كابنودس القهوة (Coffe capnodis)؛ أهم 5 أسباب للإصابة به
Coffe capnodis
يعد كابنودس القهوة من الحشرات الخطيرة على إنتاج وزراعة القهوة فكيف يتعامل معه المزارع وما أفضل وسيلة للوقاية منه وكذلك العلاج والمكافحة الممكنة؟
تعتبر حشرة كابنودس القهوة (Coffe capnodis) من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار القهوة المثمرة الغنية بمنبه الكافيين ومادة الثيوبرومين المدرة للبول، وتؤدي إلى ضعف كبير للشجرة وتهدد حياتها بالكامل، كما أن هذه الحشرة تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى الأشجار بسبب ضعف مكان الإصابة، ويمكن لها أن تهدد زراعة بساتين بالكامل من القهوة، فما هي علامات الإصابة بكابنودس القهوة، وكيف يمكن مكافحة كابنودس القهوة؟
حشرة كابنودس القهوة
إن كابنودس القهوة هو واحد من أهم الآفات الزراعية التي تصيب أشجار القهوة المثمرة. تصيب هذه الآفة القهوة، وتنتشر في كل مناطق زراعة القهوة من حول العالم. كما تعتبر هذه الآفة من الآفات الشرهة من بين أنواع الكابنودس الأخرى ويمكن لها إحداث ضعف 100% لبعض بساتين القهوة غير المخدومة، يمكن أن تتواجد هذه الآفة في أسيا في اليابان والصين والهند، وأوروبا في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، ودول شرق المتوسط خاصة تركيا و في سورية والأردن، وشمال أفريقيا.
وصف شكل الآفة
إن شكل كابنودس القهوة لا يختلف كثيرًا عن شكل كابنودس اللوزيات، وهناك نوع منه يمتاز بوجود البقعة القلبية في الجانب الأمامي للصدر عند الرأس. البقعة القلبية غالبًا ما تأخذ شكل مثلثي ورأس المثلث للأسفل، وقد تكون مبحوحة الألوان مما يصعب التمييز بينه وبين بقية أنواع الكابنودس Capnodis أو جنس الكابنودس.
قد تمتد البقعة أيضًا حتى نهاية الحافة الخلفية لترجة الصدر الأمامي، كما توجد 4 بقع سوداء صغيرة على ترجة الصدر ذاته.
“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكولا“
الإصابة بكابنودس القهوة
تهاجم حشرة كابنودس القهوة أشجار القهوة غير المخدومة وغير المعتنى بها في البرازيل والهند والأرجنتين وتركيا وشبه الجزيرة العربية، بيرقاتها الشرهة للفروع والجذوع.
تفضل الحشرة مهاجمة الأشجار الضعيفة التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل دائم وحرارة مرتفعة فوق 35 مئوية، والتي تكون جافة ويابسة وغير معتنى بها بالري خاصة. تلتهم اليرقات منطقة الخشب أولاً، ثم منطقة اللحاء، كما تحدث اليرقات أنفاقًا طويلة في فروع أشجار القهوة والأغصان والجذوع. كما أن الأنفاق تكون من الأعلى باتجاه الأسفل في سوق وفروع وأغصان أشجار القهوة.
كما أنه قد تتواجد العديد من اليرقات في الشجرة الواحدة مما يضعف الأشجار والأغصان ويكسرها ويسبب قلة الكتلة المفيدة للشجرة. أيضًا فقد تتقصف الأشجار من قواعدها لأن هذه الآفة حفارة جذور وتهدد مسقط تاج الشجرة بنخره من جذوره وهذا يقلل حياة وعمر شجرة القهوة.
مستوى خطورة الحشرة
إن مستوى خطورة كابنودس القهوة عالٍ جدًا؛ لأن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة القهوة المثمرة بالكامل. يمكن لليرقات إذا لم يتم كشفها أو معرفة وجودها أن تستمر لما يزيد عن 15- 17 شهرًا مختئبة في أماكنها في اللحاء والخشب، كما أن وجود أعداد اليرقات بشكل كبير بما يفوق 20 يرقة يؤدي إلى كسر الأغصان، وتقصف الجذع نفسه وخاصة في منطقة التاج أو مسقط الشجرة.
