حشرة الفستق الحلبي القشرية (Pistachio lepidosaphes)؛ أهم 4 أسباب تشجع الإصابة بها

تعتبر حشرة الفستق الحلبي القشرية (Pistachio lepidosaphes) من أخطر الآفات الزراعية التي تصيب الفستق الحلبي وغيره من نباتات منتجة اقتصاديًا، وتؤدي هذه الآفة إلى ضعف الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ، وضعف الأشجار وانجذاب الآفات إليها، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بحشرة الفستق الحلبي القشرية، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حشرة الفستق الحلبي القشرية؟

---

آفة حشرة الفستق الحلبي القشرية

إن حشرة الفستق الحلبي القشرية تعتبر من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الفستق الحلبي والأشجار المثمرة. كما تسبب هذه الآفة ضعف الأشجار وتدني الإنتاج والمردود الاقتصادي، حيث تعود أصول وجذور هذه الحشرة إلى أواسط آسيا، ودول شرق المتوسط. كما تنتشر هذه الآفة بغزارة على أشجار الفستق في قبرص، وتركيا، وإيران وسورية، والأردن، ولبنان، وفلسطين. أيضًا تتواجد هذه الحشرة وتتكاثر في جنوب أوروبا، وأمريكا اللاتينية والشمالية.

---

وصف الآفة

إن حشرة الفستق الحلبي القشرية تشبه بقية الحشرات القشرية في الشكل (كالحشرة القشرية الأرجوانية والحمراء والكأسية مثلاً). في الواقع، إن الحشرة الكاملة غير متحركة ومغطاة بقشرة رمادية مبيضة، كما تتواجد على جسم الحشرة سرة جانبية سوداء غامقة. أيضًا فإن القشرة تكون بيضاوية عند الأنثى ومتطاولة عند الذكر، أما من دون القشرة فإن لون جسم الحشرة عند الأنثى هو البنفسجي المبيض وعند الذكر فبرتقالي مصفر.

---

الإصابة بحشرة الفستق الحلبي القشرية

 

تسلك حشرة الفستق الحلبي القشرية سلوك ماصات العصارة النباتية وليس سلوك الحافرات وصانعات الأنفاق. كما أن هذه الآفة تصيب كل أجزاء شجرة الفستق دون استثناء (ثمار، أوراق، أغصان، أزهار، براعم، فروع)، حيث تتجلى أعراض الإصابة من خلال:

• تهاجم الأطوار الضارة من حوريات وحشرات كاملة أشجار الفستق فتمتص عصارة الأنسجة النباتية.
• كما تظهر بقع حمراء على الفروع والثمار المصابة للفستق الحلبي.
• أيضًا فإن الحشرة تفرز موادًا سامةً على الأشجار أثناء تغذيتها فتجف الأفرع وتتساقط الأوراق تباعًا عن الشجرة تالفة أو متهالكة.
• كذلك فإن الإصابة تجذب فطر العفن الأسود ونتيجة لذلك يضعف تنفس النبات ونموه وتضمر الأشجار وتجف مع الوقت.

“اقرأ أيضًا: حفار جذور المشمش“

---

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة الفستق الحلبي القشرية، وأهم العوامل أربعة:

1. وجود حشرات أخرى ماصة للعصارة النباتية كالبق الأسترالي، وحشرة الدفلة القشرية، وبسلا الفستق الحلبي.
2. أيضًا فإن زيادة الرطوبة تؤدي بصورة خاصة لانتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية وتشجع هذه الحشرة لتصيب شجرة الفستق.
3. كما أن انخفاض الرطوبة نفسه يشجع هذه الحشرة على أوراق الفستق الرطبة والغضة.
4. كذلك فإن اتباع المزارع لأساليب سيئة في الري لأشجار الفستق يشجع الإصابة بالحشرة (الري الغزير الزائد).

---

دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة الفستق الحلبي القشرية بطور نشاط ربيعي أو صيفي، وفي ما يلي دورة الحياة:

تشتية حشرة الفستق الحلبي القشرية

تمضي الآفة طور التشتية أو فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة التي تكون مخصبة غالبًا، وتقضي هذا الطور ضمن شقوق القلف في أشجار الفستق المصابة والمتضررة. كما أن للحشرة جيلان في العام الأول في أيار/ مايو والثاني مع نهايات تموز/ يوليو أو آب/ أغسطس في بساتين الفستق الحلبي.

وضع بيض الآفة

بعد ذلك، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع وبلوغها مستوى مناسب للتكاثر، تتزواج الحشرات لتضع البيض. كما أن الأنثى تضع البيض بحوالي (100) بيضة في شهر آذار/ مارس، ثم يفقس البيض بعد عدة أسابيع وتخرج منه الحوريات التي تبدأ في امتصاص العصارة النباتية للأوراق والفروع والأغصان.

الطور الكامل للحشرة

تصل الآفة إلى الطور الكامل في حزيران/ يونيو، كما أن الأنثى تبدأ في وضع بيض الجيل التالي في أوائل تموز/ يوليو. بعد ذلك، فإن اليرقات الخارجة من البيض تتابع تطورها وتصل إلى طور الحشرة القشرية الكاملة في وقت متأخر من الخريف. تقضي الحشرة فصل الشتاء من جديد معيدةً دورة الحياة في بساتين الفستق.

