دبور ثمار الفلفل الأسود (wasp pepper fruits)؛ 6 إجراءات لمكافحته

 

يعتبر دبور ثمار الفلفل الأسود (wasp pepper fruits) واحدًا من الحشرات الثاقبة- الماصة التي تصيب نبات الفلفل الأسود وبالتالي تؤدي إلى تدني الإنتاج الزراعي وضعف مردود و إنتاج الشجرة ومردود المزارع من الثمار والبذور، وفي نفس الوقت فهذا الدبور قد يكون من الحشرات المفيدة لاستخدامه الهام في تلقيح الأزهار والإخصاب ونضج الثمار، فما هي علامات الإصابة بدبور ثمار الفلفل الأسود، وكيف يمكن مكافحة دبور ثمار الفلفل الأسود؟

---

ما هو دبور ثمار الفلفل الأسود؟

تعد حشرة دبور ثمار الفلفل الأسود واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تقلل الإنتاج، وهي من الأنواع الماصة- الثاقبة التي تتغذى بعصارة النبات الخلوية، وأيضًا فإن الدبور من الحشرات المفيدة في ذات الوقت لأنه يسهم في تلقيح الأزهار والإخصاب (توت، زعرور، محلب، كرز، فلفل) وبالتالي نضج الثمار بسرعة وزيادة فرص الإخصاب. في أغلب الحالات المرصودة تكون فرصة واحتمالية الإصابة بهذا الدبور على مختلف أصناف النباتات ومنها الفلفل ضئيلة، لكن عند الإصابة فهو ينقل إلى الأشجار المرض الفطري الخطير المعروف باسم الذبول الفيوزارمي Fuzarium.

كما أن هذا الدبور قد يمنع تلقيح الأزهار على بعض الأنواع من النباتات و لكن يمكن أن يساهم في تلقيح أنواع أخرى (توت، كرز) فهو سلاح ذو حدين.

إن العتبة الاقتصادية قدرت إصابة الفلفل بضرر حوالي 40% من مجمل المحصول. رغم ما تقدم، فعندما ينقل الدبور مرض الذبول الفطري إلى الأشجار تتفاقم الإصابة والضرر وتصبح 70% فيتطلب التدخل الفوري.

---

وصف شكل الدبور العام

إن دبور ثمار الفلفل الأسود يشبه غيره من الدبابير كدبور ثمار الخوخ مثلاً، وفي ما يلي:

شكل جسم الدبور الكامل

إن جسم أنثى الدبور الكاملة أكبر من جسم الذكر، و تكون في حجمها صغيرة، عليها أجنحة سوداء رمادية اللون مبرقشة، بطول يبلغ حوالي 2.6 مم وقد يصل إلى 2.8 مم. كما أن أنثى الدبور مزودة ومجهزة بآلة تعتبر جهاز خاص بوضع البيض وهي طويلة متحورة، والأجنحة الخاصة بالأنثى تقريبًا خالية من أي من العروق البارزة.

بينما ذكر الدبور الكامل؛ فهو خال تماما من الأجنحة، وأصغر من الأنثى حجمًا، بطنه طويل اسطواني علبي ومعقوف ويغلب عليه اللون البني الداكن القريب للبني العقيقي.

يرقة دبور ثمار الفلفل الأسود الصغيرة

إن اليرقة صغيرة العمر أو الدودة تكون موجودة ضمن ثمرة الفلفل المصابة مختبئة في تجويفها تتغذى ومختفية ضمن مكوناتها وهي تتابع نشاطها وتغذيتها حسب عمرها، وهي بيضاء اللون غير شفافة حليبية أو كريمية بلون الجبن، كما أنها عديمة الأرجل أو بلا زوائد. تختلف أعمار اليرقات حسب الزمن كما تختلف كميات طعامها حسب تدرج العمر، واليرقة الأخيرة يمكن أن تقضي على 4-5 ثمار فلفل طوال فترة حياتها.

“اقرأ أيضًا: سوسة سيقان القرفة“

---

الإصابة بدبور ثمار الفلفل الأسود

 

إن العلامات في البداية، ومظاهر الإصابة بدبور ثمار الفلفل الأسود من الصعب أن يمكن للمزارع والفلاح المبتدئ وغير الخبير ملاحظتها، إلا في حال تفاقمها وظهور الأعراض أمام عينه. تتجلى أعراض الإصابة من خلال حفر الديدان واليرقات الصغيرة بأعمارها في ثمار الفلفل المصابة حتى تصل للبذور، وتزداد الإصابة مع تقدم اليرقات في السن فهي تزداد قوة، وبالتالي تتدنى القيمة التسويقية التجارية للثمار وتنخفض كمية المادة الفعالة (البيبرين، التي تعزى إليها النكهة المميزة للفلفل، وكذلك الطعم) فلا يستطيع المنتج الزراعي الاستفادة من بذور وثمار الفلفل الذي يعد نبات طبي.

