عثة بذور المحلب (Mahlab seed moth)؛ أهم 5 أسباب لها

 

تعتبر عثة بذور المحلب (Mahlab seed moth) من الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات المحلب، وقد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة لا يستهان بها على إنتاج الثمار وشجيرة المحلب وخفض الإنتاج الإزراعي والمردود الاقتصادي للبذور الحاوية على المادة الطبية الفعالة، فما هي مظاهر الإصابة بعثة بذور المحلب، وكيف يمكن مكافحة عثة بذور المحلب؟

---

معلومات عن عثة بذور المحلب

إن فراشة عثة بذور المحلب هي من الحشرات الضارة الاقتصادية التي تصيب شجيرات المحلب، وتنتشر هذه الآفة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا الشرقية والغربية، وآسيا، وأفريقيا، ودول شرق المتوسط. كما تؤثر هذه الآفة على زراعة المحلب وتضر بإنتاج المزارعين بما يقدر بحوالي 40% من إنتاج شجيرة المحلب الكلي وقد تصل إلى 60%.

---

وصف الحشرة

إن عثة بذور المحلب تشبه إلى حد ما حفار اوراق البندورة وعثة الزيتون وبقية صانعات الأنفاق وفراشات الثمار، وفي ما يلي وصفها:

فراشة عثة بذور المحلب الكاملة

إن الحشرة الكاملة، أو الفراشة، هي حشرة لطيفة صغيرة، يترواح طول الجناحين الأماميين بين 15- 16 مم. أما اللون العام فهو الرمادي الباهت المبيض بالنسبة للأجنحة الأمامية، واللون البني المزرق الداكن بالنسبة للخلفية.

يرقة عثة بذور المحلب الصغيرة

بينما اليرقة فقرمزية حمراء اللون من الناحية الظهرية، وبنية فاتحة من الناحية البطنية للجسم. يبلغ طول اليرقة عند نضجها حوالي 12- 14 مم. بينما رأس اليرقة فهو لطيف صغير مدور ومسود داكن يغلب عليه اللون البني، بينما الصدر فذو لون بني.

شكل العذراء عند الحشرة

أما العذراء فهي الطور ما قبل الكامل وهي صغيرة جدًا، وتشبه كثيرًا الفراشة الكاملة، ولكن الاختلاف هو الحجم والطول وتدرج اللون، وقلما يمكن ملاحظة فرق في ذلك لأن الحشرة صغيرة جدًا للعين.

“اقرأ أيضًا: دبور ثمار الكرز“

---

الإصابة بعثة بذور المحلب

 

تتجلى أعراض ومظاهر الإصابة بعثة بذور المحلب من خلال مهاجمة اليرقات لثمار المحلب وحفرها أنفاق متعددة فيها، فتصبح مجوفة ضامرة وتتساقط تباعًا. نتيجة لذلك، قد تظهر صموغ برتقالية حمراء أو بقايا نباتية خارجة من الثقب المحفور. في مناطق الحرارة العالية والمنخفضات والسهول ترتفع فرص الإصابة بهذه الآفة إلى حد ملحوظ، ويمكن أن تصل نسبة الفاقد من الثمار إلى 60% من إنتاج شجيرة المحلب.

“اقرأ أيضًا: دبور ثمار التوت“

---

مستوى خطورة عثة بذور المحلب

تنبع خطورة عثة بذور المحلب من أنها تؤدي لإتلاف جوف الثمار في مكان الإصابة وسقوطها وتعفنها وبالتالي تدني المردود الزراعي للفلاح. كما يتضرر الإنتاج من المادة الطبية الفعالة الموجودة في البذور والثمار. ينجم عن ذلك في كل الأحوال ضعف شجيرات المحلب، وانجذاب آفات أخرى للشجيرات أهمها حفار اوراق المحلب، ونمر الإجاص، ودودة براعم الكرز والمحلب، وحافرة سيقان الكرز.

يمكن أن تنجذب آفات أخرى إلى الشجيرات أهمها ذبابة ثمار المحلب، والحشرات القشرية الماصة للعصارة النباتية (حمراء، كأسية، برتقالية). كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية للمحلب منها البكتيرية والفطرية وآفات الحلم كحلم الإجاص والكرز واللوز.

“اقرأ أيضًا: سوسة سيقان القرفة“

---

أسباب تشجع الإصابة بالحشرة

إن هناك عوامل وأسباب تشجع الإصابة بعثة بذور المحلب، و أهم العوامل خمسة:

1. لجوء الفلاح لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر غير المدروس للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد ونوع الحشرة المستهدفة وكذلك نوع النبات المعامل، يشجع الآفات ويضعف شجيرات المحلب.
2. عدم تعقيم الفلاح للتربة التي يزرع فيها شجيرات المحلب، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة على عمق معين.
3. أيضًا فإن التسميد غير المدروس يضعف مقاومة النبات للآفات المختلفة، وخاصة قلة وشح تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام للوقاية من الآفات والفسفور P.
4. وجود الظروف البيئية الملائمة للحشرة من انخفاض في درجة الرطوبة وارتفاع في مستويات درجات الحرارة في بستان المحلب.
5. كما أن انتشار الأعشاب المحيطة ببستان المحلب يسمح للعذارى بالاختباء فيها وفي جوانبها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة بغزارة.

“اقرأ أيضًا: بق الكرز الماص“

---

دورة حياة الفراشة

طور السبات عند العثة

إن طور السبات عند عثة بذور المحلب يحصل في فصل الشتاء، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات القريبة من الاكتمال ضمن شرانقها في مكان مخبوء بين الأعشاب أو شقوق شجيرة المحلب.

