تربس الخلة (Ammi thrips)؛ أهم 7 أسباب للإصابة به

Ammi thrips

يعد تربس الخلة من الحشرات الضارة بإنتاج ومردود الخلة كنبات طبي هام، فكيف يتعامل المزارع والمنتج الزراعي مع هذه الحشرة وما أفضل علاج ممكن لها في الحقل؟

يعتبر تربس الخلة (Ammi thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب عشبة أو نبات الخلة (البلدية، الشيطانية) وتضعف الإنتاج، حيث يزرع هذا النبات للحصول على فوائده الطبية كمضاد التهاب ومرمم للأنسجة وعلاج بعض الأمراض كأمراض الجلد والبرص، واستخراج مادة الخلين الطبية. حيث يسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي الخلة إلى حد قد يكون كبيرًا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الخلة، وكيف يمكن مكافحة تربس الخلة عند حدوث الضرر؟


معلومات عن تربس الخلة

تعد حشرة تربس الخلة من الحشرات الاقتصادية التي تصيب الخلة البلدية والشيطانية، ويحصل هذا في مناطق زراعة الخلة في منطقة حوض المتوسط حيث يتواجد بكثرة في تركيا وأفغانستان وقبرص وسوريا وكذلك في جنوب شرق أوربا مثل أوكرانيا. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في حقل الخلة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الخلة بغزارة، وتمتاز حشرات التربس بنشاط عالي في امتصاص عصارة النبات ويشبه نشاطها تقريبًا نشاط حشرات المن لذلك فهي حشرات خطيرة وتعامل بمبيدات متخصصة.


وصف التربس

إن حشرة تربس الخلة هي حشرة صغيرة متطاولة وتبدو رفيعة وهي تماثل الإبر في الشكل، وفي ما يلي وصفها الكامل:

الحشرة الكاملة للتربس

إن الحشرة الكاملة من تربس الخلة ضارة وهي لا يزيد طولها عن 3 مم، فاللون العام أحمر برتقالي أو أرجواني مخطط بالبني، وسطح الجسم مقسم طولاني. بينما الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار فبلون بني مسود وتتواجد الحوريات خاصة على الأماكن الغضة من النبات فهي تحب النمو الرهيف أو الفتي.

حوريات تربس الخلة

تمر حوريات تربس الخلة بعدة أعمار حوالي 3-4، وهي أيضًا ضارة كالحشرة الكاملة، وتكون الحوريات أو الأطوار غير الكاملة من التربس بلون ليموني فاتح أو باهت في بداية عمرها، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون البرتقالي في العمر الأخير للحورية.

“اقرأ أيضًا: المن على الخس


الإصابة بتربس الخلة

تربس الخلة
مظاهر الإصابة بهذا التربس

 

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الخلة، من خلال:

  1. مهاجمة التربس للخلة، ثم امتصاص الحشرات للعصارة النباتية الخلوية في الطبقة البرانشيمية بأنسجة أوراق وأزهار الخلة.
  2. تصفر الأوراق ونموات الخلة الغضة الفتية والحديثة عمرًا وتصيبها قروح بيضاء رمادية و طبقة من القشور السوداء والمساحات الميتة.
  3. يغطى سطح أوراق الخلة والأزهار المصابة بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات الحشرة وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق ويجذب فطر العفن الأسود Pencillium.
  4. تتدهور القيمة التجارية لمحصول الخلة الكلي الناتج وقد لا يباع في السوق لأن محتواه من المادة الطبية الفعالة يقل ويقل محتواه من مادة الخلين.
  5. من أعراض الإصابة تشوه ورقة الخلة المصابة ثم تتجعد وتلتف حوافها فتسقط أو تبقى في حالة مشوهة على النبات.

خطورة تربس الخلة

تنبع خطورة تربس الخلة، من أن هذه الآفة تضعف نباتات الخلة في أماكن الإصابة، وهذا ينعكس على المحصول وهو الأزهار والأوراق المستعملة كمضاد التهاب (منقوع، شراب محلى بالسكر) واستخراج المادة الطبية الفعالة في ترميم الأنسجة وعلاج أمراض الجلد والبرص وكمضاد التهاب، كما تنجذب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كأكاروس الحلم الدودي والحلم ودودة أوراق الخلة وغيرها. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات، والفيروسات، و مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن حقول الخلة المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية محصول الخلة وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة في حال تضرر مردود المحصول وانخفاض الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: حشرة جوزة الطيب القشرية


دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة تربس الخلة بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

تكاثر التربس

تضع أنثى التربس البيض بحوالي 50 بيضة ضمن أنسجة وأوراق وأزهار وحوامل أزهار الخلة تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا في زوايا النبات المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة وحول السيقان في حال كثافة الزراعة في وحدة المساحة. يفقس البيض بعد حوالي 3-4 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في حقول الخلة، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ عملها في امتصاص عصارة النبات وإضعاف الأوراق والحالة العامة للنبات وبعد أسبوع تظهر الأعراض بشكل واضح على أوراق وأزهار الخلة.

