دبور ثمار الخردل (Wasp Mustard fruits)؛ 5 إجراءات لمكافحته

 

يعتبر دبور ثمار الخردل (Wasp Mustard fruits) واحدًا من الدبابير التي تصيب نبات الخردل (الأسود والأبيض) وبالتالي تؤدي إلى تدني وضعف الإنتاج الزراعي وضعف مردود و إنتاج النبات ومردود المزارع من الثمار والبذور الزيتية التي يزرع الخردل من أجلها، فما هي علامات الإصابة بدبور ثمار الخردل، وكيف يمكن مكافحة دبور ثمار الخردل؟

---

نبذة صغيرة عن دبور ثمار الخردل

تعد حشرة دبور ثمار الخردل واحدة من حشرات الدبابير الماصة التي تقلل الإنتاج، وهي من الأنواع الحشرية الماصة- الثاقبة التي تتغذى بعصارة النبات الخلوية وتتغذى على عصارة الثمار خاصة الغض منها والطري. في أغلب الحالات المكتشفة تكون فرصة واحتمالية الإصابة بهذا الدبور على مختلف أصناف النباتات ومنها الخردل بنوعيه، ضئيلة، لكن عند الإصابة فهو ينقل إلى النباتات المرض الفطري الخطير الذي يزيد الأضرار المعروف باسم الذبول الفيوزارمي Fuzarium.

كما أن هذا الدبور قد يمنع تلقيح الأزهار على بعض الأنواع من الأشجار المثمرة و النباتات و لكن يمكن أن يساهم في تلقيح أنواع أخرى (توت، كرز، محلب) فهو سلاح ذو حدين. إن العتبة الاقتصادية قدرت إصابة الخردل بضرر حوالي 40% من مجمل المحصول الثمري. رغم ما تقدم، فعندما ينقل الدبور مرض وفطر الذبول الفطري إلى الأشجار تتفاقم الإصابة والضرر وتصبح 50- 75% فيتطلب التدخل الفوري لمنع خسارة المحصول.

---

شكل الدبور العام

إن دبور ثمار الخردل الأسود يشبه غيره من الدبابير كدبور ثمار التين والخوخ مثلاً، وفي ما يلي:

شكل ومظهر الدبور الكامل

إن مظهر وشكل جسم أنثى الدبور الكاملة أكبر حجمًا من جسم الذكر، و تكون الأنثى في وزنها أكبر أيضًا، عليها أجنحة سوداء رمادية مبيضة اللون مبرقشة، بطول يبلغ حوالي 2.1 مم وقد يصل إلى 2.8 مم. كما أن أنثى الدبور مزودة في جسمها ومجهزة بآلة تعتبر جهاز خاص بوضع البيض، وهي طويلة متحورة لتتكيف مع طبيعة الأم التي تعنى بالبيض وتهتم به، كما أن الأجنحة الخاصة بالأنثى تقريبًا خالية من أي من العروق التي تشاهد على بعض الحشرات. بينما ذكر الدبور الكامل؛ فهو خال بصورة تامة من الأجنحة، وهو أصغر من الأنثى حجمًا وأقل وزنًا، بطنه طويل اسطواني بني ومعقوف ويغلب عليه اللون البني الرمادي الداكن القريب للبني المبيض.

يرقة دبور ثمار الخردل

بينما اليرقة صغيرة العمر أو الدودة فتكون موجودة ضمن ثمرة الخردل في جوفها مختبئة في تجويفها تتغذى على العصارة ضمن مكوناتها، وهي تتابع نشاطها وتغذيتها حسب تطور وتدرج عمرها، وهي كريمية بيضاء اللون غير شفافة حليبية بلون الجبن، كما أنها عديمة الأرجل أو الزوائد. أيضًا تختلف أعمار اليرقات والديدان حسب الزمن كما تختلف كميات طعامها اللازمة حسب تدرج العمر، واليرقة الأخيرة الكاملة يمكن أن تقضي على 3-4 ثمار خردل طوال فترة حياتها.