“اقرأ أيضًا: خنفساء الفول“

---

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحشرة الفستق الحلبي القشرية بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فستق حلبي:

• مراقبة بساتين وأماكن زراعة الفستق بصورة دورية على دفعات، الأولى في أيار/ مايو والثانية في تموز/ يوليو، والثالثة في آب/ أغسطس.
• مراقبة الأغصان والأوراق والثمار في أشجار الفستق بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل شمعية أو قشور أو تكتلات قشرية متقرحة.
• أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الفستق وخطوط الزراعة المشكوك في أمرها الذي يعتقد المزارع أنها مصابة بالحشرة.
• تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الفستق المصاب كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للحشرة القشرية، وغيرها.

---

مكافحة حشرة الفستق الحلبي القشرية

 

تتم مكافحة حشرة الفستق الحلبي القشرية من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم المكافحة الوقائية من خلال اعتناء المزارع بشجرة الفستق الحلبي بتقليل السماد الآزوتي وتعدم المبالغة بالري، أي بتوازن الرطوبة في حقله وبساتين الأشجار المثمرة. يحاول المزارع قدر الإمكان تنظيم الري وعدم زيادته عن حده أو نقصانه، كما يسعى المزارع لمكافحة بقية الحشرات الماصة للعصارة النباتية من خلال استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية برش أوراق وجذوع وفروع أشجار الفستق. يفضل أن يستعمل المزارع مبيدات جهازية أو اختيارية فوسفو- عضوية ترش على الأجزاء المتضررة من شجرة الفستق.

مكافحة علاجية للآفة

أما المكافحة العلاجية لحشرة الفستق الحلبي القشرية فتجرى عند تأكد المزارع من الإصابة بظهور الأعراض والدلالات التي تؤكد ذلك، وتتم المكافحة كالتالي:

• تستعمل عند مكافحة الآفة الزيوت الشتوية المقواة بالمبيدات، حيث يضاف للزيوت الشتوية المبيد DNOC.
• كما يمكن أن يضاف المبيد ميثيداثيون Methidathion أو ما يسمى سوبر أسيد Super- acid وترش أوراق وأغصان الفستق به، وهذا الإجراء يقلل من تعداد الآفة بصورة جيدة في الربيع.
• كما ترش الأشجار باستعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos على الفروع والثمار وأغصان الفستق.
• كما يمكن استعمال المبيد فينيتروثيون fenitrothion مع بدايات أيار/ مايو ومرة أخرى مع مع نهاية تموز/ يوليو برش أوراق الفستق الحلبي.
• يراعى أن يتم إجراء المكافحة المذكورة في الربيع والصيف وقبل تشكل الطبقة القشرية التي تحمي الحشرات من المبيد.

مكافحة حيوية للآفة

في الواقع، إن هناك هناك مفترسات وطفيليات تقلل من أعداد هذه الآفة في بساتين الفستق طبيعيًا. يمكن أن توجد هذه الأعداء الحيوية بصورة طبيعية ويمكن إكثارها في المخبر، ومن أهم المفترسات Chilocorus bipustulatus من فصيلة أبو العيد. وكذلك فمن أهم الطفيليات Aphytis maculicornis التي تقلل من أعداد الحشرة القشرية وغيرها.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الفستق الحلبي المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وأوراق وثمار أشجار الفستق المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة الفستق الحلبي فيستعمل المبيد براثيون ميثيل (Parathion methyl) بالرش على الأشجار المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق والثمار والأغصان الغضة. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الفستق على الأغصان الغضة والثمار والأوراق المصابة مع شهر أيار/ مايو، ومرة ثانية في آب/ أغسطس، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة والحوريات معًا.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك“

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للحشرة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة الفستق الحلبي القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية:

• يقوم المزارع بتعقيم وتطهير التربة بالطاقة الشمسية أو بالفابام بالنثر حول جذوع أشجار الفستق.
• يمكن أن يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع أشجار الفستق بالقرب من سطح التربة، حيث يسهم ذلك في رفع حرارة التربة إلى حوالي (60 درجة مئوية) خلال أشهر الصيف والقضاء على الآفات الساكنة.
• كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، ضوئية)، حيث توزع المصائد على أشجار الفستق الحلبي لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى ومن ضمنها هذه الحشرة.
• بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد في الموسم الواحد لأن هذا يزيد مقاومة الآفات ويجعلها تشكل سلالات مقاومة على أشجار الفستق.
• أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة من مشتقات باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية مكررة (كالمبيد DDT) فهي تضر بمناعة أشجار الفستق.
• ينصح باستعمال مبيدات الكربمات، والمبيدات الفوسفو- عضوية، ومبيدات التيرازول بصورة خاصة عند التعامل مع هذه الآفة على الفستق الحلبي.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الفستق الحلبي القشرية ومدى خطورتها وأضرارها الكبيرة علل أشجار الفستق وباقي الأشجار المثمرة في البساتين. كما نكون قد تعرفنا على سبل المكافحة والوقاية والعلاج وبرنامج الإدارة. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على ما يزرع من أشجار فستق حلبي مثمرة، وعلى خلو بساتينه من الآفات الضارة.