تدرن أشجار الكرمة (Grape tree crown gall)؛ أهم 11 سبب له

Grape tree crown gall

يعد تدرن أشجار الكرمة من الأمراض البكتيرية الخطيرة على عمر وإنتاج ومردود أشجار الكرمة، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه؟

يعتبر تدرن أشجار الكرمة (Grape tree crown gall) من أهم أمراض أشجار الكرمة البرية والمزروعة التي تؤدي إلى نقص في إنتاج الشجرة ومردود المزارع، وكذلك فإن هذا المرض يؤثر على بستان الكرمة والعنب بشكل عام ويجذب الآفات الأخرى من حشرات وعناكب وفطور وبكتريا ضارة، فما هي دلالات أو علامات الإصابة بتدرن أشجار الكرمة التي تظهر على الأشجار المصابة، وما هي سبل مكافحة تدرن أشجار الكرمة؟


مرض تدرن أشجار الكرمة

إن تدرن أشجار الكرمة هو واحد من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتريا Agrobacterium لأشجار الكرمة والعنب بأنواعها البري منها والمزروع (عنب أمريكي، ياباني، الكرمة السورية، إلخ). يؤدي هذا المرض إلى ضعف عام في الإنتاج الزراعي، وكذلك ضعف للشجرة ويؤثر بذلك على إنتاجية الكرمة ومردود الشجرة إلى حد كبير. قدرت العتبة الاقتصادية خسائر بحوالي 50- 70% من أشجار الكرمة عند الإصابة الحرجة، ومع تفاقم الإصابة في الحقيقة قد تصل الأضرار إلى 80% من محصول العنب الكلي وهذا يؤثر على قيمته كنبات مثمر وثمار شهية تباع في السوق. ينتقل هذا المرض البكتيري عن طريق التربة وخاصة في حال وجود النيماتودا، وكذلك عن طريق الغراس إذا حصل المزارع على غراس الكرمة من مشتل غير موثوق، وينتقل بالحشرات، والرياح، وعمومًا فإنه مرض خطير من الدرجة الأولى.


الإصابة بتدرن أشجار الكرمة

تدرن أشجار الكرمة
مظاهر الإصابة بالتدرن في فروع وسيقان الكرمة

 

من مظاهر الإصابة الواضحة بتدرن أشجار الكرمة، التكتلات الرصاصية البنية المتدرنة التي تشاهد على الأفرع، والأغصان، والأوراق والنموات المعمرة خاصة. قد تأخذ هذه التكتلات شكل مجموعات من الأورام البرتقالية، أو خلايا النحل الكبيرة أو الشعاب السرطانية والأدران. كذلك يمكن لهذه التدرنات أن تبدو مثل الأخاديد أو الخلفات المتناثرة بشكل عشوائي، كما تختلف أشكال، وأبعاد، وأحجام، وحتى ألوان هذه الكتل المتضخمة. قد تكون التكتلات مفطلحة أو إهليليجية، أو مخروطية، أو على شكل مرجانات أو أسطوانات أو دوائر متآكلة. من الممكن أيضًا أن تكون تكتلات صغيرة أو ذات أحجام مختلفة وهذا يتغير حسب شدة الإصابة وتدرجها على الشجرة الواحدة من الكرمة.

“اقرأ أيضًا: ثاقبة أشجار التين


عوامل تشجع الإصابة بالمرض

إن هناك جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية والكيميائية تشجع الإصابة بتدرن أشجار الكرمة، وأهم 11 عامل:

  1. عدم الاهتمام بإجراء عمليات تقليم الكرمة (وخاصة عملية التوريق والتفريع).
  2. انتقال البكتريا من التربة غير المعقمة إلى أشجار الكرمة والعنب.
  3. يمكن أن تنتقل عن طريق النيماتودا المنتشرة في التربة حول أشجار العنب والكرمة.
  4. شراء الفلاح غراس غير سليمة للعنب البري والمزروع من مشاتل غير موثوقة (عدم شراء غراس أمهات معتنى بها).
  5. كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المعدني المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس لأشجار الكرمة يشجع الإصابة بالمرض.
  6. أيضًا فإن الاعتماد على السماد الآزوتي وحده في تسميد الكرمة، أو زيادة التسميد الآزوتي، تشجع الإصابة بالمرض.
  7. وجود الأعشاب الموبوءة بالآفات في بستان العنب يعد عاملاً مشجعًا للآفات والإصابة بالمرض.
  8. كما أن تقليم أشجار العنب والكرمة بصورة خاطئة يسبب جروحًا على الشجرة ويعرضها للضعف وبالتالي الإصابة بالمرض.
  9. كذلك فإن استعمال مقص تقليم غير معقم عند تقليم شجرة الكرمة يشجع على انتقال البكتريا منه إلى الشجرة.
  10. بالإضافة لما تقدم، يمكن أن تنتقل البكتريا إلى شجرة الكرمة عن طريق الرياح، أو التربة، أو المطر، نتيجة لعوامل ميكيانيكة.
  11. أيضًا أن عدم عناية الفلاح ببستان الكرمة من عمليات خدمة، ري، وتعشيب، وعزيق، تضعف الحقل وتشجع المرض والآفات الأخرى.

خطورة تدرن أشجار الكرمة

تنبع خطورة تدرن أشجار الكرمة، من أنه يضعف شجرة العنب ويؤدي بذلك لانجذاب آفات جديدة إلى الأشجار و البساتين المثمرة. قد تكون الآفات المنجذبة بكتيرية مثل السل أو التقرح، وقد تكون أيضًا حشرية مثل تربس العنب والدفلة أو الحشرة القشرية الأرجوانية، وحشرة الكرمة الشمعية، وقد تكون بالإضافة لذلك فطرية مثل فطر الذبول، وهذا كله سيؤثر على قيمة الكرمة كنبات مثمر ويباع في السوق طازج وشهي. مع تفاقم الإصابة، وانتشار الآفات وتداخلها في ما بينها ضمن بساتين الكرمة، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية البستان من هذا المرض وغيره من آفات.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للمرض؟

يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض التدرن الذي يصيب العنب خطير ولا يجب التساهل معه أبدًا. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الحرج أي مدى وجود داعي لتدخل المبيدات والمكافحة الكيميائية العاجلة. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة على أشجار العنب والكرمة. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين الكرمة والعنب المصابة والمتضررة من المرض.


عتبة الضرر الاقتصادي للمرض

تدرن أشجار الكرمة
خطورة المرض وعتبته الاقتصادية

 

إن المقصود بعتبة الضرر الاقتصادي عند حديثنا عن تدرن أشجار الكرمة، هو مستوى الخطر الذي وصل إليه المرض. ما هو مستوى الخطر الذي وصلت إليه البكتريا المسببة للتدرن على العنب وما هو تدرج الإصابة؟ لكن، رغم ما تقدم، فإن الوقاية هنا، وكذلك العلاج الاستئصالي بالمبيدات، أو التدخل الوقائي، ضروريان للغاية ولا يمكن تجاهلهما وأي تجاهل سيكون له عواقب وخيمة ولا تحمد عقباها في البستان.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف المشمش


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمرض

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بتدرن أشجار الكرمة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع عنب:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة العنب والكرمة بصورة دورية على مدار العام، لأن البكتريا ممكن أن تظهر في أي وقت.
  • مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات الكرمة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من تقرحات وتكتلات وبثور وكتل وأورام وأخاديد.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة الكرمة المشكوك في إصابته بالبكتريا وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في بستان العنب والكرمة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للبكتريا، وغيرها.

مكافحة تدرن أشجار الكرمة

تتبع من أجل مكافحة تدرن أشجار الكرمة مجموعة من الإجراءات الوقائية وكذلك العلاجية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال تعقيم ترب أشجار الكرمة والتخلص من النيماتودا، وكذلك شراء غراس أمهات سليمة من مشتل موثوق لأشجار العنب البري والمزروع. كذلك يراعي الفلاح التخلص من الأعشاب وبؤر الآفات في بستان الكرمة والعزيق لعمق 13 سم الذي يكرر لثلاث مرات. بالإضافة لما تقدم، فعلى المزراع أن يقوم بعملية تسميد متوازنة بالاعتماد على الآزوت والفوسفور والبوتاس لشجرة الكرمة التي تحب الآزوت. كما يراعي المزارع قدر الإمكان مكافحة البكتريا والفطور التي تسهم في نقل المرض إلى المجموع الجذري والهوائي لأشجار الكرمة، وتجدر الإشارة إلى أن المزارع يجب أن يعقم مقص التقليم قبل التقليم، وأن يبدأ بتقليم أشجار الكرمة السليمة أولاً، وأن لا يحدث جروحًا على الشجرة أثناء ذلك فهذا عامل رئيسي في نقل المرض، وإجراء عمليات التوريق والتفريع بإزالة بعض الأوراق قبل الإثمار وبعض الفروع المتشابكة والمتزاحمة.