حيث أن الثمار منزوعة القشرة السوداء هي عبارة عن الفلفل الأسود، وأما البذور المطحونة فهي الفلفل الأبيض، والدبور يؤثر على كلا المردودين. من أهم أعراض الإصابة نقل هذا الدبور لمرض الذبول الفطري الفيوزارمي Fuzarium لشجيرات الفلفل. ينتقل فطر الذبول المذكور نتيجة انتشار إناث الدبور الكاملة من ثمرة فلفل مصابة إلى ثمرة سليمة ونقل العدوى إليها ونشر الفطر.

ويعتقد أن لهذا الدبور قدرة لا يستهان بها على نقل أمراض متنوعة فطرية وبكتيرية أخرى إلى شجيرات الفلفل و أشجار أخرى (توت، تين، زعرور، كرز…) مما يؤثر على زراعتها وإنتاجها الغالي وموادها الفعالة.

“اقرأ أيضًا: بق الكرز الماص“

---

ما مدى خطورة دبور ثمار الفلفل الأسود؟

إن مستوى ودرجة الخطورة من متوسط إلى مرتفع، وتنبع خطورة دبور ثمار الفلفل الأسود من أنه ينقل للأشجار والشجيرات مرض الذبول الفيوزارمي الفطري الضار جدا، وبالتالي تجف وتشحب الشجيرة وتذبل ويقل محتواها من العناصر الغذائية الهامة والمادة الفعالة (البيبرين) التي تزرع من أجلها شجيرات الفلفل؛ وتشحب ويضعف لونها مع مرور الزمن ويقل إنتاجها من الثمار والبذور والزيت.

كما أن الدبور يمكن أن يعرض الثمار نفسها والبذور للإصابة بآفات قارضة وحشرات ماصة أخرى كذبابة الفاكهة؛ أو ذبابة ثمار البحر المتوسط Medeterrenian fruit fly، وأمراض فطرية متنوعة، وحشرية، وبكترية وعناكب متطفلة، وأكاروسات ماصة. رغم كل ما تقدم، فإن نسبة الإصابة والضرر بهذا الدبور قليلة ولا تتجاوز 15%.

---

دورة حياة الآفة

تمتاز دورة حياة دبور ثمار الفلفل الأسود بطور نشاط عالي في فصل الشتاء وطور نشط ربيعي أيضا، و الطور الضار هو الديدان الصغيرة عمرا والكبيرة عمرا والحشرات الكاملة في آن، وفي ما يلي:

مرحلة التشتية عند الحشرة

يمضي الدبور فصل الشتاء (تشرين الثاني/ ديسمبر، وكانون الأول/ يناير) في مرحلة تكون فيها اليرقات الصغيرة العمر المختفية في الثمار المصابة مختبئة ومتوارية. تفضل الديدان صغيرة العمر الاختباء بتجمعات في الثمار الجافة للفلفل عن تلك الطرية السليمة.

تتابع اليرقات نشاطها القوي، وحيويتها، و تغذيتها، في تلك الثمار والبذور طوال فصل الشتاء أي حوالي ثلاث إلى أربع شهور، مستعدة بعد ذلك لكي تتطور في العمر إلى مرحلة عذراى المعروفة باسم (الطور ما قبل الفراشة).

فصل الربيع عند الآفة

مع حلول فصل الربيع في آذار/ مارس أو أيار/ مايو، بالتزامن مع الإزهار الذي يبدو على الشجيرات، تتحول اليرقات الصغيرة في عمرها إلى عذراى، ثم تنبثق وتخرج الحشرات الكاملة أو الدبابير بعد أسبوع أو 16- 22 أيام مع أوائل نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو. مع خروج الدبابير فإنها تنتقل وتنتشر من ثمرة فلفل إلى أخرى وهكذا تساهم في انتقال الأمراض ومنها مرض الذبول الفطري الفيوزارمي إلى أشجار الفلفل المختلفة في البستان والبساتين المجاورة.

عرس التزواج عند الحشرة

بعد التزاوج، تضع الأنثى بيضها بحوالي 360- 380 بيضة ضمن الثمار باستعمال آلة وضع البيض المختصة بوضع البيض وتنظيم وضعه بعناية وحماية في أجزاء معينة من الشجرة تكون محمية. يتم وضع البيض في الحقيقة ضمن أجزاء أنثوية (مبايض اﻷزهار)، واليرقات الخارجة من البيض تنشط و تتغذى لفترة طويلة من عمرها على مبايض الأزهار الأنثوية، مما يمنع تلقيح الأزهار والإخصاب.