“اقرأ أيضًا: دبور ثمار المحلب“

---

الإصابة بدبور ثمار الخردل

 

إن مظاهر ودلالات وعلامات الإصابة بدبور ثمار الخردل من الصعب أن يمكن للمزارع الغير متمرس والفلاح المبتدئ وغير الخبير ملاحظتها إلا بمعاناة. تتجلى أعراض الإصابة في حفر الديدان واليرقات بأعمارها في ثمار الخردل المصابة حتى تصل للبذور الداخلية، وتزداد الإصابة مع تقدم اليرقات في السن والعمر فهي تزداد قوة وشراسة، فتأكل الغشاء المغلف للثمار ثم تصل إلى النواة وتنخفض قيمة زيت الخردل الناتج، وبالتالي تتدنى القيمة التسويقية التجارية للثمار وتقل كمية المادة الفعالة (زيت الخردل الطيار، وزيت الخردل الثابت، التي تعزى إليها أهمية زراعة الخردل الطبية والعطرية) فلا يستطيع المنتج الزراعي الاستفادة من بذور وثمار الخردل الذي يعد نبات طبي وغذائي.

من أهم أعراض الإصابة نقل هذا الدبور الضار لمرض الذبول الفطري الفيوزارمي Fuzarium لنبات الخردل. ينتقل فطر الذبول المذكور بسبب انتشار إناث الدبور الكاملة من ثمرة خردل مصابة إلى ثمرة سليمة، ويساعد الجو على هذا، ونقل العدوى إلى النباتات السليمة ونشر الفطر.

“اقرأ أيضًا: عثة بذور المحلب“

---

ما هي درجة خطورة دبور ثمار الخردل؟

إن درجة الخطورة بالنسبة لهذا الدبور من متوسطة إلى مرتفعة، وتنبع خطورة دبور ثمار الخردل من أنه ينقل للنبات مرض الذبول الفطري الضار جدا، كما يشجع خنافس المخازن وباقي الحشرات، وبالتالي تجف وتشحب النباتات وتذبل ويقل محتواها من العناصر الغذائية الهامة والمادة الفعالة (الغليكوزيدات الكبريتية) التي تزرع من أجلها نباتات الخردل؛ وتشحب ويضعف لونها مع مرور الوقت ويقل إنتاجها من الثمار والبذور والزيت الهام طبيًا وغذائيًا.

كما أن هذا الدبور يمكن أن يعرض الثمار المصابة نفسها والبذور للإصابة بآفات قارضة وحشرات ماصة أخرى كخنافس المخازن، او كذبابة الفاكهة؛ أو ذبابة ثمار البحر المتوسط Medeterrenian fruit fly، وأمراض متنوعة. رغم كل ما تقدم، فإن نسبة الإصابة المحتملة والضرر بهذا الدبور قليلة ولا تتجاوز 20%.

“اقرأ أيضًا: دبور ثمار الكرز“

---

دورة حياة هذه الآفة

من السمات الهامة بالنسبة لدورة حياة دبور ثمار الخردل، هو تميزه بطور نشاط عالي في شهور فصل الشتاء وطور نشط في شهور الربيع أيضا، وفي ما يلي:

فصل الشتاء عند الحشرة

يمضي الدبور شهور فصل الشتاء في مرحلة تكون فيها اليرقات الصغيرة بأعمارها مختفية في الثمار المصابة ومتوارية كسلوك دفاعي يخفيها عن المفترسات وأعدائها. تفضل الديدان صغيرة العمر الاختباء هربا من الطيور والحشرات بتجمعات في الثمار الجافة للخردل عن تلك الطرية السليمة.

تتابع اليرقات نشاطها، وحيويتها، و سلوك تغذيتها، في تلك الثمار والبذور طوال شهور فصل الشتاء أي ما يقرب من ثلاث إلى أربع شهور، مستعدة بعد هذا لكي تتطور في العمر إلى مرحلة الطور ما قبل الدبور الكامل.

فصل الربيع عند الدبور

مع اقتراب فصل الربيع في آذار/ مارس، بالتزامن مع الإزهار وتفتح التويجات، تتحول اليرقات الصغيرة في عمرها إلى عذراى تشبه الدبور الكامل، ثم تنبثق وتخرج الحشرات الكاملة أو الدبابير بعد أسبوعين أو 22 أيام مع أوائل نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو أو آذار/ مارس. مع خروج الدبابير فإنها تنتقل بسرعة وتنتشر من ثمرة خردل إلى أخرى وهكذا تساهم في انتقال الأمراض الفطرية ومنها مرض الذبول الفطري الفيوزارمي إلى نباتات الخردل المختلفة في البستان والحقول.

التزواج عند هذا الدبور

بعد التزاوج الذي يتم في الربيع، تضع الأنثى بيضها بحوالي 200- 260 بيضة ضمن الثمار أو على الغلاف المغلف لها باستعمال آلة وضع البيض المختصة بوضع البيض وتنظيم وضعه، بعناية، في أجزاء معينة من النبات تكون محمية من العصافير والمفترسات.

