دودة ثمار الباذنجان (Eggplant fruits worm)؛ أهم 6 عوامل تشجع الإصابة بها في الحقل

Eggplant fruits worm

تعد دودة ثمار الباذنجان من الآفات والحشرات الضارة بمردود وإنتاج ثمار البتنجان إلى حد كبير، فكيف يتعامل المزراع مع هذه الآفة وما برنامج المكافحة والوقاية المتبع؟

تعتبر دودة ثمار الباذنجان (Eggplant fruits worm) من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب الباذنجان، وتضعف إنتاج المحصول ومردوده الاقتصادي، كما تزداد الإصابة بها في بعض المناطق وتتفاقم الخطورة، وتنجذب آفات أخرى إلى الحقول، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بدودة ثمار الباذنجان، وكيف يمكن مكافحة دودة ثمار الباذنجان؟


آفة دودة ثمار الباذنجان

إن دودة ثمار الباذنجان تعد من الآفات الزراعية التي تصيب محصول الباذنجان الحقلي، وتنتشر في مناطق زراعة الباذنجان في أنحاء العالم. تقدر الأضرار عند تفاقم الإصابة بهذه الدودة بحوالي 40% في بداية الإصابة و 80% مع اشتداد الإصابة، وقد يتضرر محصول الباتنجان بالكامل.


وصف الحشرة

دودة ثمار الباذنجان
وصف شكل الحشرة

 

إن دودة ثمار الباذنجان تشبه إلى حد كبير في الشكل حفار الذرة الأوروبي، وفي ما يلي الوصف الشكلي المفصل:

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة فراشة صغيرة الحجم طول جسمها 1.5- 1.8 سم، أما الأجنحة الأمامية فهي رمادية فضية موبرة وتوجد عليها بقع وخطوط غامقة وفاتحة بصورة منتظمة تعطيها طابع خاص. بينما الزاوية الخارجية للأجنحة فمهدبة بشعيرات كثيفة، والأجنحة الخلفية فضية اللون رمادية عليها زغب وشعيرات طويلة على الحافتين ويغلب على الفراشة اللون البني المحمر.

يرقة دودة ثمار الباذنجان

أما اليرقة فهي ذات لون أخضر داكن أو فاتح وتوجد عليها أشرطة سوداء بنظام خاص، بينما الأغشية بين حلقات الجسم فهي بلون رمادي فضي وتساعد هذه الصفة على تمييز هذه الفراشة. يكون رأس اليرقة ومؤخرتها بلون بني غامق في اليرقة الكاملة أخضر في اليرقة الصغيرة، كما تتواجد على السطح الظهري للجسم بعض الأهداب الصغيرة. يبلغ طول اليرقة الناضجة حوالي 1.5- 1.8 سم ويمكن مشاهدتها لكبر حجمها بعض الشيء وتواجدها على أجزاء النبات بوضوح.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق البلوط


الإصابة بدودة ثمار الباذنجان

تتجلى أعراض الإصابة بدودة ثمار الباذنجان من خلال إصابة ثمار الباتنجان وتلف محتوياتها. تهاجم الأطوار الضارة من يرقات صغيرة وكبيرة الثمار والبراعم في نباتات الباتنجان وحقول الخضار فتأكلها بشراهة وتتغذى على ما يحيط القشرة وكذلك محتويات الثمرة. كذلك فإن اليرقات تهاجم الحوامل الزهرية وتقرضها وتقلل نسبة العقد وتمنع تفتح البراعم والأزهار فينخفض الإنتاج والمردود بحوالي 40- 85% في حقول الباتنجان. لوحظ ازدياد أعداد الآفة وكذلك الإصابة في حقول الباذنجان غير المخدومة بصورة جيدة والمهملة التسميد بصورة خاصة.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة ثمار الباذنجان بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع بتنجان:

  • مراقبة حقول الخضار وأماكن زراعة البتنجان بصورة دورية على دفعات متقاربة، أولها في نيسان/ أبريل، ومراقبة هذه الآفة تكون على مدار العام نظرًا لعدد الأجيال الكبير.
  • مراقبة الثمار خاصة في نباتات الباتنجان بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثمار سوداء وجافة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة البتنجان المشكوك في أمره.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الباذنجان كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة، أو تكرار استعمال نفس المبيدات، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

خطورة دودة ثمار الباذنجان

دودة ثمار الباذنجان
مدى خطورة هذه الدودة

 

