دودة اوراق النعناع (Mentha leaf worm)؛ أهم 5 مظاهر تدل على الإصابة بها

Mentha leaf worm

تعد دودة اوراق النعناع من الآفات الضارة بإنتاج وزراعة النعنع ومردوده من الأوراق، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الآفة وما برنامج الوقاية والعلاج المتبع معها في الحقل؟

تعتبر دودة اوراق النعناع (Mentha leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب النعناع الذي يزرع للحصول على أوراقه من أجل طرد الغازات وتسكين آلام الأعصاب وغيرها من غايات غذائية وطبية وصناعية، كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري النباتات من أوراقها وبذلك فقدان مردود النعناع من الأوراق الهامة غذائيًا وطبيًا، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق النعناع، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق النعناع؟


معلومات عن دودة اوراق النعناع

إن دودة اوراق النعناع هي من الحشرات الاقتصادية التي تهاجم النعناع المعمر في شرق المتوسط وفي كل مناطق زراعة النعناع. كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي النعناع من الأوراق (لغاية طبية وغذائية) وقد يصل الضرر إلى 70% عند اشتداد الأعراض، تتواجد هذه الدودة في كل أنحاء العالم فهي ذات انتشار عالمي فيمكن رؤيتها بغزارة في أوربا وآسيا وشرق المتوسط وأمريكا. تم رصد أضرار بهذه الدودة على النعناع بحوالي 70% من أوراق النباتات في حال تفاقمت الإصابة.


وصف الآفة

إن يرقة دودة اوراق النعناع هي ذات لون أخضر وشكل مقسم لحلقات، كما تتدرج باللون مع التقدم عمرًا ولكن في كل الأحوال هي خضراء صغيرة جدًا 3-6 مم، وتوجد خطوط بيضاء على جسم الدودة أو اليرقة. يمكن مشاهدة اليرقات ولكن بصعوبة كبيرة وهي تقرض أوراق النعناع.

“اقرأ أيضًا: ذبول أشجار الخوخ


الإصابة بدودة اوراق النعناع

دودة اوراق النعناع
مظاهر الإصابة بهذه الدودة

 

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق النعناع بصورة خاصة من خلال:

  1. مهاجمة اليرقات الخضراء الصغيرة أو الطور الضار لأوراق النعناع وبعض من النباتات المزروعة حولها.
  2. تقرض الديدان الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة مساحات مأكولة من الورقة في النعناع، وتصل المساحة المأكولة من الورقة إلى 85% عند اشتداد الإصابة وعند ترك النعناع ينمو من دون تنظيم.
  3. كما قد تتعرى النباتات تمامًا من أوراقها ولا يبقى إلا العروق الوسطى للأوراق، عند بلوغ الإصابة 90% على النعناع فيفقد المزارع القيمة الحقيقية من زراعة النبات.
  4. تنخفض إنتاجية خطوط زراعة نباتات النعناع وغيرها حيث يكون هناك توسع واستهلاك مساحة من الأرض للنبات ولكن من دون إنتاج سليم.
  5. يضعف محتوى أوراق النعناع من الغذاء والفيتامينات وغيرها ويقل محتواها من فيتامين B المركب وفيتامين E ومضادات الأكسدة.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق النعناع بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع نعناع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة النعناع بصورة دورية طوال العام لأن النعناع نبات معمر وهو معرض للإصابة على الأوراق طوال الوقت.
  • مراقبة الأوراق في نباتات النعناع بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات من الورقة أو أجزاء مقروضة ملتهمة من الديدان الخضراء.
  • تسجيل عدد اليرقات التي يرصدها المزارع بالعين على نبات النعناع الواحد، أو تقدير وقياس ذلك لتحديد كمية المبيد ومدى الإصابة والحاجة للمكافحة.
  • يجب على المزارع استشارة فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة النعناع المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول النعناع كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لدودة الأوراق، فهذا يقضي على البيئة الزراعية ويضر بزراعة النعنع.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق البتنجان


مستوى خطورة الآفة

تنبع خطورة دودة اوراق النعناع من عدة عوامل أهمها:

  • تسبب هذه الحشرة بديدانها الشرهة ضعف نباتات النعنع وغيرها، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي ومردود المزارع من أوراق النبات التي تعتبر الجزء الرئيسي للتغذية لما تحتويه من قيمة غذائية عالية (فيتامينات B,E) ومضادات الأكسدة ومادة المنثول والتيمول.
  • ضعف النباتات العشبية ونباتات الفصائل الأخرى المصابة الخضرية والحبية منها الصليبية الملفوفية، والباذنجانية، والقرعية، والخيمية، يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إليها منها الفراشات والنطاطات، والحشرات القشرية.
  • أيضًا فإن هذه الآفة شرهة للأوراق جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على 12-15 أوراق على النعناع خلال أسبوع واحد أو أقل.

العتبة الاقتصادية للحشرة

دودة اوراق النعناع
متى تصبح هذه الدودة خطرة اقتصاديًا؟

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق النعناع مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول النعناع المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل النعناع الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول النعناع قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول النعناع وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50-70% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (مساحات كبيرة مأكولة من ورقة النبات تؤثر على النمو والإنتاج).
  • بينما الحالة الثالثة؛ فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 60% وتتطلب تطبيق المكافحة، لأن ورقة النعناع مقروضة بصورة شبه كاملة، فينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول الختمية المصابة.