يتم وضع البيض في الواقع ضمن أجزاء أنثوية (مبايض اﻷزهار) ولا يتم وضعها في الأسدية، واليرقات الصغيرة الخارجة من البيض تنشط و تستغل الأجزاء الغضة من النبات تتغذى لفترة طويلة من عمرها على مبايض الأزهار الأنثوية، مما يمنع تلقيح الأزهار على النبات والإخصاب، ثم تنتقل من ثمرة خردل إلى أخرى بحثًا عن الغذاء. في الواقع، إن اليرقات الفاقسة الصغيرة في عمرها تتغذى على المبيض الأنثوي من داخل الأزهار بالتدريج مما يؤدي لعدم تشكيل ونضج الثمار وبالتالي خلل عملية الإلقاح والإخصاب وقلة الإنتاج وناتج البذور من الزيت العطري الهام طبيًا وغذائيًا.

سلوك وعدد أجيال دبور ثمار الخردل

إن عدد الأجيال عند دبور ثمار الخردل غير معروف بصورة دقيقة تامة، لكن على الأغلب، وفي الأعم، فإن للدبور ما يصل إلى 3 أو 4 أجيال سنويًا. قد يكون للدبور في بعض المناطق المعتدلة من حوض المتوسط جيلين في العام الواحد، وقد يرتفع إلى أعلى من ذلك، في دول جنوب أوربا، مع توفر ووجود الظروف المناسبة الملائمة للتطور والنمو عند الحشرة.

“اقرأ أيضًا: دبور ثمار التوت“

---

مكافحة دبور ثمار الخردل

 

في واقع الحال، لا يتم في الغالب اللجوء إلى مكافحة دبور ثمار الخردل في أغلب حالات الإصابة، رغم ذلك، في حال وقوع أضرار جسمية وكثيرة للنبات، أو نقل الأمراض، تتبع المكافحة كما يلي:

1. زراعة الخردل على مسافات كافية بين النباتات وسطور كافية، حيث تنقع البذور في الماء أولا، وبعد ذلك تزرع في مساطب على أبعاد 35×20×2 وتنقل بعد هذا للأرض الدائمة.
2. ننصح المزارع والفلاح، بقوة، باستخدام أحد مبيدات الحشرات الفسفورية القوية، المنصوحة، وليس المبيدات الباراثينوئيدية الضارة، غير المنصوحة، التي تسبب قلة الإنتاج وضعف مناعة النبات، لأن هذه اﻷخيرة ضارة بشكل غير متوقع للنبات والبيئة وصحة الزراعة وإنتاجها.
3. لمكافحة الدبور بصورة نهائية يمكن للمزارع والفلاح والمنتج الزراعي استعمال المبيد الفسفوري- المتخصص جوزاثيون أزينفوس مثيل Azinphos methyl.
4. كما تجب، بصورة هامة، على المزارع والفلاح، العناية العامة بحالة نباتات الخردل في الأرض الدائمة والمشتل معًا من ري منظم وتسميد مدروس (آزوت أمونيا أو نترات، سلفات بوتاس، فسفور) وعزيق سطحي يكرر ثلاث مرات.
5. من المهم للغاية، مكافحة فطر الذبول الفيوزارمي الضار، عند وقوع الإصابة به، ويتم هذا باستعمال المزارع والفلاح مبيدات الريميدين او المبيد مانكوزيب Mancozeb الرائع ورش الأجزاء المصابة بالفطر بعناية.

“اقرأ أيضًا: سوسة سيقان القرفة“

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دبور ثمار الخردل وسبل التعامل معه وطرق علاجه. بالإضافة لذلك، فإننا أحطنا العلم بدورة الحياة، وسبل الوقاية الزراعية المتبعة، وكذلك المكافحة الممكن اتباعها والأفضل، والعلاج الأفضل والأسلم في حال رغبة المزارع والمنتج والفلاح أو إحداث أضرار لا يستهان بها على إنتاج الخردل وإصابته بالذبول الفيوزارمي وبقية الحشرات. إن المزارع والمنتج الزراعي يجب أن يكون مهتما حريصًا على صحة زراعة الخردل وحسن مكافحة الدبور، وحياة نباتاته النفسية، خاصةً بأن الخردل من النباتات الطبية والصناعية والغذائية الهامة التي لا غنى عن فوائدها و مجموعة الفوائد التي تعطيها للطب والغذاء.