مكافحة علاجية من البكتريا

في الحقيقة، لا توجد مكافحة علاجية مضمونة بشكل كلي للتدرن الذي يصيب أشجار العنب. رغم ذلك، يتم استعمال المبيدات والمكافحة المتكاملة، وهذا من أجل القضاء على الفطور والحشرات التي تنشر مرض تدرن العنب وأيضًا النيماتودا وغيرها. ينصح باستعمال أحد مبيدات الفطور الجهازية التابعة لمشتقات البنزيميدازول والستروبيلين، كما يعطي المبيد مانكوزايب Mancozeb فعالية جيدة، كما ينصح باستعمال المبيد كرابيندازيم برش الأجزاء المعمرة خاصة من الفروع والسيقان. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال مبيدات حشرية فوسفورية للقضاء على الحشرات الناقلة للبكتريا من أمثال براثيون مثيل Parathion- methyl برش أوراق وفروع أشجار الكرمة والعنب. هذه الإجراءات تتكفل بالقضاء على فطور الذبول وحشرات القلف (خنفساء القلف على الكرمة) والحفارات (الكابنودس) وبالتالي الوقاية من هذا المرض أو علاجه، ورغم كل ما تقدم يصعب علاج هذا المرض.

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين البكتريا لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الكرمة المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وجذوع أشجار العنب المصابة بالبكتريا وخاصة القديمة المتآكلة. أما في الموسم التالي لإصابة العنب فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على الأشجار المصابة بالبكتريا مستهدفًا الفروع والجذوع والأغصان القديم منها والحديث. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أشجار الكرمة على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية عضوية لكي لا تضر بنحل التلقيح ولا بالأعداء والمفترسات الطبيعية.

“اقرأ أيضًا: اكاروس القرع


إجراءات المكافحة المتكاملة للمرض

تدرن أشجار الكرمة
أفضل مكافحة متكاملة في بستان العنب المصاب

 

ينصح بإجراء المكافحة المتكاملة لتدرن أشجار الكرمة عندما تتداخل الآفات في ما بينها سوية مع مرض التدرن في بستان العنب. وتتم المكافحة من خلال استعمال مصائد تعلق على الأشجار لصيد فراشات الكرمة كالعثة (دودة ثمار العنب) وحافرة الأوراق والثاقبة وحفار ساق الكرمة (الكابنودس). كما يتم تعقيم التربة بغاز بروميد المتيل Promed methyl، ويمكن أيضًا التعقيم بالطاقة الشمسية، حيث يمدد غطاء بلاستيكي من البولي إيتيلين فوق تربة شجرة الكرمة حول مسقط التاج طوال الصيف ليرفع درجة حرارة التربة، وبذلك يقضى على الآفات. يمكن أيضًا التعقيم بميتام الصوديوم Sodium metam، أو بنثر حبيبات المبيد إندوسلفان endosulfan حول الجذوع أو مسقط تاج شجرة العنب أو خلطه مع التربة وقلبه بشكل جيد.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تدرن أشجار الكرمة وحددنا أضراره وخطورته على إنتاج أشجار الكرمة والعنب كنبات مثمر. بالإضافة لذلك، نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على حدوثه، وبسبل المكافحة المتكاملة والوقاية والإدارة التي تتبع من أجل الوقاية من هذا المرض قبل العلاج في البستان المتضرر. لا بد أن يكون الفلاح حريصًا على أشجاره المثمرة من العنب والكرمة وعلى ما يزرع، وأن يتأكد من خلو بساتين العنب من الآفات الضارة ومن هذا المرض.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.