بالإضافة لذلك، فإن مكان الحفر يضعف الجذع والأغصان ويعرضها للإصابة بحشرات أخرى أهما حشرات القلف ووخنفساء قلف القهوة وخنافس القهوة وأنواع مختلفة من الكابنودس نفسه الحفار للجذور والفروع.
“اقرأ أيضًا: صوفة أوراق الخوخ“
عوامل تشجع الإصابة بالآفة
إن هناك عوامل تشجع الإصابة بكابنودس القهوة، وأهم العوامل:
- ارتفاع الحرارة فوق 35 مئوية في بساتين القهوة وحدوث الجفاف.
- عدم عناية المزارع بأشجار القهوة المثمرة وخاصة الري؛ لأن هذا الكابنودس يفضل الترب غير المروية.
- كما أن عدم طلاء المزارع لفروع أشجار القهوة وأغصانها بالكلس في الصيف يشجع الإصابة.
- بالإضافة لذلك، عدم تقوية المزارع للأشجار بإهمال التسميد المتوازن يشجع الإصابة، لأن أشجار القهوة تضعف مع ضعف التسميد وخاصة في حال غياب السماد الآزوتي.
- أيضًا فإن وجود آفات أخرى حفارة، خاصة حافرات القلف والخشب واللحاء، وخنفساء قلف القهوة، وسوسة القهوة، يشجع الإصابة بهذه الحشرة.
دورة حياة الحشرة
إن كابنودس القهوة يفضل أجواء الصيف من أجل التكاثر بقوة، وتكون دورة حياة الحشرة بالتفصيل كالتالي:
- تظهر الخنافس الكاملة من الكابنودس في بساتين القهوة مع أيار/ مايو ثم تستمر في ظهورها لعدة أشهر في الصيف.
- بعد ذلك، يكون أوج التكاثر في منتصف الصيف في تموز/ يوليو وحزيران/ يونيو ضمن بساتين القهوة.
- ثم تتغذى الحشرات الكاملة على القلف الغض وقشور الأغصان والبراعم في أشجار القهوة مختارة الضعيف منها، مسببة سقوطها.
- يتم التزواج في شهر آب/ أغسطس أو أيار/ مايو غالبًا وتضع الأنثى حوالي 2500- 3000 بيضة أو أكثر حول مسقط تاج شجرة القهوة.
- غالبًا ما يتم وضع البيض عند منطقة الجذع لشجرة القهوة بالقرب من سطح التربة أو عند الساق أو منطقة التاج الشجرة أو ما يسمى بمسقط الشجرة.
- بعد حوالي عدة أسابيع يفقس البيض ويعطي اليرقات الشرهة التي تفضل أن تهاجم جذور شجرة القهوة مباشرة، تليها الجذوع، ثم الأفرع.
- تحفر اليرقات أولاً في الخشب ثم تبدأ بعد ذلك بالتهام منطقة اللحاء في أشجار القهوة.
- تتحول اليرقات إلى عذارى في حجرة بيضاوية تحت قلف شجرة القهوة قبل أيار/ مايو من العام التالي للإصابة.
- بعد ذلك، تخرج الحشرات الكاملة من الكابنودس من جديد بعد حوالي 4- 7 أسابيع لتعيد دورة الحياة في بستان القهوة.
- يعطي هذا الكابندوس غالبًا جيل واحد في السنة في بساتين القهوة في مناطق الشرق الأوسط كتركيا، بسبب توفر المناخ المناسب، أما في أمريكا فيعطي جيل كل سنتين.
مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بكابنودس القهوة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع قهوة:
-
- مراقبة بساتين القهوة بصورة دورية مع بداية الربيع على دفعات الأولى في أيار/ مايو ثم بقية المراقبة تكون في أشهر الصيف خاصة آب/ أغسطس وتموز/ يوليو.
- مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في أشجار القهوة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان القهوة والحقل المشكوك في أمره بأنه مصاب بالكابنودس.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان القهوة كاستعمال مبيدات ضد الكابنودس دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.
