوت؛ رغم أن التوت البري هو الأكثر مناعة لكنه قد يصاب أيضًا.
4. تتدنى كذلك صحة شجيرات وأشجار التوت، لأن حشرات المن تضعف العمليات الغذائية في جسم النبات ولا يستفيد نبات التوت من السماد فيقل محتوى الثمار من الفيتامينات (فيتامينات بي وإي) والعناصر المعدنية.
5. ضعف النبات نفسه يجذب حشرات أخرى خطيرة كالحشرات القشرية التي تصيب التوت، ودودة أوراق التوت، والتربس، والأكاروسات.

---

دورة حياة المن على التوت

تقضي حشرة المن على التوت فصل الشتاء كحورية أو حشرة كاملة، وتبدأ دورة حياة المن بظهور الجيل الأول في البساتين المزروعة مع ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الحوريات. بعد ذلك، تتزاوج الحشرات وتظهر حوريات جديدة مع توافر الحرارة 23 مئوية والرطوبة المثالية 75% ومع ظهور الأجيال تتطور الحشرات من حوريات إلى حشرات كاملة، ثم تبدأ بالتغذية على عصارة شجيرات التوت البري والأبيض والأسود (أوراق، أزهار، ثمار) فيموت ويضعف بالتدريج.

---

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بالمن على التوت:

• زيادة مياه الري التي تقدم لشجيرات التوت إلى حد كبير؛ حيث أن الغدق الزائد أو زيادة الري عن حده سيء جدًا ويشجع المن.
• عدم عناية المزارع بزراعة التوت على مسافات مناسبة، وزراعته بكثافة عالية جدًا مما يرهق النبات ويمنع عنه الماء والغذاء والهواء والسماد.
• وجود الحرارة والرطوبة المناسبة لتكاثر المن في بساتين التوت والأشجار المثمرة؛ خاصة اعتدال الحرارة وتوافر الرطوبة.
• زيادة السماد الآزوتي N مما يشجع نمو غض ورهيف وفتي لنبات التوت، وهذا ما تحبه حشرات المن.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق البتنجان“

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحشرة المن على شجيرات التوت بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

• مراقبة بساتين وأماكن زراعة التوت بصورة دورية على مدار الموسم بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار الموسم في بساتين التوت وبقية الأشجار المثمرة.
• مراقبة الأوراق والمجموع الخضري في نباتات التوت وغيرها بصورة دورية منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة التوت الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان التوت كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره كبير عند التعامل مع آفة المن.

“اقرأ أيضًا: حلم ثمار الخوخ“

---

مكافحة المن على التوت

 

تتم مكافحة المن على التوت من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم الوقاية بزراعة التوت على مسافات مناسبة وهي 3.5م بين النباتات و 4م سم بين الخطوط على الأقل كما يختلف ذلك حسب صنف التوت، وتجنب الكثافة العالية في وحدة المساحة، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري مع ري بالتنقيط، وعدم زيادة التسميد الآزوتي.

مكافحة علاجية للآفة

يتم علاج حشرة المن على التوت نهائيًا من خلال استعمال المبيد دايمثوات Dimethoate، أو مالاثيون Malathion، أو المبيد براثيون مثيل Parathion methyl، أو المبيد دميتون إس مثيل Dimeton s Methyl برش الثمار والأوراق والأزهار على نبات التوت. تعطي هذه المبيدات المذكورة نتائج فعالة في بساتين التوت المصابة بالمن وكذلك تنفع في القضاء على تربس التوت أيضًا.

حلقة استعمال المبيدات ضد المن

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن بستان التوت يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالمن يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم التوت الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش قبل ظهور الحوريات الصغيرة القوية وقبل تفاقم الإصابة على النبات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات المن سلالات مقاومة في بساتين التوت المصابة والمتضررة.

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بالمن على التوت تتم كالتالي:

• حراثة أساسية 30 سم تضاف معها الأسمدة العضوية، يتبعها تنعيم وتفتيت لتربة زراعة التوت على عمق 12- 15 سم بآلات الحش الدوارة أو المحاريث القرصية الخاصة لذلك.
• فصل زراعة التوت عن زراعة باقي الخضار وخاصة الخوخ والرمان والعنب والكرز والزعرور واللوزيات والتفاحيات.
• مراقبة المزارع لبساتين التوت بصورة دورية في الربيع والشتاء بمراقبة الأوراق والمجموع الخضري وتأكده من خلوه من المن وأعراضه.
• كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة في بستان التوت، لأنها تضمن للآفات التحرك والاختباء بين مكونات هذه الحشائش (آفات الجراد والديدان وغيرها).
• أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P و( خاصة البوتاس K للتوت، لإعطاء دفعة مناعية للنبات ضد الآفات ومنها المن).
• الآزوت يضاف على دفعات وليس دفعة واحدة؛ فمرة عند الزراعة تشمل 2/3 من الكمية، ومرة ثانية 1/3 الكمية عند العزيق لنبات التوت، ومرة ثالثة عند نضج المحصول تشمل 1/3 الكمية بمعدل 60كغ/ هكتار آزوت.
• يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة بشجيرات التوت من ري وعزيق غيرها من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر ثلاث مرات حتى العقد والحصول على الأجزاء المأكولة (الثمار الطازجة).
• اعتماد تقنية الري الرذاذي لأشجار التوت باعتدال أو تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري؛ زيادة الماء تسبب الضرر وجذب حشرات المن وهذه التقنية تضمن التنظيم في الري وقتل الحشرات من خلال المبيد المضاف لماء الري.
• إضافة الكربون العضوي أو الفحم الحيوي لتحسين خواص التربة ومد نبات التوت بالغذاء والقوة والحيوية ولرفع الإنتاجية.

---

بذلك، يكون المزارع والمنتج الزراعي قد تعرف بالفعل على أهم المعلومات عن حشرة المن على التوت وطرق التعامل معها والمكافحة والوقاية في بستان التوت المهدد أو المصاب بالمن، فمن الضروري أن يفعل المزارع ذلك حرصًا على إنتاجه الثمين من أي آفات ضارة ومنها حشرات المن التي تهدد محصول وإنتاج التوت الغالي من الثمار الطازجة الشهية المليئة بالفيتامينات.