تنبع خطورة دودة ثمار الباذنجان من أنها تؤدي لإتلاف الثمار في مكان الإصابة وسقوطها وبالتالي تدني المردود الزراعي. ينجم عن ذلك في كل الأحوال ضعف حقول الخضار والبندورة، وانجذاب آفات أخرى للمحصول أهمها حفار أوراق البندورة، وفراشة الطماطم، وأكاروس البندورة، والتربسات والأكاروسات التي تصيب الباتنجان وغيرها. يمكن أن تنجذب آفات أخرى إلى المحاصيل من ذبابات وحشرات القشرية ماصة للعصارة النباتية، كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية منها البكتيرية والفطرية والفيروسية. مع تداخل الآفات في الحقل وعلى محاصيل الخضار، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة لوقاية حقول الباتنجان وحمايتها.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة ثمار الباذنجان مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول زراعة البتنجان المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل البتنجان الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات كاملة ضمن حقل الباذنجان قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 8-9 %.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية محصول الباتنجان وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 10% وتصل إلى 40- 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، فتكون ثمار البتنجان السوداء والجافة بعدد كبير.
  • بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول وخطوط البتنجان المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقل زراعة وخدمة البتنجان.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة ثمار الباذنجان، و أهم العوامل ستة:

  1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة بعد زراعة الباذنجان.
  2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد ونوع الآفة المستهدفة وكذلك نوع النبات، يشجع الآفات ويضعف نبات الباتنجان.
  3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها الباذنجان، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة.
  4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة الباتنجان للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K والفسفور P والمغنزيوم Mg
  5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في حقول الباتنجان.
  6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول الباذنجان يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة وزيادة عدد البيض عن 50 بيضة للأنثى الواحدة.

“اقرأ أيضًا: حشرة الفستق الحلبي القشرية


دورة حياة الآفة

طور سبات الحشرة

إن طور السبات عند دودة ثمار الباذنجان يحصل في فصل الشتاء، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات الناضجة ضمن شرانقها في مكان مخبوء بين الأعشاب أو أجزاء نبات البتنجان. غالبًا ما تكون اليرقات موجودة على أعماق 5-8-12 سم في أماكن أمينة غير مرئية، أو بين الأوراق، أو في التربة. تستعد اليرقات بعد ذلك وتجهز جسمها لكي تتطور إلى فراشات على نباتات البتنجان نفسها.

طور نشاط الآفة

أما طور النشاط في حقول الباذنجان المصابة فيحصل في الصيف مع بدايات تموز/ يوليو، حيث تتحول اليرقات إلى عذارى في حزيران/ يونيو وقد يتأخر ذلك حتى تموز/ يوليو. بعد ذلك، تعطي فراشات كاملة في الحقول خلال شهر آب/ أغسطس، ثم تضع الأنثى البيض بحوالي 50- 80 بيضة أو أكثر بعد التزاوج على الأوراق أو ما بين الثمار. بعد حوالي 1-2 أسبوع، يفقس البيض ويعطي اليرقات الشرهة للأوراق والبراعم والثمار ثم يكتمل نمو اليرقات في شهر أيلول/ سبتمبر، فتتحول لعذارى فحشرات كاملة بعد شهر أو عدة أيام. أما فراشات الجيل 2 فتضع بيضها على ثمار الباذنجان، ثم بعد نضج اليرقات، فإنها تلجأ لمكان أمين وتبني فيه الشرنقة المنيعة وتبقى فيها حتى الصيف القادم فتخرج من جديد في حزيران/ يونيو في حقول البتنجان معيدة دورة الحياة.

أجيال دودة ثمار الباذنجان

للحشرة عدد كبير من الأجيال قد يصل إلى 5-6 أجيال وحتى 7-8 أجيال خاصة مع توافر الظروف المناسبة في حقول البتنجان غير المخدومة جيدًا.


مكافحة دودة ثمار الباذنجان

دودة ثمار الباذنجان
مكافحة هذه الآفة في حقول البتنجان المصابة

 

