دودة اوراق الختمية (Althaea leaf worm)؛ أهم 6 أسباب لها

Althaea leaf worm

تعد دودة اوراق الختمية من الحشرات الضارة بإنتاج ومردود الختمية من الأوراق، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معها؟

تعتبر دودة اوراق الختمية (Althaea leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب الختمية البنفسجية والوردية التي تستخدم لعلاج حالات الإمساك والتئام الجروح وصحة المعدة، وتهاجم غيرها من بعض النباتات الأخرى التي تنمو وتزرع حولها، كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري النباتات من أوراقها وبذلك فقدان مردود الختمية من الأوراق الهامة غذائيًا وطبيًا وكذلك الأزهار عند استعمال النبات للتزيين لجمال أزهاره، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق الختمية، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق الختمية؟


آفة دودة اوراق الختمية

إن دودة اوراق الختمية هي من الحشرات الاقتصادية التي تهاجم الختمية بأنواعها في شرق المتوسط وفي جنوب أوروبا، وبعض النباتات والأعشاب المنتشرة في حقول الختمية أو أماكن زراعتها. كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي الختمية من الأوراق (لغاية طبية وغذائية) والأزهار (لغاية تزيينية) وقد يصل الضرر إلى 70% عند اشتداد الأعراض، تتواجد هذه الفراشة في كل أنحاء العالم فهي ذات انتشار عالمي فيمكن رؤيتها بغزارة في أوكرانيا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا و العراق والأردن وسورية ومصر وتونس والمغرب وآسيا وشمال أفريقيا. تم رصد أضرار بهذه الفراشة على الختمية بحوالي 70% من أوراق النباتات في حال تفاقمت الإصابة.


وصف الآفة

إن فراشة دودة اوراق الختمية تشبه إلى حد كبير في الشكل فراشات أبو دقيق المتنوعة، وفي ما يلي الوصف الشكلي المفصل:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة فراشة جميلة للغاية يبلغ طول جسمها 3 سم، والأجنحة الأمامية فضية يكسوها وبر ناعم زغبي وتوجد عليها بقعتان بلون أسود، وهي موجودة في نهاية كل الجناح في الزاوية اليمنى واليسرى، وأما الأجنحة الخلفية فرمادية اللون أصغر حجمًا من الأمامية.

يرقة دودة اوراق الختمية

دودة اوراق الختمية
شكل اليرقة أو الدودة

 

بينما اليرقة أو الدودة فهي ذات لون أخضر وشكل مقسم لحلقات مربوطة كالمسبحة، كما تتدرج باللون مع التقدم عمرًا، وتوجد خطوط بيضاء عمودية على جسم الدودة أو اليرقة. كما يتبدل شكل يرقة دودة اوراق الختمية أو الدودة مع النضوج بأعمارها المختلفة وتصبح بلون أصفر مخضر داكن والبقع السوداء الصغيرة الموزعة بانتظام تبدأ في الظهور.

“اقرأ أيضًا: المن على اليقطين


الإصابة بدودة اوراق الختمية

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق الختمية بصورة خاصة من خلال:

  1. إصابة اليرقات أو الطور الضار لأوراق الختمية وغيرها من النباتات المزروعة حولها.
  2. تقرض الديدان الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة مساحات مأكولة من الورقة في الختمية، وتصل المساحة المأكولة من الورقة إلى 85% في بعض الحالات.
  3. قد تتعرى النباتات تمامًا من أوراقها ولا يبقى إلا العروق الوسطى للأوراق، عند بلوغ الإصابة 90% على الختمية فيفقد المزارع القيمة الحقيقية من زراعة النبات.
  4. تنخفض إنتاجية خطوط زراعة نباتات الختمية وغيرها ويضعف محتواها من الغذاء كالكربوهيدرات والفيتامينات وغيرها ويقل محتواها من فيتامين B المركب وفيتامين C وفيتامين E ومضادات الأكسدة.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق الختمية بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع ختمية:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الختمية بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/أبريل، والثانية في تموز/ يوليو، والثالثة في أيلول/ سبتمبر وخلال هذه المرحلة تراقب الأوراق وحتى تشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة الأوراق في نباتات الختمية بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مساحات مأكولة من الورقة أو أجزاء مقروضة ملتهمة من الديدان.
  • تسجيل عدد اليرقات التي يرصدها المزارع بالعين على نبات الختمية الواحد، أو تقدير وقياس ذلك لتحديد كمية المبيد ومدى الإصابة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الختمية المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الختمية كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لندان، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لدودة الأوراق، فهذا يقضي على البيئة الزراعية، ويضر أكثر من نفعه.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البطيخ


مستوى خطورة الآفة

تنبع خطورة دودة اوراق الختمية من عدة عوامل أهمها:

  • تسبب هذه الحشرة بديدانها الشرهة ضعف نباتات الختمية وغيرها، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي ومردود المزارع من أوراق النبات التي تعتبر الجزء الرئيسي للتغذية لما تحتويه من قيمة غذائية عالية (فيتامينات B,E) وفيتامين C.
  • ضعف النباتات العشبية ونباتات الفصائل الأخرى المصابة الخضرية والحبية منها الصليبية والباذنجانية والقرعية والخيمية يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إليها منها الفراشات والنطاطات، والحشرات القشرية.
  • أيضًا فإن هذه الآفة شرهة للأوراق جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على 7-10 أوراق على الختمية خلال أسبوع واحد أو أقل.

العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق الختمية مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول الختمية المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل الختمية الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول الختميا قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول الختمية وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50-70% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (مساحات كبيرة مأكولة من ورقة النبات تؤثر على النمو والأزهار).
  • بينما الحالة الثالثة؛ فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 60% وتتطلب تطبيق المكافحة، لأن الورقة مقروضة بصورة شبه كاملة، فينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول الختمية المصابة.

مع مراعاة الآتي عند التعامل مع دودة اوراق الختمية:

  • استعمال حلقة وبرنامج مبيدات خاص بشكل حازم ضد الدودة تجنبًا لتكوين سلالات مقاومة في حقل الختمية.
  • توجيهات المختصين انحازت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية لدودة الأوراق على الختمية (مبيدات حيوية)، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات بالعناية بالعمليات الزراعية.
  • كما توجد توجيهات لعناية المزارع بحقول الختمية وخاصة بالخدمة الزراعية والري والتعشيب والعزيق الذي يطبق لعمق سطحي غايته تفتيت وتنعيم الكدر الترابية، وقتل الآفات الساكنة واقتلاع جذور الأعشاب.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

في واقع الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع دودة اوراق الختمية إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات ضمن حقول الختمية يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة وهذا يمنع الفائدة من استخدام المبيد، خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في حقول الختمية لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات، ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد، وأسد المن ويقضي على نحل العسل Apis ونحل التلقيح الطنان Bombidae المستعمل لتلقيح المحاصيل.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول الختمية المصابة، كالأكاروسات والحفارات ودودة الأزهار والبراعم التي تصيب الختمية.
  • أيضًا فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة الختمية أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة والمواعيد ونوعية المبيد.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

دودة اوراق الختمية
أسباب الإصابة بالآفة على الختمية

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة اوراق الختمية، و أهم العوامل:

  1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة قبل و بعد زراعة الختمية، حيث يجب أن يتم العزيق لعمق 12 سم.
  2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد المتخصص مع الدودة، وكذلك نوع النبات (ختمية أو غيرها)، يشجع الآفات ويضعف النبات.
  3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها الختمية، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة مأمونة وشرانق خاصة.
  4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة الختمية للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام لمناعة النبات والفسفور P.
  5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في خطوط زراعة الختمية وخاصة مع إهمال الري.
  6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول الختمية يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة.

دورة حياة الحشرة

تقضي دودة اوراق الختمية طور العذراء في الشتاء بهيئة عذراء غير ناضجة في حفر تصنعها بنفسها أو أماكن مخبوءة على أجزاء نباتات الختمية من أوراق وحوامل أزهار. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار في نبات الختمية وما حوله من نباتات تنتمي إلى فصائل أخرى مثل الملفوفية لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 70- 80 بيضة بصورة إفرادية على السطح السفلي لأوراق الختمية. تتغذى اليرقات الفاقسة على أوراق الختمية لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بخمسة أو ستة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، ثم تتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال فترة لا تقل عن أسبوعين أو أكثر حسب درجة الحرارة ومستويات الرطوبة أو المياه. للحشرة حوالي 4-6 أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في حقول الختمية وأماكن الزراعة، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض وتطور اليرقات وأعمارها.


مكافحة دودة اوراق الختمية

من أجل مكافحة دودة اوراق الختمية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بحقول الختمية المزروعة وغيرها من نباتات ومحاصيل مزروعة إلى جانبها. يزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب النباتات منها القرعية والباذنجانية وخطوط الختمية بصفة نهائية مع عزيق لعمق 12-15 سم ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة وتوزع بين خطوط زراعة الختمية. يراعى فصل زراعة الختمية عن باقي أنواع الزراعات الخيمية والباذنجانية والملفوفية.

مكافحة علاجية للحشرة

ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن حقول الختمية. ترش النباتات بالمبيد كرباريل Carbaryl، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق الختمية المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل Carbaryl بالرش على أوراق الختمية وغيرها للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع مع مراعاة عدم قطف الأوراق إلا بعد 10- 14 يوم من موعد الرش الأخير.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول للختمية المصابة يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد جوزاثيون Azinphos mythel، ثم مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو فوسفاميدون (phosphamedon)، بعد ذلك يرجع المزارع إلى المبيد الأول كرباريل في الموسم الرابع للختمية، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 9 أعوام من تطبيقها ضمن حقول الختمية والفصيلة الباذنجانية لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان Lindan و دلتا سايبرمثرين Delta- cypermethrin.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بدودة اوراق الختمية تتم كالتالي:

  • فصل زراعة الختمية عن الفصيلة الباذنجانية وعن زراعة باقي الخضار وخاصة الملفوف والخيار والقرعيات.
  • مراقبة المزارع لحقول الختمية بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بمراقبة الأوراق.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق الختمية.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K للختمية، لإعطاء دفعة مناعية لنبات الختمية ضد الآفات.
  • يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بمحاصيل الختمية من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر حتى ثلاث مرات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة اوراق الختمية كآفة خطيرة على الختمية في أماكن زراعتها، وتضر بإنتاجها ومردودها الزراعي. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على محصول الختمية التي يزرعها من أي آفات زراعية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق والتي قد تتفاقم خطورتها وتضر بمردود المزارع وإنتاجه الغالي من الأوراق والأزهار.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.