ذبابة الرمان البيضاء (Pomegranate Dialeurodes citri)؛ أهم 6 عوامل تجعلها حشرة خطيرة

تعتبر ذبابة الرمان البيضاء (Pomegranate Dialeurodes citri) من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الرمان، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للأشجار المصابة وتدني الإنتاج الزراعي والاقتصادي، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة الرمان البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة الرمان البيضاء؟

---

آفة ذبابة الرمان البيضاء

إن ذبابة الرمان البيضاء من الآفات الزراعية الخطيرة المسجلة كآفة على الرمان بأنواعه، حيث تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة أشجار الرمان من حول العالم، كما تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط كسوريا والعراق والأردن وقبرص والمناطق الساحلية. تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار تزيد عن 70% في حال تفاقم الإصابة بهذه الذبابة في بساتين الرمان.

---

وصف الذبابة

 

إن ذبابة الرمان البيضاء تشبه باقي أنواع الذباب الأبيض، لذلك يصعب كثيرًا التمييز بينها وبين غيرها من قبل المزارع العادي، وفي ما يلي وصف الآفة:

ذبابة الرمان البيضاء الكاملة

إن الحشرة الكاملة ذبابة صغيرة بحجم حوالي 1.5مم، حيث تكون الذبابة بلون أبيض شمعي بسبب لوجود مادة شمعية بيضاء تغطي جسمها وأجنحتها. أما الأجنحة فهي أطول من الجسم وعندما تزال الطبقة الشمعية عنها فإنها تغدو شفافة أي يمكن الرؤية من خلالها.

حوريات الذبابة

بينما الحوريات أو الطور غير الكامل فهي بلون أصفر ليموني، كما أن الحوريات تكون متحركة في العمر الأول وأما في العمر الأخير فثابتة مستقرة على أماكن تغذيتها. أيضًا يحمي الحوريات غطاء شفاف عديم الزوائد وهذا يعيطها شكلاً يشبه العذراء أي الذبابة القريبة من أن تكون كاملة.

بيضة الحشرة

أما البيضة فهي ليمونية الشكل محمولة على حامل صغير، ويكون لون البيضة إما أبيض أو أبيض مصفر ليموني. كما يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر عند الفقس أي بعد أسبوع أو شهر حسب موعد الفقس ويتطور اللون بالتدريج.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك“

---

الإصابة بذبابة الرمان البيضاء

تكون الإصابة بذبابة الرمان البيضاء نابعة من الأطوار الكاملة وغير الكاملة (الحوريات والذباب الكامل) في آنٍ معًا، وتكون الأعراض كالتالي:

• تتغذى الذبابات الكاملة وغير الكاملة على عصارة الأوراق في الرمان من السطح السفلي.
• بعد ذلك تجف الأوراق وتتساقط تباعًا بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على شجرة الرمان المصابة بالذبابة.
• أيضًا تفرز الذبابات ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود بشكل طبقة سوداء أو ما يشبه الفلم الأسود على ورقة الرمان.
• كما يلتصق الغبار على الطبقة السابقة الذكر، ويبدو شكل الورقة كفلم قديم معفن.
• عند الإصابة الشديدة تبدو أشجار الرمان مسودة بالكامل حتى عن بعد.
• ينتج عن كل ذلك في أغلب الأحوال ضعف الأشجار إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج من ثمار الرمان بنسبة تتراوح بين 30- 50- 70%.

---

خطورة ذبابة الرمان البيضاء

إن خطورة ذبابة الرمان البيضاء عالية جدًا، إذ تعتبر من أخطر الذبابات الماصة للعصارة النباتية، وتنبع الخطورة من عوامل عديدة أهمها ستة:

1. إن الذبابة تعتبر من ماصات العصارة النباتية وبذلك تضعف تنفس أشجار الرمان ونموها.
2. كما أن الذبابة تجذب آفات كثيرة إلى أشجار الرمان والنباتات المصابة.
3. من أهم الآفات التي تنجذب أنواع كثيرة من الحشرات القشرية، والبق الأسترالي، والنمر، وحلم الرمان، وأكاروس الرمان.
4. كما أن الذبابة تنقل عددًا كبيرًا من الأمراض الفيروسية يصعب حصره وتحديده ويمكن تصيب هذه الفيروسات الرمان.
5. أيضًا فإن ضعف النبات المصاب يجذب آفات أخرى غير حشرية أهمها البكتريا، والفطور، ومنها تقرح الرمان البكتيري.
6. بالإضافة لكل ما تقدم، فإن عدد المبيدات المسجلة الفعالة مع هذه الآفة قليل ويفضل دائما استعمال أسيتا مبريد Acetamiprid.

“اقرأ أيضًا: حفار جذور المشمش“

---

دورة حياة الذبابة

إن ذبابة الرمان البيضاء تمتاز بطور نشاط شتوي وربيعي في نفس الوقت، حيث تكون دورة الحياة المفصلة على الصورة التالية:

طور تشتية الذبابة

تقضي الذبابة طور التشتية على هيئة حورية مكتملة في العمر الأخير. أيضًا يمكن أن نطلق على الطور السابق اسم (شبه العذارء) أو ذبابة قريبة الاكتمال؛ لأن هذا الطور يشبه العذراء بطبيعة الحال. كما تكون الذبابة أثناء السكون متواجدة على السطح السفلي لأوراق الرمان.