من أجل مكافحة دودة ثمار الباذنجان تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بالحالة العامة لحقول البتنجان المصابة بالدودة. يحاول المزارع قدر الإمكان التخلص من أي بقايا نباتية مصابة (الأوراق وثمار النبات) وإتلافها بعيدًا عن الحقل المصاب، كما يقوم المزارع بري الباذنجان كل أسبوع بطريقة متوازنة ويكرر الري 3-4 مرات. كما يقلم المزارع الأفرع المتزاحمة والمتشابكة للباذنجان لتجنب الكثافة الزائدة، ويضيف السماد المعدني بتوازن. بالإضافة لذلك، يفصل المزارع زراعة الباتنجان عن زراعة القطن والبندورة والفليفلة وعن زراعة باقي أنواع الخضار والمحاصيل، ويزرع البتنجان على مسافات مناسبة وهي 40 سم بين النبات والآخر، و 40 سم بين السطر والآخر.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية الاستئصالية باستعمال المبيدات الحشرية الكربماتية بالرش على أوراق وثمار الباذنجان، ويفضل أن يكون المبيد عضوي- جهازي ولا يؤثر على المفترسات الطبيعية والبيئة كمفترسات أبو العيد Coccinella sp وأسد المن Chrysoperla sp. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl بالرش على فروع وأوراق وثمار الباتنجان. كما يمكن أن يتم الرش بالمبيد تركلورفون trichlorfon ويتم ذلك في حزيران/ يونيو على الأجزاء المصابة من نبات البتنجان وخاصة الثمار. يمكن أيضًا استعمال المبيد المتخصص سايبرمثرين cypermethrin في شهر حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو وعلى الأماكن المصابة وخاصة الأوراق والفروع الفتية الحديثة في نبات الباذنجان.

مكافحة حيوية للحشرة

هناك أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة في حقول الباذنجان طبيعيًا، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أبو العيد Coccinella sp المتخصصة باليرقات وإطلاقها في حقول البتنجان المصابة، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في الحقول المتضررة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة في السنوات والمواسم القادمة من محصول الباذنجان، وكذلك يقلل تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

منعًا لتكوين الفراشات واليرقات لسلالات مقاومة للمبيدات تستخدم حلقة استعمال المبيدات، حيث يستعمل في الموسم الأول لإصابة الباتنجان المبيد كرباريل (Carbaryl). أما في الموسم الثاني فالمبيد سايبرمثرين Cypermethrin بالرش على أوراق وثمار البتنجان وكذلك الفروع المتضررة. أما في الموسم الثالث فالمبيد تريكلورفون trichlorfon بالرش على الأماكن المصابة من ثمار البتنجان وغيرها، ثم تغير الحلقة نفسها بعد تسع سنوات من استعمالها من أجل تطبيق أفضل شكل للمكافحة.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الأكي دنيا


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

من أجل الإدارة المتكاملة لدودة ثمار الباذنجان تتبع جملة من الإجراءات أهمها:

  • إجراء تنقيب للتربة أو تفتيت وتنعيم حتى عمق 12 سم لترب نباتات البتنجان، وتكرر العملية 3 مرات حتى العقد.
  • يحرص المزارع على التخلص تمامًا من بقايا محاصيل البتنجان من أوراق وثمار متضررة وأجزاء تالفة ومخلفات بعد الحصاد.
  • يباعد المزارع ما بين الحقول المزروعة بالخضار ويتجنب الكثافة الزائدة، ويفصل زراعة البتنجان عن زراعة البندورة والقطن وعن غيرها من الزراعات.
  • يزرع الفلاح البتنجان على مسافات مناسبة 40 سم بين النبات والآخر و 40 سم بين الصف والآخر.
  • يقلم المزارع البتنجان بشكل جيد، ويزيل الأفرع الزائدة الخارجة من آباط الأوراق، ويعتني بتقليم الفروع القريبة من سطح التربة لمنع تسلق الديدان عليها.
  • أيضًا يعتني الفلاح بمد تربة الباتنجان بكميات متوازنة من الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية، والفوسفاتية، لتقوية مناعة النباتات ضد الآفات، وخاصة الآزوت لأن الباذنجان فقير به.
  • كما يجب على المزارع التخلص بصورة نهائية من الأعشاب الضارة التي تتيح للعذارى الساكنة بالتواجد ضمنها والتكاثر في حقول وأماكن زراعة الباتنجان.
  • ثم يجري المزارع مراقبة دورية لحقول البتنجان في الصيف مع بدايات حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو.
  • مع بدايات الصيف يوزع الفلاح مصائد خشبية مدعمة بالمبيد كارباريل Carbaryl والمادة السكرية بين خطوط البتنجان لصيد ديدان الثمار وحفارات الورق.
  • عند حدوث الإصابة والضرر يستعمل المزارع المبيد الاستئصالي العلاجي والأنفع للدودة الكاملة وغير الكاملة وكذلك الفراشة وهو المبيد كرباريل Carbaryl.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة ثمار الباذنجان كآفة ضارة بالبتنجان. كما يكون الفلاح قد أدرك خطورة هذه الآفة وسبل مكافحتها السليمة ووقاية محاصيله والبرنامج السليم المتبع لإدارة حقول الباذنجان المصابة. يجب على المزارع والفلاح أن يكون حريصًا على حقول الباتنجان وغيرها من خضار مزروعة من الآفات الزراعية التي تؤدي إلى الخسارة وموت المحصول، وخاصة هذه الدودة الخطيرة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.