تطور الآفة

تبدأ الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق الخلة، ثم تتابع تطورها بعدة أعمار فتعطي التربسات الكاملة ومنها إناث جديدة تتكاثر وتعطي الأجيال اللاحقة التي تزداد عند زراعة الخلة بكثافة عالية وإهمال عملية التفريد. تعيش الحشرات الكاملة فترة قد تصل إلى شهرين في حال توافر الظروف الملائمة، أيضًا فإن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في حقول الخلة المصابة، وكذلك فهي تحتاج لحرارة معتدلة مناسبة ولكن تموت مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف ولا يناسبها الصيف.

أجيال تربس الخلة

يختلف عدد أجيال تربس الخلة، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة وعناية المزارع بالعمليات الزراعية.


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع للحقل المصاب بتربس الخلة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الخلة بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل، والثانية في أيار/ مايو، وتكرر المراقبة كل ثلاثة أشهر فهذا هو موعد خروج الأجيال.
  • مراقبة الأوراق والأزهار على نباتات الخلة بصورة ممنهجة منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات بيضاء وقشور أو أي أعراض إصابة بالتربس.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة الخلة المشكوك في أنه مصاب بالتربس وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الخلة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد ديسيس Decis, والمبيدات المعتمدة على الفحم المكرر، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للتربس، وغيرها.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

تربس الخلة
أسباب الإصابة بهذا التربس

 

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الخلة، وأهم العوامل والأسباب:

  1. أهم عامل وسبب هو الكثافة العالية في وحدة المساحة عند زراعة الخلة على مسافات غير مناسبة.
  2. إهمال عملية التفريد التي لا بد منها لنبات الخلة.
  3. زراعة عشوائية غير منتظمة للأرض وزراعة الخلة في أرض غير مدروسة من ناحية تقسيم وتوزيع النباتات (محاصيل، أشجار، أعشاب).
  4. زيادة التسميد الآزوتي للخلة التي تشجع نمو غض للأوراق والأغصان؛ وهذا محبب جدًا للتربس.
  5. كما أن ارتفاع الرطوبة في حقول الخلة يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب النبات.
  6. إهمال العناية بالحالة العامة لنباتات الخلة الصغيرة وتربتها من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق للعمق المطلوب لأن النباتات الفتية أكثر عرضة للتربس من النباتات الكبيرة.
  7. وجود الأعشاب الضارة في حقل الخلة بصورة موبوءة يشجع عذارى التربس على التكاثر والتنقل بين الأشجار.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكاكاو القشرية


مكافحة تربس الخلة

لمكافحة تربس الخلة، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من التربس

تتم المكافحة الوقائية بعناية المزارع بعزيق التربة قبل الزراعة وأيضًا بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في حقول الخلة، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن النباتات، ويتم تفريد الخلة بإبقاء 2 نبات فقط في الجورة الواحدة المزروعة عند وصول النبات لارتفاع 12 سم. أيضًا يجب أن تتم زراعة الخلة على مسافات مناسبة، وهي 25-28 سم بين النباتات، و 30 سم على الأقل بين السطور. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في حقل الخلة بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة وعدم زيادة الري وعدد الريات بصفة نهائية. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة في تربة زراعة الخلة تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده للخلة فيجب أن يكون الري منتظم (ويفضل استعمال الري بالتنقيط وأسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري عن طريق إضافة السماد مع الماء) وبهذا تزداد مقاومة النبات للآفات والأمراض.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية الكيميائية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في خطوط الزراعة و حقول الخلة، حيث تتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد مونوكروتوفوس (monocrotophos) بالرش على أوراق وأزهار الخلة الغضة التي تظهر عليها الأعراض. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في حقول الخلة المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد ديكلوروفوس DDVP، أو ميتا سيستوكس، بالرش على الأجزاء المصابة من نباتات الخلة وهي (أوراق، أزهار، فروع غضة).

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول الخلة يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد DDVP. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وأزهار وأفرع الخلة الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مونوكروتوفوس monocrotophos، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول الخلة المصابة والمتضررة من التربس.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لتربس الخلة تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية. يعتمد المزارع على حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات ومنها التربس بتعقيم ترب زراعة الخلة بالمبيد ميتام الصوديوم metam sodium أو إندوسلفان endosulfan. كما يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في حقل الخلة بمعدل 8 مصائد لكل حقل مكون من 80 نبات، لصيد فراشات الأنفاق كحفار أوراق الخلة. كما يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة كافية ثم نشره وتوزيعه في حقول الخلة، والتسميد بالآزوت على ثلاث دفعات بمعدل 30-40 كغ للهكتار (لكن عدم زيادته بصفة نهائية). أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، لأن وجود التربس يشجعها، من خلال (استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide) على أوراق الخلة والفروع الغضة. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في الحقول وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبات خلة منفرد وهذا من خلال عملية التفريد الهامة لنبات الخلة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الخلة ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن الحقول. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس وبرنامج الإدارة المطبق في حقل الخلة المصاب، حيث تسبب كثير من حشرات التربس أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي وتجب مكافحتها لكي لا يخسر المزارع مردوده وإنتاجه وخاصة مردود هذه النباتات المفيدة التي لها فوائد طبية علاجية لا غنى عنها.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.