الطور الربيعي للآفة

مع بدايات الربيع، وفي نيسان/ أبريل تقريبًا، تخرج الذبابات من أماكنها نشطة. بعد ذلك، تتزاوج الآفة وتضع الأنثى البيض بحوالي 90- 100 بيضة تقريبًا ويكون محمول بحامل صغير على السطح السفلي للأوارق الفتية، في صورة عشوائية وغير منظمة.

متابعة تطور الذبابة

يفقس البيض بعد حوالي 7- 14 يومًا أو شهر. بعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها وتتغذى على عصارة النبات قليلاً ثم تثبت في أماكن التغذية على أوراق الرمان في بقية الأعمار. يلاحظ ازدياد في أعداد الحشرة بصورة خاصة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة الجوية في بساتين الرمان فهذا يشجع الذبابة.

أجيال ذبابة الرمان البيضاء

يختلف عدد أجيال الذبابة في حقيقة الأمر حسب درجات الحرارة، والرطوبة، بصورة خاصة في بساتين الرمان. تعطي هذه الذبابة في المناطق الساحلية من البحر المتوسط 3 أجيال، وفي مناطق أخرى 5-6 أجيال سنويًا في أماكن زراعة الرمان.

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالذبابة

على الرغم من أن مراقبة هذه الذبابة صعبة لأن عدد الأجيال كبير فيجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بها بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع رمان:

• مراقبة خطوط وأماكن زراعة الرمان بصورة دورية مع بدايات الربيع في نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو وبعدها مراقبة مستمرة شهرية طوال العام.
• مراقبة الأوراق وخاصة السطح السفلي للأوراق في أشجار الرمان بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مساحات مصابة بالذبابة من الورقة.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الرمان المشكوك في إصابته بالذبابة البيضاء.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الرمان المتضرر بالذبابة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة وسيئة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: عثة الكرز“

---

مكافحة ذبابة الرمان البيضاء

 

لكي تتم مكافحة ذبابة الرمان البيضاء بشكل متقن وممتاز، تتبع مجموعة من الإجراءات الوقائية والعلاجية:

مكافحة وقائية من الذبابة

تتم المكافحة الوقائية من ذبابة الرمان البيضاء خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع:

• يخفض المزارع الرطوبة الجوية من خلال أساليب التدفئة بالطاقة الشمسية أو البخار الساخن في بساتين الرمان.
• أيضًا يجب أن تتم تهوية الأشجار والبساتين في حال وجود الجفاف، وتتم التهوية بتقليم فروع أشجار الرمان المتشابكة.
• يعتني المزارع بصورة جيدة بالأشجار من خلال الري المنتظم والموجه وهذا كفيل بالوقاية من الذبابة.
• يجب بشكل هام أن تتم زراعة أشجار الرمان على مسافات مناسبة لتجنف الكثافة العالية ووقاية الأشجار من الذبابة وغيرها على السواء.
• بالإضافة لذلك فيجب التخلص من الأعشاب التي تعتبر مكان مناسب لسكون عذارى الذبابة وتكاثر الآفة وانتشارها في بستان الرمان.

مكافحة علاجية للآفة

أما المكافحة العلاجية فهي مكافحة تتم بهدف استئصال الذبابة من جذورها عند إصابة الرمان. تتم المكافحة من خلال استعمال المبيدات التي ثبت نفعها مع هذه الذبابة من أمثال المبيد أسيتا مبريد بالدرجة الأولى (Acetamiprid)، وكاربوفينوثيون carbophenothion. كما يمكن استعمال المبيد مثيداثيون methidathion برش أوراق الرمان المصابة بالذبابة. بالإضافة لذلك، فإن المبيد نيكوتين سولفات nicotine- sulphate يعطي نتائج جيدة، أيضًا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي ويستعمل لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl ورش أوراق الرمان المصابة بالذبابة.

حلقة استعمال المبيدات ضد الذبابة

لتجنب تكوين الذبابة لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الرمان المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد أستا مبريد Acetamiprid بالرش على أوراق الرمان المصابة. أما في الموسم التالي لإصابة الرمان فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الرمان المتضررة مستهدفًا الأوراق المتضررة بالذبابة والحورية. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أوراق الرمان المتضررة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر تموز/ يوليو، ومرة ثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الذبابات الكاملة والحوريات معًا.

مكافحة حيوية للذبابة

بينما المكافحة الحيوية فهي المكافحة بالاعتماد على الأعداء الطبيعية للذبابة في بساتين الرمان. تساهم المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف المبيدات على المزارعين والمنتجين، كما تساعد في تأمين الحماية للبيئة وأشجار الرمان المتضررة من الذبابة. يمكن الاعتماد على الطفيل Encarsia armata، كما ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata وإطلاقه في بساتين الرمان المصابة بالذبابة.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة الرمان البيضاء كآفة ضارة بأشجار الرمان. أيضًا يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية، حيث يجب أن يكون المزارع ومربي الأشجار المثمرة قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات الخطيرة التي تصيبها، وخاصة هذه الذبابة التي تضعف إنتاج الرمان.