عادةً تظهر ذكور الدبابير أولاً ثم تطلق مواد فرمونية جنسية من جسدها تستدعي بها الإناث وتشرع بالبحث عن الإناث بإطلاق المواد التي تعتبر لها إيحاءات جاذبة، وعند العثور على إحداها تعمل على تنبيه جهاز التناسل عندها ومن ثم تلقيحها من خلال ثقب في مبيض الزهرة. بعد اكتشاف الدبور الأنثى من الذكور فإن الأنثى تترك الثمرة خارجة منها حاملةً معها عددًا لا يستهان به من حبوب اللقاح الناضجة الذكرية على كل جسمها، ثم تنتقل من ثمرة فلفل إلى أخرى بحثًا عن مكان مناسب ومواتي للصق البيض بانتظام. نتيجة لذلك، تفقد الأنثى أجنحتها أثناء التزاوج العنيف للذكر وتضحي بها وهي تحاول دخول جوف الثمار بقوة.

ثم تشرع الأنثى بوضع البيض ضمن مبايض الأزهار المختارة أو أماكن الإصابة، ثم يفقس البيض بعد أسبوع أو 17 أيام ويعطي يرقات جديدة. في الواقع، إن اليرقات الفاقسة الصغيرة عمرا تتغذى على المبيض الأنثوي نفسه بالتدريج مما يؤدي لعدم تشكيل ونضج البذور وبالتالي خلل عملية الإلقاح والإخصاب وقلة الإنتاج وناتج الأزهار والثمار.

ما عدد أجيال دبور ثمار الفلفل الأسود؟

إن عدد الأجيال عند دبور ثمار الفلفل الأسود غير معروف من الدارسين بعد وغير متفق عليه، لكن على الأغلب، وفي الأعم، فإن للدبور ما يصل إلى 3 أجيال سنويًا. قد يكون للدبور في بعض المناطق المعتدلة جيلين في العام الواحد، وقد يرتفع إلى أعلى من ذلك مع توفر ووجود الظروف الكافية الملائمة للتطور والنمو.

“اقرأ أيضًا: سوسة سيقان التفاح“

---

مكافحة دبور ثمار الفلفل الأسود

 

في واقع الأمر لا يتم في الغالب اللجوء إلى مكافحة دبور ثمار الفلفل الأسود في أغلب حالات الإصابة، رغم ذلك، في حال إحداث أضرار جسمية وكثيرة للأشجار، أو نقل الأمراض، تتبع المكافحة كما يلي:

1. زراعة الفلفل على مسافات كافية بين النباتات وسطور كافية، وشراء الغراس من مشتل موثوق، وتركيب دعامات ليتسلق النبات عليها.
2. ننصح المزارع والفلاح بقوة باستخدام أحد مبيدات الحشرات القوية، المبنية على الفوسفور، وليس المبيدات الباراثينوئيدية الضارة للغاية التي تسبب قلة الإنتاج وضعف مناعة الأشجار، لأن هذه اﻷخيرة ضارة بشكل غير متوقع للأشجار والبيئة وصحة النبات وإنتاجه.
3. لمكافحة الدبور يمكن للمزارع والفلاح والمنتج الزراعي استعمال المبيد الفسفوري- المتخصص باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو المبيد دمتون اس مثيل Dimeton s methyl أو داميثوات dimethoate.
4. كما تجب، بقوة، على المزارع والفلاح، العناية العامة بحالة شجيرات الفلفل المتسلقة من ري منظم وتسميد مدروس (آزوت أمونيا، بوتاس، فسفور) وتقليم وعزيق سطحي.
5. من المهم للغاية مكافحة فطر الذبول الفيوزارمي عند وقوع الإصابة به ويتم هذا باستعمال المزارع مبيدات الريميدين او المبيد مانكوزيب Mancozeb ورش الأجزاء المصابة بالفطر.
6. يمكن للفلاح والمزارع والمنتج الزراعي زراعة أصناف من الفلفل أقل عرضة لانجذاب الدبور وباقي الحشرات، أو زراعة غراس سليمة موثوقة للفلفل مشتراة من مشتل موثوق مع الحرص على مسافات زراعية مناسبة في ما بين الشتلة والأخرى والسطر والآخر.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دبور ثمار الفلفل الأسود وسبل التعامل معه. بالإضافة لذلك، فإننا أحطنا العلم بدورة الحياة، وسبل الوقاية الهامة المتبعة، وكذلك المكافحة الممكنة والأفضل، والعلاج الأفضل والأسلم في حال رغبة المزارع والفلاح أو إحداث أضرار جسيمة على إنتاج الفلفل وإصابته بالذبول الفيوزارمي. إن المزارع والمنتج الزراعي يجب أن يكون حريصًا على صحة شجيرات الفلفل وحسن زراعتها، وحياة شجيراته المثمرة النفسية، خاصةً بأن شجيرات الفلفل هي نباتات طبية وصناعية وغذائية هامة لا غنى عن فوائدها و مجموعة المواد الفعالة التي تعطيها للطب والغذاء للإنسان.