غالبًا ما تكون اليرقات موجودة في أماكن مخبوءة أمينة بالنسبة لها كشقوق البراعم غير المرئية (وسيلة من وسائل حماية عائلة Lepidoptera)، أو بين القلف الغض، أو في شقوق التربة. تستعد اليرقات بعد ذلك وتجهز جسمها لكي تتطور إلى فراشات كاملة على شجيرات المحلب نفسها.

طور النشاط عند الآفة

أما طور النشاط عند العثة فيبدأ في الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل، حيث تتحول اليرقات إلى عذارى بعد 30 يوم من عمرها الأخير في الربيع نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس وقد يتأخر ذلك حتى أيار/ مايو.

بعد ذلك، تعطي فراشات كاملة على شجيرات المحلب خلال شهر أيار/ مايو، ثم تضع الأنثى البيض بعد التزاوج على الأوراق الغضة أو ما بين الثمار. بعد حوالي 1-2 أسبوع، يفقس البيض ويعطي اليرقات الصغيرة الحفارة في ثمار المحلب.

 

يكتمل نمو اليرقات في شهر حزيران/ يونيو بعد عشرين يوم، ثم تتحول لعذارى فحشرات كاملة بعد أسبوعين أو عدة أيام. أما فراشات الجيل 2 فتضع بيضها على ثمار المحلب، ثم بعد نضج اليرقات، فإنها تلجأ لمكان مخبوء أمين وتبني فيه الشرنقة المنيعة وتبقى فيها فترة طويلة حتى الربيع القادم فتخرج من جديد في نيسان/ أبريل معيدة بهذه الصورة دورة الحياة من جديد.

أجيال عثة بذور المحلب

للعثة جيلان في العام وكلاهما يحصلان على شجيرات المحلب والتوت والديس وفي ظل الظروف المناسبة من درجات حرارة ورطوبة.

“اقرأ أيضًا: سوسة سيقان التفاح“

---

مكافحة عثة بذور المحلب

لمكافحة عثة بذور المحلب، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من العثة

تتم المكافحة الوقائية من العثة من خلال عناية المزارع بري شجيرات المحلب المتوازن، وتعقيم ترب شجيرات المحلب للتخلص من العذارى الساكنة للعثة بتقليب التربة بمبيد فسفوري. عادة ما يتم التعقيم من خلال خلط التربة بمبيدات قوية كالمبيد اندوسلفان، والتقليب جيدًا وبعناية.

بالإضافة لذلك، يمكن تعقيم التربة بطريقة الطاقة الشمسية من خلال أغطية من البولي إيتيلين البلاستيك توضع فوق السيقان، فترتفع حرارة التربة 60 مئوية وتقتل الآفات من يرقات وعذارى وبيوض. يحرص الفلاح قدر الإمكان على التعقيم بالطرق السابقة لأنه يقضي بصورة أكيدة على العذراى ويقي شجيرة المحلب من أي إصابة محتملة، كما يحرص المزارع على التسميد المتوازن المدروس بالآزوت N والفسفور P والبوتاس K .

أيضًا يجب على المزارع أن يتخلص تمامًا من الأعشاب الموبوءة المتكتلة في بستان المحلب تمامًا وبذلك يمنع العذارى واليرقات من التواجد.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية من العثة من خلال استعمال المبيدات، حيث يراعي المزارع قدر الإمكان عدم استخدام مبيدات ضارة كالمبيد DDT واختيار المبيدات الجهازية الفسفورية التأثير والاختيارية لكي لا تضر بنحل التقليح الذي يلقح الأشجار والشجيرات ويفيد المزارعين دون علمهم.

يفضل بقوة استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية وأن تكون عضوية جهازية على شجيرات المحلب، حيث يمكن استخدام المبيد أسيتا مبريد Acetamiprid insectacide. ويجوز أيضًا استعمال المبيد أزنفوس ميثيل azinphos- methyl جوزاثيون بالرش على شجيرات المحلب.

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للعثة

تتم الإدارة المتكاملة لعثة بذور المحلب من خلال الحراثة السطحية للتربة قبل الزراعة وتجهيز غراس المحلب، وتكون الحراثة لا تتجاوز 10- 12 سم عند زراعة المحلب. يمكن أيضًا للمزارع أن يعتني بتقليم شجيرات المحلب بترك 2-3 أفرع رئيسية فقط وإزالة كل الفروع المتزاحمة، فيخفف الآفات الأخرى وخاصة ديدان الاوراق والثمار.

يفضل أيضًا أن يعتني المزارع بالتخلص من بقية الآفات الفطرية والبكتيرية من خلال الرش بالمبيدات الهامة وقائيًا والمبيدات الفطرية كالمبيد القوي مانكوزيب Mancozeb funjacide. كما يمكن المزارع أن يستعمل مصائد الخاصة (ماكفيل) ومنها مصائد الطعوم الجاذبة، والفرمونية، والبلاستيكية، ويعلقها على الأشجار والشجيرات لصيد نطاطات وفراشات الأنفاق والديدان مع هذه العثة.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على عثة بذور المحلب ومدى خطورتها على شجيرات المحلب المثمرة، كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة لتحديد موعد المكافحة والمبيدات المستخدمة، وسبل المكافحة والوقاية والعلاج الأفضل. إن شجيرة المحلب لها أهمية زراعية وتجارية وطبية كبيرة ويجب العناية بها من الآفات ومن ضمنها هذه العثة الضارة.