مع مراعاة الآتي عند التعامل مع دودة اوراق النعناع:

  • استعمال برنامج مبيدات خاص بشكل حازم ضد الدودة تجنبًا لتكوين سلالات مقاومة في حقل النعناع.
  • توجيهات المختصين انحازت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية لدودة الأوراق على النعناع (مبيدات حيوية)، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات بالعناية بالعمليات الزراعية.
  • كما توجد توجيهات لعناية المزارع بحقول النعناع وخاصة بالخدمة الزراعية والري، والتعشيب، والعزيق، الذي يطبق لعمق سطحي غايته تفتيت وتنعيم الكدر الترابية، وقتل الآفات الساكنة واقتلاع جذور الأعشاب.

“اقرأ أيضًا: حلم ثمار الخوخ


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

في واقع الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع دودة اوراق النعناع إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات ضمن حقول النعناع يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة وهذا يمنع الفائدة من استخدام المبيد، خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في حقول النعناع لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات، ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد، وأسد المن ويقضي على نحل العسل Apis ونحل التلقيح الطنان Bombidae المستعمل لتلقيح المحاصيل الزراعية.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول النعناع المصابة، كالأكاروسات والحفارات والتربس على النعناع.
  • أيضًا فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة، غير فسفورية) يعد خطيرًا على زراعة النعناع أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة والمواعيد ونوعية المبيد.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة اوراق النعناع، و أهم العوامل خمسة:

  • عدم إجراء عملية حش أو تعشيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة قبل و بعد زراعة النعناع، حيث يجب أن يتم العزيق لعمق 12 سم.
  • لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال السلبي للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد المتخصص مع الدودة، وكذلك نوع النبات (نعناع أو غيره)، يشجع الآفات ويضعف النبات.
  • عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها النعناع، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة مأمونة، أو في شرانق خاصة.
  • أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة النعناع للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام لمناعة النبات.
  • وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في خطوط زراعة النعناع وخاصة مع إهمال الري.
  • كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول النعناع يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة.

دورة حياة الحشرة

النعناع نبات معمر ومن الممكن ظهور هذه الآفة عليه في أي وقت من السنة، وعادة تقضي دودة اوراق النعناع طور العذراء في الشتاء بهيئة عذراء غير ناضجة في حفر تصنعها بنفسها أو أماكن مخبوءة على أجزاء نباتات النعناع من أوراق وحوامل أزهار. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار في نبات النعناع وما حوله من نباتات تنتمي إلى فصائل أخرى مثل الملفوفية لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 70- 80 بيضة بصورة إفرادية على السطح السفلي لأوراق النعناع. تتغذى اليرقات الفاقسة على أوراق النعناع لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بخمسة أو ستة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، ثم تتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال فترة لا تقل عن أسبوعين أو أكثر حسب درجة الحرارة ومستويات الري و المياه. للحشرة حوالي 4-6 أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في حقول النعناع وأماكن الزراعة، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض وتطور اليرقات وأعمارها ومدى الإصابة.

“اقرأ أيضًا: الحالوش على الكوسا


مكافحة دودة اوراق النعناع

من أجل مكافحة دودة اوراق النعناع تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بحقول النعناع المزروعة وغيرها من نباتات ومحاصيل مزروعة إلى جانبها انطلاقًا بزراعة النعناع بنظام خاص وليس بطريقة العشواء، فهو نبات مفترش وتركه ينمو من دون تنظيم ومسافات مناسبة سيعرضه للآفات وخاصة دودة الأوراق. عند قطف النعنع تزال فقط القمة من الأوراق ويترك الباقي (أي قطف أعلى 4-5 أوراق فقط) و يزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب النباتات منها القرعية والباذنجانية وخطوط النعناع بصفة نهائية مع عزيق لعمق 12-15 سم ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة (الطور الكامل للدودة) وتوزع بين خطوط زراعة النعناع. يراعى فصل زراعة النعناع عن باقي أنواع الزراعات الخيمية والباذنجانية والملفوفية.

مكافحة علاجية للحشرة

ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن حقول النعناع. ترش النباتات بالمبيد كرباريل Carbaryl، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق النعناع المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل (Carbaryl) بالرش على أوراق النعناع للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع مع مراعاة عدم قطف الأوراق إلا بعد 10- 14 يوم من موعد الرش الأخير للنعنع.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول للنعناع المصاب يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد جوزاثيون Azinphos mythel، ثم مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو فوسفاميدون phosphamedon، بعد ذلك يرجع المزارع إلى المبيد الأول كرباريل في الموسم الرابع للنعنع، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 9 أعوام من تطبيقها ضمن حقول النعنع لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة من مشتقات الباراثيرويد.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

دودة اوراق النعناع
أفضل إدارة لحقل النعنع المصاب

 

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بدودة اوراق النعناع تتم كالتالي:

  • فصل زراعة النعنع عن الفصيلة الباذنجانية وعن زراعة باقي الخضار وخاصة الملفوف والخيار والقرعيات.
  • مراقبة المزارع لحقول النعنع بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بمراقبة الأوراق تكرر المراقبة على مدار العام لأن النعنع معمر.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق النعنع.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K للنعنع، لإعطاء دفعة مناعية لنبات النعنع ضد الآفات.
  • يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بنباتات النعنع من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر حتى ثلاث مرات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة اوراق النعناع كآفة خطيرة على النعنع في أماكن زراعته، وتضر بإنتاجه ومردوده الزراعي. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على محصول النعنع الذي يزرعه من أي آفات زراعية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق والتي قد تتفاقم خطورتها وتضر بمردود المزارع وإنتاجه الغالي من الأوراق الطبية والغذائية.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.