سوسة سيقان التفاح (Apple stem weevil)؛ 4 أسباب لها

Apple stem weevil

تعد سوسة سيقان التفاح من أخطر الآفات على أشجار التفاح فهي تسحق عمر الشجرة الاقتصادي، فما أهم سبل التعامل معها وما أعراضها وما برنامج المبيدات المتبع معها عند الإصابة بها والتعرض للضرر؟

 

تعتبر سوسة سيقان التفاح (Apple stem weevil) من الآفات الزراعية التي تصيب التفاح، وتؤدي إلى ضعف النباتات والأشجار المصابة وتقصف السوق المصابة وتداعيها، كما يمكن أن تنجذب إلى البستان آفات أخرى حفارة وخطيرة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بسوسة سيقان التفاح، وكيف يمكن للمزارع مكافحة سوسة سيقان التفاح؟


نبذة بسيطة عن سوسة سيقان التفاح

إن سوسة سيقان التفاح تعد من الحشرات الاقتصادية التي تصيب التفاح، حيث تقدر العتبة الاقتصادية عند زيادة الضرر والإصابة بهذه الآفة بحوالي 40%- 50% من الإنتاج الزراعي وقد تصل إلى 60%- 70% في بعض مناطق زراعة التفاح الغير مخدومة وغير المعتنى بها من قبل الفلاحين.

“اقرأ أيضًا: حشرة الياسمين القشرية


وصف مظهر الحشرة

إن الحشرة الكاملة من سوسة سيقان التفاح هي خنفساء صغيرة الحجم لطيفة. لا يزيد طول الخنفساء عن 6 مم، كما لا يزيد العرض عن 4 مم، الرأس والصدر يميل لونهما إلى الأسود البني الخمري، أما الغمدين فبلون بني محمر فاتح عن بقية الجسم. بينما اليرقة فهي بيضاء مقوسة الشكل يختفي رأسها في أول الصدر، ومنطقة الصدر متضخمة وتحمل ثلاث من أزواج الأرجل المسننة.

“اقرأ أيضًا: بق اللوز الماص


الإصابة بسوسة سيقان التفاح

تهاجم الحشرة الكاملة من سوسة سيقان التفاح السيقان والأغصان والفروع اليابسة في شجرة التفاح ثم تحفر فيها أنفاقًا لتضع البيض بحوالي 65- 75 بيضة. بعد ذلك، تحفر اليرقات الخارجة من البيض أنفاقًا ذات مقطع كروي أو مستدير قد يكون متفرع وتوجد في هذا المقطع النشارة الخشبية الناعمة التي تنتج عن حفر الديدان لها بأجزاء الفم القارضة.

سوسة سيقان التفاح

مع التطور وتفاقم الإصابة، يتحول الخشب الغض إلى مسحوق من النشارة الخشبية الحمراء المفتتة؛ ولا تمس اليرقات منطقة القلف كما هي العادة في هذا النوع من الحشرات، وفي النهاية ينتج عن ذلك تقصف الأغصان والسيقان وضعف الأشجار مع مرور الوقت، وانجذاب حشرات أخرى حفارة إليها.

“اقرأ أيضًا: خنفساء قلف الكاكاو


درجة خطورة سوسة سيقان التفاح

إن مستوى خطورة سوسة سيقان التفاح يأتي من نقاط وعوامل عدة يجب أن يكون الفلاح والمزارع على علم بها. هذه الثاقبة تهاجم الأشجار الضعيفة من التفاح بصورة خاصة ثم تضعفها أكثر كلما مر الوقت، وهذا يؤدي لانجذاب آفات أخرى خطيرة حفارة كحشرات القلف Scolytus amygdali، وحفار فروع التفاح، وحشرات الكابنودس (البقعة القلبية Capndis وغيره) وحفارات الساق Cerambyx، أيضًا آفات تمص العصارة النباتية كحلم التفاح وتربس التفاح وغيرها.

بالإضافة لذلك هذه الثاقبة تسبب انكسار الأغصان وسقوطها مع الإصابة الشديدة وبالتالي خسارة المزيد من إنتاج الشجرة الاقتصادي وقد تصل الخسارة في السيقان والأغصان إلى 60% وقد يقضى على الشجرة بالكامل.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الفصة


أسباب تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بسوسة سيقان التفاح أربع عوامل أساسية:

  1. إهمال المزارع المبتدئ لعمليات التقليم السليمة لأشجار التفاح وبعدد الفروع الواجب تركها بعد التقليم، تشجع الإصابة بالسوسة.
  2. كما أن ضعف التسميد المعدني وخاصة الآزوتي والبوتاسي يضعف التفاح ضد الآفات المختلفة ويجذب هذه السوسة.
  3. أيضًا فإن اتباع المزارع لأسلوب زراعة غير حميد يشجع هذه الآفة (كزراعة الخضار والمحاصيل الصغيرة مثل الخيار والبندورة بين أشجار التفاح وهذا لا يجوز).
  4. إهمال الفلاح والمزارع للري المنظم للتفاح خاصة قبل الإزهار والإثمار، مما يسبب خلل في الضغط الأسموزي للتربة والنبات، وتشجيع الآفات.