“اقرأ أيضًا: من المتة الأخضر“
مكافحة كابنودس القهوة
تتم مكافحة كابنودس القهوة من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية من الكابنودس
تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجار القهوة المثمرة؛ حيث يعتبر الري أهم سبل المكافحة على الإطلاق لهذه الآفة لأنها تخاف الماء وبيضها يموت عند الجذع مع مياه الري.
يجب على المزارع تكرار الري للقهوة على الأقل ثلاث مرات بعد الرية الأولى، وعدم التطويف. كما يجب على المزارع طلاء الأشجار بمادة كلسية في الصيف وخاصة في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو أو أثناء الحرارة المرتفعة لتجنب الحروق على أشجار القهوة، ومقاومة هذه الآفة.
مكافحة علاجية للآفة
يتم اللجوء للمكافحة العلاجية بمجرد حدوث الإصابة بحشرة واحدة من كابنودس القهوة. يمكن استعمال المبيدات الفوسفو- عضوية فهي الأفضل للقضاء على اليرقة والحشرة الكاملة معًا، رغم أن مكافحة كابنودس القهوة صعبة جدًا فهو قوي للغاية ويصعب القضاء عليه حتى بمبيدات مركبات الفوسفور لأنه قوي كيرقة وكحشرة كاملة في آن معًا.
ينصح باستعمال المبيد فوسفاميدون Phosphamedon ويتم ذلك بالتعفير حول الجذع والرش جيدًا فوق الساق لأشجار القهوة المصابة. كما يمكن أن أيضًا نثر حبيبات المبيد ديازينون Diazinon في التربة ولكنه غير منصوح به ويفضل تركه واستعمال المبيد الأول المذكور أو يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyel برش فروع وسيقان ومسقط تاج شجرة القهوة.
حلقة استعمال المبيدات ضد الكابنودس
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين القهوة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد فوسفاميدون Phosphamedon المعروف باسم ديمكرون بالرش على فروع وجذوع أشجار القهوة المصابة بالكابنودس الكامل واليرقات.
أما في الموسم التالي لإصابة القهوة فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار القهوة المصابة بالكابنودس واليرقة الصغيرة مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان والجذوع بشكل مباشر.
بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار القهوة مستهدفًا الفروع والأغصان والأجزاء القديمة المنخورة والمصابة مع شهر تموز/ يوليو ومرة في آب/ أغسطس، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الكابنودس الكامل واليرقات معًا.
إجراءات الإدارة المتكاملة للكابنودس
إن الإدارة المتكاملة لكابنودس القهوة تتم من خلال جملة من الخطوات العنائية والزراعية والميكانيكية والكيميائية:
- يقوم المزارع بالتخلص من الأعشاب حول بستان القهوة المصاب تمامًا، مع عزيق سطحي 12 سم ويكرر العزيق 3 مرات.
- ثم يقوم المزارع بتقليم أشجار القهوة بإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة تمامًا.
- كما يعتني المزارع بالتخلص من الأفرع القريبة من سطح التربة من أشجار القهوة في حال تواجدها لأنها تساعد اليرقات الحفارة في التسلق.
- كذلك فعلى المزارع أن يستعمل أسمدة بلدية متخمرة لمدة 8- 15 شهرًا قبل أن ينثرها على جوانب بستان القهوة وحول جذوع الأشجار.
- ثم يقوم المزارع بعد هذه الإجراءات بالمراقبة الدورية لأشجار القهوة، وخاصة مراقبة الجذوع ومنطقة التاج، وفي حال وجود نشارة خشبية وثقوب هذا يدل على الإصابة، فيسجل المزارع أي ملاحظات.
- يحرص المزارع قدر الإمكان على جمع أي نواتج مصابة (جذوع، أفرع، أغصان) وحرقها بعيدًا عن بستان القهوة المصاب بالكابنودس.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على كابنودس القهوة ومدى خطورته على الأشجار المثمرة. كما يكون المزارع قد أحاط العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة، وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان القهوة المصاب بالكابنودس. لا بد أن المزارع الحريص على أشجاره يجب أن يهتم بحمايتها من الآفات الخطيرة وخاصة هذا الكابنودس الذي يمكن أن تهدد حياة الشجرة بالكامل وينسف جذع شجرة القهوة من جذوره.
التعليقات مغلقة.