دورة حياة الآفة

يرى البعض أن سوسة سيقان التفاح تمضي فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة أو الخنافس غير النشطة والتي تحمي وتستعد. تكون الخنافس مختبئة ضمن نفق قصير تحفره لنفسها في سيقان الأغصان التي لا يقل عمرها عن عام واحد في شجرة التفاح الضعيفة غير المروية. عادة ما تختار السوسة موقع النفق بحيث يكون فوق البراعم أو بين زوايا الأغصان الهشة، وفي أغلب الأحوال فإن مواعيد الظهور الأصلية غير معروفة بدقة. كذلك، تفضل الآفة الظهور بالتواقت مع بداية الربيع في نيسان/ أبريل و مع إزهار التفاح وقد تتأخر حتى أيار/ مايو.

“اقرأ أيضًا: كابنودس الكاكاو


مكافحة سوسة سيقان التفاح

بالطبع لا توجد وسيلة مجدية تمامًا لمكافحة سوسة سيقان التفاح لعدة أسباب. رغم ذلك، تتم المكافحة باتباع الفلاح ومربي الأشجار المثمرة لجملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية الضرورية في بساتين التفاح.

مكافحة وقائية من السوسة

سوسة سيقان التفاح

 

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بصورة تامة بالري المنظم للتفاح الذي يحافظ على الضغط الأسموزي للتربة بشكل جيد وهو عماد الوقاية والمكافحة. كما يعتني الفلاح بتسميد متوازن لأشجار التفاح، بالآزوت والفوسفور والبوتاس والبوتاس هو الأهم، كما قد يضطر المزارع لاستعمال أسمدة متخمرة عضوية في حال عدم وجود الأسمدة المعدنية.

بالإضافة لذلك، يتجنب الفلاح تمامًا زراعة أي من أنواع الخضار كالخيار والبندورة بين الأشجار أو الشجيرات المثمرة للتفاح، وكذلك القيام بعمليات تقليم مناسبة للأشجار وخاصة عملية التقليم التي تعني إزالة بعض الأفرع والأغصان عند حدوث العقد لكي تصل كمية كافية من الغذاء للثمار ويتحكم المزارع بتطور الشجرة.

مكافحة علاجية من الحشرة

أما المكافحة العلاجية والاستئصالية فتعني استعمال المبيدات عند مكافحة السوسة على شجيرات التفاح. وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد مكافحة علاجية نافعة تمامًا لهذه الحشرة لأنها مقاومة للمبيدات وقد لا يتمكن المزارع من القضاء عليها حتى باستعمال المبيدات الفوسفورية الجهازية؛ ولأنها تختبئ في الأنفاق عديدة الأشكال.

أما عند رغبة الفلاح في المكافحة فيتم استخدام المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl المقوى بأحد المبيدات الصيفية الرديئة (زيت الزيتون الرديء مضاف إليه الكمبيد المذكور أو زيت ذرة) بالرش على شجيرات التفاح، كما يمكن للفلاح استعمال المبيد كلوربريفوس Chlorperevos. أيضًا يمكن للفلاح استخدام المبيد دايمثوات بالرش على سيقان وأغصان وفروع التفاح، ورغم ذلك كله، فمن الصعوبة بمكان القضاء على هذه الحشرة.


برنامج استعمال المبيدات ضد السوسة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين التفاح، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد الفسفوري براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار التفاح المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة.

أما في الموسم التالي لإصابة أشجار أو شجيرات الكرمة يستعمل المبيد كرباريل Carbaryl الكربماتي بالرش على أشجار التفاح المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار التفاح مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والمتضررة والجافة مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو حيث تغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بسوسة سيقان التفاح تتم كالتالي:

  • بداية اقبة المزارع لأشجار وشجيرات التفاح بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو.
  • عند زراعة التفاح لأول مرة يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دقيقة وهي 4.5م بين الصف والآخر، و4 م بين غرسة التفاح والأخرى على الأقل ضمن البستان.
  • كما يسعى الفلاح للتخلص من الأعشاب المحيطة ببستان التفاح والحشائش الضارة، لأنها تضمن لعذارى السوسة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة سيقان التفاح.
  • كذلك يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K لأشجار التفاح، لإعطاء دفعة مناعية للشجرة ضد الآفات؛ خاصة البوتاس.
  • يهتم المزارع قدر الإماكن ويحرص على العناية العامة بشجيرات التفاح من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12 سم لتفتيت وتنعيم التربة، والري 2-3 مرات في الشهر مع بدايات الربيع وحتى الإثمار.
  • ثم يجري المزارع عمليات التقليم بصورة سليمة للتفاح بترك 3-4 فروع كحد أعلى.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية كما تم ذكره في حلقة المبيدات.

 


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة سيقان التفاح ومدى خطورتها على الأشجار المثمرة الغالية من التفاح في البستان. كما يكون المزارع أو الفلاح قد ألم بدورة حياة الحفارة وطرق الوقاية والمكافحة والعوامل المشجعة على الإصابة بالسوسة في بساتين وأماكن زراعة التفاح. لا ريب بأن مربي الأشجار المثمرة والبساتين يجب أن يكون على علم بأهم الآفات الخطيرة التي تسبب تدني إنتاجيته ومردوده الثمين والضرر الاقتصادي الكبير ومنها هذه السوسة الخطيرة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.